منتخبنا الوطني الأول يظهر «وديعا» فـي «مينيسوتا» وأسباب عديدة خلف السقوط الكبير
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
رباعية أميركية تكشف المستور
الأحمر «يختفي» تماما باستاد أليانز فيلد ويكتفي بتسديدة «واحدة» على المرمى طيلة المباراة
متابعة ـ صالح البارحي:
قدم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق أمام نظيره المنتخب الاميركي في اللقاء الدولي الودي الذي جرت أحداثه في الرابعة والنصف صباح أمس بالتوقيت المحلي على ساحة ستاد أليانز فيلد بمدينة سانت بول مينيسوتا الأميركية وسط حضور جماهيري جيد، حيث غاب كل شيء جميل في المباراة ولم يظهر لاعبو منتخبنا أي ردة فعل باستثناء بعض التحركات التي لم تكن مجدية إطلاقا ولم تشكل أي خطورة على مرمى المنتخب الأميركي طيلة دقائق المباراة في مشهد لم نعتده على حارب السعدي ورفاقه، ولم يقدم منتخبنا صورة متكاملة للفريق الذي ننتظره قبل التصفيات المزدوجة والعديد من الاستحقاقات التي تحتاج إلى عمل متقن قبل العودة للوراء بهكذا شكل .
منتخبنا خسر اللقاء شكلا ونتيجة وأداء، حيث اكتفى بتسديدة واحدة فقط على مرمى الحارس الأميركي طيلة المباراة ، فيما سمح لشباكه أن تتلقى رباعية نظيفة كادت تتضاعف وتصل إلى رقم يصعب نسيانه لولا براعة إبراهيم المخيني في عدد من الكرات الخطرة على مرمى منتخبنا، منتخب أبناء العم سام أنهى الشوط الأول بهدف نظيف أحرزه فلوريان بالوجون في الدقيقة 13 ، فيما كان لتغييرات المدرب الأميركي مفعول السحر في الشوط الثاني، ليسجل المنتخب الأميركي 3 أهداف متتالية عن طريق برندن أرونسون في الدقيقة 60، وريكاردو بيبي في الدقيقة 79 وخالد البريكي بالخطأ في مرمى منتخبنا في الدقيقة 81 .
مشهد غريب
في الحقيقة، أن ما شهدناه على ساحة ستاد أليانز فيلد في مينيستوتا الاميركية يكاد أمر لا يصدق على الأقل في الفترة الأخيرة بقيادة برانكو، فالمشهد كان محزنا للغاية، وكم من الجماهير العمانية كانت تتمنى إطلاق صافرة نهاية المباراة بأسرع وقت ممكن، فما أظهره لاعبو منتخبنا عطفا على ما قدموه سابقا يكاد يكون بنسبة سلبية إلى أبعد درجة، فغاب كل شيء في الميدان وخارجه كذلك، فالاخطاء الدفاعية كانت كارثية إلى أبعد الحدود، ولاعبو الوسط تائهون في الميدان بدون عنوان باستثناء حارب السعدي الذي قام بدوره على أكمل وجه كما ينبغي وجميل اليحمدي من الطرف الأيمن كذلك، وفي الهجوم الثنائي عصام الصبحي ومحسن الغساني وكأنهما غير مشاركين في المباراة، حيث لم يظهرا أي خطورة تذكر ولم يظهرا حتى شراسة في مضايقة المدافعين الأميركيين ولو في أحيان قليلة . لا يكاد لاعبو منتخبنا يمررون كرة أو اثنتين صحيحتين إلا حدث الخطأ وتم افتكاك الكرة من لاعبي المنتخب الاميركي بكل سهولة ويسر، وحينها يعود منتخبنا لشكله الدفاعي وهو في الاساس غير منظم تماما باستثناء الكرات التي يبعدها الخميسي والبريكي بدون عنوان، فقط تكون من أجل إبعاد الخطر وبكرات طويلة تكون صيدا سهلا للاعبي المنتخب الاميركي الذين يبدأون من خلالها رحلة هجومية صوب مرمى المخيني وما أكثرها في المباراة، ومن يشاهد اداء لاعبينا (الجماعي) يستغرب كيف لنا أن نصل إلى أبعد مرحلة يطمح لها كل منتخب في تاريخ كرة القدم العالمية بهذا الشكل … فالمنتخب أوضح للجميع بأنه يحتاج إلى عمل كبير حتى نصل لمبتغانا في نهاية المطاف بعيدا عن مبدأ المجاملة والتملق والاستجداء . أسباب مختلفة
باعتقادي بأن أسبابا عديدة ساهمت في أن يظهر منتخبنا بهذا الشكل (المفزع) في صباحية الأمس، ولعل أول هذه الاسباب الرحلة الطويلة التي ساهمت في الكثير من الإرهاق للاعبينا خاصة وأن مثل هذه الرحلات لم يعتد عليها منتخبنا في ظرف قصير كما حدث قبل لقاء أميركا، أضف إلى ذلك فارق التوقيت بين السلطنة واميركا وهو ما يحتاج إلى فترة أطول للتأقلم على الأجواء هناك من كافة النواحي بدلا من ثلاثة أيام فقط وهي في حد ذاتها مشفوعة بالإرهاق الكبير للجميع . ولا أجدني ابتعد عن غياب عدد من الركائز الأساسية للمنتخب مثل جمعة الحبسي وصلاح اليحيائي وأمجد الحارثي للإصابة وهم ثلاثي مؤثر في طبيعة الحال، ويعتمد عليهم برانكو كثيرا في المنافسات السابقة وأظهر الثلاثي نجاعة كبيرة كل في مركزه، ولا ننسى الغياب الطويل لخالد الهاجري بسبب الاصابة التي يعاني منها وهو الحل الهجومي الأول لبرانكو لما يتميز به من قوة إلتحام وجسارة في التحكم بالكرة وسط الضغط وبنيته الجسمانية التي تساعده على ذلك والتسديد القوي باتجاه المرمى كأحد الحلول في تسجيل الأهداف ، ولكن هذا لا يعني بأن هذا الامر هو من تسبب فيما شاهدناه من عطاء متراجع في لقاء اميركا إطلاقا، فالمنتخبات تتعرض لمثل هذه الظروف من الاصابات لكنها تقف بقوة إذا ما كانت الارضية صلبة في كل الأحوال .
صعوبة المرحلة
المرحلة القادمة التي تنتظر الأحمر ستكون صعبة للغاية في ظل الوضع الذي ظهر عليه في لقاء فجر الأمس أمام أميركا، لسنا محبطين ولكن هذا هو الواقع الذي كشفه المنتخب الاميركي السريع والمنظم وصاحب الحلول الكثيرة، ما يعني أن منتخبنا متى ما واجه منافسا لديه سرعة وتنظيم عال في أرضية الميدان سيواجه صعوبات قد لا تسعفه في تحقيق حلمه، ناهيك عن بقاء الاخطاء الكارثية في الخط الخلفي كما هي دون تصحيح وهو ما أفقدنا فرصا كثيرة كانت بين أيدينا في التصفيات الآسيوية المزدوجة لمونديال قطر 2022 الماضي، خاصة في لقاءات السعودية ذهابا وإيابا واليابان في مسقط واستراليا في الدوحة، وليس من المعقول أن تمر سنوات كثيرة على تواجد برانكو رفقة المنتخب ولا تزال الاخطاء مستمرة كما هي عليه حتى الآن . الاحمر تنتظره منافسات نهائيات آسيا التي ستقام في الدوحة مطلع العام القادم 2024 ، والتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال 2026 ونهائيات آسيا 2027 ، بالاضافة إلى خليجي 26 التي ستقام في الكويت بنهاية 2024 بإذن الله، وهذه كلها بحاجة إلى عمل منظم وخطط عمل محددة منذ وقت مبكر وليست وليدة اللحظة حتى يستطيع برانكو ورفاقه قيادة الكرة العمانية إلى أبعد نقطة ممكنة في كل منافسة يشارك بها … فهل نشهد مرحلة سعيدة قادمة أم يستمر الوضع كما هو عليه !!
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المنتخب الامیرکی فی الدقیقة إلى أبعد
إقرأ أيضاً:
منتخب السودان للمحليين يهزم إثيوبيا بهدفين في تصفيات أمم إفريقيا
وضع المنتخب السوداني قدمًا في مشوار التأهل لبطولة أمم إفريقيا للمحليين بعدما تغلب ذهابًا على نظيره الإثيوبي ببنغازي مساء الأحد.
بنغازي: التغيير
حقق منتخب السودان الوطني للمحليين فوزًا مهمًا على نظيره الإثيوبي بهدفين دون مقابل على ملعب شهداء بنينا في ليبيا لحساب ذهاب الدور الثاني لتصفيات الأمم الإفريقية للاعبين المحليين بكينيا، أوغندا، وتنزانيا 2025.
وسجل الثنائية لصقور الجديان كل من ياسر مزمل وموسى كانتي على مدار الشوطين.
الشوط الأولجاء شوط اللقاء الأول سريعًا منذ انطلاقه، حيث شن السودان طلعات هجومية على مرمى المنتخب الإثيوبي عن طريق ياسر مزمل ومحمد عبدالرحمن “الغربال” بغية إحراز هدف مبكر.
وكان لصقور الجديان ما أرادوا، إذ تمكن اللاعب ياسر مزمل من وضع منتخب بلاده في المقدمة بهدف السبق في الدقيقة السابعة من انطلاقة المباراة، عبر تسديدة داخل منطقة الجزاء على يسار حارس المنتخب الإثيوبي، مستفيدًا من التمريرة السحرية للاعب عبدالرؤوف يعقوب.
وبعد الهدف، حاول المنتخب الإثيوبي إدراك التعادل وقاد عدة هجمات على مرمى خصمه، إلا أن يقظة خط الدفاع وحارس المرمى حالت دون وصولهم للشباك، لينتهي الشوط الأول بتقدم منتخبنا الوطني بهدف دون مقابل.
الحصة الثانيةفي شوط اللعب الثاني، شكل الإثيوبيون ضغطًا كبيرًا على مرمى الصقور. وشعر مدرب السودان الوطني الغاني كواسي أبياه بالخطر من جراء الضغط المتواصل للمنتخب الإثيوبي على مرمى فريقه، ليجري عدة تبديلات.
وسحب أبياه كلا من محمد عبدالرحمن، وياسر مزمل، ووالدين بوغبا، ليحل محلهم السماني الصاوي، ومحمد الرشيد، وعلي عبدالله كبا. وأعادت التبديلات التوازن لمنتخب السودان، الذي بدأ في تشكيل خطورة على مرمى الإثيوبيين.
وتمكن اللاعب موسى حسين (كانتي) من إطلاق رصاصة الرحمة في مرمى الخصم عندما أضاف الهدف الثاني لمنتخب بلاده في آخر أنفاس المباراة، من حالة انفراد كامل بالمرمى عبر تمريرة بينية من اللاعب عبدالرؤوف يعقوب، حيث وضع الكرة في الشباك محرزًا هدف اللقاء الثاني.
وأطلق حكم المباراة بعد الهدف صافرة نهاية اللقاء بفوز منتخب صقور الجديان للمحليين على المنتخب الإثيوبي بهدفين دون مقابل.
تألق جماعيشهدت المباراة تألقًا واضحًا وكبيرًا لنجوم المنتخب الوطني، خاصة اللاعب عبدالرؤوف، الذي صنع هدفي اللقاء وقدم مستوى رائعًا تفاعلت معه الجماهير الكبيرة التي جاءت لمؤازرة المنتخب.
وظهر بشكل لافت الحارس أبوعشرين، الذي كان أحد نجوم اللقاء، حيث تصدى للعديد من الكرات الخطرة على مرماه، وكان سدًا منيعًا وجدارًا فولاذيًا. واستطاع أن يستعيد مكانته كأحد نجوم المباراة.
جماهير الجالية تساندحرصت أعداد كبيرة من أبناء الجالية السودانية بليبيا على التواجد في مدرجات ملعب شهداء بنينا، وذلك لمؤازرة وتشجيع لاعبي المنتخب. وساند الأنصار اللاعبين، وهتفوا وصفقوا لهم، وبثوا الحماس في اللاعبين الذين لم يخذلوا هذه الجماهير التي أتت من وقت مبكر لتشجيع المنتخب، رغم هطول الأمطار في ملعب المباراة.
ويقام لقاء الإياب الأربعاء على نفس الملعب بمدينة بنغازي لتحديد المتأهل إلى نهائيات الأمم الإفريقية بالمغرب في فبراير 2025.
الوسومأمم أفريقيا إثيوبيا منتخب السودان منتخب السودان للمحليين