رباعية أميركية تكشف المستور

الأحمر «يختفي» تماما باستاد أليانز فيلد ويكتفي بتسديدة «واحدة» على المرمى طيلة المباراة

متابعة ـ صالح البارحي:

قدم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق أمام نظيره المنتخب الاميركي في اللقاء الدولي الودي الذي جرت أحداثه في الرابعة والنصف صباح أمس بالتوقيت المحلي على ساحة ستاد أليانز فيلد بمدينة سانت بول مينيسوتا الأميركية وسط حضور جماهيري جيد، حيث غاب كل شيء جميل في المباراة ولم يظهر لاعبو منتخبنا أي ردة فعل باستثناء بعض التحركات التي لم تكن مجدية إطلاقا ولم تشكل أي خطورة على مرمى المنتخب الأميركي طيلة دقائق المباراة في مشهد لم نعتده على حارب السعدي ورفاقه، ولم يقدم منتخبنا صورة متكاملة للفريق الذي ننتظره قبل التصفيات المزدوجة والعديد من الاستحقاقات التي تحتاج إلى عمل متقن قبل العودة للوراء بهكذا شكل .

منتخبنا خسر اللقاء شكلا ونتيجة وأداء، حيث اكتفى بتسديدة واحدة فقط على مرمى الحارس الأميركي طيلة المباراة ، فيما سمح لشباكه أن تتلقى رباعية نظيفة كادت تتضاعف وتصل إلى رقم يصعب نسيانه لولا براعة إبراهيم المخيني في عدد من الكرات الخطرة على مرمى منتخبنا، منتخب أبناء العم سام أنهى الشوط الأول بهدف نظيف أحرزه فلوريان بالوجون في الدقيقة 13 ، فيما كان لتغييرات المدرب الأميركي مفعول السحر في الشوط الثاني، ليسجل المنتخب الأميركي 3 أهداف متتالية عن طريق برندن أرونسون في الدقيقة 60، وريكاردو بيبي في الدقيقة 79 وخالد البريكي بالخطأ في مرمى منتخبنا في الدقيقة 81 .

مشهد غريب
في الحقيقة، أن ما شهدناه على ساحة ستاد أليانز فيلد في مينيستوتا الاميركية يكاد أمر لا يصدق على الأقل في الفترة الأخيرة بقيادة برانكو، فالمشهد كان محزنا للغاية، وكم من الجماهير العمانية كانت تتمنى إطلاق صافرة نهاية المباراة بأسرع وقت ممكن، فما أظهره لاعبو منتخبنا عطفا على ما قدموه سابقا يكاد يكون بنسبة سلبية إلى أبعد درجة، فغاب كل شيء في الميدان وخارجه كذلك، فالاخطاء الدفاعية كانت كارثية إلى أبعد الحدود، ولاعبو الوسط تائهون في الميدان بدون عنوان باستثناء حارب السعدي الذي قام بدوره على أكمل وجه كما ينبغي وجميل اليحمدي من الطرف الأيمن كذلك، وفي الهجوم الثنائي عصام الصبحي ومحسن الغساني وكأنهما غير مشاركين في المباراة، حيث لم يظهرا أي خطورة تذكر ولم يظهرا حتى شراسة في مضايقة المدافعين الأميركيين ولو في أحيان قليلة . لا يكاد لاعبو منتخبنا يمررون كرة أو اثنتين صحيحتين إلا حدث الخطأ وتم افتكاك الكرة من لاعبي المنتخب الاميركي بكل سهولة ويسر، وحينها يعود منتخبنا لشكله الدفاعي وهو في الاساس غير منظم تماما باستثناء الكرات التي يبعدها الخميسي والبريكي بدون عنوان، فقط تكون من أجل إبعاد الخطر وبكرات طويلة تكون صيدا سهلا للاعبي المنتخب الاميركي الذين يبدأون من خلالها رحلة هجومية صوب مرمى المخيني وما أكثرها في المباراة، ومن يشاهد اداء لاعبينا (الجماعي) يستغرب كيف لنا أن نصل إلى أبعد مرحلة يطمح لها كل منتخب في تاريخ كرة القدم العالمية بهذا الشكل … فالمنتخب أوضح للجميع بأنه يحتاج إلى عمل كبير حتى نصل لمبتغانا في نهاية المطاف بعيدا عن مبدأ المجاملة والتملق والاستجداء . أسباب مختلفة
باعتقادي بأن أسبابا عديدة ساهمت في أن يظهر منتخبنا بهذا الشكل (المفزع) في صباحية الأمس، ولعل أول هذه الاسباب الرحلة الطويلة التي ساهمت في الكثير من الإرهاق للاعبينا خاصة وأن مثل هذه الرحلات لم يعتد عليها منتخبنا في ظرف قصير كما حدث قبل لقاء أميركا، أضف إلى ذلك فارق التوقيت بين السلطنة واميركا وهو ما يحتاج إلى فترة أطول للتأقلم على الأجواء هناك من كافة النواحي بدلا من ثلاثة أيام فقط وهي في حد ذاتها مشفوعة بالإرهاق الكبير للجميع . ولا أجدني ابتعد عن غياب عدد من الركائز الأساسية للمنتخب مثل جمعة الحبسي وصلاح اليحيائي وأمجد الحارثي للإصابة وهم ثلاثي مؤثر في طبيعة الحال، ويعتمد عليهم برانكو كثيرا في المنافسات السابقة وأظهر الثلاثي نجاعة كبيرة كل في مركزه، ولا ننسى الغياب الطويل لخالد الهاجري بسبب الاصابة التي يعاني منها وهو الحل الهجومي الأول لبرانكو لما يتميز به من قوة إلتحام وجسارة في التحكم بالكرة وسط الضغط وبنيته الجسمانية التي تساعده على ذلك والتسديد القوي باتجاه المرمى كأحد الحلول في تسجيل الأهداف ، ولكن هذا لا يعني بأن هذا الامر هو من تسبب فيما شاهدناه من عطاء متراجع في لقاء اميركا إطلاقا، فالمنتخبات تتعرض لمثل هذه الظروف من الاصابات لكنها تقف بقوة إذا ما كانت الارضية صلبة في كل الأحوال .

صعوبة المرحلة
المرحلة القادمة التي تنتظر الأحمر ستكون صعبة للغاية في ظل الوضع الذي ظهر عليه في لقاء فجر الأمس أمام أميركا، لسنا محبطين ولكن هذا هو الواقع الذي كشفه المنتخب الاميركي السريع والمنظم وصاحب الحلول الكثيرة، ما يعني أن منتخبنا متى ما واجه منافسا لديه سرعة وتنظيم عال في أرضية الميدان سيواجه صعوبات قد لا تسعفه في تحقيق حلمه، ناهيك عن بقاء الاخطاء الكارثية في الخط الخلفي كما هي دون تصحيح وهو ما أفقدنا فرصا كثيرة كانت بين أيدينا في التصفيات الآسيوية المزدوجة لمونديال قطر 2022 الماضي، خاصة في لقاءات السعودية ذهابا وإيابا واليابان في مسقط واستراليا في الدوحة، وليس من المعقول أن تمر سنوات كثيرة على تواجد برانكو رفقة المنتخب ولا تزال الاخطاء مستمرة كما هي عليه حتى الآن . الاحمر تنتظره منافسات نهائيات آسيا التي ستقام في الدوحة مطلع العام القادم 2024 ، والتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال 2026 ونهائيات آسيا 2027 ، بالاضافة إلى خليجي 26 التي ستقام في الكويت بنهاية 2024 بإذن الله، وهذه كلها بحاجة إلى عمل منظم وخطط عمل محددة منذ وقت مبكر وليست وليدة اللحظة حتى يستطيع برانكو ورفاقه قيادة الكرة العمانية إلى أبعد نقطة ممكنة في كل منافسة يشارك بها … فهل نشهد مرحلة سعيدة قادمة أم يستمر الوضع كما هو عليه !!

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المنتخب الامیرکی فی الدقیقة إلى أبعد

إقرأ أيضاً:

«أليو سيسيه» يبدأ رحلته التدريبية لإقناع المحترفين لعودة تمثيل المنتخب الوطني

يسعى المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني السنغالي أليو سيسيه الذي يصل ليبيا نهاية هذا الأسبوع إلى إقناع اللاعبين الدوليين المحترفين بالخارج، وأصحاب الجنسيتين المزدوجتين بمختلف الدوريات الأوروبية بدرجاتها المختلفة، وبدأ مسؤولون باتحاد الكرة ولاعبين سابقين للمنتخب في فتح خط تواصل مع لاعب موناكو الفرنسي المعتصم المصراتي لإقناعه في العودة والعدول عن قرار اعتزله اللعب دولياً.

المعتصم المصراتي البالغ من العمر 28 عامًا الذي أعلن في العام الماضي اعتزاله اللعب الدولي مع منتخب ليبيا، وأكد المصراتي في ذلك الوقت أن العشوائية السائدة التي يعيشها المنتخب الليبي وغياب الرؤية والإستراتيجية من جانب مسؤولي اتحاد الكرة السابق ولجنة المنتخبات طوال السنوات الماضية كانت وراء قراره باعتزال اللعب دولياً.

كما يأمل اتحاد الكرة الحالي برفقة المدرب اليو سيسه في بداية عهد جديد للمنتخب بنجوم وأسماء لاعبين محترفين جدد ينشطون خارجياً، بالإضافة إلى الأسماء اللامعة محلياً، حيث ستبدأ مهمة سيسيه التدريبية من مواجهتي الكاميرون وأنغولا في 19 و22 من هذا الشهر الحالي والذي سيكون فيها المدرب غير مسؤول عن تحقيق أي نتائج نظراً لضيق الوقت وللظروف المصاحبة التي يعيشها المنتخب الليبي.

ويمر المنتخب الوطني بتحديات صعبة وكبيرة، حيث لم يعد هنالك وقت كاف للتحضير لخوض هذه المواجهتين المهمتين في تصفيات كأس العالم الذي يتواجد فيها منتخبنا وصيفاً بالمجموعة، بالإضافة إلى عدم تعرف الطاقم الفني على مستوى اللاعبين بالمنتخب، ومن المرشح بأن تكون قائمة الحضيري الأخيرة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية هي ذاتها المتواجدة خلال هاتين المباراتين وبإضافة أسماء تميزت خلال الدوري الحالي، وبإضافة المصراتي الذي يُنتظر رده على قرار عدوله عن الاعتزال الدوالي.

مقالات مشابهة

  • «اليو سيسه» يبدأ رحلته التدريبية لعودة تمثيل المنتخب الوطني
  • عمرو السولية يوجه رسالة لحارس مرمى الأهلي
  • كهربا يظهر في مران الأهلي.. صور
  • «أليو سيسيه» يبدأ رحلته التدريبية لإقناع المحترفين لعودة تمثيل المنتخب الوطني
  • برلماني: المتحف المصري الكبير إنجاز تاريخي يدعم السياحة والاقتصاد الوطني
  • برلمانى : المتحف المصرى الكبير إنجاز تاريخى ويدعم السياحة والاقتصاد الوطني
  • المنتخب الوطني للمحليين بزيه التقليدي أمام جنوب أفريقيا
  • الإمارات والسعودية يفتتحان منافسات كرة القدم
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان
  • منتخبنا «5 نجوم» في «خليجية الجولف»