الإعصار دانيال.. الداخلية الليبية: أكثر من 2100 بلاغ عن مفقودين لم نصل إليهم جراء العاصفة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
الإعصار دانيال.. صرح طارق الخراز، المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، أن أكثر من 2100 بلاغا عن مفقودين لم نتمكن من الوصول إليهم جراء الإعصار دانيال.
قال الخراز، في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية»، نتواصل مع ذوي المفقودين للتعرف على أبنائهم من متضرري العاصفة، وكانت النتيجة هو تعطيل بعض الخدمات المتعلقة بالكهرباء، والوضع الإنساني في مدينة «درنة» غير مطمئن.
وأضاف طارق الخراز، أن السلطات خصصت مبالغ مالية للوقوف على الأزمة في مدينة «درنة» ومساعدة المناطق المتضررة من الإعصار دانيال، كما تم تشكيل غرف متخصصة لإيصال المساعدات إليهم، مشيرًا إلى أن هناك صعوبات كبيرة تواجه الطواقم الطبية بشأن التعرف على هوية بعض الجثامين، لذلك نأخذ عينات للتحقيق عنهم.
ومن جانبه، كشف عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، أن جلسة الغد مخصصة لإجراءات معالجة كارثة الإعصار في ليبيا، كما خصصت السلطات ميزانية طوارئ لمعالجة آثار هذه العاصفة، لافتة أنهيعملون في الوقت الحالي على توفير مساكن ملائمة للمتضررين من العاصفة.
وتابع عبد الله بليحق، أن هناك آلاف الجثث ما زالت موجودة في الشوارع والبحر ولم نستطع انتشالها حتى الآن، وهناك فرق دعم ومساندة ومتطوعون من الشباب الليبي شاركوا في عمليات المساعدة والإنقاذ ودفن الجثامين.
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يتقدم بخالص العزاء لأسر الضحايا المصريين المتوفين في ليبيا
مأساة 5 قرى مصرية مع العاصفة دانيال.. «دموع» بني سويف بعد فقدان 74 شابا في ليبيا
محافظ بني سويف ينعي ضحايا فيضانات ليبيا من أبناء مركز ببا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ليبيا البرلمان الليبي ازمة ليبيا عاصفة ليبيا اعصار ليبيا اعصار في ليبيا عاصفة في ليبيا ضحايا عاصفة دانيال ضحايا عاصفة ليبيا عدد ضحايا عاصفة دانيال ضحايا اعصار دانيال عدد ضحايا اعصار دانيال العاصفة ليبيا ضحايا اعصار ليبيا الإعصار دانیال
إقرأ أيضاً:
حل الأزمة الليبية بين المطرقة والسندان
المشهد السياسي والاقتصادي في ليبيا، وما يترتب عليه من تداعيات اجتماعية، هو أحد الألغاز التي عجزت عن إيجاد حلول حقيقية. فقد مرت ليبيا بثلاث مراحل سياسية رئيسية: المملكة، ثم الجماهيرية، واليوم تعيش في ظل فوضى سياسية وأمنية واجتماعية. وهذه المراحل يسهل تقييمها من قبل المواطن، لكن الحل المفقود هو ما يحير الجميع.
السبب في ذلك هو أن البعض يرفض مواجهة الحقيقة بحجة أن الحل يتعارض مع مصالحه الخاصة ورغباته، بدلًا من التفكير في البحث عن حلول. ولذلك، يتطلب الأمر الارتقاء بالفكر والتخلص من العقد التي سببها غياب الوازع الوطني، الذي ما زال غائبًا كأنه في “غرفة التبريد”.
البلاد تعاني من أبسط المبادئ والأسس، مثل الوعي الاجتماعي والبنية التحتية، التي حلت محلها أوهام المقارنة مع دول الجوار، بدلًا من أن تكون نموذجًا لدول النامية. وإذا بحثنا عن الحلول، نجد الكثير منها على الورق، لكن السؤال الحقيقي هو: كيف يمكن تطبيقها في ظل المعطيات الحالية؟ فالمعطيات الموجودة لا توفر بيئة مثالية لتحقيق الحلول.
مكونات الدولة الأساسية
لكي تقوم دولة حقيقية، يجب توافر ثلاث مكونات أساسية مترابطة:
الشعب الإقليم السلطة السياسيةولقيام دولة عصرية، يجب التركيز على بناء شعبها من خلال التنمية الشاملة، التي تخلق وعيًا يبني أسس الدولة العصرية. لكن ليبيا أضاعت سنواتٍ طويلة وفرصًا تاريخية لبناء الإنسان، رغم الإمكانيات الهائلة التي توفرت من عائدات النفط. وقد اعتمدت الدولة على النظام الريعي الذي عطّل قدرة المواطن على التفكير والإبداع، مما جعل المواطن الليبي يعاني، وتوقفت النمو والتنمية تتوقف لمدة عشرين عامًا.
تعرض القطاع العام للفساد وسوء الإدارة والانهيار، وزادت معدلات البطالة، فأصبح الفساد والسلبية جزءًا من سلوك الليبيين.
ما بعد ثورة فبراير 2011
جاءت ثورة فبراير 2011، ومعها أحداث كبيرة، ولكنها كشفت عن فشل الليبيين في التعامل مع الوضع الجديد. انقسموا، وتقاتلوا، وأصبحوا أدوات في يد دول إقليمية ودولية، استغلتهم لتحقيق مصالحها. صدقوا الوعود بتحويل ليبيا إلى “واحة من الديمقراطية والازدهار”، ولكن بعد مرور أكثر من عقد من الزمن، لا تزال المكابرة والعناد المسيطرين على الشخصية الليبية هما السمة السائدة.
أصبح الفساد أحد السمات التي تميزت بها المرحلة، لأن الليبيين اعتبروه فرصة لن تتكرر، بينما كانت البلاد تنزلق نحو الهاوية.
ماذا بعد؟
اليوم، توجد إكراهات واضحة، ومنها الفشل في تحقيق الاستقرار، وانعدام الثقة في الأجسام السياسية القائمة، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية والضغوط الدولية، وتأخير الانتخابات التي من المرجح ألا تنجح في ظل الظروف الراهنة. لم تنجح المبادرات أو الاتفاقات، بل كانت سببًا في تعميق الأزمة من خلال فرض شخصيات بعينها وتغييب إرادة الشارع الليبي.
أما الأمم المتحدة، فقد فشلت في تنفيذ أجنداتها بسبب تداخل مصالح دول مجلس الأمن، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، والتي كانت تختلف حول الملف الليبي.
أما الخيار الأخير فهو الشارع الليبي، الذي انقسم بين مؤيد لطرف ما بدافع الانتماء الجهوي والمصالح الشخصية، وبين غالبية صامتة تشغلها همومها ومعاناتها، وقد تحولت إلى طبقة فقيرة أو شبه فقيرة. وقد أصبح واضحًا أن الليبيين يعانون من الخوف المستمر، ربما خوفًا من انهيار ما تبقى من الدولة، وهم ينتظرون الحل من الخارج، على الرغم من إدراكهم لزيف الوعود التي قطعها حلف الناتو.
الواقع اليوم يؤكد أن الليبيين يريدون التغيير، لكنهم غير مقتنعين بالديمقراطية التي جربوها مرتين. يفضلون الأمن والاستقرار، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها تشكيلات مسلحة تتحرك وفقًا لمصالحها.
الوضع الراهن
اليوم، البلاد تسير نحو الإفلاس، وهو ما أصبح واضحًا، ولا سيما بعد تخفيض سعر صرف الدينار الليبي أمام الدولار، وانتشار الفساد وسوء الإدارة، وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية، وارتفاع معدلات البطالة، مما يعطي الليبيين فرصة لضرورة التغيير قبل فوات الأوان.
وتزداد المخاطر الأمنية، وأهمها الهجرة غير النظامية التي تشكل اهم المخاطر نحو التغيير الديمغرافي وفرض على البلاد، رغم المجهودات التي بذلتها القيادة العامة للجيش الليبي، والتي تفرض سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد، بما في ذلك الحدود مع دول الجوار. يبدو أن الحل الواقعي اليوم هو توحيد المؤسسة العسكرية، ودعم الليبيين لها، بعد فشل السياسيين في إيجاد حل.
ماذا ينتظر الليبيون؟ هل سيكون لديهم القدرة على النهوض؟ وهل ستتمكن البلاد من الخروج من هذا المأزق الكبير في ظل سلبية الشعب الليبي الذي يميز الواقع السياسي اليوم؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.