عربي21:
2025-02-16@11:42:02 GMT

ممر بايدن.. سبب آخر لتسريع التقارب التركي المصري

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

وقّعت سبع دول والاتحاد الأوروبي، السبت الماضي، على هامش قمة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، مذكرة تفاهم لإنشاء ممر يربط الهند بأوروبا. ويهدف المشروع إلى نقل البضائع من الموانئ الهندية إلى ميناء دبي في دولة الإمارات عبر السفن، ومن هناك إلى ميناء حيفاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر السكك الحديدية، ليتم نقلها إلى اليونان عن طريق البحر الأبيض المتوسط، وتوزيعها بعد ذلك إلى الدول الأوروبية الأخرى عبر الشاحنات.



هناك خبراء يشككون في جدوى المشروع الجديد الذي بات يسمى "ممر بايدن"، ويرون أنه لن يرى النور، لأن تنفيذه يحتاج إلى تمويل ضخم، كما أنه لن يؤدي إلى تراجع تكاليف النقل من الهند إلى أوروبا بسبب ارتفاع تكاليف التحميل والتفريغ لكثرة انتقال البضائع من وسيلة نقل إلى أخرى على طول الخط.

معظم التعليقات على مشروع ربط الهند بأوروبا عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل بخط تجاري جديد، تشير إلى أنه يهدف إلى منافسة مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، كما يهدف إلى دعم إسرائيل من خلال ربطها بدول الخليج، وتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. وتأكيدا لصحة تلك التعليقات، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمشروع المعلن في نيودلهي، وقال في أول تعليقه إن إسرائيل ستكون نقطة رئيسة في الممر الاقتصادي الجديد.

ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط يبدو مشروعا سياسيا أكثر من مشروع اقتصادي، ليخدم مصالح الولايات المتحدة في ظل التنافس الأمريكي الصيني المحتدم، كما يخدم الكيان الصهيوني الذي يتطلع إلى تطبيع علاقاته مع كافة دول الخليج على رأسها المملكة العربية السعودية
ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط يبدو مشروعا سياسيا أكثر من مشروع اقتصادي، ليخدم مصالح الولايات المتحدة في ظل التنافس الأمريكي الصيني المحتدم، كما يخدم الكيان الصهيوني الذي يتطلع إلى تطبيع علاقاته مع كافة دول الخليج على رأسها المملكة العربية السعودية. ومن المؤكد أن شراكة الدولتين في المشروع ستسهل عملية التطبيع التي يسعى الرئيس الأمريكي إلى استكمالها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ليستغلها الحزب الديمقراطي في الحملات الانتخابية.

المشروع الذي وصفه الرئيس الأمريكي بـ"اتفاق تاريخي" وزعم أنه سيغير قواعد اللعبة، يمر من إسرائيل إلى اليونان. وبالتالي، يرى كثير من الخبراء والمراقبين أنه يشبه إلى حد كبير بمشروع خط أنابيب "إيست ميد" لنقل الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى أوروبا، وأنه ولد ميتا كذاك المشروع الذي قيل آنذاك إنه سيغير خريطة الطاقة في أوروبا. وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، حين قال: "لن يكون هناك ممر بدون تركيا"، مؤكدا أن بلاده هي الخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

الممر الاقتصادي العالمي المقترح الذي سيربط الهند وجنوب آسيا مع الشرق الأوسط وأوروبا عبر الموانئ والسكك الحديدية، يهدد قناة السويس والأموال الطائلة التي تجني منها القاهرة، كما يرى محللون أن استبعاد مصر من المشروع سيؤدي إلى تراجع دورها في المنطقة. بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، فوصف الإعلان عن المشروع بــ"شهادة وفاة الدولة المصرية".

ممر بايدن، بغض النظر عن حجم الأضرار التي سيلحق بمصالح مصر ودورها الإقليمي، يستهدف مصر كما يستهدف تركيا، وهذا يضيف سببا آخر لضرورة تعزيز العلاقات التركية المصرية إلى جانب أسباب أخرى تجعل التقارب بين البلدين أمرا لا بد منه لحماية مصالحهما القومية. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات بين أنقرة والقاهرة في ظل هذا الاستهداف مزيدا من الخطوات في اتجاه تجاوز مرحلة التوتر ومعالجة آثارها، والعمل المشترك لصالح البلدين والمنطقة والعالم.

الجهود التي تبذلها أنقرة والقاهرة لترميم العلاقات الثنائية بين البلدين وطي صفحة القطيعة والتوتر، حققت نتائج إيجابية، إلا أن العلاقات لم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب. ومن المأمول أن يدرك كلا الجانبين أن التحديات الجسيمة التي تواجهها تركيا ومصر تفرض عليهما تجاوز الملفات الهامشية والخلافات الصغيرة
الرئيس التركي ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي التقيا الأحد، في نيودلهي على هامش قمة العشرين، بحضور عدد من أعضاء الوفدين التركي والمصري. وبحث الجانبان القضايا الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، كما أكد أردوغان خلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من قمة العشرين، أن عودة العلاقات التركية المصرية إلى سابق عهدها ستنعكس إيجابا على المشاكل الإقليمية.

الجهود التي تبذلها أنقرة والقاهرة لترميم العلاقات الثنائية بين البلدين وطي صفحة القطيعة والتوتر، حققت نتائج إيجابية، إلا أن العلاقات لم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب. ومن المأمول أن يدرك كلا الجانبين أن التحديات الجسيمة التي تواجهها تركيا ومصر تفرض عليهما تجاوز الملفات الهامشية والخلافات الصغيرة في وجهات النظر، للتركيز على القضايا الكبرى المتعلقة بأمن البلدين واستقرارهما ومستقبلهما.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهندية الشرق الأوسط تركيا مصر مصر الشرق الأوسط تركيا الهند ممرات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهند بأوروبا الشرق الأوسط بین البلدین

إقرأ أيضاً:

فرنسا تقترح خطة لتسريع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من لبنان

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يوم الخميس إن فرنسا أعدت اقتراحا يقضي بأن تحل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك القوات الفرنسية، محل جيش الاحتلال الإسرائيلي في نقاط رئيسية لضمان خروج تلك القوات من لبنان بحلول الموعد النهائي المحدد في الثامن عشر من فبراير الجاري.

وقالت هيئة الإذاعة العبرية يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة سمحت بوجود عسكري إسرائيلي "طويل الأمد" في جنوب لبنان بعد أن قالت مصادر لرويترز إن إسرائيل سعت إلى تمديد الموعد النهائي المحدد في الثامن عشر من فبراير لسحب قواتها.

وبموجب اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه واشنطن في نوفمبر الماضي، مُنحت القوات الإسرائيلية مهلة 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان، حيث شنت هجوما بريا ضد حزب الله اللبناني منذ أوائل أكتوبر.

وقال بارو للصحفيين بعد مؤتمر حول سوريا في باريس "عملنا على صياغة اقتراح يمكن أن يلبي التوقعات الأمنية لإسرائيل التي خططت للبقاء لفترة أطول في نقاط معينة على الخط الأزرق".

وأضاف أن الاقتراح من شأنه أن يرى قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل، بما في ذلك القوات الفرنسية، تحل محل القوات الإسرائيلية في نقاط المراقبة وأن الأمم المتحدة تؤيد الفكرة.

وتابع "الآن الأمر متروك لنا لإقناع الإسرائيليين بأن هذا الحل من المرجح أن يسمح بانسحاب كامل ونهائي".

وقال إن الاقتراح من شأنه أن يرى قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل، بما في ذلك القوات الفرنسية، تحل محل القوات الإسرائيلية في نقاط المراقبة وأن الأمم المتحدة تؤيد الفكرة.

وأشار إلى أن الأمر الآن متروك لنا لإقناع الإسرائيليين بأن هذا الحل من المرجح أن يسمح بانسحاب كامل ونهائي.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتسلم شحنة قنابل “إم كيه 84” التي أوقفتها إدارة بايدن
  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • استاد الأهلي الجديد.. حلم القلعة الحمراء الذي أصبح حقيقة| التفاصيل الكاملة
  • شريف فتحي : السياحة الرياضية تساهم في تحقيق التقارب بين الشعوب والثقافات
  • وزير الخارجية التركي يبحث مع نظيره المصري تطورات غزة
  • نجاح الملف المصري المقدم من هيئة الشراء الموحد وعقد الاجتماع الرابع لإدارة المشروع القومي للجينوم.. حصاد الأسبوعي لأنشطة التعليم العالي
  • غارات على جنوب لبنان وخطة فرنسية لتسريع انسحاب إسرائيل
  • ترامب خلال مؤتمر مع رئيس الوزراء الهندي: سنزيد مبيعاتنا العسكرية لنيودلهي
  • فرنسا تقترح خطة لتسريع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من لبنان
  • بكري: الجيش المصري الذي حقق النصر في أكتوبر قادر على تكرارها