عربي21:
2024-10-06@09:11:20 GMT

ممر بايدن.. سبب آخر لتسريع التقارب التركي المصري

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

وقّعت سبع دول والاتحاد الأوروبي، السبت الماضي، على هامش قمة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، مذكرة تفاهم لإنشاء ممر يربط الهند بأوروبا. ويهدف المشروع إلى نقل البضائع من الموانئ الهندية إلى ميناء دبي في دولة الإمارات عبر السفن، ومن هناك إلى ميناء حيفاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر السكك الحديدية، ليتم نقلها إلى اليونان عن طريق البحر الأبيض المتوسط، وتوزيعها بعد ذلك إلى الدول الأوروبية الأخرى عبر الشاحنات.



هناك خبراء يشككون في جدوى المشروع الجديد الذي بات يسمى "ممر بايدن"، ويرون أنه لن يرى النور، لأن تنفيذه يحتاج إلى تمويل ضخم، كما أنه لن يؤدي إلى تراجع تكاليف النقل من الهند إلى أوروبا بسبب ارتفاع تكاليف التحميل والتفريغ لكثرة انتقال البضائع من وسيلة نقل إلى أخرى على طول الخط.

معظم التعليقات على مشروع ربط الهند بأوروبا عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل بخط تجاري جديد، تشير إلى أنه يهدف إلى منافسة مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، كما يهدف إلى دعم إسرائيل من خلال ربطها بدول الخليج، وتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. وتأكيدا لصحة تلك التعليقات، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمشروع المعلن في نيودلهي، وقال في أول تعليقه إن إسرائيل ستكون نقطة رئيسة في الممر الاقتصادي الجديد.

ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط يبدو مشروعا سياسيا أكثر من مشروع اقتصادي، ليخدم مصالح الولايات المتحدة في ظل التنافس الأمريكي الصيني المحتدم، كما يخدم الكيان الصهيوني الذي يتطلع إلى تطبيع علاقاته مع كافة دول الخليج على رأسها المملكة العربية السعودية
ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط يبدو مشروعا سياسيا أكثر من مشروع اقتصادي، ليخدم مصالح الولايات المتحدة في ظل التنافس الأمريكي الصيني المحتدم، كما يخدم الكيان الصهيوني الذي يتطلع إلى تطبيع علاقاته مع كافة دول الخليج على رأسها المملكة العربية السعودية. ومن المؤكد أن شراكة الدولتين في المشروع ستسهل عملية التطبيع التي يسعى الرئيس الأمريكي إلى استكمالها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ليستغلها الحزب الديمقراطي في الحملات الانتخابية.

المشروع الذي وصفه الرئيس الأمريكي بـ"اتفاق تاريخي" وزعم أنه سيغير قواعد اللعبة، يمر من إسرائيل إلى اليونان. وبالتالي، يرى كثير من الخبراء والمراقبين أنه يشبه إلى حد كبير بمشروع خط أنابيب "إيست ميد" لنقل الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى أوروبا، وأنه ولد ميتا كذاك المشروع الذي قيل آنذاك إنه سيغير خريطة الطاقة في أوروبا. وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، حين قال: "لن يكون هناك ممر بدون تركيا"، مؤكدا أن بلاده هي الخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

الممر الاقتصادي العالمي المقترح الذي سيربط الهند وجنوب آسيا مع الشرق الأوسط وأوروبا عبر الموانئ والسكك الحديدية، يهدد قناة السويس والأموال الطائلة التي تجني منها القاهرة، كما يرى محللون أن استبعاد مصر من المشروع سيؤدي إلى تراجع دورها في المنطقة. بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، فوصف الإعلان عن المشروع بــ"شهادة وفاة الدولة المصرية".

ممر بايدن، بغض النظر عن حجم الأضرار التي سيلحق بمصالح مصر ودورها الإقليمي، يستهدف مصر كما يستهدف تركيا، وهذا يضيف سببا آخر لضرورة تعزيز العلاقات التركية المصرية إلى جانب أسباب أخرى تجعل التقارب بين البلدين أمرا لا بد منه لحماية مصالحهما القومية. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات بين أنقرة والقاهرة في ظل هذا الاستهداف مزيدا من الخطوات في اتجاه تجاوز مرحلة التوتر ومعالجة آثارها، والعمل المشترك لصالح البلدين والمنطقة والعالم.

الجهود التي تبذلها أنقرة والقاهرة لترميم العلاقات الثنائية بين البلدين وطي صفحة القطيعة والتوتر، حققت نتائج إيجابية، إلا أن العلاقات لم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب. ومن المأمول أن يدرك كلا الجانبين أن التحديات الجسيمة التي تواجهها تركيا ومصر تفرض عليهما تجاوز الملفات الهامشية والخلافات الصغيرة
الرئيس التركي ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي التقيا الأحد، في نيودلهي على هامش قمة العشرين، بحضور عدد من أعضاء الوفدين التركي والمصري. وبحث الجانبان القضايا الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، كما أكد أردوغان خلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من قمة العشرين، أن عودة العلاقات التركية المصرية إلى سابق عهدها ستنعكس إيجابا على المشاكل الإقليمية.

الجهود التي تبذلها أنقرة والقاهرة لترميم العلاقات الثنائية بين البلدين وطي صفحة القطيعة والتوتر، حققت نتائج إيجابية، إلا أن العلاقات لم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب. ومن المأمول أن يدرك كلا الجانبين أن التحديات الجسيمة التي تواجهها تركيا ومصر تفرض عليهما تجاوز الملفات الهامشية والخلافات الصغيرة في وجهات النظر، للتركيز على القضايا الكبرى المتعلقة بأمن البلدين واستقرارهما ومستقبلهما.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهندية الشرق الأوسط تركيا مصر مصر الشرق الأوسط تركيا الهند ممرات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهند بأوروبا الشرق الأوسط بین البلدین

إقرأ أيضاً:

السفير المصري يُشيد بمقترح إنشاء مجموعة للصداقة البرلمانية مع بوليفيا

التقى حاتم النشار، سفير مصر في لاباز، مع رئيس مجلس النواب البوليفي، وبعض أعضاء المجلس، حيث ناقش معهم سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين.

من جانبه أعرب رئيس مجلس النواب البوليفي عن تطلعه لإنشاء مجموعة صداقة برلمانية مع مصر، وأوضح أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتفاعل نوابها مع نظرائهم في مصر، مع الاعتماد على مجموعة الصداقة المطروحة في اكتساب الخبرات وتبادل التجارب الناجحة والحوار حول القضايا محل الاهتمام المشترك.

ورحب السفير المصري بمقترح إنشاء مجموعة للصداقة البرلمانية إنطلاقاً من العلاقات الطيبة بين البلدين، وأبرز أهمية العمل على تحقيق التقارب على المستوى الشعبي وتنظيم الزيارات من أجل تبادل المعلومات والخبرات وأفضل الممارسات، مقـدراً بأن فكرة إنشاء تلك المجموعة قد تمثل فرصة لإيجاد قناة تحاور وتفاهم برلمانية تعزز خلال المرحلة القادمة روابط الصداقة المشتركة.

مقالات مشابهة

  • السفير المصري يُشيد بمقترح إنشاء مجموعة للصداقة البرلمانية مع بوليفيا
  • عضو بـ«صناعة الشيوخ»: مشروع رأس الحكمة يعزز التنمية الحضرية المستدامة
  • «المؤتمر»: إطلاق مشروع رأس الحكمة يعزز العلاقات الاستثمارية بين مصر والإمارات
  • السيسي وبن زايد يشيدان بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين
  • الفريق الرويشان:دول محور المقاومة ستوقف لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • الرويشان: دول محور المقاومة من ستوقف المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • هل أورثنا الغزو التركي المصري داء العنصرية؟
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • تلاشي آمال التقارب الإيراني الأميركي بعد الهجوم الأخير
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة