وساطة وهدنة وحبوب.. أهداف أردوغان في الملف الروسي- الأوكراني
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
على ضوء لقائه الأخير مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يتضح أن أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الراهنة في الملف الروسي- الأوكراني الشائك ترتكز على 3 ركائز، وفقا لفلاديمير سوكور في تحليل بمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية (The Jamestown) ترجمه "الخليج الجديد".
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
سوكور قال إن لقاء أردوغان وبوتين في منتجع سوتشي الروسي، يوم 4 سبتمبر/ أيلول الجاري، "ألقى بظلال من الشك على طموحات أردوغان لتسهيل التوصل إلى حل للحرب الروسية الأوكرانية، لكن يبقى أن نرى كيف قد يرد الرئيس التركي".
واعتبر أن "بوتين رفض بشدة طموحات نظيره التركي في لعب دور صانع السلام، والتخفيف جزئيا من الحصار الذي تفرضه روسيا على صادرات الحبوب الأوكرانية".
وفي 17 يوليو/ تموز الماضي، أنهت روسيا التزامها باتفاقية مدعومة من الأمم المتحدة وتركيا وتسمح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود؛ متهمة الغرب بأن عقوباته تعرقل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية في المقابل.
ولمعالجة أزمة غذاء عالمية، تم التوصل إلى هذه الاتفاقية في يوليو/ تموز 2022، بوساطة من تركيا وباتفاق بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وتنص على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة السماح بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وقال سوكور إنه "أثناء استقباله للرئيس التركي، أوضح بوتين أنه لا فائدة من جهود أردوغان ما لم تتماشى مع أهداف موسكو فيما يتعلق بأوكرانيا والبحر الأسود".
اقرأ أيضاً
ورقة تركية رابحة وضغوط دولية متزايدة.. هل يعود بوتين لصفقة الحبوب؟
مشاريع تجارية
"لكن أردوغان لم يعد من سوتشي خالي الوفاض، إذ عرض بوتين العديد من المشاريع التجارية الكبرى التي من شأنها أن تزيد من اعتماد تركيا على روسيا في القطاعات الاقتصادية الرئيسية"، بحسب سوكور.
وتابع أن "الحرب واسعة النطاق، التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا، فتحت فرصا اقتصادية غير مسبوقة لأنقرة ومصالحها التجارية، إذ تتاجر تركيا مع موسكو للتحايل على العقوبات الغربية (على روسيا جراء الحرب)".
وزاد سوكور بأن "روسيا أعادت فرض حصار كامل على أوكرانيا منذ يوليو/ تموز (الماضي)، وتريد رفع بعض العقوبات الغربية مقابل التحول من الحصار الكامل إلى الحصار الجزئي".
وأردف أن "تركيا تدعو إلى تلبية الغرب لشروط موسكو، وقد ضاعفت هذه الجهود بعد اجتماع بوتين وأردوغان في سوتشي".
اقرأ أيضاً
رفض روسيا استئناف نقل الحبوب وتأثيره على تركيا.. ماذا يعني؟
صفقة الحبوب
ووفقا لسوكور، فإن أهداف أردوغان الراهنة ترتكز على 3 ركائز رئيسية، هي "التوسط لبدء محادثات دبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، ويفضل أن تكون في تركيا، مما يؤدي إلى هدنة بشكل ما وربما إلى سلام عبر التفاوض".
وأضاف أن أردوغان "يرغب في تعزيز مشاريع التجارة والطاقة الروسية- التركية، وتجاوز العقوبات الغربية المفروضة على روسيا أو المساعدة في تخفيف بعض العقوبات، مع إعادة صفقة الحبوب كأولوية قصوى".
أما الركيزة الأخيرة للرئيس التركي فهي، وفقا لسوكور، "وضع نفسه شخصيا كوسيط لا غنى عنه يعزز الاستقرار، وفي نهاية المطاف، السلام في منطقة البحر الأسود"، بحسب سوكور الذي لفت إلى أن أردوغان عرض أكثر من مرة استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف.
وقال إن أردوغان ألمح ضمنا، خلال لقائه بوتين، إلى أن "المفاوضات يمكن أن تمضي قدما حتى مع بقاء القوات الروسية راسخة على الأراضي الأوكرانية".
وتابع أن "أوكرانيا اضطرت إلى التفاوض على هذا الأساس في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2022 من موقع عسكري غير مستقر، لكنها أوقفت المحادثات مع تحسن وضعها العسكري وظهور جرائم الحرب الروسية إلى النور، ومن حينها، أكدت كييف أن المفاوضات غير مقبولة في ظل احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية".
وفي تقييم مجمل للعلاقات الروسية- التركية، قال سوكور إنها "كثيرا ما توصف بأنها مزيج من التعاون والمنافسة، لكن مع ذلك، يجب تصنيفها على أساس كل قضية على حدة وفحصها في كل مسرح جيوسياسي بشكل منفصل".
اقرأ أيضاً
الكرملين: محادثات بوتين وأردوغان لم تستهدف الوصول لاتفاقيات محددة
المصدر | فلاديمير سوكور/ جيمس تاون- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا تركيا بوتين أردوغان أوكرانيا الحبوب هدنة
إقرأ أيضاً:
تركيا تحصل على إعفاء من عقوبات "بنك غازبروم" الروسي
قال وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، اليوم الجمعة، إن أنقرة حصلت على إعفاء من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على بنك غازبروم فيما يتعلق بمدفوعات الغاز إلى روسيا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وفرضت الولايات المتحدة في نوفمبر عقوبات جديدة على بنك غازبروم الروسي، مما خلق عقبة أمام مشتري الغاز الروسي الذين كانوا يسددون المدفوعات عبر البنك. ومنذ ذلك الحين يسعى المشترون للحصول على توضيحات والبحث عن طرق أخرى للدفع.
وتستورد تركيا كل احتياجاتها تقريبا من الغاز، وروسيا هي المورد الرئيسي لها وتضخ وحدها أكثر من 50 بالمئة من الواردات التي تصل إلى تركيا عبر خطوط الأنابيب. وبلغت واردات أنقرة من الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا 21.1 مليار متر مكعب العام الماضي.
وطلبت تركيا إعفاء خلال مناقشات مع مسؤولين أميركيين حتى تتمكن من الاستمرار في سداد ثمن واردات الغاز الطبيعي الروسي عبر بنك غازبروم.
ومنحت الولايات المتحدة أمس الخميس أيضا إعفاء لهنغاريا التي تعتمد بشكل أساسي على النفط والغاز الروسيين.