على ضوء لقائه الأخير مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يتضح أن أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الراهنة في الملف الروسي- الأوكراني الشائك ترتكز على 3 ركائز، وفقا لفلاديمير سوكور في تحليل بمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية (The Jamestown) ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

ويحظى الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي بدعم الغرب، بقيادة إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين.

سوكور قال إن لقاء أردوغان وبوتين في منتجع سوتشي الروسي، يوم 4 سبتمبر/ أيلول الجاري، "ألقى بظلال من الشك على طموحات أردوغان لتسهيل التوصل إلى حل للحرب الروسية الأوكرانية، لكن يبقى أن نرى كيف قد يرد الرئيس التركي".

واعتبر أن "بوتين رفض بشدة طموحات نظيره التركي في لعب دور صانع السلام، والتخفيف جزئيا من الحصار الذي تفرضه روسيا على صادرات الحبوب الأوكرانية".

وفي 17 يوليو/ تموز الماضي، أنهت روسيا التزامها باتفاقية مدعومة من الأمم المتحدة وتركيا وتسمح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود؛ متهمة الغرب بأن عقوباته تعرقل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية في المقابل.

ولمعالجة أزمة غذاء عالمية، تم التوصل إلى هذه الاتفاقية في يوليو/ تموز 2022،  بوساطة من تركيا وباتفاق بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وتنص على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة السماح بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

وقال سوكور إنه "أثناء استقباله للرئيس التركي، أوضح بوتين أنه لا فائدة من جهود أردوغان ما لم تتماشى مع أهداف موسكو فيما يتعلق بأوكرانيا والبحر الأسود".

اقرأ أيضاً

ورقة تركية رابحة وضغوط دولية متزايدة.. هل يعود بوتين لصفقة الحبوب؟

مشاريع تجارية

"لكن أردوغان لم يعد من سوتشي خالي الوفاض، إذ عرض بوتين العديد من المشاريع التجارية الكبرى التي من شأنها أن تزيد من اعتماد تركيا على روسيا في القطاعات الاقتصادية الرئيسية"، بحسب سوكور.

وتابع أن "الحرب واسعة النطاق، التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا، فتحت فرصا اقتصادية غير مسبوقة لأنقرة ومصالحها التجارية، إذ تتاجر تركيا مع موسكو للتحايل على العقوبات الغربية (على روسيا جراء الحرب)".

وزاد سوكور بأن "روسيا أعادت فرض حصار كامل على أوكرانيا منذ يوليو/ تموز (الماضي)، وتريد رفع بعض العقوبات الغربية مقابل التحول من الحصار الكامل إلى الحصار الجزئي".

وأردف أن "تركيا تدعو إلى تلبية الغرب لشروط موسكو، وقد ضاعفت هذه الجهود بعد اجتماع بوتين وأردوغان في سوتشي".

اقرأ أيضاً

رفض روسيا استئناف نقل الحبوب وتأثيره على تركيا.. ماذا يعني؟

صفقة الحبوب

ووفقا لسوكور، فإن أهداف أردوغان الراهنة ترتكز على 3 ركائز رئيسية، هي "التوسط لبدء محادثات دبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، ويفضل أن تكون في تركيا، مما يؤدي إلى هدنة بشكل ما وربما إلى سلام عبر التفاوض".

وأضاف أن أردوغان "يرغب في تعزيز مشاريع التجارة والطاقة الروسية- التركية، وتجاوز العقوبات الغربية المفروضة على روسيا أو المساعدة في تخفيف بعض العقوبات، مع إعادة صفقة الحبوب كأولوية قصوى".

أما الركيزة الأخيرة للرئيس التركي فهي، وفقا لسوكور، "وضع نفسه شخصيا كوسيط لا غنى عنه يعزز الاستقرار، وفي نهاية المطاف، السلام في منطقة البحر الأسود"، بحسب سوكور الذي لفت إلى أن أردوغان عرض أكثر من مرة استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف.

وقال إن أردوغان ألمح ضمنا، خلال لقائه بوتين، إلى أن "المفاوضات يمكن أن تمضي قدما حتى مع بقاء القوات الروسية راسخة على الأراضي الأوكرانية".

وتابع أن "أوكرانيا اضطرت إلى التفاوض على هذا الأساس في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2022 من موقع عسكري غير مستقر، لكنها أوقفت المحادثات مع تحسن وضعها العسكري وظهور جرائم الحرب الروسية إلى النور، ومن حينها، أكدت كييف أن المفاوضات غير مقبولة في ظل احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية".

وفي تقييم مجمل للعلاقات الروسية- التركية، قال سوكور إنها "كثيرا ما توصف بأنها مزيج من التعاون والمنافسة، لكن مع ذلك، يجب تصنيفها على أساس كل قضية على حدة وفحصها في كل مسرح جيوسياسي بشكل منفصل".

اقرأ أيضاً

الكرملين: محادثات بوتين وأردوغان لم تستهدف الوصول لاتفاقيات محددة

المصدر | فلاديمير سوكور/ جيمس تاون- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا تركيا بوتين أردوغان أوكرانيا الحبوب هدنة

إقرأ أيضاً:

محللون: تركيا قد تكون شريكاً رئيسياً في هيكلة الأمن الأوروبي

يقول دبلوماسيون ومحللون، إن تركيا برزت كشريك رئيسي محتمل في إعادة هيكلة الأمن الأوروبي، في وقت تسعى فيه القارة جاهدة لتعزيز دفاعها والبحث عن ضمانات لأوكرانيا، في أي اتفاق لوقف إطلاق النار، يتم التوصل إليه بمساعي من الولايات المتحدة.

وتشعر الدول الأوروبية، بالقلق من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي شكلت تحولاً جذرياً في سياسة واشنطن وأنهت عزلة روسيا، مع ورود احتمال للتقارب أيضاً، وزادت في المقابل الضغوط على كييف بعد مشادة غير مسبوقة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعرضت العلاقات عبر الأطلسي للخطر.

Turkey could be a vital partner as Europe, Ukraine seek new security framework https://t.co/paYvBR8acn

— The Straits Times (@straits_times) March 13, 2025

ويقول محللون إن "مساعي الأوروبيين للحفاظ على القدرات العسكرية لأوكرانيا، والاتفاق على ضمانات أمنية بالتوازي مع تعزيز دفاعاتهم دون واشنطن، أتاح فرصة نادرة لتركيا لتعميق العلاقات مع أوروبا، رغم خلافات مستمرة بشأن سيادة القانون ومشكلات بشأن الحقوق البحرية مع اليونان وقبرص، ومحاولة أنقرة التي تراوح مكانها منذ فترة طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ومدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية: "الدول الأوروبية التي اعتقدت حتى اليوم أنها تتمتع برفاهية إقصاء تركيا ترى الآن أنها لم تعد قادرة على استبعادها".

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، بعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، أمس الأربعاء، إنه قدم "مقترحاً واضحاً لتركيا لتتحمل أكبر قدر ممكن من المسؤولية المشتركة، من أجل السلام في أوكرانيا والاستقرار الإقليمي".

أردوغان يدعم هدنة "الجو والبحر" في أوكرانيا - موقع 24قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إنه يؤيد فكرة الهدنة "في الجو والبحر"، التي اقترحها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن "تركيا لديها وجهات نظر مهمة للغاية، بشأن ما هو مطلوب لتحقيق السلام في أوكرانيا". وأضاف أن "أردوغان نجح في تحقيق توازن في علاقته مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الحرب، لذلك من المنطقي أن يكون مشاركاً".

ولدى تركيا ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي. وبدأت في السنوات القليلة الماضية في إنتاج طائراتها ودباباتها وحاملات طائراتها، كما تبيع طائرات مسيرة مسلحة لدول حول العالم بما في ذلك إلى أوكرانيا. وبلغ إجمالي صادراتها من الصناعات الدفاعية 7.1 مليار دولار في 2024.

ويقول أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، إن على أوروبا إشراك تركيا في إعادة هيكلة بنيتها الأمنية بطريقة "مستدامة ورادعة".

وقال مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه، إن ليس هناك أي خطط واضحة حتى الآن بشأن هيكل أمني أوروبي جديد، أو المساهمات المحتملة لتركيا فيه، لكن هناك خطوات من شأنها أن تعزز التعاون.

وأكد مسؤول بوزارة الدفاع التركية، أن أنقرة وأوروبا لديهما مصالح مشتركة من بينها مكافحة الإرهاب والهجرة، وأن المشاركة التركية الكاملة في جهود الدفاع التي يتبناها الاتحاد الأوروبي، أمر بالغ الأهمية، لكي تصبح أوروبا لاعباً عالمياً. وأضاف أن تركيا جاهزة لفعل ما في وسعها للمساعدة في تشكيل الإطار الأمني الجديد.

مقالات مشابهة

  • تركيا تتحول إلى مركز العالم
  • بوتين يدعو الجيش الأوكراني للاستسلام في منطقة كورسك الروسية
  • أردوغان يؤكد اقتراب بلاده من هدفها المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب
  • بلومبيرج: أردوغان يستغل قوة تركيا في الناتو مع التراجع الأمريكي
  • بولندا: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أصبح واقعيًا
  • أردوغان عن الاتحاد الأوروبي: لن يتمكن من عكس تراجع نفوذه دون عضوية تركيا
  • محللون: تركيا قد تكون شريكاً رئيسياً في هيكلة الأمن الأوروبي
  • منعطف جديد في الصراع الروسي الأوكراني يقترب من التوصل إلى السلام | فيديو
  • منعطف جديد في الصراع الروسي الأوكراني يقترب من التوصل إلى السلام| فيديو
  • منعطف جديد في الصراع الروسي الأوكراني يقترب من التوصل إلى السلام