قال الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن مصر دائمًا تسبق فيما يخص الشؤون العربية، وحاضرة بقوة سواء من خلال الدبلوماسية الإنسانية، مؤكدا الجهود المصرية لتخفيف المعاناة عن الشعوب العربية، مشيرًا الى أن مصر كانت سباقة حينما أرسلت إلى المغرب الشقيق من خلال الخدمات الإنسانية، وهو ما حدث أيضًا في إعصار دانيال في ليبيا الشقيقة.

المساندة المصرية للشقيقة ليبيا كانت موجودة قبل الدعوات 

أضاف خلال مداخلة هاتفية على «إكسترا نيوز»، أن الدعوات كانت تخرج من ليبيا بضرورة وجود مساندة عربية بعد عاصفة دانيال، لكن المساندة المصرية للشقيقة ليبيا كانت موجودة حتى قبل هذه الدعوات.

مصر أرسلت مساعدات إنسانية إلى السودان خلال جائحة كورونا

وتابع: «أرسلت مصر خلال جائحة كورونا بعض المساعدات الإنسانية إلى السودان وإلى جنوب السودان ومناطق أخرى، كما أن جهودها مثمنة ومقدرة من الشعوب العربية للدور الإنساني المصري، باعتبار مصر القائد للدول العربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ليبيا المغرب عاصفة دانيال اكسترا نيوز

إقرأ أيضاً:

تشخيص الذهنية السياسية السودانية والحلول الممكنة

لقد كشفت حقبة ما بعد الاستقلال في السودان، بدءًا من عام 1956، عن إشكالية التأسيس السياسي للأحزاب في البلاد. هذه الإشكالية تجسدت في أن الصراع كان يتمحور حول الشعارات الكبرى مثل الاستقلال أو الاتحاد، دون وجود مشروع سياسي واضح أو برامج عملية تعالج قضايا الحكم والتنمية وبناء الدولة. هذه الظاهرة ظلت تتكرر عبر الفترات المختلفة من تاريخ السودان السياسي.

إن الأهداف الوطنية الكلية، في شكلها المجرد، يمكن أن تكون قاعدة لتكوين جبهات وائتلافات سياسية. لكن الأحزاب تحتاج إلى تفصيل برامجي وفكري ذي محتوى اجتماعي يميزها عن بعضها البعض ويخدم مصالح قواعدها بشكل مباشر. بدون ذلك، تصبح الممارسة السياسية مجرد لعبة فوقية خاضعة للمزايدات، منفصلة عن الواقع الاجتماعي وتفاعلاته.

منذ تأسيس السياسة في السودان بعد وأد تجربة جمعية اللواء الأبيض في ثلاثينيات القرن الماضي، انحصر الصراع حول من يدير جهاز الدولة: المستعمر الأجنبي أم الأفندي الوطني. وأصبح الهدف السياسي الأساسي هو من يحكم، دون اهتمام كبير بسؤال: ماذا نصنع بجهاز الدولة؟ وكيف يمكننا إعادة هيكلته لخدمة المصالح الاجتماعية والتنموية؟ هذا النهج استمر حتى بعد الاستقلال، ما أدى إلى فشل متكرر في تأسيس نظام سياسي مستدام.

خلال فترات الديمقراطية الثلاث في السودان (1956–1958، 1964–1969، و1986–1989)، استُهلك الوقت في نقاشات حول قضايا فوقية مثل الدستور الإسلامي أو العلماني، ونظام الحكم البرلماني أو الرئاسي، بدلاً من التركيز على بناء مؤسسات تخدم تطلعات الشعب. مثل هذه النقاشات لم تثمر سوى عن إضعاف النظام الديمقراطي، وتهيئة المسرح لانقلابات عسكرية أطاحت بتلك الديمقراطيات.

في الديمقراطية الثانية، على سبيل المثال، جاء حل الحزب الشيوعي السوداني في عام 1965 كمحطة مفصلية. برغم الادعاءات بأن الحزب الشيوعي كان يروج للإلحاد، إلا أن الحقيقة كانت أن الأحزاب الكبرى تخوفت من تنامي نفوذ اليسار السياسي في البلاد بعد ثورة أكتوبر 1964. هذا القرار، الذي اتُّخذ خارج الإطار القانوني والدستوري، مثّل طعنة قاتلة للنظام الديمقراطي. وأدى ذلك لاحقًا إلى استقالة رئيس القضاء احتجاجًا على عدم تنفيذ قرارات المحكمة ببطلان حل الحزب.

هذا الحدث وغيره من الأخطاء السياسية، التي تجاهلت العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، أسست لجذور الانقسامات العميقة التي يعيشها السودان اليوم. لم يُعالج إرث الاستعمار المتمثل في سياسات "فرق تسد"، التي عزلت مناطق واسعة من السودان وركزت التنمية في مناطق محددة. هذا الإرث ساهم في ظهور خطاب إثني وسياسي حاد أدى إلى نشوب النزاعات المسلحة.

واليوم، في ظل حرب أبريل 2023 الكارثية التي تُعد أكبر أزمة وجودية تمر بها البلاد منذ الاستقلال، لا يزال التفكير السياسي محصورًا في سباق على السلطة، دون رؤية واضحة لإعادة بناء الدولة.

إن معالجة هذه الأزمة تتطلب تغييرًا جذريًا في الذهنية السياسية، والانتقال من التركيز على الصراع حول السلطة إلى بناء مشروع وطني متكامل. الحلول الممكنة تشمل
إعادة هيكلة جهاز الدولة بما يخدم المصالح الوطنية بعيدًا عن النزاعات الإثنية أو الإقليمية.
إطلاق مبادرات للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لمعالجة آثار النزاعات السابقة.
التركيز على التنمية المتوازنة لتوفير الخدمات والفرص لكافة السودانيين.
على السياسيين السودانيين أن يدركوا أن السلطة ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق العدالة والتنمية والاستقرار. بدون هذا الفهم، سيظل السودان يدور في دائرة من الأزمات المتكررة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • العربي للدراسات: التحركات الإسرائيلية داخل سوريا أقصتها من الصراع الإقليمي لسنوات
  • العربي للدراسات: المقاومة الفلسطينية تواجه الضغوط الأمريكية بثبات على مطالبها
  • ختام فعاليات الدورة التدريبية لمستشاري قضايا الدولة بمقر المركز القومى للدراسات القضائية
  • تشخيص الذهنية السياسية السودانية والحلول الممكنة
  • البعثة الأممية تعلن عن جلسة فيسبوك لمناقشة عمليتها السياسية الجديدة في ليبيا
  • مهرجان لعيد الحصاد بمدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان وليندا توماس: يشهد السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية
  • وصول الدفعة الأولى من العدادات.. مدير شركة كهرباء السودان يُبشر ويناشد المواطنين
  • الخارجية السودانية تنفي مزاعم تتعلق بالأوضاع الإنسانية
  • وزارة الخارجية تجدد إستنكارها لمحاولات استخدام ادعاءات غير دقيقة تتعلق بالأوضاع الإنسانية في السودان
  • صورة نعيمة المختطفة تفتح ملف تجارة البشر في ليبيا.. عربي21 كانت هناك