جريدة الوطن:
2025-04-29@21:58:33 GMT

مواضع الألف الفارقة فـي الرسم الإملائي «4»

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

فهذه قصة (عمرو) ثبوتًا للواو، وقلبًا لها إلى الألف، أو إلى الياء، ومحالّ حذفها تمامًا، وشروطُه، والسببُ في دخول الواو أصلا، وكذا السببُ في وجود الألف نصبًا، والسببُ في عدم انقلابها ياءً عند الجر؛ لكيْ يتعرفَ القارئُ على كل ما يمكن أن يقال في كلمة (عمرو): رفعًا، ونصبًا، وجرًّا، ورسمًا، وكتابةً.
الألف الفارقة بين الفعل المسند إلى نون النسوة، والمؤكد بالنون الثقيلة:
معلوم أنه إذا أُسْنِدَ الفعلُ المضارعُ إلى نون النسوة تحوَّل من الإعراب إلى البناء على السكون ـ كما هو معروف عند كل دارس لقواعد النحو العربي ـ نحو:(هن يكتبْنَ بحوثَهن، ويقرأْنَها مع مشرفهن، ويقمْنَ بتصويب ما يشير به عليهن، وكدْنَ يُشرفْنَ على الانتهاء منها)، ونحو: (والوالدات يرضعْنَ أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتمَّ الرضاعة)، ونحو:(والمطلقات يتربصْنَ بأنفسهن ثلاثة قروء)، فإذا جئنا لنؤكدَ هذه الأفعال المسندة إلى نون النسوة بنون التوكيد الثقيلة نجد أنه قد اجتمعت عندنا ثلاثة نونات، نون النسوة، وهي ضمير في محل رفع فاعل، ونون التوكيد التي فُكَّتْ بنونين؛ لكونها مشددةً، فيصير عندنا ثلاثة نونات، واللغة لا تجيز التقاء المتماثلين، فكيف تصرفتِ اللغة وأهلُ العلم، وعلماء الأداء؟.


نراهم قد أتوا بألف تُسَمَّى الألفَ الفارقة تُوضَع بين نون النسوة، ونون التوكيد(التي تشدَّد فتظهر كأنها حرفٌ واحد)، هكذا:(أنتن تَكْتبْنَانِّ البحوث، وتَسْمَعْنَانِّ نصائحَ المشرفِ، وتَقُمْنَانِّ بعمل كل ما يطلب إليكنَّ، وهُنَّ يَشْرَحْنَانِّ الدروسَ بكل احتراف، ويُشْكَرْنَانِّ على تلك الجهود الموفقة، ويُقَدِّمْنَانِّ كلَّ ما هو مطلوب منهنَّ للنهوض بالعملية التعليمية).
وهنا في الحقيقة نقطتان مهمَّتان، أود أن أشير إليهما؛ الأولى أن هناك نونين نونَ النسوة التي أوجبتْ بناء الأفعال على السكون ـ كما هو مقرر من حيث القاعدة النحوية ـ ونونَ التوكيد التي اجتلبتِ الألفَ الفارقةَ ؛ لئلا يلتقيَ متماثلان، ونُضْطَرَّ إلى حذف أحدهما ـ كما هو شأن اللغة في ذلك ـ ولكنْ، لما كانت النونان قد أتَيَتَا لهدفٍ مهمٍّ، هو بقاء الأفعال مسندةً إلى نون النسوة، ومؤكدةً بنون التوكيد الثقيلة أوجدتِ اللغةُ، وعلماؤها تلك الألفَ الفارقةَ؛ للتمييز لها عن الأفعال غير المؤكدة من جانب، ولبقاء النونين دونما حذف من جانب آخر؛ منعًا من تتالي المتماثلين، والأمر الآخرُ هو كسرُ نون التوكيد التي أصلُها الفتحُ؛ عملا بقاعدة:(الأخ بالأحوط) فانكسرت النون التي نشأت أصلا مفتوحة مع ضمير واو الجماعة وياء المخاطية وانكسرت فقط مع ضمير ألف المثنى؛ تشبيها لها بنون المثنى، ونون المثنى مكسورة كما هو معلوم، كما في نحو:(جاء الطالبانِ مبتسمَيْنِ، ورأيتُ الطالبينِ سعيدَيْنِ، ومررتُ بالطالبينِ مبتسمَيْنِ).. وهكذا.
فقد وضع النحويون، وأهل الرسم الإملائي تلك الألف الفارقة؛ لتفصل بين المتماثلين؛ حتى لا نرتكن إلى قاعدة الحذف، فتضيع الأساليب، وتذهب دلالاتُ التراكيب؛ ومن ثم وجدْنا تلك الألفَ المهمة في هذا الموطن من مواطن توكيد الأفعال المضارعة المسندة إلى ضمير نون النسوة، والمؤكدة بنون التوكيد الثقيلة.
هذا، بعضُ ما ظهر لي من تلك الألفاتِ التي تدخل تحت ما يُسَمَّى بالألفات الفارقة، أو المفرِّقة بين الشرائح اللغوية المتشابهة؛ والتعبيرات المتقاربة رسمًا؛ لوضع فاصل بين الدلالات المتعددة، والتراكيب ذات المعاني المختلفة.

د.جمال عبدالعزيز أحمد
كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة – جمهورية مصر العربية
Drgamal2020@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تلک الألف کما هو

إقرأ أيضاً:

أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها

الصدقة، من أحبّ وأفضل الأعمال لله- عزّ وجلّ- هي الصدقة على المحتاجين والفقراء؛ لأنّ في إخراجها دليلٌ على صحة إيمان العبد بالله- تعالى-، ويقينه بأنّه هو الرزاق سبحانه.

وحثنا رسول -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة، ورَغَّب بها جميع المسلمين حتى النساء.

أفضل الصدقة

قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَوْ خَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». متفق عليه، (عن ظهر غنى) معناه أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيا بما بقي معه.

وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في منشور له عبر الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أن من الرحمة، وسلوك الرحمة، وجمال الرحمة، وحلاوة الرحمة أنها تجعل الإنسان يتكلم بالكلم الطيب، والكلمة الطيبة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها كلمة نامية تزيد من صاحبها، ولا تُنقصه في شيء.

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} لعلهم يفكرون يعني لعلهم يتدبرون ويتأملون {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}".

دعاء أول يوم من ذي القعدة.. يفرج كربك ويشرح صدركدعاء شهر ذي القعدة.. ردده تغفر ذنوبك وتوفق للخيرثمرات الكلمة الطيبة

وتابع: "الكلمة الطيبة هذه صدقة، الكلمة الطيبة هي كشجرة، إذن ففيها النمو، ثابتة بجذورها في الأرض، وفروعها وصلت إلى عنان السماء، ثم إن ثمرتها تُؤكل وينتفع بها هكذا الكلمة الطيبة.

وعن النبي ﷺ كان يقول: «ورُبَّ الكلمة من رضوان الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا يُبنى له بها بيتٌ في الجنة، ورُبَّ كلمة من سخط الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا ... » أو كلمة يسخر بها « ... تهوي بصاحبها سبعين خريفًا في النار»".

واستشهد بما ورد عن عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح بوجهه هكذا، ثم قال: اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح، وفعل هذا ثلاثًا حتى ظننا أنه ينظر إليها ... » يعني إلى النار ، قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة شق تمرة ... » شق تمرة يعني نصف تمرة تصدق بها فإن «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».

وشدد عضو هيئة كبار العلماء على علو منزلة الكلمة الطيبة فقال :"انظر إلى العلو، انظر إلى النقاء، انظر إلى العموم يقول: « ... فمن لم يجد ... » فقير جدا ليس معه نصف التمرة ، هذا الفقير جدًا محروم يعني من الثواب أبدًا « ... فبكلمة طيبة» أخرجه البخاري.

فضل الصدقة للمريض

ورد عن ما فضل الصدقة للمريض أنه ينبغي على المعافين أن يحمدوا الله على العافية ، ولا يتعرضوا للبلاء ويتقوا أسباب العدوى والمرض وأماكن البلاء، ويهربون من المرض هروبهم من الأسد ، كما ورد في الأثر، كما ينبغي عليهم أن يسألوا الله الصحة والعافية والشفاء، ويتحصنوا بالأذكار والدعاء ، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أن الصدقة دواء لكل الأمراض كما أن الدعاء يدفع البلاء، فقد ورد عن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ ».

وقد ورد فيه كذلك أن الصدقة تمحو المعاصي والذنوب، التي تعد أحد أسباب المرض والبلاء، كما أن فيها دواء للأمراض البدنية وكذلك أمراض القلب، من ضغينة وغل وحسد وحقد كما أن الصدقة من أسباب انشراح الصدر وطمأنينة القلب، أي أنها تؤثر على الحالة النفسية للمريض، مما يساعده على الشفاء، فضلًا عن أن الصدقة تقي المريض ميتة السوء.

طباعة شارك أفضل الصدقة ثمرات الكلمة الطيبة فضل الصدقة للمريض

مقالات مشابهة

  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • ما هي النباتات التي تعيش في الجو الحار؟
  • عندما يرسم الكاتب
  • مصدران مصريان: المحادثات التي تستضيفها القاهرة بشأن غزة تشهد تقدما كبيرا
  • ما هي الشبكة الكهربائية الأوروبية المشتركة التي شهدت تعطلاً اليوم؟
  • توقيف عشريني بشبهة الاعتداء على ممتلكات خاصة بالدارالبيضاء
  • استشاري: هناك 4 مواضع يمكن أن يصير فيها وفاة مفاجئة .. فيديو
  • ضمن برنامج " هي تقود "التعليم الفني بالفيوم يحصد مركز أول ورابع جمهورية فى الرسم والفنون
  • صحة الشرقية تقدم الخدمة لأكثر من 20 ألف منتفعة خلال يوم من حملة «مشوار الألف الذهبية.. يبدأ بخطوة»
  • من أمثلة المجتمعات التي ساندت الجنجويد بجانب القحاطة (..)