جريدة الوطن:
2025-03-26@01:26:24 GMT

ضاعف حسناتك بأثرك الطيب

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

إنّ من الأمور الحتمية التي اقتضها حكمة الله تعالى في خلقه المعاملة فيما بينهم، فالمعاملة بين الناس لابد منها فلا مفر ولا مناص من ذلك، فالناس يحتاج بعضهم إلى بعض، وكذلك أيضًا فلا يمكن لبشر أن يعيش وحده في منعزل عن العالم، ومن هنا كان للمعاملة في حياة البشر فيما بينهم دورًا أساسيًا هامًّا، يعيشون بها وتعيش بهم وبينهم، فلا غنى عن التعامل بين البشر، ومن هنا جاء الإسلام ليضبط هذه المعاملات بحسن الخلق، وضبط النفس وسعة الصدر وحب الناس والمساوة بينهم والمسارعة إلى تقديم أيادي العون لكل من يحتاج أو لا يحتاج، فأما من احتاج فالمسارعة إلى تلبية طلبه من الواجبات، وأما من لا يحتاج فتقديم يد العون له من المندوبات، وهكذا يكون المجتمع وفق هذه المعايير مجتمع متكامل، كل من بحث عن شيء وجده، ومن احتاج إلى شيء أعين عليه، ومن سعي إلى شيء حققه، ومن طلب شيئا أخذه، فالكل في شريعة الإسلام مطالب بهذه الأخلاق الطيبة التي تذهب سخيمة الصدور، وتقتل الكراهية بين الناس في مهدها، أخلاق تكتب بأحرف من نور على صفحات العقول الآثار الطيبة، وترسم في طيات القلوب المعاملة الحسنة التي تجعل من قدمت له يذكر صاحبها ما عاش بخير وثناء، فيكون من ترك هذا الأثر الطيب في مضاعفة مستمرة لا تنتهي لأمور كثيرة ، منها رضا الله ورسوله، وحسن المعاملة بين الناس، وترك الأثر الطيب في قلوبهم، والأكثر من ذلك الدعوات الطيبة التي كلما ذكر أثره توالت من القلوب وتتابعت على الألسنة لتكتبها الملائكة في صحائف أعماله،يالها من حسنات تتزايد بشكل مستمر من عمل واحد طيب انتهي بزمانه ومكانه، ولكن حسناته لاتزال في استمرار وتزايد ما عاش من قدمت له، فلماذاـ أخي الكريم ـ يامن منّ الله عليك بمنّةٍ عظيمةٍ تجعل الناس في احتياج إليك؟، لماذا لا تسارع لأن تترك في قلوبهم وحياتهم وحياتك أنت قبلهم أثرًا طيبًا تجبى إلى صحائف أعمالك ثمراته بلا انقطاع؟، يامن وليت مسئولية أو إدارة أو تجارة أو أي عمل آخر ولو كنت توصل إنسانا جراء أجرة تأخذها، إذا تركت في نفس من تنقله أثرًا طيبًا، لم تنقطع أجرتك الأخروية، على الرغم من قبضك الأجرة الدنيوية، فالأخ الفاضل والأخت الفاضلة اللذين في مكتب لخدمة الناس كلنا نتقاضى ونقبض أجرا دنيويا، فلما لا نستغل ذلك بأجور أخروية أجورها لا تقف عن المضاعفة والتزايد، ألا فلنتقن العمل، ولنحسن إلى الناس، ولنجود لهم خدماتنا، ولنتعاون معهم على قضاء مصالحهم، وسد احتياجاتهم، وتلبية طلباتهم، والأمر لن يهذ سدى بل إنه سيترك لنا أثرًا طيبًا في قلوبهم نذكر به في حياتنا وبعد مماتنا، تزيد به لنا الحسنات، وتتضاعف بينا الطيبات، ولا ننسى الناحية الأخرى فلو أنك تركت أثرا سيئا، فما يكون حال من قدمت له هذا العمل السيئ؟ كيف سيذكرك إذا ما تذكر الموقف؟ ربما تذكرك بشي من الكراهية، بل وربما دعا عليك خاصة إذا كان من عملك مظلوما، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ولا تنسى أن الخير والشر مكتوب لك أو عليك، فعند الله تعالى مكتوب لك من آثار الخير ومن آثار الشر التي قمت بها وأنت الذي حددت نوعها بين الخير والشر، ولاشك أن الآثار باقية في حياتك وعند لقاء ربك بعد مماتك، وسيجزيك الله على تلك الأعمالَ التي تتضمن أقوالك وأعمالك وأفعالك وسلوكياتك وجميع أحوالك، فاجعل عملك خيرًا كله،فسيكتبه الله تعالى لك وسيجزيك عليه السوء سوءًا وبالإحسان إحسانًا، فاختر بنفسك أثرك بين الناس وعند الله.

محمود عدلي الشريف
ma.alsharif78@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بین الناس

إقرأ أيضاً:

وكيل أوقاف الفيوم: حفظة القرآن الكريم هم النماذج المضيئة التي يجب أن يحتذى بها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور محمود الشيمي، وكيل أوقاف الفيوم، مساء الثلاثاء،حفل تكريم المتميزين من حفظة القرآن الكريم، وبالمسجد الكبير، التابع لإدارة فيديمين بالفيوم.

جاء ذلك بحضور الشيخ طه علي، مسؤول المساجد بالمديرية، والشيخ محمد حسن، مدير الإدارة، وأولياء أمور وأسر الأطفال المشاركين بالمسابقة.

وفي بداية الحفل قدم فضيلته، تهنئته لجميع الفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريم، مثمنًا جهود أسرهم وأولياء أمورهم في تنشئتهم على حفظ كتاب الله تعالى وفهم تعاليم الدين الوسطي الحنيف، مؤكدًا أن حفظة كتاب الله تعالى هم بركة الحياة، وهم النماذج المضيئة التي يجب أن يحتذى بها، مشيدًا بالمشاركة الكبيرة من الفتيات في مسابقة حفظ القرآن الكريم.

ومن جانبهم،أعرب أهالي القرية،عن تقديرهم لدور مديرية أوقاف الفيوم في نشر تعاليم الدين الوسطي،ونبذ العنف والتطرف والأفكار الهدامة، داعيا الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.

وجاء ذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بالقرآن وأهله، وتنفيذا لتوجيهات معالي وزير الأوقاف  الدكتور أسامة السيد الأزهري، ورعاية من الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم. 

مقالات مشابهة

  • وكيل أوقاف الفيوم: حفظة القرآن الكريم هم النماذج المضيئة التي يجب أن يحتذى بها
  • من أجمل ما قرأت
  • [موديبو] يحتاج إلیٰ مٶدِب !!
  • رمضان.. شهر الخير والجود والتراحم
  • هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • إبراهيم الهدهد يحذر من أكل أموال الناس بالباطل بطرق ملتوية أمام القضاء
  • الإمام الطيب: «المجيب» اسم من أسماء الله الحسنى.. والقرب الإلهي ليس مكانيًا ولا حسيًا
  • رحيل (فطين) بعد آمنة (ساكنة الفؤاد) والفاتح
  • “إخلاء” بيوت الناس بطريقة عمٍّ عباس