اختفت الكثير من معالم مدينة درنة الليبية بنسبة يقدرها البعض بنحو 25% من إجمالي المدينة المنكوبة بالعاصفة «دانيال»، التي حولت كثيراً من المباني إلى كومات من التراب، وباتت مجرد صورة تذكارية في الفيديوهات والصور، وضحايا ومصابين بالآلاف، ومشاهد مأساوية لا تحصى نتيجة حجم الكارثة وفظاعتها.

اختفاء مدينة درنة

وأظهر فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب يُوثق اختفاء مدينة درنة قبل تضررها بالعاصفة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد ضحايا ليبيا المستمر وحجم الدمار الذي حصل للمدينة بسبب إعصار دانيال المدمر.

 

 

كانت هناك مدينة اسمها #درنة
شاب يوثق مقطع فيديو لمدينة درنه الليبية قبل اختفائها وتضررها ووفاة وفقدان أغلب سكانها !
وفيديو آخر يظهرمشاهد من الدمار الذي حصل في مدينة ⁧درنه⁩ الليبية بسبب إعصار دانيال المدمر..

اللهم إنا استودعناك ليبيا
ومن فيها وما فيها فاللهم احفظهم والطف بهم… pic.twitter.com/TRDbDclCVN

— فراس الماسي Firas Almasi (@FAlmasee2) September 13, 2023 35 ألف شخص نزحوا جراء فيضانات ليبيا

ومن جانبها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 35 ألف شخص نزحوا في درنة، بالإضافة إلى نزوح 6000 شخص من بنغازي والبيضاء والمخيلي، جراء فيضانات ليبيا، وذكر رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن جثامين الضحايا التي تم دفنها بلغت 3900 جثة، وأن العدد الإجمالي للضحايا، حتى الآ، بلغ 5300 شخص، وهناك توقعات بارتفاع أعدد القتلى نتيجة جرف مزيد من الجثث على الشاطئ لأن عدد المفقودين من مدينة درنة يُقدر بالآلاف.

وتواصلت اليوم الأربعاء، عمليات البحث عن آلاف المفقودين بعد فيضانات ليبيا الكارثية في مدينة درنة الليبية، حيث نتج الفيضان عن عاصفة قوية دمرت السدود القريبة من المدينة، مما أدى إلى إطلاق سيل من المياه دمر ربع أو أكثر من المدينة المتوسطية، وجرف المباني وسكانها إلى البحر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إعصار دانيال دانيال مدينة درنة ليبيا عاصفة دانيال إعصار ليبيا عاصفة ليبيا مدینة درنة

إقرأ أيضاً:

المعنى في الصورة- مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى

 

المعنى في الصورة– مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى

وجدي كامل

24 أبريل 2025

عندما تُقرأ الحربُ لا من فُوَّهةِ البندقيّة، بل من تعبيرات الوجه، ووَضْعِيّات الجسد، ونظرات الازدراء والتحدّي، فإنّنا نكون في صُلبِ معركةٍ أعمقَ للحرب الثقافيّة الرمزيّة، التي تُمهِّدُ لما بعدها من عنفٍ ودمار. فالتحليلُ للحربِ الدائرةِ بأنّها حربٌ تستمدُّ تغذيتها من تاريخٍ مهولٍ من العنصريّةِ والكراهيّةِ وشَتّى علاماتِ الانقسامِ الاجتماعيّ والثقافيّ، قد يستغرق وقتًا وعملًا معلوماتيًّا مُجهِدًا، قد يحتاج إلى عشرات المؤلّفات، كما هي مبذولةٌ لمن أراد التثبّت من الوقائع والإقناع بها. ولكن، صورة فوتوغرافيّة واحدة، في أقل من ثانية، مُقْتطَعة من تصوير فيديو جرى بكاميرا الهاتف أو بكاميرا احترافيّة، في هذا التوقيت من الزمان، تُصبح قادرةً على إيصال المعنى والتأكيد على الحُجّة. هكذا، انتشر في الأيام الماضية مقطعٌ لفيديو يُظهِرُ شخصًا بدينًا، ضخمَ الجثة، شماليَّ أو وَسَطيَّ الملامح، في لحظة تصوير وهو يتهجّم على صبيّ، تقول هيئتُه إنّه قادمٌ من إحدى مناطق الغرب، أو جبال النوبة، أو جنوب النيل الأزرق، فأبطَلَ من تدفُّقِ الرجل، الذي كان – وفيما ثبت لاحقًا – يُسجّل مقطعًا عن عودة الحياة لطبيعتها في منطقةٍ من مناطق الجزيرة، لصالح قناة الجزيرة مباشر. تحرُّشُ البدين بالصبيّ في وسط سوق الخضار لم يكن لخطأٍ مقصودٍ أو إساءةٍ مُفتعلةٍ قام بها الصبي، عندما قاطع التصويرَ بمروره ما بين البدين والكاميرا، بل لسوء تقدير، أو عدم معرفة أصلًا بما يجري من تصوير، وما يتطلّبه من سلوكٍ حركيّ ما بين المتحدّث والكاميرا. لاحقًا، ذُكرت المعلومات أنّه “الشيخ” عبد الباسط الشُّكري، والذي وصفه المحلّلُ المعلوماتيّ والصحفيّ الاستقصائيّ بُشرى علي بأنّ آخر وظيفةٍ تسنَّمها كانت مشرفًا على خلوة مجمّع إبراهيم مالك، وما عُرِف عنه حينها باهتمامه بركوب عربته الـ”برادو” الجديدة أكثر من اهتمامه بوظيفة الإشراف على الخلوة. وأنّ المصوّر هو شقيقه المراسل، الذي -فيما يبدو- أراد أن يخصّ شقيقه الأكبر سنا بالإكراميّة الماليّة التي تُقدّمها القناة في مثل هذه الإفادات. أظهر الفيديو المُتداوَل عبد الباسط متحرّشًا بالصبي، بينما أبدى الأخيرُ ردًّا دفاعيًّا استثنائيًّا عن كرامته بعدم الانصياع لأوامر عبد الباسط بالابتعاد من دائرة التصوير، الأمر الذي سجّل إعجابًا شعبيًّا منقطع النظير، منحازًا للحظة دفاع الصبي عن نفسه. الصورة، بالتفاصيل التي أوردتها لغةُ الكلام والجسد، عبّرت عن السلوك العنيف، غير الإنسانيّ، للشيخ عبد الباسط، بحيث انطوت على توبيخٍ لم يكن يجد تبريرًا إلّا في سياقٍ يُذكّرُ بتعامل التّجار التاريخيّين في الرقّ، أو سادة الحملات الاسترقاقيّة باحتقارهم لرعاياهم من المُستَرَقّين. غير أنّ ردّة فعل الصبيّ المُستنكرة ألغت كلّ “ملكيّة” مزعومة لعبد الباسط في الأمر والنهي. لقد كشفت الصورةُ بجلاءٍ عن انتفاض كرامة “المُستَعبَد المفترَض”، التي رفضت الانصياع، وتمرّدت على التوبيخ، فواجهت النظرة الفوقيّة بندّيّةٍ مذهلة، ما جعل المشهد ليس مجرّد شجار، بل احتكاك هُويّتين: هُويّة “السّيّد”، المرتكزة على الجسد المترهّل، والملبس التقليدي، والميكروفون المثبَّت بعناية، والذي يحمل صورة “الشرعيّة” الإعلاميّة والدينيّة؛ وهويّة الصبيّ، الباحث عن ردّ اعتبار لكرامته التي جُرِحت. القراءة السيمائيّة البصريّة لزاوية التصوير تُظهر عبد الباسط وهو يطأ بظلّه الجسديّ والنفسيّ على مساحة الطفل، فتعكس نظامًا تراتبيًّا مُكرّسًا، كأنّه يقول: “أنا الأعلى، أنت الأدنى”. فلغةُ الجسد، التي تعتمد على القُرب لدرجة الالتحام المُهدِّد بالضرب واستعمال العنف، تصنع خطابًا بصريًّا مُنتِجًا للمعنى، من صراع الاحتقار والمقاومة في دلالته العامّة. أمّا زاوية التصوير، أو الصورة فلسفيًّا، فتقول أكثر مما يُقال. ففي نظريّة ميشيل فوكو عن السلطة، يُفهم الجسد كمساحةٍ تُمارَس عليها أنظمة الضبط والانضباط. وفي هذه الصورة، يحاول “الشيخ” أن يضبطَ الجسد الخارج عن الطاعة – جسد الصبي – لكن الردّ المقاوم يفضح آليّات السلطة كلّها، بالتحدّي، إلى عكسه: شدّ الصبي لجسده، وإرساله نظرةَ تحدٍّ استثنائيّة للشُّكري. أمّا في سيمياء رولان بارت، فهذه الصورة تُمثّل لحظةَ انفجارٍ للمعنى، الذي أعاد تعريفها كونها ليست مجرّد صورة، بل خطابًا اجتماعيًّا كاملًا، مشحونًا بالعنصريّة، والتاريخ، والمقاومة، مما يجعلها ليست فقط توثيقًا للحظةٍ عابرة، بل شهادةً بصريّة تعبّر عن أنّ الانقسام الاجتماعيّ في السودان ليس مزروعًا فقط في المظالم السياسيّة والاقتصاديّة، بل في النظرات، والأجساد، وردود الأفعال المتباينة في لحظات الصدام. المفارقة الساخرة، أنّ هذا التهجُّم وقع أثناء تصوير مشهدٍ إعلاميّ يُفترَض أنّه “يطمئن” الناس على عودة الحياة إلى طبيعتها، بينما “اللاطبيعيّ” تجلّى في عنف الشُّكري ذاته. وهكذا، نخلصُ من الفيديو، أو الصورة بوصفها وثيقةً وشهادة، إلى أنّ الحرب لم تبدأ مع البنادق، بل بدأت حين تمّ ترسيخ طبقيّاتٍ وإثنيّاتٍ تُهين الإنسان وتُجزِّئه حسب لون بشرته، أو لهجته، أو لباسه. وتُكرِّس لكلّ ذلك حربًا بداخلها قانونٌ غير مكتوب، يحمل اسم: الوجوه الغريبة، في أرجاءٍ ومناطقَ بعينها، من بلدٍ من المفترض أن يكون واحدًا، موحّدًا، انسانه متساوي في الحقوق والواجبات.

الوسومالانقسام الاجتماعي في السودان البنادق الحرب المعنى في الصورة مشهد ما قبل وبعد الرصاصة الأولى وجدي كامل

مقالات مشابهة

  • نينوى.. إعصار يضرب قرية ويتسبب بأضرار بشرية ومادية
  • بوراص: أطلقنا مبادرة «المرأة ركيزة الأمن المائي» تكريما لنساء درنة
  • اختفاء الطفل حنانس محمد في ظروف غامظة  
  • فليك يطارد جوارديولا في برشلونة!
  • ساعات العمل وتوجيهات السيسي| جبران يحذر من اختفاء وظائف بسبب الذكاء الاصطناعي
  • كل ما تريد معرفته عن المدينة الشبابية بالعريش.. فيديو
  • الطورمال تبحث مع السفير الإسباني الدور الإيجابي للمرأة الليبية
  • المعنى في الصورة- مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى
  • مقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء في معسكر إيواء جراء استهداف مسيرات مدينة عطبرة ومناشدات ودعوات عاجلة
  • سيدة مصرية تشارك مع أبنائها الخمسة في مبادرة تطوعية لتشجير المدينة المنورة.. فيديو