أعلنت الحكومة الليبية، اليوم الأربعاء، أنها لم تتمكن من الوصول إلى أحياء في درنة حتى الآن، لذا فقد قامت بتسليم المدينة للجيش لتنظيم العمل بها.

 

ووفقا لشبكة "العربية"، حثت الحكومة الليبية جميع السكان على إخلاء درنة لمساعدة الجيش في البحث والإنقاذ.

 

ووفقا لوسائل إعلام ليبية، لازالت فرق الإنقاذ تحاول البحث عن ناجين وسط الركام وعلى ضفاف البحر في درنة وغيرها من مدن الجبل الأخضر بعد يومين من فاجعة كبيرة أودت بحياة الآلاف.

 

ومن جانبه، قال وزير الصحة بالحكومة الليبية المعينة من البرلمان، الدكتور عثمان عبدالجليل، في تصريحات له إن عدد قتلى الفيضانات في شرق ليبيا تجاوز الـ3 آلاف قتيل، لافتًا إلى أن العدد لا زال في تزايد.

 

وأكد عبدالجليل، أنّه لا توجد إحصائية دقيقة ونهائية حتى الآن نظراً لوجود عدد كبير من الجثث تحت ركام الانقاض وتواصل انتشال الجثث من البحر.

 

وأضاف عبدالجليل، أن الخدمات الطبية التي تقدمها الوزارة للمنكوبين بحاجة إلى دعم كبير، لا سيما في مجال الطوارئ والإنقاذ.

 

ووصف الوضع بالكارثي والمأساوي ويحتاج إلى دعم كبير في عملية البحث والإنقاذ.

 

وقال وزير الصحة، إن الوزارة سخرت كل الإمكانات والموارد المتاحة لديها لدعم المتضررين بالتعاون مع القوات المسلحة العربية الليبية، التي نشرت الكثير من فرق البحث والمساعدات لتقديم الدعم اللازم للمنكوبين.


وأكد أن من أولويات الوزارة تكثيف البحث عن ناجين ومعالجة الجرحى إلى جانب تجهيز المستشفيات بالمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لاستقبال واستيعاب أكبر عدد من المصابين.

 

وأظهرت صور جوية مروعة حجم أضرار إعصار دانيال بمدينة درنة، حيث خلفت السيول والفيضانات التي ضربت مدن شرق ليبيا آثاراً كارثية على البلاد، بعدما مسحت أحياء كاملة بسكانها.


ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، طارق الخراز، إنه تم التعرف على ما يقارب 2100 من ضحايا العاصفة دانيال الذي ضرب مدن شرق البلاد، وتم دفنهم في مدينة درنة، كما دفن 1100 جثة أخرى غير مدونين ولم يتم التعرف عليهم.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ 3-3

عبد الله علي إبراهيم

قبل أن تقع هذه الحرب استدعتها أقلام مثل منصور خالد بثقافة لم تتمثل لقواعد البحث في شعواء المعارضة أو تزكية النفس.
رأينا كيف قصر منصور قصر عمل الألته على أبناء جبال النوبة كجماعة مستحقَرة لأنها كانت نهباً قديماً للنِّخاسة. ولم يثبت هذا بالبحث. فجاءت الدراسات المستجَدَّة بما وسّع نطاق من خدموا الألته فوضح شمولها غير النوبة. فلم يَقصِر كتاب أحمد العوض سكنجا "من دَرَك الرَّقيق إلى دَرَج العُمَّال" (1996) الشغلة على النوبة. وهو كتاب قرأه منصور منذ تأليفه "جنوب السودان في المخيلة العربية" (2000) وأشاد به على صفحة 415 منه. ثم اعتمده في ثبت مراجعه في كتابه "السودان: أهوال الحرب" (2003). وعلى إلحاف منصور على مسألة النوبة والألته في كتابين؛ مرَّت سنوات ثلاث على صدورهما، لم يتمهل فيستجلي بيِّنة الأمر كما يجدر بباحث طويَّته البحث عن الحقيقة.
ويغري ما جاء عند سكنجا بدراسة الألته كي نبلغ تاريخاً اجتماعياً كاشفاً نافعاً يتجاوز منصور الذي كم ضَيَّق واسعاً! فواضح من مكاتبات الإداريين الإنجليز حول هذه المهنة العصيبة أنها ممّا تحكَمت فيه سياسات استعمارية للعمل والأجر والثقافة والإدارة. فـــالألته عملٌ مأجور لم يسبق في البلاد. فلم يفرضه الإنجليز سُخْرة حتى. مع أن السخرة كانت ضرباً معتمداً في الخدمة للمستعمرين تجلت في تعبيد الطرق وتنقية القنوات في جنوب البلاد وشمالها كما سنرى في فصلٍ قادم من هذا الكتاب (. . . ومنصور خالد).
وليس واضحاً في المكاتبات أن الإنجليز قصدوا النوبة بتلك الخدمة بإغراءٍ من منزلتهم الدنيا في التراتب الاجتماعي كما اعتقد منصور. فقد كانت الألته معروضة في سوق العمل لمن يأخذها. وقد رأينا أن النوبة لم يكونوا وحدهم فيها بل جمعت أشتاتاً من السودانيين. ولجذب العاملين للخدمة فيها جعلها الإنجليز المهنة الأعلى أجراً. فقد حصل العامل بين 120 إلى 170 قرشاً في الشهر. وهذا أعلى بكثير من أجر المياومين الآخرين. وبلغ أجر المياوم فيها ثلاثين قرشاً خلال الأزمة الاقتصادية في 1929.وتحاشاها كثير من العمال مع ذلك وقبلوا بأجر تراوح بين ثلاثة إلى أربعة قروش في اليوم للخدمة في غير الألته. وعليه فالنظر في الألته كعمل مأجور في سياق استعماري حداثي هو الخطة المثلى للعلم بهذا الجانب من تاريخنا الاجتماعي. وهذا التعريف الحسُن بالمسألة هو ما يسمِّيه منصور ب "تسوير المسألة" أي تحديدها. فتعريف مسألة البحث على وجهها الحق هو أول عتبة في طريق فهمها بشكل ناجز. فالتشخيص كما يعرف كل طبيب هو أسُّ العلاج.
من جهة أخري ستنبهم علينا خدمة الألته إذا لم نقرأها على خلفية سياسة المناطق المقفولة تلك التي زعم الإنجليز تبنيها للحفاظ على ثقافات "زنج" السودان من تأثيرات الثقافة العربية الإسلامية الشمالية. وكان رائد هذه السياسة، وعُرفت ب "سياسة النوبة" في مديرية كردفان ومديرها آي جى جيلان (1928-1932). وقامت هذه السياسة على "كرتنة" النوبة في جبالهم وحجبهم عن الهجرة للشمال. واستخدم الإنجليز "الكَشَّة" لحمل النوبة المهاجرة حملاً لإخلاء الخرطوم. ولكن سرعان ما تغلَّب منطق العمل المأجور على الثقافة. فعلى اتّفاق مدير مديرية الخرطوم مع سياسة النوبة إلا أنه كان الأعلى صوتاً في الاحتجاج على "كشة" النوبة. فقد صارت خدمتهم في الألته، في مقتضى سوق العمل، ماسَّة لا يسُدُّ مَسَدَّهم أحدٌ. وحذّر مفتش الصحة، من جهة أخرى، أنه لو توقّف وفود الجنوبيين والنوبة إلى الخرطوم فسينهار النظام الصحي. وسادت البراجماتية على الثقافة. وتوقَّفت الحكومة عن "كَشَّة" النوبة. وقَبِل بذلك حتى جيلان، واضع السياسة، وفوَّض الأمر لمدير الخرطوم مع التذكير ألا يشجع النوبة على البقاء في الخرطوم ما وسعه بالبحث عن بدائل للعمل بغير النوبة. ولكنه قَبِل مع ذلك أن يبقى بالخرطوم النوبة المنبتُّون (the detirblized) ممن لا رباط قبلي حي لهم بالجبال ما لم يكونوا نواة استيطان لنوبة طازجين من الجبال. واستمر الإنجليز مع ذلك على سياسة عدم تشجيع لا الجنوبيين ولا النوبة للوفود الى الخرطوم.
ومتى "سوَّرنا" مسالة الألته والنوبة على هذا النحو فسدَت حُجّة منصور في الربط بين عمل النوبة هذا والرق الشمالي ومترتباته. فلم يأتِ النوبة للألتة كطائفة مستحقَرة ترسَّبت عن الرق. فقد جاءها سودانيون آخرون بعضهم لم يضرسهم الرق بنابه. كما جاء النوبة للمهنة المسيئة في ملابسات سوق العمل الذي فتحه الإنجليز على مصراعيه. وسيكون من المفيد أن ننظر إلى اختيار بعض النوبة العمل في الألته في مقتضى هذا السوق. فهل دفعهم لولوج هذا السوق حاجتهم للنقد لسداد ما عليهم للحكومة من جزية ودقنية فُرضت نقداً؟ وهل اضطرهم إلى هذه الشغلة حاجز من لغة، أو مؤهل، أو صلة نافذة حالت بينهم دون أشغال أخرى؟ فقد أوقفت بعض الجماعات السودانية بعض الخدمات على نفسها. مثل شغل الدَّريسة للرباطاب والمرمطونات للنوبيين. وكان هناك من بين هذه الجماعات من يـُجَنِّد لها من أهله. فواضح أن جبر الهجرة للعمل بالشمال (وفي مثل شغلة الألته) كان قوياً لم تصمد له حواجز سياسة جبال النوبة التي لم تُرد للنوبة أن يكونوا في الشمال أبداً.
ما جئنا به أعلاه هي طرائق البحث في التاريخ الاجتماعي على هدي كتاب منير. وكان حَرَيـَّاً بكتاب سكنجا المنير أن يُسعف منصور دون الترويج الأيديولوجي لعقائده التي قوامها "افتراضات وساوس، وشوائع ملهوجة، وثوابت مزعومة" كما اشتكي هو نفسه منها في شغل غيره.

ibrahima@missouri.edu

   

مقالات مشابهة

  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ 3-3
  • ضبط شخص بتهمة سرقة العمالة الوافدة في درنة
  • فريق مكلف من الحكومة الليبية يزور بلدية إدري الشاطئ لمعاينة المناطق المتضررة من السيول
  • السفارة الليبية بالأردن تعلن اختفاء «بوحلاق» في بنغازي
  • حماد: انجزنا جزءًا كبيرًا من عهودنا تجاه درنة.. ومستمرون حتى وضع آخر حجر في مسيرة البناء والإعمار والتنمية
  • العبدلي: الجهات الخارجية لم تكن متجاوبة مع الانخراط في عمليات الإعمار التي تشهدها مدينة درنة
  • هيئة البحث والتعرف على المفقودين: استكملنا 98% من عينات ضحايا درنة
  • الدبيبة: الحكومة ملتزمة بدعم أهالي درنة في إعادة بناء مدينتهم
  • “خارجية الحكومة الليبية” تبحث إنشاء مقر جديد للشؤون القنصلية في سبها
  • ألمانيا: الجيش الإسرائيلي ملزم بحماية المدنيين والغارة الجوية الإسرائيلية على المواصي مروعة