أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيلا للسلام
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيلا للسلام
تحية طيبة للجميع وبعد، سيدتي، قراء المنبر الكرام، قد يبدو طرحي التالي غريبا للبعض، فتلك هي كفي ظل التغيرات التي طرأت على مجتمعنا، لأن الواقع يحكي تفاصيل أخرى، فأنا شابة عزباء من عائلة ميسورة، إلا أنني أشعر بالحزن والانكسار، مقهورة في بيت أهلي، حقوقي محصورة في الأكل والشرب، مجبرة على سماع الكلمة، والانصياع لأوامر رجال، حتى إن كان من أخي الأصغر مني،
أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيلا للسلاملا بل أكثر من هذا عليّ على تحمل الجميع.
سيدتي لقد باتت رؤيتي للمستقبل جد محدودة، أشعر بالانكسار، وأنا التي كنت كثيرة الأحلام، فصار كل شيء أمامي حطام، فحتى فكرة الزواج تخليت عنها، فحتما من سأرتبط سوف يعاملني بنفس الطريقة، وبالتالي لا أريد أن أعيش جحيما من نوع آخر، لكن دوما أطرح هذا السؤال. لماذا على المرأة أن تتحمل عصبية وعنف الرجل؟
الأخت نصيرة من غرب البلاد
الرد:
مرحبا بك طرحك في محله، وهو أكيد انشغال الكثيرات، فقط أنت كانت لك فرصة التطرق إليه، لكن هذا لا يعني أيضا أن نعمم الظاهر على كل الرجال، فمثلما يوجد الطالح، هنا الصالح الذي يتقي الله في المرأة، ويعمل بوصية رسول الله عليه الصلاة والسلام ويرفق بهن.
أشعر بالقهرأقدر جدا ما تشعرين به، وأتفهم الموقف الذي تعيشين، لكن عليك أن تغيري بعض المفاهيم، فعنف الرجل أو عصبيته. لا يمكن ربطه بالتربية الخاطئة، فأحيانا بعض الظروف والمواقف تؤثر عليه. وتجعله يفقد السيطرة عليها، فالنرفزة أمر وارد جدا، لكن العبرة بما يحصل بعد ذلك، فالرجل الذي يتراجع ويندم على فعلته فذاك رجل عاقل، أما الطامة الكبرة فبذاك الجاهل بأمور دينه نسأل الله السلامة.
أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيلا للسلامهذه الظاهرة لا يجب أن تقفي لها أنت وقفة المستسلمة، بل عليك أن تجدي مخارج ومسالك لتغيري واقعك، لأن الاستسلام سيدفع بعض الرجال للأسف. لأن يستغل حب المرأة له، وأنها ستسامح وتنسى، ويتمادى أذيتها دون رحمة، ضاربا بعرض الحائط نفسيتها وكيف سيؤثر ذلك على حياتها، لان المعاملة السيئة لهذا المرأة التي تأخذ حصة الأسد في بناء المجتمع والحفاظ على روابطه المتينة،
الانكسارفالعنف لا يولد إلا عنفا مثله، لهذا بدل أن تقفي موقف الضحية التي عليها تقبل أي نوع من الإهانة، عليه بتوخي الحذر، وهذا من خلال بناء شخصيتك بتهذيب أخلاقك أولا، احترمي نفسك وأحبيها حتى تجدين الاحترام من غيرك، تحلي بالحياء والأنوثة الجميلة في تعاملاتك، انهلي من المعرفة ما استطعت واشغلي وقت بما يفيد ودعك من سفاسف الأمور التي لا تعنيك، ثم حاولي أن تكوني مرنة دوما في الحوار في علاقاتك الاجتماعية، وخاصة العائلة “فالرفق حبيبتي ما كان في الشيء إلا زانه، وما خلا من الشيء إلا شانه”.
أما موضوع ارتباطك حاولي أن تعيدي فيه حساباتك، فإن جاءك من ترضين دينه وخلقه فلا تتردي في القبول.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
نعم للسلام لا للحرب.. ماذا حدث باليوم الأخير للبابا فرنسيس؟
في لحظات غير مدرجة ضمن جدول البروتوكولات الرسمية، فاجأ البابا فرنسيس باب الفاتيكان فى الأخير قبل وفاته عشرات الآلاف من المصلين في ساحة القديس بطرس بجولة وداعية على متن "الباباموبيل"، ملوحًا لهم بكلمات خافتة ومباركة خاشعة، تعكس حالته الصحية المتدهورة، لكنها حملت دلالات روحية عميقة.
وسط حضور كثيف تجاوز 50 ألف شخص اجتمعوا احتفالًا بعيد الفصح، ظهر البابا فرنسيس من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، رافعًا يده بتحية خافتة.
رغم ضعف صوته وكلماته المتقطعة، إلا أن الحشود قرأت في صمته رسالة وداع، واختلطت المشاعر بين الفرح برؤيته والحزن لما بدا أنه ظهوره الأخير.
مشهد مؤثر لبابا الفاتيكان قبل رحيلهوتحول البابا بسيارته البيضاء وسط الجموع، واضعا يده بحنو على رؤوس الأطفال، في مشهد مؤثر طغت عليه علامات الإرهاق، كل حركة صدرت عنه بدت ثقيلة، لكنها كانت محملة بالحب والأمل.
بيان أخير لا للحرب ونعم للسلاموعبر بيان ختامي نُقل بصوت مسؤول المراسم البابوية، أعاد البابا التأكيد على مواقفه الثابتة من القضايا الإنسانية، مجددًا رفضه للحروب، والتسلح، وكافة أشكال الاضطهاد.
ودعا إلى السلام الدائم واستقبال المهاجرين بروح إنسانية دون تمييز، في ما وصفه مراقبون بأنه "رسالة حياة" تلخّص جوهر فكره ومبادئه.
زيارة أخيرة ولقاء عرفانتخللت ساعات البابا الأخيرة تذكير بزيارته الوحيدة خارج جدران الفاتيكان منذ خروجه من المستشفى، حيث زار سجن "ريجينا كويلي" في خميس الأسرار.
كما حرص على لقاء الطاقم الطبي الذي رافقه في رحلة علاجه منذ 14 فبراير وحتى 23 مارس، في لحظة امتنان واضحة.
رحيل بابا الفاتيكانوفي وقت لاحق، أعلن الفاتيكان رسميا وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد معاناة مع مشاكل تنفسية استمرت لأسابيع.
وكان قد نُقل إلى مستشفى "جميللي" في روما لتلقي العلاج، قبل أن يعود للفاتيكان ويواجه أيامه الأخيرة بروح من الصبر والتسليم.
برحيله، يطوي الفاتيكان صفحة بابوية طبعتها الإنسانية والدعوة الدائمة للسلام، وترك إرثا روحيا لا يُنسى.