لماذا تصر أمريكا على علانية العلاقة بين السعودية وإسرائيل ؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
YNP _ حلمي الكمالي :
مايزال التحالف السعودي الإماراتي غارقاً في حالة من التيه والاضطراب على كافة المستويات، خاصةً في ظل استمرار محاولات التنصل من الخوض في سلام حقيقي وجاد لإنهاء حربه الظالمة على الشعب اليمني، وهو التحالف المفرغ الذي لم يعد يملك أي حيلة لخوض مرحلة جديدة من الحرب العسكرية المباشرة بعد نفاد كل خياراته المتاحة وغير المتاحة.
هذا التيه الذي يعتري قيادة التحالف، يضاعفه الأمريكي اليوم، والذي يبدو أنه بمشاريعه الجديدة التي يسعى لتمريرها، سيقود التحالف وقائدته إلى هلاك حتمي هذه المرة، ليس في ما يتعلق باستمرار تقويضه لجهود السلام في اليمن وحسب، بل في ما يتعلق بتحركات العسكرية الجديدة في عموم المنطقة.
إذ تذهب الولايات المتحدة، لإستخدام السعودية كقفاز لتمرير أجنداتها الجديدة في المنطقة والإقليم كما جرت العادة، وهذه المرة عبر الدفع بعلانية العلاقة بين السعودية والكيان الصهيوني، وهي العلاقة التي أصرت واشنطن إبقائها خلف الكواليس طوال العقود الماضية.
وخلال الآونة الأخيرة، كثفت واشنطن تحركاتها لإخراج صيغة قريبة للتطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، والتي كان آخرها زيارة وفد أمريكي رسمي إلى الرياض، لمتابعة سير عملية التطبيع، بحسب ما كشفته الصحافة الأمريكية، والتي أفرزت لاحقاً عن استقبال العاصمة السعودية، وفداً إسرائيلياً، في أول زيارة علنية لمسؤولي الاحتلال إلى المملكة.
لا شك أن الدفع الأمريكي بإتجاه إعلان صفقة التطبيع بين الكيانين السعودي والإسرائيلي في هذا التوقيت بالذات، له مآرب كثيرة، فمن الغير ممكن أن تغامر الولايات المتحدة بإعلان هذه العلاقة لمجرد الإعلان، وهي تعرف التداعيات السلبية لها خاصةً في ظل تنامي السخط الغربي ضد دول التطبيع.. فما الغاية إذن من طرق واشنطن هذا الطريق ؟!
إن أهم الدوافع الأمريكية لاتخاذ هذه الخطوة، تتلخص في مخاوف الأخيرة من المستجدات والمتغيرات الدولية التي قد تفتك بالأطماع الأمريكية على إمتداد المنطقة والعالم، حيث تسعى واشنطن لإعداد طبخة جديدة تحت مظلة وكلائها الإقليميين، تضمن بقاء حضورها العسكري في المنطقة، على غرار ذرائع سابقة كمحاربة الإرهاب.
وعلى ضوء ذلك، يمكن الأخذ بالاتفاقيات السعودية الأمريكية المبرمة على طاولة القمة الأخيرة لمجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، والتي أفضت لإعلان ممر دولي جديد يصل الهند وشرق آسيا بأوروبا عبر السعودية والإمارات و "إسرائيل".
وهو الممر الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله ترسيخ صفقة التطبيع بين الكيانين السعودي والإسرائيلي ميدانياً واستثمار الأموال الخليجية في الهند بدلاً من الصين وروسيا من جهة، وإيجاد مبرر لزيادة نشاطها العسكري في المنطقة من جهة أخرى، خصوصاً مع تصاعد التحركات الوطنية لطرد القوات الأمريكية من المنطقة.
على أية حال، فإنه من الواضح أن الأمريكي قد طرح مقايضات ووعود جديدة للسعودي لإتمام صفقة التطبيع مع كيان الاحتلال، وعلى الأرجح أن هذه الوعود تتعلق في اليمن، إلا أن هذه الوعود ستذهب كسابقاتها، فما الذي يمكن أن تقدمه واشنطن للتحالف الذي تقود تحركاته وفشلت في تحقيق أي نصر يذكر خلال تسعة أعوام من الحرب.
إلى ذلك، فإن الإستسلام السعودي للتحركات الأمريكية المستمرة للدفع بها كأداة لتنفيذ مصالحها وأجنداتها الخاصة في المنطقة والإقليم، لن يكون في صالحها البتة، خاصةً وأنها ماتزال غارقة في اليمن، في وقت تظل كل تحركات ومشاريع الأمريكي ووكلائه مرهونة في زناد قوات صنعاء التي سبق وأن وضعت التحالف أمام خيارين فقط، إما تحقيق مطالب شعبها بوقف الحرب ورفع الحصار، أو استئناف الضربات الصاروخية في عمق دول التحالف.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
لماذا يطالب الكنيست بالاستعجال بإبرام المرحلة الثانية من الصفقة وما الذي يخشاه؟
قال مراسل قناة الجزيرة في فلسطين إلياس كرام إن السبب وراء سعي الكنيست، للمسارعة ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة، هو تصاعد المخاوف من نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوقف عند المرحلة الأولى.
وأوضح أن مطالبة أعضاء الكنيست من "معسكر الدولة" بقيادة بيني غانتس بعقد جلسة طارئة للبدء بمفاوضات المرحلة الثانية يعكس قلقاً عميقاً في أوساط المعارضة وعائلات الأسرى.
وأشار إلى أن هذه المخاوف تستند إلى شروط المتطرفين في الائتلاف الحاكم، خاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي هدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم تُستأنف الحرب بعد المرحلة الأولى.
حراك عائلات الأسرى
ولفت المراسل إلى أن استقالة وزير الأمن إيتمار بن غفير، الذي اشترط عودته للحكومة باستئناف الحرب، عمقت المخاوف من نوايا نتنياهو.
وفي مواجهة هذه التحديات، أشارت تقارير إلى تصاعد حراك عائلات الأسرى التي تنظم مظاهرات أمام وزارة الدفاع، وفي تل أبيب، للضغط على الحكومة لتسريع المفاوضات.
وفقا لمراسل الجزيرة فإن عائلات الأسرى الإسرائيليين، المدعومة من المعارضة، ترفض الانتظار حتى اليوم الـ16 -الموعد المقرر لبدء مفاوضات المرحلة الثانية- وتطالب باستغلال كل يوم للتقدم في الصفقة، وتوقع المراسل تصاعد المظاهرات الأيام المقبلة للضغط على الحكومة.
إعلانوفي سياق متصل، أكدت هيئة عائلات الأسرى أنه لا يمكن السماح "للمتطرفين" بعرقلة تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين، ودعت للانضمام إلى مظاهراتها المستمرة.