YNP _ حلمي الكمالي :

مايزال التحالف السعودي الإماراتي غارقاً في حالة من التيه والاضطراب على كافة المستويات، خاصةً في ظل استمرار محاولات التنصل من الخوض في سلام حقيقي وجاد لإنهاء حربه الظالمة على الشعب اليمني، وهو التحالف المفرغ الذي لم يعد يملك أي حيلة لخوض مرحلة جديدة من الحرب العسكرية المباشرة بعد نفاد كل خياراته المتاحة وغير المتاحة.

هذا التيه الذي يعتري قيادة التحالف، يضاعفه الأمريكي اليوم، والذي يبدو أنه بمشاريعه الجديدة التي يسعى لتمريرها، سيقود التحالف وقائدته إلى هلاك حتمي هذه المرة، ليس في ما يتعلق باستمرار تقويضه لجهود السلام في اليمن وحسب، بل في ما يتعلق بتحركات العسكرية الجديدة في عموم المنطقة.

إذ تذهب الولايات المتحدة، لإستخدام السعودية كقفاز لتمرير أجنداتها الجديدة في المنطقة والإقليم كما جرت العادة، وهذه المرة عبر الدفع بعلانية العلاقة بين السعودية والكيان الصهيوني، وهي العلاقة التي أصرت واشنطن إبقائها خلف الكواليس طوال العقود الماضية.

وخلال الآونة الأخيرة، كثفت واشنطن تحركاتها لإخراج صيغة قريبة للتطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، والتي كان آخرها زيارة وفد أمريكي رسمي إلى الرياض، لمتابعة سير عملية التطبيع، بحسب ما كشفته الصحافة الأمريكية، والتي أفرزت لاحقاً عن استقبال العاصمة السعودية، وفداً إسرائيلياً، في أول زيارة علنية لمسؤولي الاحتلال إلى المملكة.

لا شك أن الدفع الأمريكي بإتجاه إعلان صفقة التطبيع بين الكيانين السعودي والإسرائيلي في هذا التوقيت بالذات، له مآرب كثيرة، فمن الغير ممكن أن تغامر الولايات المتحدة بإعلان هذه العلاقة لمجرد الإعلان، وهي تعرف التداعيات السلبية لها خاصةً في ظل تنامي السخط الغربي ضد دول التطبيع.. فما الغاية إذن من طرق واشنطن هذا الطريق ؟!

إن أهم الدوافع الأمريكية لاتخاذ هذه الخطوة، تتلخص في مخاوف الأخيرة من المستجدات والمتغيرات الدولية التي قد تفتك بالأطماع الأمريكية على إمتداد المنطقة والعالم، حيث تسعى واشنطن لإعداد طبخة جديدة تحت مظلة وكلائها الإقليميين، تضمن بقاء حضورها العسكري في المنطقة، على غرار ذرائع سابقة كمحاربة الإرهاب.

وعلى ضوء ذلك، يمكن الأخذ بالاتفاقيات السعودية الأمريكية المبرمة على طاولة القمة الأخيرة لمجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، والتي أفضت لإعلان ممر دولي جديد يصل الهند وشرق آسيا بأوروبا عبر السعودية والإمارات و "إسرائيل".

وهو الممر الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله ترسيخ صفقة التطبيع بين الكيانين السعودي والإسرائيلي ميدانياً واستثمار الأموال الخليجية في الهند بدلاً من الصين وروسيا من جهة، وإيجاد مبرر لزيادة نشاطها العسكري في المنطقة من جهة أخرى، خصوصاً مع تصاعد التحركات الوطنية لطرد القوات الأمريكية من المنطقة.

على أية حال، فإنه من الواضح أن الأمريكي قد طرح مقايضات ووعود جديدة للسعودي لإتمام صفقة التطبيع مع كيان الاحتلال، وعلى الأرجح أن هذه الوعود تتعلق في اليمن، إلا أن هذه الوعود ستذهب كسابقاتها، فما الذي يمكن أن تقدمه واشنطن للتحالف الذي تقود تحركاته وفشلت في تحقيق أي نصر يذكر خلال تسعة أعوام من الحرب.

إلى ذلك، فإن الإستسلام السعودي للتحركات الأمريكية المستمرة للدفع بها كأداة لتنفيذ مصالحها وأجنداتها الخاصة في المنطقة والإقليم، لن يكون في صالحها البتة، خاصةً وأنها ماتزال غارقة في اليمن، في وقت تظل كل تحركات ومشاريع الأمريكي ووكلائه مرهونة في زناد قوات صنعاء التي سبق وأن وضعت التحالف أمام خيارين فقط، إما تحقيق مطالب شعبها بوقف الحرب ورفع الحصار، أو استئناف الضربات الصاروخية في عمق دول التحالف.


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

أسماء ضحايا حادث العائلة الأردنية الذي وقع في السعودية أمس

#سواليف

أسفر #الحادث_المأساوي الذي وقع أمس لعائلة أردنية في المملكة العربية السعودية عن وفاة الطفلين أصيل وديان النواصره، فيما أصيب والدهم علي أحمد النواصره ووالدتهم بإصابات متفاوتة، وتم نقلهم على إثرها إلى المستشفيات القريبة، حيث تتراوح حالاتهم بين المستقرة والحرجة.

وقالت وزارة الخارجية أمس الثلاثاء، أنها تابعت، #حادث_السير الذي تعرضت له #عائلة_أردنية، في المملكة العربية #السعودية الشقيقة، والذي أسفر عن وفاة طفلين، ووقوع إصابات.

وقال مدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية السفير د. سفيان القضاة إن الحادث وقع على طريق #مكة_المكرمة– المدينة المنورة، وأسفر عن إصابة الزوج والزوجة وأربعة أبناء، وجرى نقلهم إلى المستشفيات القريبة من مكان الحادث، وحالتهم العامة بين مستقرّة وحرجة، وتم إخلاء الوفاتين من الأبناء من مكان الحادث.

مقالات ذات صلة متظاهرون إسرائيليون يغلقون 4 مواقع بالقدس / شاهد 2025/03/19

وبيّن السفير القضاة أن القنصلية العامة الأردنية في جدّة تتابع مع السلطات السعودية ملابسات وقوع الحادث، موضّحًا أن فريقًا من القنصلية توجّه إلى مستشفى الملك عبد الله في جدّة؛ للاطمئنان على حالة المواطن الأردني الذي تعرض للحادث.

مقالات مشابهة

  • العلاقة بين إيران وحماس: هل يصلح هذا النموذج لمواجهة الفتنة اليوم؟
  • مكان: واشنطن وإسرائيل تبديان اهتمامهما بإعادة توطين سكان من غزة في الخارج
  • أسماء ضحايا حادث العائلة الأردنية الذي وقع في السعودية أمس
  • أمريكا وإسرائيل.. عجرفة وبطش وانعدام للإنسانية
  • حزب الله: قرار استئناف حرب غزة يفضح التحالف الدموي بين أمريكا وإسرائيل
  • قيادي بمستقبل وطن: مايحدث في غزة كارثة وإسرائيل تمارس سياسة العقاب الجماعي
  • مصادر إيرانية: طائرة التجسس الأمريكية أقلعت من السعودية
  • CBS تزعم تواصل أمريكا وإسرائيل مع 3 دول لتهجير الفلسطينيين ..تفاصيل
  • واشنطن وإسرائيل تتواصلان مع السودان والصومال وسوريا لتوطين سكان غزة
  • الشيخ الرزامي: نؤكد تأييدنا لقائد الثورة ودعمنا الكامل في الحرب ضد أمريكا وإسرائيل