جريدة الوطن:
2024-11-26@22:47:59 GMT

التحري الإحصائي ذاكرة العمل

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

التحري الإحصائي ذاكرة العمل

يظلُّ التناقض الذي يحكم التستُّر والمكاشفة جوهر الدلالة على إمكان التعرُّف على ما يجري، أو عكس ذلك، أعني الغفلة والجهل. بل العمى أحد أشدِّ الأخطار في التغطية وسحب الأنظار بعيدًا عن الوقائع، الأمْرُ الذي من شأنه أن يكرِّسَ الخطأ، ولذلك قيل بأهمِّية الاستدراك القائم على تصفُّح ما يجري دَوْريًّا، لِنعرفَ إن كان بالمستوى المطلوب، أو عكس ذلك، وعِنْدها تكُونُ المعالجة واجبًا لا يُمكِن التنصُّل عَنْه.


إنَّ الانخراط في المهمَّات الإحصائيَّة إحدى الضمانات التي لا يُمكِن التنصُّل عَنْها لأيِّ سببٍ كان، وهكذا أصبحت المتابعات الإحصائيَّة إحدى المحطَّات التي لا بُدَّ من التوقف عِنْدها إداريًّا، الأمْرُ الذي يتطلب اعتماد اليَّات معيَّنة في سبيل ذلك، ليس فقط ضِمْن المفهوم الحسابي الرَّقمي، وإنَّما في إطار مقتضيات العمل الأخرى. إنَّ الاستغراق في العمل بِدُونِ محطَّات من هذا النَّوع يقود إلى التهويم ليس إلَّا، أمَّا المناسبة فمتابعة إلى ما شهدته مسقط يوم الاثنين الماضي بانعقاد الاجتماع العاشر للجنة الدائمة لشؤون العمل الإحصائي بدوَل مجلس التعاون الخليجي. الملاحظ، أنَّ المشاركين فيه تناولوا خمسة مواضيع ذات أهمِّية خاصَّة تتعلق بـ(تطوُّر العمل الإحصائي الخليجي، دراسة التقرير الإحصائي بشأن منظومة الحماية الاجتماعيَّة بدوَل مجلس التعاون، مشروع قياس الاقتصاد الرَّقمي، متابعة تنفيذ توصيات الاجتماع التاسع الصادرة عن اللجنة، سَير العمل بشأن دراسة مؤشِّرات إحصائيَّة لقياس مدى تنفيذ قرارات المجلس الأعلى). إنَّ الفحص الدقيق لهذه الموضوعات التي طرحت في الاجتماع يشير إلى أنَّ محرِّكها الأساسي هو مسؤوليَّة الانضباط في الإنجاز.
إنَّ ما أُعتمد من اليَّات المتابعة والدراسة والقياس، كُلُّ ذلك لمعرفة مدى المنجز الحاصل، إن كانت السياقات المعتمدة بالمستوى المطلوب أَم أنَّها بحاجة إلى التطوير، وهنا بيت القصيد في الانسجام مع حقيقة أنَّ العالَم، كُلَّ العالَم الآن يقيِّم مستمسكات النجاح على مدى ما يتحقق من مخرجات العمل، أي عملٍ كان، فبقدر ما يكُونُ العمل الإحصائي بأدوات تطبيقيَّة ملائمة تكُونُ النتائج صحيحة بنسب عالية. إنَّ التعويل على هذا المنهج باتَ حجر الزاوية الذي لا يُمكِن بأيِّ حالٍ من الأحوال الاستغناء عنه. ولا شكَّ أنَّ مناهج من هذا النَّوع تقتضي مفردات علميَّة تطبيقيَّة، ولذلك أصبحت علوم الإحصاء أحد أهم مرتكزات الإدارة الحديثة، بل إنَّ هذا النَّوع من المفهوم بات واحدًا من مستلزمات الملكيَّة الفكريَّة نظرًا لوجود آليَّات تطبيقيَّة ذات سريَّة معيَّنة وجزء أساسي من الأمن القومي للدوَل والتكتُّلات. وتأسيًا على ذلك، وفي ضوء حيثيَّات الاجتماع المشار إليه، يظلُّ الجوهر قائمًا على مدى قياس المُتحقِّق في عالَم تحكُمه المنافسة المتوحِّشة عمومًا والاشتغال على وفق نظريَّة الاحتمالات. لقَدْ تحوَّلت المعلومة إلى سلعة، لكنَّ بَيْعها يخضع في أغلب الأحيان إلى شروط قَدْ لا يُمكِن الإيفاء بها، ومن هنا، فإنَّ اعتماد مجلس التعاون الخليجي على ما لدى دوَل المجلس من إمكانات بشأن ذلك واحد من المقاييس اللازمة في هذا التوجُّه. إنَّ الإدارات المعتمدة بكُلِّ منظوماتها المعروفة من إدارة التطوير إلى إدارة الأزمات، مرورًا بالإدارة الحديثة التي تقيم وجودها على التقانة لا بُدَّ أن تظلَّ تحت طائلة العمل الإحصائي في سياقه الحسابي الرَّقمي، وفي إطار المفردات الإداريَّة العامَّة. الطريف في الأمْرِ أنَّ العمل الإحصائي العامَّ ـ برغم ما يملك من محرِّكات حسابيَّة ـ تظلُّ الإدارة العاطفيَّة واحدة من مغذِّياته التي لا يُمكِن الاستغناء عَنْها لحقيقة أنَّ العاطفة جزء أساسي من مُكوِّنات العمل، بمعنى التعاطف معه.
بخلاصة عامَّة، إنَّ الفرص المتاحة أمام دوَل مجلس التعاون الخليجي ليست سهلة عمومًا، ذاتيًّا، وكذلك على صعيد التحدِّيات الإقليميَّة والدوليَّة ممَّا يقتضي المزيد من الشطارة الإداريَّة المبنيَّة على معارف إحصائيَّة تستبين وتستنتج وتقيس.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العمل الإحصائی مجلس التعاون

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تحذر من خطورة التصعيد الإسرائيلي الشامل

أحمد شعبان (القاهرة)

أخبار ذات صلة «الأونروا»: إمدادات الغذاء إلى القطاع لا تلبي %6 من حاجة السكان أزمة الوقود تهدد المنظومة الصحية بالقطاع

دان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أمس، محاولة إسرائيل توسيع ممارساتها العدوانية بالمنطقة، بما فيها العراق، ورحب بإعلان العراق تولي قواته المسلحة منع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج سيطرة الدولة.
جاء ذلك خلال أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، أمس، برئاسة اليمن وبناء على طلب من العراق، لبحث مواجهة تهديدات إسرائيل التي وردت في رسالة موجهة منها إلى مجلس الأمن بتوسيع ضرباتها الحالية في المنطقة لتشمل العراق. 
وحذرت الجامعة من خطورة التصعيد الإسرائيلي الشامل الذي يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة.
ودانت الجامعة ممارسات الحكومة الإسرائيلية تجاه وكالات الأمم المتحدة، خاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، كما دانت استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» لمنع صدور قرار لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، فيما رحبت بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت.
وطالبت الجامعة، أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، بالاضطلاع بدورهما في حفظ السلم والأمن الدوليين، كما طالبت الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، بتوجيه رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، تعرب عن دعم الجامعة للعراق، ورفض ادعاءات إسرائيل.
وقبيل انعقاد الاجتماع، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن «الاجتماع سيناقش التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد دولة عضو بالجامعة العربية وهي العراق».
وأمس الأول أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها وجهت رسائل إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على التهديدات الإسرائيلية.
وشددت الوزارة، في بيان، على أن «العراق يعد ركيزة للاستقرار في محيطه الإقليمي والدولي».

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يقر تقريراً حول الأضرار التي لحقت بشركة النفط جراء العدوان الصهيوني
  • رئاسة البرلمان تناقش القوانين التي يهدف المجلس لتشريعها
  • بلدي الداخلية يناقش تقارير لجانه حول تعزيز الخدمات
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماع فريق الخبراء المعني بالإعاقة
  • مجلس الشورى يقر تقرير لجنة حقوق الإنسان عن الأشخاص ذوي الإعاقة
  • الوزير الأمير يرأس اجتماعاً لمناقشة سير العمل بشركة النفط اليمنية
  • كامل الوزير: نعمل على حل المشكلات التي تواجه الصناعات المتعثرة
  • الجامعة العربية تحذر من خطورة التصعيد الإسرائيلي الشامل
  • التميمي: النزاهة تلعب دورا كبيرا بإرساء أسس القوانين التي من شأنها اعلاء كفة العدالة
  • وزير الشئون النيابية: إعفاء الشركات التي تستورد خامات الإنتاج من القيد بسجل المستوردين