جنيف – بسبب حجم الظاهرة الكبير والمقلق بدأ العالم منذ عام 2003 بتكريس 10 سبتمبر يوما للوقاية من الانتحار. جاء ذلك بمبادرة من الرابطة الدولية لمنع الانتحار دعمتها الأمم المتحدة.

ما يلفت أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تفيد بأنه منذ بداية الألفية الثالثة، فقدت أعداد من البشر في العالم حياتهم بسبب الانتحار أكثر من مجمل جميع الحروب وعمليات القتل المختلفة.

تقديرات المؤسسات المختصة تشير إلى أن أكثر من 800 ألف شخص في العالم يلقون حتفهم  نتيجة للانتحار في كل عام. على خلفية حساسية هذه الظاهرة وتعقيدات الظروف الاجتماعية في بعض البلدان، يعتقد أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك.

تهدف هذه المبادرة العالمية إلى التصدي لظاهرة الانتحار من خلال زيادة الوعي في جميع أرجاء العالم بوجود إمكانية لوقفها، ولهذا السبب تقرر أن تقام مناشط في هذا اليوم خلال السنوات من 2021 إلى 2023 تحت شعار “منح الأمل من خلال العمل”، بتقديم دفعة قوية والتذكير بوجود بديل للانتحار من خلال التمسك بالأمل وتكثيف الجهود للوقاية من الأسباب التي تؤدي إلى السقوط في هاوية اليأس.

على الرغم من أن حالات الانتحار تحدث في جميع أنحاء العالم وفي مختلف المجتمعات والثقافات إلا أن اللافت أن دولا مثل أفغانستان وسوريا والعراق، بين الدول التي تسجل بها أدنى نسب الانتحار.

عوامل مختلفة قد تدفع البعض إلى محاولة وضع حد لحياتهم، مثل الفقر والبطالة والاضطرابات النفسية والعنف المنزلي، والإصابة بالاكتئاب بسبب نوبة عارضة أو على خلفية مرض مزمن خطير. ويؤثر في هذه الظاهرة أيضا الوضع الاقتصادي السيء والصعوبات المالية وما شابه.

الأرقام تشير إلى أن الرجال في البلدان الأكثر ثراء ينتحرون أكثر من النساء بثلاث أضعاف، في حين أن هذه النسبة في البلدان الفقيرة أو المتوسطة تبلغ بين الذكور والإناث 1.5 إلى 1، في حين يمثل الانتحار 50% من جميع الوفيات الناجمة عن العنف بين الرجال و71% بين النساء.

أكثر أساليب الانتحار انتشارا تكون باستخدام المواد الكيميائية السامة وبحبل المشنقة، وباستخدام الأسلحة النارية. والمؤسف أن التقارير تشير إلى أنه مقابل كل شخص يقتل نفسه بين البالغين، يقابله أكثر من 20 شخصا قام بمحاولة للانتحار.

المتخصصون في الصحة النفسية يلفتون إلى عدم وجود عامل واحد يمكن أن يفسر بشكل كامل سبب محاولة شخص حل مشاكله بالانتحار. ويشير هؤلاء الخبراء إلى ان السلوك الانتحاري هو بمثابة ظاهرة معقدة تحددها مجموعة كاملة من العوامل الشخصية والاجتماعية والنفسية والثقافية والبيولوجية والبيئية.

لحظة يأس وضعف قد تدفع شخص ما إلى الإقدام على الانتحار. مثل هذه الحالات يمكن أن تكون محاولات للفت النظر. قد تكون نوعا أخيرا من الشكوى وطلب العون، وإذا وُجد بالقرب، من يسمعها ويرصدها ويقدم المساعدة المناسبة في حينها، فقد ينقذ روحا من الهلاك. لذلك اللامبالاة والاستهانة بما يمكن أن يفعل اليأس بشخص ما، نقطتين حاسمتين في موت بلا معنى، كان يمكن تلافيه.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

بوتين: روسيا لم تبادر لاستخدام القوة ولكن عند الضرورة سنتخذ جميع التدابير لحماية

قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا لم تبادر نهائيا لاستخدام القوة، ولكن عند الضرورة، سنتخذ جميع التدابير لحماية البلاد.

وقال بوتين في اجتماع لنادي فالداي الدولي "روسيا ستحمي نفسها ومواطنيها، لا ينبغي لأحد أن يكون لديه أوهام".

وشدد على أن "روسيا اليوم تقاتل من أجل حريتها وحقوقها وسيادتها.. أقول هذا دون مبالغة.

وأكد "الشيء الأكثر ضررا وتدميرا الذي يتجلى في عالم اليوم هو الغطرسة، والموقف تجاه شخص ما من مستوى عال، والرغبة في إلقاء محاضرات إلى ما لا نهاية.. وهوس. روسيا لم تفعل هذا أبدا.. نرى أن نهجنا مثمر".

وأوضح الرئيس الروسي إن "روسيا أوقفت مرارا وتكرارا أولئك الذين كانوا يريدون الهيمنة على العالم.. يحتاج المسيئون للاتحاد الروسي إلى فهم أن العالم لن يتحسن دون روسيا".

وتابع "مرة أخرى، كان لدى بعض الناس فكرة أن العالم سيكون أفضل دون روسيا. في ذلك الوقت، حاولوا إنهاء روسيا، لتدمير كل ما تبقى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.. والآن، على ما يبدو، يحلم شخص ما بهذا أيضا، معتقدا أن العالم سيكون أكثر طاعة، وسيحكم بشكل أفضل. لكن روسيا أوقفت أولئك.. العالم دون روسيا لن يتحسن. أولئك الذين يحاولون القيام بذلك يجب أن يفهموا في النهاية أنه سيكون أكثر صعوبة.

مقالات مشابهة

  • حذّر أوروبا من الانتحار.. هكذا وجّه زيلينسكي رسائل لترامب ولحلفائه
  • شيخ الأزهر: لا يمكن أن يعم السلام في العالم وأهل غزة ولبنان يعانون
  • بوتين:  روسيا ستتخذ جميع التدابير لحماية البلاد
  • بوتين: روسيا لم تبادر لاستخدام القوة ولكن عند الضرورة سنتخذ جميع التدابير لحماية
  • تسجيل أكثر من 3.5 مليون براءة اختراع عالميًا خلال العام الماضي
  • انتخاب ترامب رئيسًا.. هل يمكن الرهان على وعده بإنهاء الحروب؟!
  • شيخ الأزهر لرئيس إستونيا: المجازر في غزة لا يمكن تخيلها أو وصفها
  • شيخ الأزهر: ما يحدث في غزة من مجازر لا يمكن تخيلها ولا وصفها
  • سيارة لموت الزوجة.. اعتقال صاحب معرض في أربيل يسيء للمرأة
  • مغردون: هل جاء ترامب ليستكمل ما فاته بالمنطقة العربية والعالم؟