ضحاياه في كل عام أكثر من الحروب والجرائم.. لا لموت بلا معنى!
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
جنيف – بسبب حجم الظاهرة الكبير والمقلق بدأ العالم منذ عام 2003 بتكريس 10 سبتمبر يوما للوقاية من الانتحار. جاء ذلك بمبادرة من الرابطة الدولية لمنع الانتحار دعمتها الأمم المتحدة.
ما يلفت أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تفيد بأنه منذ بداية الألفية الثالثة، فقدت أعداد من البشر في العالم حياتهم بسبب الانتحار أكثر من مجمل جميع الحروب وعمليات القتل المختلفة.
تقديرات المؤسسات المختصة تشير إلى أن أكثر من 800 ألف شخص في العالم يلقون حتفهم نتيجة للانتحار في كل عام. على خلفية حساسية هذه الظاهرة وتعقيدات الظروف الاجتماعية في بعض البلدان، يعتقد أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك.
تهدف هذه المبادرة العالمية إلى التصدي لظاهرة الانتحار من خلال زيادة الوعي في جميع أرجاء العالم بوجود إمكانية لوقفها، ولهذا السبب تقرر أن تقام مناشط في هذا اليوم خلال السنوات من 2021 إلى 2023 تحت شعار “منح الأمل من خلال العمل”، بتقديم دفعة قوية والتذكير بوجود بديل للانتحار من خلال التمسك بالأمل وتكثيف الجهود للوقاية من الأسباب التي تؤدي إلى السقوط في هاوية اليأس.
على الرغم من أن حالات الانتحار تحدث في جميع أنحاء العالم وفي مختلف المجتمعات والثقافات إلا أن اللافت أن دولا مثل أفغانستان وسوريا والعراق، بين الدول التي تسجل بها أدنى نسب الانتحار.
عوامل مختلفة قد تدفع البعض إلى محاولة وضع حد لحياتهم، مثل الفقر والبطالة والاضطرابات النفسية والعنف المنزلي، والإصابة بالاكتئاب بسبب نوبة عارضة أو على خلفية مرض مزمن خطير. ويؤثر في هذه الظاهرة أيضا الوضع الاقتصادي السيء والصعوبات المالية وما شابه.
الأرقام تشير إلى أن الرجال في البلدان الأكثر ثراء ينتحرون أكثر من النساء بثلاث أضعاف، في حين أن هذه النسبة في البلدان الفقيرة أو المتوسطة تبلغ بين الذكور والإناث 1.5 إلى 1، في حين يمثل الانتحار 50% من جميع الوفيات الناجمة عن العنف بين الرجال و71% بين النساء.
أكثر أساليب الانتحار انتشارا تكون باستخدام المواد الكيميائية السامة وبحبل المشنقة، وباستخدام الأسلحة النارية. والمؤسف أن التقارير تشير إلى أنه مقابل كل شخص يقتل نفسه بين البالغين، يقابله أكثر من 20 شخصا قام بمحاولة للانتحار.
المتخصصون في الصحة النفسية يلفتون إلى عدم وجود عامل واحد يمكن أن يفسر بشكل كامل سبب محاولة شخص حل مشاكله بالانتحار. ويشير هؤلاء الخبراء إلى ان السلوك الانتحاري هو بمثابة ظاهرة معقدة تحددها مجموعة كاملة من العوامل الشخصية والاجتماعية والنفسية والثقافية والبيولوجية والبيئية.
لحظة يأس وضعف قد تدفع شخص ما إلى الإقدام على الانتحار. مثل هذه الحالات يمكن أن تكون محاولات للفت النظر. قد تكون نوعا أخيرا من الشكوى وطلب العون، وإذا وُجد بالقرب، من يسمعها ويرصدها ويقدم المساعدة المناسبة في حينها، فقد ينقذ روحا من الهلاك. لذلك اللامبالاة والاستهانة بما يمكن أن يفعل اليأس بشخص ما، نقطتين حاسمتين في موت بلا معنى، كان يمكن تلافيه.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تكشف معنى الإرجاف الواردة في سورة الأحزاب
كشفت دار الإفتاء المصرية عن معنى كلمة الإرجاف الوارد في قوله تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾، الواردة في سورة الأحزاب.
معنى كلمة الإرجاف الواردة في سورة الأحزابوقالت الإفتاء إن الله تعالى سمى الترويج للأخبار الكاذبة أو المُحرَّفة بـ"الإرجاف"؛ فقال تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ [الأحزاب: 60-61].
وأوضحت الإفتاء أن أصل الإرجاف من الرَّجف وهو الحركة، فإذا وقع خبر الكذب فإنه يوقع الحركة بالناس فسُمِّيَ إرجافًا؛ قال الإمام ابن فورك في "تفسيره" (1/ 394، 2/ 121، ط. جامعة أم القرى): [الرجفة: زعزعة الأرض تحت القدم، ورجف السطح من تحت أهله يرجف رجفًا، ومنه الإرجاف، وهو الإخبار بما يضطرب الناس لأجله من غير تحقق به.. والإرجاف: إشاعة الباطل للاغتمام به] اهـ.
فالإرجاف إذا كان بالغيبة فهو محرمٌ شرعًا؛ قال تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ»، قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ».
وإذا كان بالاستهزاء بالناس فهو أيضًا محرمٌ؛ قال تعالى: ﴿الذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: 79]؛ قال الإمام ابن كثير في "تفسيره" (4/ 184، ط. دار طيبة): [وهذه أيضًا من صفات المنافقين: لا يَسْلَم أحد من عيبهم، ولمزهم في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدقون يَسْلَمون منهم، إن جاء أحد منهم بمالٍ جزيلٍ قالوا: هذا مراء، وإن جاء بشيءٍ يسير قالوا: إنَّ الله لغني عن صدقة هذا] اهـ.