مدينة تهويدية جديدة… وانفجار متوقع
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
يجري في «إسرائيل» التخطيط لـ»مدينة» استيطانيَّة كبيرة تحمل اسم «تعناخ» في شمال الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة، و»مدينة» باسم «شَمير» في جنوب غرب وسط الضفَّة الغربيَّة. فقَدْ قَدَّم رئيس المجلس الإقليمي للمستعمرات التهويديَّة يوسي داجان مؤخرًا لرئيس «الحكومة الإسرائيليَّة»، بنيامين نتنياهو، مخططًا لزيادة عدد المستوطنين في هذه المنطقة لِيصلَ تعدادهم إلى مليون مستوطن في العام 2050.
إنَّ مشاريع توسيع استعمار وتهويد المناطق المحتلَّة عام 1967 يعني تلقائيًّا إنهاء لعمليَّة التسوية الغارقة في سباتها أصلًا. وتوسيع دائرة العنف المقاوم المشروع من أبناء فلسطين في مواجهة عصابات الاستيطان وميليشيات إيتمار بن جفير وجيش الاحتلال.
فوقف قطار «الضمِّ الإسرائيلي» التهويدي الزاحف»، وإحداث تغيير جوهري في المعطيات الأساسيَّة القائمة على الأرض لصالح العمليَّة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، يتطلب استحضار القدرة الكامنة الفلسطينيَّة، وأوراق القوَّة الفلسطينيَّة المتوافرة:
أوَّلًا: لتفعيل الكفاح الفلسطيني بكُلِّ الأشكال المُمكنة والمتوافرة، في وجْه الاحتلال، وعصابات المستوطنين المُسلَّحين، ومجموعاتهم التي تعيث فسادًا في مناطق مختلفة من الضفَّة الغربيَّة.
وثانيًا: رفع وتيرة فعاليَّات المقاومة الشَّعبيَّة على الأرض ضدَّ الاستيطان الاستعماري والحواجز العسكريَّة والتصدِّي لمحاولات إقامة البؤر الاستيطانيَّة من قِبل المستعمرين على أراضي المواطنين ومشاركة الجميع في هذه الفعاليَّات.
وثالثًا: وبالتوازي مع العمل الشَّعبي على الأرض، وضع آليَّات عمليَّة للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وجرائمه ضدَّ شَعبنا وخصوصًا فرض عقوبات ومقاطعته ومحاكمته على هذه الجرائم لوضع حدٍّ لها وخصوصًا أمام المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة.
ورابعًا: تفعيل وتطوير آليَّات التوجُّه نَحْوَ المُجتمع الدولي، وهيئاته المسؤولة، للضغط على دَولة الاحتلال، ومنعها من تطبيق سياساتها القائمة على «الضمِّ» والتهويد وابتلاع الأرض الفلسطينيَّة، تلك الهيئات الأُمميَّة التي ترى بـ»حلِّ الدولتَيْنِ» حلًّا وحيدًا ومقبولًا ويستند إلى الشرعيَّة الأُمميَّة والقانون الدولي، وهو ما يضْمَن قيام دَولة فلسطينيَّة فوق كامل الأرض المحتلَّة عام 1967، وحقَّ اللاجئين الفلسطينيِّين في العودة وفق القرار الأُممي 194 الصادر عن الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة في 11/12/1948.
وعَلَيْه، نقول: إنَّ المرحلة القادمة، وفي أُفقها المنظور، حبلى بالتطوُّرات السِّياسيَّة، وحتَّى المادِّيَّة على الأرض؛ لأنَّ دَولة الاحتلال وجيش الاحتلال، قَدْ وضع خططه (المُعلَنة على كُلِّ حال) لإجراء مجموعة من العمليَّات على الأرض، بما فيها إعادة الاحتلال الجزء الكبير من مساحة المناطق (A) وتفتيت الحالة الفلسطينيَّة، كما حصل عام 2002، عِنْدما وصلت دبابات جيش الاحتلال إلى قلب المقاطعة في رام الله، وطوَّقت المبنى الذي تحصَّن وصمد داخله الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، واستطاع أن يُديرَ معركته واتصالاته السِّياسيَّة العربيَّة والأُمميَّة، إلى حين استشهاده.
وخلاصة القول: يتوقع أن تزدادَ سخونة الوضع في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، وعلى جبهة الصراع مع الاحتلال، إلى حدود الانفجار الشامل، وهو ما يفترض بجميع القوى الفلسطينيَّة الاستعداد للمرحلة الصعبة القادمة.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة الفلسطینی على الأرض
إقرأ أيضاً:
لليوم الواحد والخمسين… الاحتلال يواصل جرائم الإبادة شمال قطاع غزة
القدس المحتلة-سانا
واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وجرائم الإبادة في محافظة شمال قطاع غزة لليوم الواحد والخمسين على التوالي، عبر تفجير المنازل والبنية التحتية، وحصار مشدد يمنع الدواء والطعام والمياه، لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوباً.
وذكرت وكالة وفا أن العدوان على محافظة الشمال خلف أكثر من ألفي شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى نزوح أكثر من نصف عدد سكانها البالغ نحو 200 ألف فلسطيني، وسط ظروف إنسانية كارثية وتدمير لأحياء سكنية كاملة.
وفي الأسابيع الأخيرة، أجبرت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح قسرا من محافظة الشمال إلى مدينة غزة، في مسعى الاحتلال لإقامة منطقة عازلة.
ويعاني حوالي 80 ألفا ممن تبقوا في منازلهم أو المباني التي نزحوا إليها داخل شمال غزة، من أوضاع مأساوية، جراء الغارات المكثفة ونيران الآليات والمسيرات الإسرائيلية.
ورغم نزوح عشرات الآلاف من شمال قطاع غزة، لا يزال العديد من الفلسطينيين يرفضون مغادرة منازلهم ويعيشون مشاهد يومية من الدمار والخراب، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار المشدد، والقصف المستمر وشح الطعام والدواء، وعدم توفر أي فرق إنقاذ.
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق القطاع جراء حصار الاحتلال المتواصل، ولا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.
واستشهد 44176 فلسطينياً أغلبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب 104473 آخرون، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من شهر تشرين الأول 2023 حسب وزارة الصحة الفلسطينية.