كيف سيواجه اليمن الزلازل والهزات الأرضية؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
(عدن الغد) متابعات
من حلم أخضر:
لليمن تاريخ طويل من النشاط الزلزالي والبركاني المرتبط بموقعه في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا. وقربه من المنطقة الزلزالية النشطة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي خضم موجات الزلازل والهزات الأرضية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يبدو اليمن معزولاً وغير قادر على رصد البيانات الزلزالية.
يقع اليمن مُطلاً على خط دائم للزلازل، وهو يشهد هزات زلزالية شبه يومية، لكنها بحسب خبراء هيئة المساحة الجيولوجية في عدن، “تظل هذه الهزات دون مستوى الإحساس بها، ولا يشعر بها السكان”.
تشير التقارير أن موقع اليمن بالمنطقة يطل على صفيحتين من الصفائح السبع لتصدع قشرة الأرض، الأولى في البحر الأحمر، والثانية في حليج عدن بالبحر العربي، ما يجعله مهدداً بالزلازل في حال حدوث تصاعد لنشاط الغازات في عمق البحرين الأحمر والعربي.
ونظراً لكون البلاد تشهد توسعاً عمرانياً بشكل عشوائي في المدن والريف؛ فانه عند وقوع كارثة زلزال، من المحتمل أن تكون حجم الأضرار والخسائر كبيرة.
•تدمير مركز رصد الزلازل والبراكين
في العام 2006، أنشئ اليمن مركزاً وطنياً لرصد ودراسة الزلازل، وتم بناؤه في جبل هران بمحافظة ذمار وسط اليمن. وفي 2009 تم تعديل اسمه إلى مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين. وهو يعد من بين أقدم مراكز رصد الزلازل بالمنطقة.
كان هذا المركز، يقوم برصد وحفظ البيانات الزلزالية عبر شبكات رقمية للرصد الزلزالي والإبلاغ، ولديه 18 محطة رصد رقمية بالمحافظات. ويعمل بنظام متكامل لإدارة ومراقبة وتتبع أنشطة الزلازل والبراكين بالبلاد، فضلاً عن تقييمه للمخاطر في المناطق اليمنية، ووضع الخطط والإجراءات الوقائية.
مع اندلاع الحرب في مارس/ آذار 2015، تعرض مبنى مركز رصد الزلازل والبراكين في ذمار، للتدمير الكلي في 21 مايو/ أيار 2015 جراء القصف الجوي، مما تسبب في فقدان كافة البيانات الزلزالية.
وفقاً لموظفي المركز، فإن التدمير الذي لحق بالمركز أفقد اليمن القدرة على رصد وتسجيل الهزات الزلزالية، جراء توقف شبكات الرصد الزلزالي عن العمل.
وقد أعاق ذلك إمكانية الحصول على الكود الزلزالي منذ 2015، نتيجة الانقطاع التام للبيانات الزلزالية. وعدم تمكن المركز من تسجيل الهزات الأرضية الخفيفة في البلاد.
ونتيجة لذلك، أصبحت جهود كوادر المركز تقتصر على مراقبة النشاط الزلزالي اعتماداً على متابعة بيانات المحطات الدولية فقط. والتي كان المركز مرتبط بها بعلاقة تعاون في مجالات الرصد والدراسات الزلزالية.
•الأنشطة الزلزالية في اليمن
تقع اليمن في الجزء الجنوبي الغربي من الصفيحة العربية التي تتحرك باتجاه الشمال الشرقي بحركة دورانية عكس عقارب الساعة، والمحاطة بأحد الأحزمة الزلزالية النشطة الناتجة عن الحركات التكتونية لكل من البحر الأحمر وخليج عدن. إذ يمثلان مسرحاً للعمليات التكتونية والأنشطة الزلزالية نتيجة الإجهادات التي تسببها تيارات الحمل في باطن الأرض.
ونتيجة لذلك، يحدث توسع وانتشار في قاع البحر الأحمر وخليج عدن، ونتيجة لهذه العملية تتراكم الضغوط على صخور القشرة الأرضية في المنطقة حتى تصل إلى قيم لا تستطيع صخور القشرة مقاومتها، وبالتالي تتحرر على شكل طاقة زلزالية في مناطق الضعف بمقادير مختلفة في كل من اليابسة والماء.
تشير سجلات التاريخ الزلزالي في الیمن، والذي بدأ توثيقه بزلزال صحراء سبأ في مدينة مأرب في العام 742 ميلادية، إلى أن اليمن شمالاً وجنوباً شهدت حوالي 26 من الاحداث الزلزالية القديمة الكبرى، والتي أدت لوقوع أعداد كبيرة من الضحايا والدمار.
ويلاحظ أن النشاط الزلزالي في الیمن لا يحدث بشكل عشوائي، وإنما يكون مرتبط بمناطق التصدع الرئيسية عند حدود الصفائح أو الصدوع الثانوية داخل تلك الصفائح التكتونية أو مناطق الحقول البركانية النشطة.
يعد زلزال ذمار الذي شهدته البلاد في العام 1982، من أكبر الحوادث الزلزالية في جنوب شبة الجزيرة العربية، والذي خلف أكثر من 2500 قتیل، وأضرار ضخمة شملت تدمير أكثر من 12 ألف مسكن، وعدد كبير من المرافق والخدمات.
في العام 2021، أشارت دراسة حديثة لباحثين يمنيين، انه تم العثور على أعلى خطر زلزالي متوقع في مدينة ذمار. وهو ما اظهرته نتائج وتقييم المخاطر الزلزالية الاحتمالية في اليمن.
كما يعد زلزال صعدة في سنة 1941، من أقوى الزلازل التي ضربت الیمن، حيث خلف هذا الزلزال حوالي 1200 قتیل، ودمر حوالي 1700 منزل. وقد استمر تردد الهزات قرابة ثلاثة أشهر.
أيضاً، يعتبر زلزال “العدین” في العام 1991، أحد الكوارث التي الحقت أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات، فبحسب تقرير وطني بلغ عدد الوفيات 12 شخص.
•أنواع الزلازل في اليمن
وفقاً لتقرير حكومي، تتأثر الأراضي الیمنية بنوعين اثنين من الزلازل: [5] الأول: الزلازل التكتونية لكونها تقع في منطقة شديدة التعقيد التكتوني بين أنظمة صدوع البحر الأحمر وخليج عدن وعلى حافة الصفيحة العربية (الدرع العربي) والمتأثرة بحركات تكتونية عبر الأنظمة الموازية والمتعامدة لكل من البحر الأحمر وخليج عدن.
أما النوع الثاني من الزلازل التي تتأثر بها اليمن هو: الزلازل البركانية، نظراً لتواجد الانتشار الصخري البركاني والمتمثلة بصخور بركانيات حقب العصر الثلاثي (الترياسي) المغطاة لمناطق كبیرة، وكذلك بركانيات الحقب الرباعي (العصر الحديث).
اليوم، يفتقر اليمن إلى مركز وطني لرصد نشاط الزلازل والبراكين الذي يعصف بدول المنطقة منذ الأسبوعين الماضيين، ويبدو اليمن أعزل في مواجهة الكوارث او أية هزات أرضية، بعد فقدانه لمصدر رصد البيانات الزلزالية المحلية، في ظل أزمة إنسانية كبرى تعصف بالبلاد، وظروف مستمرة من عدم اليقين.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: البحر الأحمر وخلیج عدن رصد الزلازل فی العام مرکز رصد
إقرأ أيضاً:
16 فيلم يتنافس على جوائز مهرجان البحر الأحمر السينمائي
كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي اليوم عن اختيار المخرج الحائز على جائزة الأوسكار "سبايك لي" مخرج فيلمي " مالكوم إكس" و"BlacKkKlansman" لرئاسة لجنة تحكيم الدورة الرابعة، والإشراف على اختيار الفائزين بجوائز "اليُسر" المرموقة، التي تمنح للأعمال والمواهب السينمائية المتميزة من شتى أنحاء العالم، وذلك خلال دورة المهرجان المقرر انطلاقها من 5 ديسمبر وحتى 14 ديسمبر، في منطقة "البلد" بجدة التاريخية.
وتخرّج سبايك لي من كلية مورهاوس عام 1979 بدرجة البكالوريوس في الإعلام. كما تخرج من مدرسة السينما للدراسات العليا بجامعة نيويورك عام 1982، حيث كان زميلاً لكل من إرنست ديكرسون وأنغ لي. يشغل سبايك لي أيضاً منصب أستاذ جامعي في السينما ومدير فني في الجامعة. حصل سبايك لي مؤخرا على الوسام الوطني للفنون والإنسانيات من الرئيس جو بايدن. وكُرِّم بإدخاله إلى قاعة مشاهير كرة السلة "نايسميث" بصفته مشجعاً بارزاً إلى جانب كل من جاك نيكلسون وبيلي كريستال.
16 فيلموتعرض مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام تشكيلة متنوعة من الأفلام لمخرجين من العالم العربي وآسيا وأفريقيا، ويتنافس فيها 16 فيلماً من أهم الأعمال السينمائية التي أُنْتِجت العام الماضي.
وسينضم سبايك لي إلى بقية أعضاء لجنة التحكيم لاختيار وتتويج الأعمال الجديرة بالفوز بجوائز اليُسر التي تستمد اسمها من التكوينات المرجانية التي تتميز بها البيئة البحرية في البحر الأحمر قبالة شواطئ جدة.
وذهبت جائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل في دورة العام الماضي 2023 لفيلم In Flames للمخرج الكندي – الباكستاني زارّار خان.
وسيشارك سبايك لي أيضاً في ندوة حوارية في فقرة “In Conversation” إلى جانب عدد من ألمع شخصيات القطاع من جميع أنحاء العالم لمناقشة أفكارهم وشغفهم وتجاربهم المتنوعة في عالم السينما.
وقالت جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي: "يسرنا أن نرحب بالمخرج القدير سبايك لي رئيساً للجنة تحكيم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لهذا العام. سبايك لي هو مخرج مبدع تركت أعماله الاستثنائية بصمة واضحة في قطاع السينما والمشهد الثقافي عموماً، وخطّ بإبداعه مساراً متميزاً بات مصدر إلهامٍ للكثير من المخرجين بعده. وقد ساهمت حيويته ورؤيته الملهمة ودعمه الحقيقي للإبداع والمواهب الجديدة في جعله الخيار الأمثل لترؤس لجنة تحكيم المهرجان هذا العام، ونتطلع إلى مشاركته الاستثنائية في تحكيم المواهب المتميزة ضمن قائمة المرشحين للفوز بالمسابقة".
ومن جانبه، قال سبايك لي: "بعد أن حالفني الحظ بمتابعة التجارب السينمائية المذهلة والأجواء الإبداعية المميزة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورة عام 2022، يسرني العودة إليه هذا العام رئيساً للجنة التحكيم فبجانب أهميته في جمع ثقافات متنوعة للاحتفال معاً بفن السينما، يلعب المهرجان كذلك دوراً محورياً في دعم صناع الأفلام الشباب، ويسرني أن أرى في دورة هذا العام مخرجين جدد من جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. أتطلع إلى التعاون مع باقي أعضاء لجنة التحكيم، وأنا واثق تماماً بأننا سنواجه تحديًا في اختيار الفائزين وسط هذا الكم من الأعمال المميزة المشاركة في المسابقة."
مهرجان البحر الأحمر السينمائيويحتفي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بعرض أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية في مدينة جدة؛ عروس البحر الأحمر. حيث ينطوي البرنامج السينمائي للمهرجان على فئات وأقسام متنوعة من الأفلام من جميع أنحاء العالم، تبدأ من الكنوز السينمائية الدفينة المرمّمة بأحدث تقنيات العرض، وتنتهي بأفلام المواهب الواعدة.
كما يستضيف مهرجان البحر الأحمر السينمائي نخبة من المواهب الفنّية وصنّاع الأفلام ومحترفي الصناعة من العالم العربي وباقي أرجاء العالم عبر منصّته، جنبًا إلى العديد من مسابقات الأفلام في الفئات الطويلة والقصيرة، مع احتضان الحفلات الموسيقيّة، واستضافة العديد من الندوات وورش العمل التي تهدف إلى دعم وتنمية وتشجيع المواهب الصاعدة.