وجّهت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، بتعزيز التعاون والتوسّع في تبادل المعارف والخبرات والتجارب بين "دبي للثقافة" وجوجل"، وتفعيل آليات الشراكة المثمرة بين الطرفين، بما يحقق أهداف ورؤية الهيئة في مواصلة مسيرة الابتكار في المجالات الثقافية والإبداعية، ويسهم في تَبنِّي الحلول المتقدمة والمستدامة في المجالات الثقافية والفنية، ويرسّخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنةً للإبداع، وملتقىً رئيسياً للمواهب.

جاءت توجيهات سموها خلال زيارتها لمكاتب شركة "جوجل" في دبي، ولقائها بفريق العمل، حيث ركّز اللقاء على ضرورة استثمار التعاون الإستراتيجي مع الشركاء وتسخير كافة الإمكانيات لدعم المواهب الإبداعية، وتطوير معارف المبدعين وتنمية مهاراتهم. وفي خطوة عملية لتحقيق تلك الأهداف، أطلقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم "مخيم المبدعين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "- نسخة الاستدامة"، وهو عبارة عن برنامج لتسريع تطوير المواهب الإبداعية للفنانين والمصممين من دولة الإمارات والمنطقة، ويُقام في الفترة من 13 إلى 15 نوفمبر المقبل في مكاتب "جوجل" في دبي.ويهدف البرنامج إلى إرشاد وتمكين المشاركين من استكشاف ممارسات التصميم الصديقة للبيئة، وتوظيف التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة المبدعين، لتعزيز حضورهم وتأثيرهم الإبداعي وتنمية مشاريعهم. وسيوفر البرنامج التدريبي للمشاركين أيضاً فرصاً للتواصل وتبادل الأفكار واستكشاف سبل التعاون مع زملائهم في المجال.    

علامة فارقة

وتطرّق اللقاء إلى أهمية المحتوى الثقافي لإمارة دبي في ترسيخ ريادتها ومكانتها الاستثنائية على خارطة الإبداع العالمية، وإبراز مشهدها الإبداعي المزدهر، وهو ما تجسَّد في مشروع "ثقافة دبي وتراثها" على منصة "غوغل للثقافة والفنون" (Google Arts & Culture)، الذي يعكس تنوّع الإمارة الثقافي وطبيعتها الفريدة ومعالمها الحضارية، ويحتفي بإبداعاتها المعاصرة. 

وقد شكَّل هذا المشروع علامة فارقة في مسيرة التعاون بين الطرفين اللذين أكدا على أهمية استمرارية تطوير المحتوى ليواكب ثراء الإمارة الثقافي، وهويتها المتفردة، وتراثها الغني. وخلال الزيارة، التقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بفرق العمل المختلفة في "جوجل"، كما اطلعت سموها على أحدث التقنيات والأفكار الإبداعية التي تسهم في تحقيق تَحوُّلٍ إبداعي يرتقي بمختلف أنواع الفنون، مؤكدةً أن التعاون مع "غوغل" يعزز المرونة في المجالات الإبداعية وتَكيُّفها مع متطلبات العصر، وأن المشاريع الثقافية المشتركة التي تجمع الطرفين تواكب نهج دبي الداعم للابتكار، وتسهم في إثراء مشهدها الإبداعي.

أخبار ذات صلة «يوتيوب» و«جوجل» و«فيسبوك» أكثر المواقع زيارة في الإمارات جوجل تطلق ثاني منطقة خدمات حوسبة سحابية في ألمانيا

وقالت سموها: "نتشارك في تصميم مستقبل الإبداع، ونوحّد جهودنا لإحداث تغيير إيجابي يدعم المواهب الإبداعية ويخدم في تنمية مهارات ومعارف وخبرات أصحابها. ومشاريعنا الثقافية المشتركة تسلط الضوء على جهود دبي في تشجيع نمو قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، بما ينسجم مع رؤيتها لاقتصاد متنوّع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار والتعاون، ويرسّخ مكانتها على الساحة العالمية كحاضنة للمواهب والاستثمار والأعمال الإبداعية".    

- برامج متميزة

وأعرب أنطوني نقاش، المدير العام التنفيذي لشركة جوجل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن بالغ ترحيب الشركة بزيارة سمو رئيسة هيئة دبي للثقافة والفنون، وعميق الاعتزاز بالتعاون المثمر مع الهيئة، وقال : "سعداء بإطلاق مخيم المبدعين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتعاون مع "دبي للثقافة"، ونؤكد التزامنا بالمساهمة في إثراء المشهد الإبداعي في المنطقة، سواء من خلال تقديم دورات تدريبية مخصصة لمساعدة المبدعين على تنمية مواهبهم الفنية وتطوير أعمالهم عبر الإنترنت، أو من خلال توفير فرص الإرشاد والتوجيه التي تدعم تبادل المعرفة والخبرة بين الموهوبين في هذا القطاع. ونتطلع من خلال النسخة الأولى من هذا المخيم إلى اكتساب كافة الخبرات والمعلومات التي تساعدنا في مواصلة تقديم المزيد من البرامج المتميزة في المستقبل".    

 - نسخة الاستدامة

ويُقام "مخيم المبدعين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - نسخة الاستدامة" لمدة 3 أيام في مقر مكاتب "جوجل" في دبي، ويُمثِّل منصةً للتواصل والتعاون بين المواهب الناشئة وخبراء الصناعة، حيث يوفر للمشاركين برنامجاً مكثفاً للتعلم من الخبراء، والتعرف على قيمة التوجيه والنصح المتخصص في مجالات الفنون، كما يناقش المخيم إسهامات الذكاء الاصطناعي في تمكين المبدعين، وسبل تحقيق الاستدامة الرقمية من خلال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكذلك خصائص المواد الصديقة للبيئة والمُعاد تدويرها، وإمكانية استخدامها في تنفيذ جميع أنواع الأعمال.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جوجل لطيفة بنت محمد دبي الثقافية فی الشرق الأوسط وشمال لطیفة بنت محمد دبی للثقافة من خلال فی دبی

إقرأ أيضاً:

الهوية الثقافية و الإيمانية.. صمام ثورة الـ21 من سبتمبر

يمانيون – متابعات
تعرضت اليمن لسنوات طويلة لغزو أمريكي سعودي استهدف البلد في ثقافته الدينية وهويته الإيمانية المستوحاة من حديث الرسول الأكرم الإيمان يمان والحكمة يمانية.

وتفضح اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية هذا الدور، فالوسط الثقافي اليمني كان عرضة للتدخلات الأمريكية الخطيرة، والتي أوصلت بعض اليمنيين إلى حافة الهاوية، والخروج من المبادئ والثقافات التي تربوا عليها، والتأثر بالثقافات الغربية وما تمليه عليهم أمريكا وأذنابها.

ويؤكد مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل أن اليمن ظلت عرضة للغزو الثقافي من قبل الاستخبارات الأمريكية والسعودية طيلة الأنظمة السابقة إلى ما قبل ثورة الـ 21سبتمبر المجيدة.

ويوضح أن السفارة الأمريكية ركزت على استهداف الجانب الثقافي والتوعوي والإعلامي؛ كون هذا الجانب هو المعني بخلق الرأي العام وهو الذي يوجه الشعب ويصنع لديه القناعات”.

ويذكر أن الاستهداف الأمريكي للثقافة والهوية الإيمانية للشعب اليمني تمثل من خلال العديد من البرامج والمشاريع أبرزها التدخل في المناهج الدراسية للمدارس والجامعات والمعاهد، مستدلاً بما ورد من اعترافات لشبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية حول استهدافها للجانب التعليمي، والثقافي للبلد والذي تم العمل عليه منذ سنوات طويلة، مبيناً أن إقرار شبكة التجسس حول الاستهداف الأمريكي للتعليم من المرحلة الأساسية وحتى الدكتوراه يثبت مدى المساعي الأمريكية لتجهيل الشعب اليمني وتمييعه وجعله تابعاً للخارج.

ويشير الطل إلى أن الاستهداف الأمريكي للجانب الثقافي والإيماني لم يقتصر على الجانب التعليمي فحسب، وإنما حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على استهداف ثقافة وهوية اليمن من عدة مشاريع وبرامج كالتعّمد الأمريكي على محاربة المبدعين والمبتكرين وأصحاب المشاريع الإنتاجية وغيرهم من العباقرة والأذكياء وذلك من خلال تهميشهم أو ابتعاثهم للخارج.

ويلفت إلى أن الأمريكيين استهدفوا الثقافة الإيمانية، والمناهج الإسلامية للشعب اليمني وذلك من خلال حذف الآيات والأحاديث التي تحض على الجهاد ضد اليهود والنصارى، وكذا حذف الآيات والأحاديث التي تكشف الوجه الحقيقي لليهود والنصارى، موضحاً أن الغزو الثقافي الإيماني الذي حصل للشعب اليمني قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نشر الثقافات المغلوطة من فكر الوهابية والتكفيرين، و أن الأنظمة السابقة سمحت للتكفيريين بنشر ثقافتهم المغلوطة، والعقائد الباطلة من خلال الدروس وحلقات القرآن الكريم وخطب الجمعة.

ويذكر أن التكفيرين نشروا العديد من البرامج التي تهدف لفصل الشعب اليمني عن هويته الإيمانية وعن ثقاته القرآنية والارتباط بالنبي الأكرم وآله الأطهار، بل وصل الحال إلى أن تقيم السفارة الأمريكية الورش والدورات الثقافية لخطباء المساجد لتكون خطبة الجمعة وفق ما يريد الأمريكي.

ويتطرق إلى أن الجانب الإعلامي تعرض خلال الأنظمة السابقة للاستهداف الأمريكي، حيث كان يستخدم السفير الأمريكي القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية لنشر الثقافات المغلوطة على المستوى الثقافي والإيماني والمجتمعي، وذلك بما يحق أهدافه الأمريكية والمتعارضة مع مبادئ وأخلاق وثقافات وهوية الشعب اليمني.

ويشير إلى أن الأمريكي حرص على مدى سنوات من الزمن لتوظيف وسائل الإعلام اليمنية لتبرير التدخل الأمريكي في اليمن وتلميع صورته الإجرامية، إضافة إلى بث المسلسلات والأفلام والبرامج التلفزيونية والأغاني الفاسدة، وكذا نشر الدعايات والأكاذيب والتبريرات الزائفة لفساد الحكومة وعمالتها للأمريكان ومحاوله اقناع الشعب بذلك.

وعندما قام الشعب اليمني في 21 من سبتمبر بثورته الخالدة، والتي حققت له الحرية الكاملة والاستقلال الكامل وقطعت أيادي الوصاية الأمريكية والإسرائيلية، وامتلك الشعب قراره و من خلال الارتباط بالقرآن الكريم منهجاً، وبالنبي وأعلام الهدى قادة وقدوة استطاع هذا الشعب أن يحافظ على هويته، وأن يعزز الارتباط والافتخار بهذه الهوية بحسب ما يؤكده الدكتور الطل.

ويختتم الطل حديثه بالقول: ” ونحن نرى اليوم أثر هذا في تلك الحشود الهائلة المليونية التي احتفلت بمولد النبي الأكرم -صلوات الله عليه وآله- وكذلك نرى أثر هذه الهوية في مواقف الشعب اليمني وجهاده وصبره وتضحياته ونصرته لقضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونرى هذا الشعب يحمل الروحية الجهادية والاستعداد العالي للتضحية، وأصبح يشكل تهديداً حقيقياً للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا ما هو الا ثمرة من ثمرات الارتباط والحفاظ والاعتزاز بأعظم، وأقدس هوية الايمان يمان والحكمة يمانيه”.

بدوره يؤكد الناشط الثقافي إبراهيم غالب أن التدخلات الخارجية في البلد التي استمرت منذ عقود طويلة من الزمن وحتى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عملت على استهداف الجانب الثقافي والإيماني للشعب اليمني.

ويوضح أن الأنظمة السابقة قدمت تسهيلات كبرى للأجانب في استهداف الجانب الثقافي والهوية الإيمانية للشعب اليمني، مشيراً إلى أن الاستهداف الثقافي للشعب اليمني وأنظمته الحاكمة قبل ثورة الـ 21سبتمبر تجسد من خلال الخنوع للخارج ممثلا بأمريكا وتحكمها بالقرار السيادي للبلد.

ويبين غالب أنه قبل ثورة 21 سبتمبر، عمل العدو الأمريكي بمختلف الوسائل والأساليب لسلخ شعبنا اليمني عن هويته الإيمانية، وفصله وإفقاده لهذه الهوية لكي نصبح أمة لا كيان لها ولا كرامة ولا حرية ولا استقلال لها ولا منعة ولا قوة لها، فيسهل عليهم ضربنا والسيطرة علينا.

ويرى أن من أخطر أشكال الاستهداف للهوية الإيمانية لشعبنا ما يعرف بالحرب الناعمة التي تعد أخطر من الحرب العسكرية الخشنة؛ كونها تنسف القيم والمبادئ والأخلاق وتهدف إلى السيطرة التامة على الإنسان وتجريده من هويته وتفريغه من محتواه المبدئي والأخلاقي والقيمي فيصبح تائهاً ضائعاً مسلوب الإدارة؛ فيصبح مجرد دمية من السهل السيطرة عليه والتحكم به.

ويلفت إلى أن اعترافات الخلية التجسسية التي تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل كشفت العديد من المشاريع والبرامج الأمريكية التي تهدف لمسخ الشعب اليمني، وتضييع هويته الإيمانية وذلك من خلال شر الفساد الأخلاقي والثقافي والإيماني ونشر ثقافة الشذوذ الجنسي، مبيناً أن الأمريكيين بذلوا أموالاً طائلة، وخصصوا مؤسسات ومعاهد عملاقة بهدف تحقيق أهدافهم الرامية لمسخ الشعب اليمني.

ويوضح أن ثورة الـ21 سبتمبر عملت على تعزيز الهوية الإيمانية، وإعادة للواجهة بعد أن غيبت لسنوات طويلة؛ وذلك من خلال نشر الثقافة القرآنية، وتنشئة الجيل الصاعد تنشئة إيمانية قائمة على الهدى القرآني، والثقافة القرآنية على الدين المحمدي الأصيل، وثقافة أهل البيت -عليهم السلام- سفن النجاة”.

ويشير غالب إلى أن الحفاظ على الهوية الإيمانية المتمثلة في قول الرسول الأكرم : “الإيمان يمان والحكمة يمانية” جعلت ثورة الـ 21 سبتمبر عنواناً للحرية والاستقلال، والذي قاد الشعب اليمني لاتخاذ المواقف المشرفة في نصرة المستضعفين في غزة والدفاع عن المقدسات الإسلامية، ملحقاً هزيمة مدوية وفضيحة كبرى بقوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل.
—————————————————-
المسيرة / محمد حتروش

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات محمد بن راشد.. انطلاق الدورة الثانية من نوابغ العرب
  • «دبي للثقافة» تمدد التسجيل في «سكة للفنون والتصميم» حتى 31 أكتوبر
  • التحالف الوطني يوقّع بروتوكولات تعاون مع عمان في الأنشطة المجتمعية والخيرية
  • الإمارات والصين.. تعاون استراتيجي يعزز النمو الاقتصادي
  • بروتوكول تعاون في مجال ربط طلاب التعليم الفني وتأهيلهم لسوق العمل ببني سويف
  • رئيس التنمية الثقافية يلتقي مدير المركز الثقافي الصيني لبحث التعاون المشترك
  • ‏Epic Games ترفع دعوى قضائية ضد سامسونج وجوجل بسبب تعقيد تحميل تطبيقات أندرويد
  • الهوية الثقافية و الإيمانية.. صمام ثورة الـ21 من سبتمبر
  • جمال الكعبي: علاقاتنا مع الصين متينة بروابطها الثقافية والاقتصادية والتاريخية
  • بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم يفتتح غداً معرض “ويتيكس” 2024 في مركز دبي التجاري العالمي