لبنان من بينها... إليكم الدول العربيّة الأكثر عرضة للزلازل
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
ذكر موقع "سكاي نيوز"، أنّ كارثة زلزال المغرب عززت مخاوف واسعة لدى شعوب المنطقة العربية من خطرٍ مماثل قد يضرب بلدانهم، لا سيما وأن زلزال الحوز جاء بُعيد أشهر قليلة من زلزال 6 شباط الماضي، الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا، مخلفاً حصيلة كبيرة من الضحايا.
من الناحية الجغرافية، تقع عدة دول في المنطقة العربية داخل أو بحدود ثلاثة أحزمة زلزالية رئيسية، وهي:
الحزام الزلزالي الأسيوي-الأوروبي: يبدأ من جبال الهيمالايا، مروراً بكل من إيران والعراق وحتى باكستان، وانتهاءً بالقارة الأوروبية.
الحزام العربي-الأفريقي: عبر البحر الأبيض المتوسط، مروراً بالسواحل التركية، وكل من لبنان وسوريا والأردن، ووصولاً إلى مصر، وبما قد يمتد إلى دول المغرب العربي.
حزام صدع شرق القارة الأفريقية: يمتد من لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، ويصل حتى سلاسل جبال غرب البحر الأحمر وحتى أديس أبابا. ولا توجد دولة من الخليج العربي شرقاً حتى المغرب العربي غرباً "بمنأى عن الخطر الزلزالي في الوطن العربي"، طبقاً للمشرف على مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله محمد العمري، والذي يشير إلى أن هناك صفائح تكتونية نشطة بين فترة وأخرى، وبما يسفر عن زلازل مختلفة القوة.
ويقول العمري إن "الصفيحة العربية تحدها خمسة حدود حركية وفيها تتصادم الصفيحة العربية مع الأوراسية، وينتج عنها زلازل في إيران. كذلك الصفيحة العربية تتصادم مع الأوراسية من جهة الشمال وتحدث بين الفينة والأخرى زلازل في العراق. وتتصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الأوراسية والأفريقية وتحدث الزلازل في تركيا مثلما حدث في شباط الماضي". ويضيف: "إذا اتجهنا غرباً نجد أن الصفيحة الأفريقية تصطدم مع الصفيحة الأورسية في الشمال في المناطق قبالة قبرص وما حولها، وتنتج عنها زلازل في اليونان وبحر إيجة. وبخصوص المغرب الغربي، فإن منطقة النشاط الزلزالي تزداد من الجزائر اتجاها للغرب، وتتعرض المنطقة لعديد من الزلازل مثل الأصنام في الجزائر في العام 1980 وزلزال أغادير في 1960 وزلازل أخرى عبر التاريخ. وبينما الزلازل في هذه المنطقة نادرة الحدوث، لكن إذا ما وقعت عادة ما تكون كارثية كما حدث في الزلازل المذكورة والزلزال الحالي". ويقول: "بالنسبة لخليج السويس، فلا تحدث بتلك المنطقة زلازل كثيرة، مقارنة بخليج العقبة، لا سيما وأن العقبة يربط البحر الميت بالبحر الأحمر. وإذا اتجهنا جنوباً نجد خليج عدن، حيث ثلاثة أذرع زلزالية تلتقي عند هذه المنطقة". ويوضح أن الخطر الزلزالي في المنطقة العربية "متوسط الحدوث"، لكن تأثيراته عادة ما تكون قوية نظراً لعدم الاستعداد التام في الوطن العربي لهذه الكوارث وكيفية التعامل مع الخطر الزلزالي بالشكل المطلوب، وفي ضوء انعدام الثقافة لدى المجتمع، فضلاً عن عدم توافر كود البناء في كثير من الدول العربية التي لم تأخذ بعين الاعتبار معاملات الأمان الزلزالي بدقة عالية. وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، فإن "الصفيحة العربية" هي إحدى الصفائح المكونة للقشرة الأرضية، وتتحرك باتجاه الشمال الشرقي نتيجة لاندفاع مواد من باطن الأرض على طول أخدود البحر الأحمر الذي يتسع سنوياً بمعدل 15 مليمتر تقريباً ما يتسبب في حدوث عديد من الزلازل حول حدودها مع الصفائح المحيطة بها، كما نشاهد على امتداد حوافها الشرقية والشمالية الشرقية المشكلة لجبال زاجروس في إيران أو على امتداد حوافها الشمالية في تركيا.
والصفيحة العربية تمثل منطقة جغرافية تمتد في جزء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتمتد من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي ومن شمال تركيا إلى جنوب السودان.
هذه المنطقة هي واحدة من المناطق الأكثر نشاطا من حيث الزلازل في العالم بسبب تصادم صفيحة العربية مع صفيحة الهند وصفيحة أفريقيا. يعتبر نظام الزلازل في الصفيحة العربية معقداً وقد يسبب زلازل كبيرة ومدمرة.
أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بالقاهرة الدكتور عباس شراقي يقول إنّ "سوريا تأتي في مقدمة البلدان العربية من حيث النشاط الزلزالي، لا سيما أنها مجاورة لتركيا التي تلي من حيث النشاط الزلزالي الدول الواقعة في الحلقة الملتهبة في المحيط الهادئ مثل إندونيسيا واليابان. وتقع تركيا بالقرب من خطوط الصدع الرئيسية، وتتأثر بها سوريا كما حدث في زلزال 6 شباط الماضي. كما أن سوريا لديها بعض الفوالق، لكنها تتأثر بشكل كبير بتركيا أيضاً بحكم الجوار". ويضيف: "المغرب من الدول التي تدخل في خارطة النشاط الزلزالي، لا سيما لوقوعه على البحر المتوسط، وهناك فواصل بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروآسيوية، ولذلك معظم الزلازل هناك تكون على السواحل. مناطق أخرى في المغرب تتأثر بالفوالق بسبب التقاء وضغط الصفيحة على الأفريقية على العربية وهو الضغط الذي تسبب في طي الأرض وتكون الجبال المغربية". ويلفت إلى "دول عربية أخرى يمكن اعتبارها أكثر عرضة للنشاط الزلزالي، منها اليمن وجيبوتي والصومال، في منطقة خليج عدن. ويقول: "تعد مصر ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن، بمنطقة حزام الزلازل بسبب خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر. ويعد خليجا العقبة والسويس أكثر نشاطاً في هذا السياق". ويوضح أنّ "مدينتي شرم الشيخ والغردقة في مصر ومنطقة البحر الميت في الأردن ولبنان وفلسطين أكثر عرضة أيضاً، نظراً لأنهم على الفالق امتداد الأخدود الأفريقي العظيم". ويلفت شراقي إلى أن الزلزال يمكن أن يحدث في أية دولة وأي مكان، لكن بنسبة 90 بالمئة عادة ما تحدث الزلازل في المناطق التي تشهد التقاء صفائح أو فوالق، مضيفاً لقائمة الدول العربية الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي كل من مصر وليبيا والجزائر وتونس لوقوعهما على البحر المتوسط، والفاصل بين أوروبا وأفريقيا، موضحاً أن هذا الفاصل يقطع المغرب نفسه، على عكس الوضع بالنسبة لمصر التي يبعد الفاصل عنها حوالي 700 كيلومتر من الشواطئ المصرية.
أما بالنسبة للدول الخليجية، فيقول إنها بحكم قربها النسبي من إيران تتأثر، كما أنها مشابهة للحالة بالنسبة للبنان وفلسطين والأردن على البحر الميت. وإيران هي واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل فى العالم ولها تاريخ معها حيث كان أسوأها عام 1990 حيث قتل أكثر من 40 ألف شخص". (سكاي نيوز)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النشاط الزلزالی البحر الأحمر العربیة مع الزلازل فی أکثر عرضة زلازل فی
إقرأ أيضاً:
مصر تشارك في الأسبوع العربي للتراث بعدد من الفعاليات
انطلقت أمس في مقر منظمة "اليونسكو" بالعاصمة الفرنسية باريس فعاليات الأسبوع العربي للتراث، بمشاركة مميزة من مصر التي تقدم مجموعة من الأنشطة الثقافية التي تعكس غنى وتنوع تراثها. تتضمن الفعاليات عروضاً فلكلورية استعراضية، ومعرضاً للحرف اليدوية التراثية، وعرض أزياء مستوحى من التراث المصري، إلى جانب عرض موسيقي غنائي تشارك فيه السوبرانو العالمية المصرية فرح الديباني.
وتأتي مشاركة مصر متضمنة محاضرة للدكتور خالد العناني، مرشح مصر لرئاسة اليونسكو لعام 2025، بمحاضرة عن تاريخ العلوم.
وتمثل وزارة الثقافة في الاحتفالية الدكتورة نهلة إمام، ممثلة مصر في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، والتي تقدم محاضرة بعنوان "صون التراث الثقافي غير المادي - آفاق مستقبلية".
وتستعرض المحاضرة خارطة طريق تهدف إلى حماية التراث الثقافي وتعزيز دوره كوسيلة لتعزيز الاحترام المتبادل بين الشعوب ودعم السلام في عالم يتسم بالتوترات. كما تبرز دور التراث كجسر يربط بين الشعوب ويدعو إلى احترام الإنسان والبيئة.
وتؤكد الدكتورة نهلة إمام في المحاضرة على ضرورة ربط التراث بأهداف التنمية المستدامة، نظراً لدوره الحيوي في تحقيق تنمية شاملة تحترم الهوية الثقافية وتعزز التلاحم بين المجتمعات.
وتُقام فعاليات "الأسبوع العربي للتراث" لأول مرة في تاريخ عمل الدول العربية مع اليونسكو، وذلك للاحتفاء بالثقافة العربية وتسليط الضوء عليها.
ويهدف "الأسبوع العربي" إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي والحضاري العربي المتميز والمتنوع والضارب بجذوره في أعماق التاريخ. كما يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية في اليونسكو، وتعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل، وتطوير شراكات جديدة بين الدول العربية ومنظمة اليونسكو والدول الأعضاء الأخرى.