زلازل وظواهر متطرفة.. ماذا يحدث في الدول العربية؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
قتلى بالآلاف، ودمار واسع خلّفته ظواهر طبيعية متطرفة في 3 دول عربية عام 2023، ما دفع البعض إلى التساؤل عن سبب التغيرات الطبيعية والمناخية، التي تشهدها المنطقة.
إعصار "دانيال" جاء مغايراً للعواصف المعتدلة في البحر المتوسط
المنطقة مرشحة لمزيد من الظواهر الطبيعية المتطرفة بسبب ظاهرة إل نينو
في فبراير (شباط) الماضي شهد شمال سوريا وجنوب تركيا زلزالاً عنيفاً بلغت قوته 7.
وفي 8 سبتمبر (أيلول) الجاري شهد المغرب زلزالاً كانت بؤرته في إقليم الحوز، أسفر عن نحو 3 آلاف قتيل وآلاف الجرحى.
وبعد ذلك بيومين، كانت ليبيا تواجه عاصفة "دانيال" الي أغرقت البلاد بفيضانات كبيرة خطفت أرواح أكثر من 5 آلاف شخص على الأقل، وفقدان آلاف آخرين لا يزال عددهم غير معروف.
يقول الخبير البيئي التونسي، حمدي حشاد، في اتصال مع "24"، إن الكوارث المناخية باتت أمراً واضحاً في العالم أجمع، في ظل حرائق الغابات والأمطار الطوفانية، وموجات الصقيع في المنطقة.
وأوضح أن البحر الأبيض المتوسط يشهد عواصف مدارية متوسطة، وليس عرضة لظواهر متطرفة، إلا أن إعصار "دانيال" خرج عن القاعدة، مبيناً أن الطقس الحار الذي شهدته المنطقة جعل البحر يخزن درجات حرارة مرتفعة، وهو ما أدى إلى تشكل هذه الظواهر المتطرفة.
ودعا الخبير البيئي التونسي إلى التمييز بين العاصفة، التي تتراوح سرعات الرياح فيها بين 60 إلى 117 كيلومتر في الساعة، بينما الإعصار يتعدى ذلك.
سوء تخطيط
وأوضح حشاد أن ما حدث في درنة بليبيا يعود إلى سوء التخطيط من قبل السلطات الليبية، وعدم أخذ التحذيرات على محمل الجد، وإخلاء السكان قبل وصول الأمطار، لافتاً إلى أن المدينة لم تشهد أمطاراً غزيرة منذ فترة طويلة، وهو ما دفع الناس تشييد منازل بالقرب من مجرى المياه.
وانتقد الخبير البيئي التونسي، غياب التثقيف في المدارس والجامعات بموضوع السلامة المدنية والتصرف عند حدوث الكوارث الطبيعية.
التغير المناخي
وفي تعليقه على الظواهر الطبيعية المتطرفة، يؤكد المتنبئ الجوي في موقع طقس العرب، عمر الدجاني، أن التغير المناخي ظاهرة طبيعية تحتاج لسنوات طويلة للحدوث، لكن الأمر الخطير هو تأثير الإنسان على تسارع هذه الظاهرة، من خلال حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تتسبب في رفع درجات الحرارة.
وقال الدجاني إن هناك البحر المتوسط فرق كبير بالقوة والتأثير بين العواصف التي تتشكل في البحر المتوسط، والأعاصير التي تتشكل في المحيطات بسبب الفرق في درجات حرارة المياه.
ورغم حدوث الأعاصير المتوسطية في وقت سابق، بحسب الدجاني، إلا أنها لم تضرب ليبيا بهذه القوة بحسب السجلات التاريخية.
#كارثة_ليبيا.. 9 آلاف بلاغ عن مفقودين جرّاء الفيضانات https://t.co/PEiY9Hs7Uk
— 24.ae (@20fourMedia) September 13, 2023
وأوضح أن الحديث عن تغير مناخي في المنطقة يحتاج إلى دراسات ومراقبة لفترة طويلة.
واستدرك: "لكن منطقة حوض المتوسط والجزيرة العربية وبلاد الشام مرشحة لمزيد من الأحداث المتطرفة، في ظل ظاهرة "إل نينو" المناخية".
ووسط محاولات يجريها علماء لدراسة آثار التغير المناخي على طبقات الأرض الداخلية وحدوث الزلازل، رفض الدجاني تأكيد أو نفي ذلك، مؤكداً أن العلم لم يتوصل حتى الآن لرصد ما يجري داخل الأرض.
وازداد الحديث عن تأثيرات التغير المناخي، بين آثار واضحة، وأخرى ما تزال موضع شك، كحدوث الزلازل.
وطالب علماء في الفترة الأخيرة بإجراء دراسات تبحث في علاقة ارتفاع الحرارة المرتبط بالاحتباس الحراري، بتزايد ثوران البراكين والزلازل والانزلاقات الأرضية والموجات الأرضية والتسونامي.
ورأت دراسة سابقة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي للأرض يؤثر على وتيرة تمايلها، ويحدث خللاً في توزيع الثقل.
وتشير المعطيات المسجلة منذ عام 1899، إلى أن القطب الشمالي انعطف 78 درجة، على مدى عقود، لكن وتيرة انعطافه باتت تتسارع في العقد الأخير.
ويؤدي ذوبان الجليد إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، ما يضع ضغطاً إضافياً على القشرة الأرضية في المناطق الساحلية، ما قد يؤثر على النشاط الزلزالي.
وقد تؤدي موجات الجفاف المرتبطة بالتغير المناخي في بعض المناطق إلى سحب جائر للمياه الجوفية، ومن ثم إلى تغييرات في الضغط على القشرة الأرضية وزيادة النشاط الزلزالي.
ويفسر العلماء سبب وقوع الزلازل، بحركة الصفائح التكتونية، وهي عبارة عن أقسام من قشرة الأرض تتحرك وتحتك حواف ببعضها البعض، ما يؤدي إلى إطلاق موجات على شكل موجات زلزالية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني التغير المناخي زلزال المغرب ليبيا التغیر المناخی
إقرأ أيضاً:
ماهي قنبلة الطقس وهل يمكن أن تحدث في منطقة البحر المتوسط وبلاد الشام؟
#سواليف
وردت عدة تقارير عن #الطقس حول العالم ورد بها مصطلح #قنبلة_الطقس، أو #الإعصار_القنبلة وكان هذا المصطلح مستخدم بكثرة وشائع في العواصف التي تحدث في منطقة شمال المحيط الأطلسي وأمريكا الشمالية، فما هي هذه الظاهرة وكيف تحدث وهل يمكن أن تتكون في منطقة #البحر_المتوسط و #بلاد_الشام.
ماهي قنبلة الطقس وهل يمكن أن تحدث في منطقة البحر المتوسط وبلاد الشام؟
وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب أن الإعصار القنبلة أو قنبلة الطقس هو #ظاهرة_جوية تحدث عندما ينخفض الضغط الجوي في مركز العاصفة بشكل مفاجئ وسريع، بمعدل 24 مليبار أو أكثر في غضون 24 ساعة. وعادةً ما تحدث هذه الظاهرة خلال #فصول_الشتاء في أماكن المحيط الأطلسي والدول المطلة عليه بالإضافة إلى أمريكا الشمالية لاسيما أماكن تواجد البحيرات.
وتتميز هذه الظاهرة بأنها تفرز أنماط طقس تتسم بالشدة تشمل عواصف ثلجية قوية، وأمطار غزيرة، ورياح عاتية قد تصل سرعتها إلى أكثر من 130 كم/ساعة في بعض الحالات، ويُطلق على هذه الظاهرة اسم “الإعصار القنبلة” لأنها تشبه الانفجار القوي في الغلاف الجوي، حيث يؤدي الانخفاض المفاجئ في الضغط إلى زيادة قوة #الرياح. ووفقًا لوكالة NOAA (الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية)، فإن هذه الظاهرة تحدث بشكل خاص عندما يتداخل التيار النفاث مع الكتل الهوائية الباردة والدافئة الرطبة.
مقالات ذات صلة العدوان .. تصريحات ترمب دعوة للتطهير العرقي وهي جريمة حرب 2025/01/28هل يمكن أن تحدث في منطقة البحر المتوسط وبلاد الشام؟
الاجابة بكل وضوح لا، من الصعب جدًا أن تحدث ظاهرة “الإعصار القنبلة” في منطقة البحر المتوسط وبلاد الشام. ويعود ذلك إلى عدة أسباب تتعلق بخصائص هذه المنطقة، فالإعصار القنبلة يتطلب وجود مسطحات مائية واسعة مثل المحيطات التي توفر الكمية اللازمة من الطاقة الرطبة ليتشكل الإعصار. والبحر المتوسط أصغر بكثير من المحيطات ولا يمتلك نفس قدرة المحيطات على تغذية هذه العواصف في الطاقة اللازمة لتحولها الى قنبلة الطقس والتي تعتمد بشكل كبير على توفر مياه دافئة واسعة، وهذا ما يصعب وجوده في البحر المتوسط.
كما تتطلب قنبلة الطقس القنبلة فرقًا حراريًا كبيرًا بين الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال والهواء الدافئ الذي ينشأ من المسطحات المائية الدافئة. وفي البحر المتوسط وبلاد الشام، رغم أن هناك #تقلبات_حرارية خلال فصول الشتاء، فإن الفرق الحراري بين الهواء البارد والبحر المتوسط الدافئ نسبيًا ليس بالحجم الكافي لخلق الظروف اللازمة لهذا النوع من العواصف. اذ تعتبر الفوارق الحرارية هي أحد العوامل الرئيسية التي تساعد على تكوين الأعاصير القنبلة في المناطق مثل المحيط الأطلسي.
والله أعلم.