بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

لا نريد العودة إلى الاجواء التحريضية التي ولدت فيها فكرة تفضيل خطوط النقل البري على خطوط السكك الحديدية في التواصل مع البلدان الستة المحيطة بالعراق. ولا نريد الخوض في تفاصيل الدوافع السياسية المطالبة بفتح المنافذ والمعابر الحدودية مع دول الجوار، وتقديم التسهيلات لمرور آلاف الشاحنات المحملة بالبضائع المنقولة براً من والى العراق، ولا نريد تسليط الاضواء على قرار إعفاء بعض المنافذ من الرسوم الجمركية والضريبية (وهذا ما يجري الآن في منفذ طريبيل المتصل بميناء العقبة)، بينما تتصاعد حدة الاعتراضات المشددة ضد مسارات النقل بالقطارات في كل الاتجاهات.

.
فالمنافذ التي تربط العراق بالبلدان الستة المحيطة به تتراوح بين منفذ واحد لكل من السعودية والكويت والاردن، ومنفذين مع تركيا، واربعة منافذ مع سوريا. ونحو 15 منفذ مع ايران (منها مسيطر عليها، ومنها خارج السيطرة بسبب وقوعها في منطقة الاقليم). وتتراوح معدلات الشاحنات اليومية العابرة من كل منفذ بين 3000 – 6000. واترك لكم المجال لحساب أحجام البضائع وأوزانها وأنواعها ومصادرها. .
في حين لا تجد مسارا واحدا مفتوحا لقطارات العراق يسمح لها بعبور الحدود الفاصلة مع دول الجوار. .
اللافت للنظر اننا ونحن في خضم الصيحات الرافضة للنقل الدولي بالقطارات، نجد ان دول الجوار والدول الملتصقة بها تعاقدت على تنفيذ عشرات المشاريع لتفعيل شبكات الربط السككي مع بعضها البعض، بينما تحول العراق إلى دولة مغلقة تماما بوجه حركة القطارات القادمة من أي دولة من دول الجوار، ومفتوحة تماماً لتدفق الشاحنات من كل حدب وصوب. .
يعلل بعضهم رفضه للربط السككي بحرصه على مستقبل الموانئ (وبخاصة ميناء الفاو الكبير) الذي ظل حتى الآن غير مرتبط برياً بمدن العراق باستثناء بعض الطرق الخدمية القديمة. .
لو قمنا الآن بتوجيه هذا السؤال إلى اساتذة الاقتصاد والجغرافية الاقتصادية في جامعات العراق حول هذه المفارقات العجيبة. وحول اهتمام الدولة العراقية بتوسيع منافذها البرية، وتضييق الخناق على منافذها السككية، ترى كيف ستكون اجابتهم ؟. وهل حاول السياسيون توجيه السؤال نفسه اليهم ؟. .
اسمحوا لنا الآن بطرح السؤال من جديد وبصيغ مختلفة، فنقول:-

لماذا يرحب السياسيون بتطوير طرق النقل الدولي بالشاحنات، ويرفضون تطوير طرق النقل الدولي بالقطارات ؟. . ما الفرق بين البضائع المنقولة الينا بالشاحنات وبين المنقولة الينا بالقطارات ؟. . لماذا نسمح بمرور وعبور آلاف الشاحنات القادمة من دول الجوار، ولا نسمح بمرور عربة واحدة من عربات القطارات ؟. .
وحتى يحقق النقاش نتائجه العلمية المثمرة، نعود للتذكير إلى ان العراق ليست لديه روابط سككية قائمة على ارض الواقع مع الدول المجاورة. واننا نطرح تساؤلاتنا بدافع الرغبة لمعرفة الجواب المنطقي. خصوصاً في هذه المرحلة التي أصبح فيها الرأي العام مقتنعا بتعاملنا اليومي مع آلاف الشاحنات لكنه غير مقتنع بالتعامل مع حركة القطارات. .
وللحديث بقية. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات دول الجوار

إقرأ أيضاً:

العراق يسلم العمليات العسكرية السورية أكثر من 1900 جندي فروا عند سقوط النظام

قالت السلطات العراقية، إنها أعادت أكثر من 1900 جندي وضابط من النظام السوري المخلوع، كانوا فروا إلى العراق، مع أسلحتهم الثقيلة والخفيفة.

وسمحت السلطات العراقية للجنود الفارين، قبل ساعات من سقوط النظام السوري، ويقدر عددهم بنحو ألفي جندي، بالدخول وكان بينهم مصابون وعاملون في معبر البوكمال الحدودي.

وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان "إنه بالتنسيق مع بعض الجهات في الجانب السوري تمت إعادة 1905 من الضباط والمنتسبين السوريين وتسليمهم بشكل أصولي إلى قوة حماية من الجانب السوري في منفذ القائم الحدودي" الذي دخلوا منه.

وأشارت كذلك إلى "إعادة 36 موظفا سوريا من العاملين في منفذ البوكمال إلى بلادهم" الأربعاء "بناء على طلبهم".

ولفتت كذلك إلى أن العملية جرت "بعد أخذ تعهدات خطية لطالبي العودة إلى بلدهم وأسرهم الكريمة وذلك بشمولهم بالعفو الصادر عن السلطات السورية الحالية الذي تضمن العفو عن جميع المنتسبين السوريين وتسليمهم الى المراكز الخاصة بهم".



فعندما قبل العراق بدخول هؤلاء، "جرى تأمين موقع من قبل وزارة الدفاع لغرض إيواء أفراد التشكيل السوري وتهيئة جميع المتعلقات الخاصة به وإكمال الجرودات المتعلقة بالأسلحة"، وفق البيان.

وفر الأسد من سوريا في أعقاب هجوم خاطف لفصائل المعارضة، بعد مرور أكثر من 13 عاما على قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام قمعي حكم البلاد أكثر من 60 عاما.

وكان مسؤول أمني عراقي عملية الإعادة جرت "تحت إشراف منظمات دولية".

ولفتت مواقع سورية، إلى أن إدارة العمليات العسكرية، قامت بتسلم الجنود الفارين، ونقلهم بحافلات إلى أماكن للاحتجاز من أجل مراجعة أوضاعهم، خاصة وأن أغلبهم يتبعون الفرقة الرابعة، التي كان يقودها شقيق الرئيس المخلوع ماهر الأسد، وتحدث من إحدى فرق النخبة  التابعة للحرس الجمهوري والتي تورطت في عمليات قتل واسعة للسوريين.

لحظات دخول نحو 1950 ضابطًا وعنصرًا لقوات نظام الأسد المخلوع من #العراق إلى الأراضي السورية عبر منفذ البوكمال-القائم، فيما رفض قرابة 130 ضابطًا وعنصرًا العودة إلى #سوريا#فيديو pic.twitter.com/zE1uXG4KF0 — الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) December 20, 2024

عناصر وضباط الفرقة الرابعة أثناء إقتيادهم إلى بالباصات .
ال(????????????)
عند معبر البوكمال بإتجاه سوريا . بعدما دخول الأراضي العراقية وتسليم أسلحتهم بعد سقوط الأسد ونظامه.#سوريا_تتحرر #سوريا_الان #ردع_العدوان #فجر_الحرية #سجن_صيدنايا #الجولاني #أحمد_الشرع #سوريا ... pic.twitter.com/LTWGyFs4N5 — R.D Media (@rasheddadou) December 20, 2024

مقالات مشابهة

  • بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء
  • هل يُصبح “نيولوك” الجولاني مذهب مُجاهديه للحُكم؟ .. لماذا أعلنت إيران “نهاية” الجيش السوري ولماذا تنصّلت من دعمه؟
  • العراق يحبط محاولة هدر للمال العام بأكثر من 30 مليون دينار
  • فرضية حديقة الحيوان.. لماذا لم نجد حياة عاقلة في الكون إلى الآن؟
  • الداخلية الألمانية: منفذ عملية الدهس معاد للإسلام.. خمسة قتلى حتى الآن
  • سلاح وتهديد.. لماذا ترك الأمن الألماني و"‘إكس" منفذ الدهس؟
  • الآلاف يحتشدون بمهرجان "النصر" في السويداء بعد انهيار حكم الأسد
  • سعر الذهب الآن.. لماذا عاد «الأصفر» للارتفاع قبل أعياد الميلاد؟
  • العراق يسلم العمليات العسكرية السورية أكثر من 1900 جندي فروا عند سقوط النظام
  • رشق الأطفال للقطارات بالحجارة.. النقل تواصل مناشدتها للمواطنين بالمشاركة معها في التوعية