جرعة زائدة من الحشيش الأفغاني
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
تعقيبا على المقالة التي نشرها رئيس الوزراء السابق (مصطفى الكاظمي) على صفحات جريدة الشرق الاوسط بعددها الصادر بتاريخ 29 / 8 / 2023 بعنوان: (المشرق الجديد… الفرصة ما زالت موجودة) والتي قال في مقدمتها انه كان يسعى منذ سنوات لتأسيس اتحاد ثلاثي يجمع بين جمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية.
يرى (الكاظمي): ان مشروع الشراكة مع القاهرة وعمان كفيل بإخراج العراق من مأزق الأنفاق والتخندقات إلى ميادين العمل والتعاون العربي المشترك. .
وهنا لابد من التوقف قليلاً لمناقشة فكرة الشراكة بين نظام ديمقراطي تعددي حديث الولادة في العراق، ونظام ملكي وراثي قائم منذ منتصف القرن الماضي في الاردن، ونظام ثالث قائم على فكرة عسكرة الدولة في جمهورية مصر العربية ؟. ولا ندري كيف سيكون شكل الاتحاد بين هذه الانظمة المتناقضة غير المتجانسة وغير المستقرة ؟. وما الجدوى من ربط مستقبل العراق ببلدان فقيرة مشكوك بمستقبلها بشهادة شعوبها ؟. .
من الطبيعي ان تكون ردود الافعال السياسية إيجابية جداً في الاردن ومصر، لأن تلك البلدان ستضمن لنفسها الحصول على تنازلات حاتمية، وأسعار أخوية مخفضة للنفط ومشتقاته، وستحصل على مساحات مفتوحة لتسويق منتجاتها الزراعية والصناعية، وهذا ما حصل على أرض الواقع في زمن الكاظمي نفسه عندما منح الاردن تسهيلات جمركية سخية كانت تحلم بها، فأعفاها من الرسوم والضرائب في معبر طريبيل، وسمح لمنتجاتها (ومنتجات غيرها) بالتدفق نحو أسواقنا ضارباً عرض الحائط بقانون حماية المنتج الوطني. .
لقد تعايشنا منذ سنوات وسنوات مع هذه الافكار والنظريات الهادمة للاقتصاد الوطني، والقائمة على الكرم الزنكلوني مع الاشقاء في الوقت الذي تضغط فيه حكوماتنا السابقة واللاحقة على المواطن المحروم من أبسط حقوقه في تنفيذ مشاريعه الزراعية والصناعية والتجارية الواعدة بسبب الاجراءات التعسفية الثقيلة التي تمارسها الدولة ضد المستثمر الوطني. .
اللافت للنظر ان الدولة العراقية لم ولن تستأنس بافكار اصحاب الاختصاص، وغالبا ما تهرول (على عمى عينها) وراء انفعالاتها العاطفية، فتعيش في أجواء وهمية مشبعة بدخان الحشيش الأفغاني المُعسّل. ثم ترمي بثقلها كله في نشوة الوهم، فتقع بأحضان الأشقاء الذين ظلت مطاراتهم تستوقفنا حتى الآن للتحقيق معنا حول توجهاتنا الدينية والطائفية. وتنظر إلينا وكأننا قادمون إليها من كوكب المشتري. .
يتعين علينا ان نسعى اولا لتأسيس اتحادنا الوطني، ونتحالف مع بعضنا البعض، ونوحد جهودنا الذاتية في مواجهة التحديات المحدقة بنا، ونتشاور ونتحاور في التخطيط نحو مستقبل مشرق يتحد فيه الشعب العراقي كله تحت خيمة واحدة توفر له الامن والاستقرار والعيش الرغيد. .
والله من وراء القصد. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بعيداً عن تفكيكها.. الموسوي: استراتيجية الحكومة احتواء الفصائل وحصر السلاح بيد الدولة
بغداد اليوم - بغداد
كشف النائب مختار الموسوي، اليوم الخميس (16 كانون الثاني 2025)، عن استراتيجية حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في التعامل مع الفصائل العراقية، بالتزامن مع التطورات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الحكومة تعتمد سياسة احتواء الفصائل بعيداً عن تفكيكها، مع التركيز على حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز مركزية القرار السياسي.
وقال الموسوي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء المأساة الإنسانية التي استمرت لأكثر من عام، وتسببت في سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودمار واسع، قد يمهد لعودة الهدوء تدريجياً إلى الشرق الأوسط. إلا أن هذه الأوضاع تبقى رهينة تطورات الموقف في ظل أحداث استثنائية على الأرض، ما يجعل حالة عدم الاستقرار قابلة للعودة في أي لحظة".
وأضاف أن "الأحداث في غزة تلقي بظلالها على عواصم دول المنطقة، ومنها بغداد، لكن حكومة السوداني وضعت استراتيجية لتجنب أي ارتدادات قد تؤثر على الداخل العراقي"، مؤكداً أن "الحديث عن تفكيك الفصائل العراقية غير دقيق. بل إن السياسة الحالية تركز على احتواء الفصائل، مع عدم تسليم مقراتها أو تفكيك أسلحتها حالياً، وإنما السعي لجعل السلاح بيد الدولة بشكل مباشر".
وأشار الموسوي إلى أن "الحكومة تعتمد سياسة خارجية واضحة وثابتة تعزز من مركزية القرار العراقي، ما يجعل مواقف العراق واضحة أمام الرأي العام الداخلي والخارجي".
وبيّن أن "ملف الفصائل العراقية شأن داخلي، والحكومة وضعت خارطة طريق متعددة المراحل لمعالجة هذا الملف، مع التركيز على مصلحة العراق وأهمية الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره بعيداً عن الصراعات الداخلية أو الإقليمية".
وفيما انتقد الموسوي ما وصفه بـ"الفوضى الإعلامية" لبعض القوى السياسية في تصريحاتها المتعلقة بالشأن العراقي والخارجي، شدد على "ضرورة حصر التصريحات الرسمية بالحكومة باعتبارها الجهة التي تمثل جميع مكونات الشعب العراقي ومصالحهم"، مؤكدا ان "استراتيجية الحكومة تهدف إلى بناء مرحلة جديدة تضمن استقرار العراق وسيادته وتعزز ثقة المجتمع الدولي بقراراتها".
هذا وكشف مصدر في فصائل المقاومة أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، اجتمع قبل أيام مع رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، وممثلين عن حركتي النجباء وسيد الشهداء وكتائب حزب الله، لمناقشة الآليات التي تتناسب مع التحوّلات في المنطقة، وانعكاس تولي دونالد ترامب السلطة في واشنطن، مؤكداً أن رئيس الوزراء طرح رؤيته المتمثّلة بتفكيك الفصائل الثلاثة ودمج مقاتليها في الحشد الشعبي.
وأضاف المصدر أن الأمين العام لحركة النجباء، أكرم الكعبي، أبدى عدم موافقته على رؤية الحكومة، بينما خوّل قادة الإطار التنسيقي السوداني حصر السلاح في يد الدولة"، لافتاً إلى أن "رئيس الحكومة مرغم على إنهاء المسألة خلال أشهر".
ورجّح أن "تعتمد الفصائل قريباً آليات جديدة تبتعد فيها هذه الفترة عن المواجهات العسكرية أو التحدث عنها في الإعلام"، مستدركاً بأن "مسألة تفكيك الفصائل معقّدة جداً، خاصة أن كتائب حزب الله تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة ومقرات كثيرة في العراق. لذا ستضطر الحكومة إلى أن تقنع الجميع بآليات لا تسبّب الضرر لها وفي الوقت نفسه تخفّف الضغوط الدولية".