شبكة انباء العراق:
2024-07-05@16:23:22 GMT

جرعة زائدة من الحشيش الأفغاني

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..

تعقيبا على المقالة التي نشرها رئيس الوزراء السابق (مصطفى الكاظمي) على صفحات جريدة الشرق الاوسط بعددها الصادر بتاريخ 29 / 8 / 2023 بعنوان: (المشرق الجديد… الفرصة ما زالت موجودة) والتي قال في مقدمتها انه كان يسعى منذ سنوات لتأسيس اتحاد ثلاثي يجمع بين جمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية.

مشيراً إلى استعداد قادة مصر والاردن للمضي قدماً في هذا المشروع بذريعة ملأ الفراغات والتباينات وفق رؤية مرتكزها التعاون والشراكة. .
يرى (الكاظمي): ان مشروع الشراكة مع القاهرة وعمان كفيل بإخراج العراق من مأزق الأنفاق والتخندقات إلى ميادين العمل والتعاون العربي المشترك. .
وهنا لابد من التوقف قليلاً لمناقشة فكرة الشراكة بين نظام ديمقراطي تعددي حديث الولادة في العراق، ونظام ملكي وراثي قائم منذ منتصف القرن الماضي في الاردن، ونظام ثالث قائم على فكرة عسكرة الدولة في جمهورية مصر العربية ؟. ولا ندري كيف سيكون شكل الاتحاد بين هذه الانظمة المتناقضة غير المتجانسة وغير المستقرة ؟. وما الجدوى من ربط مستقبل العراق ببلدان فقيرة مشكوك بمستقبلها بشهادة شعوبها ؟. .
من الطبيعي ان تكون ردود الافعال السياسية إيجابية جداً في الاردن ومصر، لأن تلك البلدان ستضمن لنفسها الحصول على تنازلات حاتمية، وأسعار أخوية مخفضة للنفط ومشتقاته، وستحصل على مساحات مفتوحة لتسويق منتجاتها الزراعية والصناعية، وهذا ما حصل على أرض الواقع في زمن الكاظمي نفسه عندما منح الاردن تسهيلات جمركية سخية كانت تحلم بها، فأعفاها من الرسوم والضرائب في معبر طريبيل، وسمح لمنتجاتها (ومنتجات غيرها) بالتدفق نحو أسواقنا ضارباً عرض الحائط بقانون حماية المنتج الوطني. .
لقد تعايشنا منذ سنوات وسنوات مع هذه الافكار والنظريات الهادمة للاقتصاد الوطني، والقائمة على الكرم الزنكلوني مع الاشقاء في الوقت الذي تضغط فيه حكوماتنا السابقة واللاحقة على المواطن المحروم من أبسط حقوقه في تنفيذ مشاريعه الزراعية والصناعية والتجارية الواعدة بسبب الاجراءات التعسفية الثقيلة التي تمارسها الدولة ضد المستثمر الوطني. .
اللافت للنظر ان الدولة العراقية لم ولن تستأنس بافكار اصحاب الاختصاص، وغالبا ما تهرول (على عمى عينها) وراء انفعالاتها العاطفية، فتعيش في أجواء وهمية مشبعة بدخان الحشيش الأفغاني المُعسّل. ثم ترمي بثقلها كله في نشوة الوهم، فتقع بأحضان الأشقاء الذين ظلت مطاراتهم تستوقفنا حتى الآن للتحقيق معنا حول توجهاتنا الدينية والطائفية. وتنظر إلينا وكأننا قادمون إليها من كوكب المشتري. .
يتعين علينا ان نسعى اولا لتأسيس اتحادنا الوطني، ونتحالف مع بعضنا البعض، ونوحد جهودنا الذاتية في مواجهة التحديات المحدقة بنا، ونتشاور ونتحاور في التخطيط نحو مستقبل مشرق يتحد فيه الشعب العراقي كله تحت خيمة واحدة توفر له الامن والاستقرار والعيش الرغيد. .
والله من وراء القصد. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مؤيد اللامي يضرب عدة عصافير بحجر العيد الوطني للصحافة

بقلم: د. حكم امهز ..

في ذكرى صدور، صحيفة الزوراء عام 1869 أول صحيفة عراقية، حولت نقابة الصحافيين في العراق هذه الانطلاقة الى مهرجان احتفالي غير مسبوق على المستوى العربي، دمج الماضي بالحاضر، ليستخرج منه استثناء صحفيا عراقيا متقدما، يمزج الفلكلور بالحرية، والثقافة بالراي والتعبير، والموقف بالمسؤولية..
والاعلام بالدعاية السياسية، فيؤكد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني خلال المهرجان، على ثوابت القرار العراقي … “مع الصحافة المسؤولة ونفخر بانه ليس لدينا سجين راي صحفي”..
هذه التوليفة الاستثنائية، قادها رجل متميز بنشاطه ومتابعته الدؤوبة لتفاصيل الحركة الصحافية، ليس في بلاده فحسب، بل في البلاد العربية والاجنبية..هو مؤيد اللامي نقيب الصحافيين في العراق ورئيس اتحاد الصحافيين العرب..
للاسف هذا الاسم مغبون الى حد ما، في العالم العربي، رغم انه من انشط النقباء الصحافيين العرب.. فبينما بعض النقباء، يتجاهل قضايا وازمات الصحافيين في بلادهم، يتقصى اللامي اوضاع صحفييه ومشاكلهم، ويقدم مشروعا بالخصوص الى مجلس النواب يعالج هذه المشكلات وصولا الى ضمان تقاعدهم..
وكثيرون هم الصحافيون في البلاد العربية محرومون من الضمان الصحي والتقاعد فضلا عن ضمان الشيخوخة وغيرها.. ولكن اللامي، وقف في احتفالية العيد الوطني الــ155 للصحافية العراقية، مطالبا رئيس البرلمان العراقي بالوكالة محسن المندلاوي، امام الحضور الغفير، بضرورة المسارعة الى اقرار المشروع في البرلمان، باعتباره حاجة ملحة. المندلاوي التفت الى اللامي واومأ بالايجاب، واضعا يده على رأسه، مع انحناءة جسدية تعبيرا عن السعي..لكنه اي المندلاوي، لم يأت على ذكر المشروع والموقف منه، اثناء خطابه على المنبر، رغم ان الخطاب جاء اثر كلمة اللامي.
ما ميز الاحتفال باليوم الوطني للصحافة العراقية الذي نظم تحت شعار “الصحفيون العراقيون ألق الحرية والهام للبناء”، الاتقان والتنظيم، حتى بأدق التفاصيل. فهو استُبق باجتماع مع مختلف مسؤولي الاجهزة المعنية (امنية وعسكرية وصحافية وسياحية وتراثية..) بتوجيه من رئيس الوزراء وبادارة اللامي.
ثم اتبع بتوزيع المهام بشكل متقن، بحيث لم يترك تفصيلة صغيرة الا وبحثها، بحيث يمكن القول، تكاد الثغرت تنعدم. لكن الاهم هو في افكار برنامج الاحتفال الذي لم يكن وطنيا فحسب، بل كان عربيا ودوليا وذو اهداف وابعاد….
فقد كان الضيوف عربا واجانب اضافة الى مسؤولي الاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمات صحافية عالمية اخرى، اضافة الى سفراء عدد من الدول العربية والاجنبية.
اُعلنت خلال المهرجان، مواقف هامة على المستوى العراقي تدعم الصحافيين وعلى المستوى العربي تدعم غزة وتدين استهداف الصحافيين فيها من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، وكشفت الكلمات عن اعداد شكاوى الى المحاكم الدولية المختصة ضد الكيان الاسرائيلي المحتل، بتهمة قتل الصحافيين الفلسطيين، وهذا ما اعلنه اللامي والامين العام للاتحاد الدولي للصحافيين أنتوني بيلانجي.
كذلك لم ينس المنظمون احد ابطال الصحافة وائل الدحدوح الذي قدم عددا من افراد اسرته شهداء واصيب هو بجراحأ اثناء ممارسة مهنته، فقلدوه درعا، تقبلها، وهو يقول ان غزة تطلب من الصحافة مزيدا من الدعم .
منطمو المهرجان، زينوا الذكرى بالاحتفالات الفولكلورية، فجمعوا لضيوفهم الآتين من اكثر من ثلاثين دولة، نماذج عن موروثات المحافظات العراقية، فجاءت هذه المحافظة بالتنور والخبز والثانية بالرقص التقليدي والثالثة بالازياء التراثية والرابعة بآلات الموسيقى وهكذا، بحيث اَمتع الحفل الليلي المدعوين وابهرهم.
فعالية المهرجان الرئيسية كانت الاحد، ورغم الهيبة والفخامة التي تميزت بها، فان برنامجها كان مختصرا وغير ممل مطلقا، فقد اقتصر على كلمات قصيرة للنقيب اللامي ورئيس الوزراء السوداني ورئيس البرلمان المندلاوي وبيلانجي، ثم على مقتطفات لفرقة التراث العراقية التي جذبت الحضور باغنيات غاية في الجمال مع الموسيقى التقليدية المشهورة.

اعتقد ان المنظمين ومن خلال التجوال بالحضور في بغداد، تقصدوا لفت نظر المدعوين، الى الانجازات والتطورات العمرانية والبنيوية التي تجري في عهد حكومة السوداني.. وفعلا بدت مشاريع بناء الجسور والانفاق والطرق واضحة المعالم، بحيث تكاد، لا تمر في شارع، والا وترى فيه ورشة عمل عامة لجسر او لتعبيد طريق او لمشروع نفق او لحفر بنى تحتية وغيرها…
كذلك لفت الموضوع الامني.. وأتحدث هنا عن جولة قمتُ بها ليلا في بغداد، استمرت حتى الساعة الثالثة صباحا، وتفاجأت بمستوى الاستقرار الامني من خلال فتح المحال التجارية والمطاعم لابوابها، اربعا عشرين ساعة على اربع وعشرين، فأكلنا “السمك المسقوف” الطيب جدا والذي يشتهر به العراق، الساعة الواحدة ليلا في احد المطاعم، وبقينا حتى الساعة الثانية، ثم قمنا بجولة على احياء العاصمة بحثا عن شيء نشتريه،. كل ذلك يجري وسط حركة مواطنين نشطة في الشارع، وانتشار للقوى الامنية حفاظا على سير الانتظام العام.. مع العلم ان بعض المدعوين للمهرجان، كان يتخوف من زيارة العراق، خشية الوضع الامني، لكنه مع هذا المشهد، شعر بالاطمئنان الكامل.

باختصار نقابة الصحفيين العراقيين ضربت من خلال المهرجان، عدة عصافير بحجر العيد الوطني.. فقط اضاءت على دورها المتقدم على العديد من النقابات المماثلة عربيا، وبينت قدرتها على تنظيم مهرجان دولي بهذا الحجم، بشكل متقن ومنظم من كل الجوانب، ودعمت قضية غزة وشهداء الصحافة فيها، وبينت التطور العمراني في العراق في عهد السوداني، ووجهت دعوة للجميع لزيارة العراق وطمأنتهم بان العراق آمن للجميع واهلا وسهلا بالجميع..
كل ذلك من خلال رجل، يجب الاعتراف بنجاحه، هو مؤيد اللامي. نأمل ان يحذو الكثير من نظرائه العرب، حذوه، ويدعموا قضايا الصحافة والصحافيين في بلادهم، كما يفعل هو..
شكر للامي على هذا النموج الصحفي المتقدم.

user

مقالات مشابهة

  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • المالية النيابية تكشف سبب ارتفاع الدولار في العراق وتتوقع مصيره
  • المالية النيابية تكشف سبب ارتفاع الدولار في العراق وتتوقع مصيره - عاجل
  • إيقاف التعامل بالحوالات الصينية مؤقت ام دائمي.. الكاظمي يكشف لـ السومرية التفاصيل
  • الاردن.. وسام ذهبي أولمبي
  • جرعة أسبرين منخفضة قد تمنع مضاعفات الحمل بسبب الإنفلونزا
  • تجديد حبس سيدة بورسعيد المتهمة بتخدير ابنها لاستخراج أعضاءه
  • أقل درجة حرارة سجلت على الدولة اليوم
  • مؤيد اللامي يضرب عدة عصافير بحجر العيد الوطني للصحافة
  • العطل في العراق.. فرحة الموظفين وخسائر بالمليارات