أحوال المنطقة العربية البيئية الراهنة .. ما الذي يهددها؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
ألمانيا – تطرح الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وجفاف وحرائق وموجات حر التي تعرضت لها منطقة الشرق الأوسط مؤخرا تساؤلات حول مضاعفات الظواهر الطبيعية المتطرفة على استقرار ومستقبل هذه المنطقة الحساسة.
منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك المنطقة العربية تتعرض بشدة لمضاعفات التغير البيئي العالمي على خلفية الاحتباس الحراري، على الرغم من أن هذه المنطقة لا يتعدى نصيبها 3 بالمئة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
أحوال المنطقة العربية البيئية الراهنة:
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتميز بكونها ذات مناخ حار وجاف، وبأن حوالي 85.5 في المئة من أراضيها مغطاة بالصحاري، كما تعاني 12 دولة من أصل 17 من نقص كبير في المياه، فيما يتوقع أن ترتفع درجة الحرارة في هذه المنطقة ما بين 2 إلى 5.2 درجات مئوية بحلول عام 2039.
مظاهر التغير المناخي في المنطقة بات تهديدا متزايدا، وأصبح الجفاف ونقص المياه أكثر حدة في عدة دول، ما وضع صعوبات جمة أمام النشاطات الزراعية وأوقفها تماما في بعض المناطق، ناهيك عن النزوح الجماعي في بعض الدول من الأرياف إلى المدن، وما يترتب على ذلك من ضغوطات اقتصادية واجتماعية.
هذه التساؤلات الخطيرة عن مستقبل المنطقة على خلفية الصراعات والأزمات المتفجرة المزمنة، كان تطرق إليه علماء مناخ في ألمانيا في عام 2016، وتوصلوا على أن استنتاج يقول إن “الظواهر الجوية المتطرفة والكوارث المناخية ستؤدي بشكل متزايد إلى حروب في الدول متعددة القوميات، وخاصة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى”.
في بحث بهذا الشأن، رأى كارل شليوسنر، الأستاذ في معهد “بيك” في بوتسدام بألمانيا أن “الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ لها إمكانات “متفجرة” خاصة، وهي تتجلى بشكل مأساوي بشكل خاص في المجتمعات المتنوعة عرقيا. لا تتسبب الكوارث المناخية بشكل مباشر في اندلاع أعمال العنف هذه ، ولكنها يمكن أن تزيد من خطر نشوب صراع قائم بالفعل”.
العلماء المختصون في شؤون المناخ والبيئة كانوا درسوا في السنوات الأخيرة العلاقة بين التقلبات المناخية في العصور التاريخية الماضية والتغيرات الحياتية، ووجدوا على سبيل المثال، أن موجه البرد في القرن السابع الميلادي، يمكن أن تكون قد تسببت في انتشار وباء الطاعون في بيزنطة، وفي ترسيخ أسس الخلافة الإسلامية القوية.
كمت افترض هؤلاء العلماء أيضا أن البرد ذاته هو ما أجبر المغول في الثلث الأول من القرن 13 على وقف هجماتهم على أوروبا.
العالم شليوسنر وزملاؤه توصلوا في دراستهم إلى أن التقلبات المناخية الطبيعية الناجمة عن النشاطات البشرية لها تأثير أكبر على الدول متعددة القوميات أكثر من تأثيرها على البلدان المتجانسة عرقيا. تسنى لهم ذلك من خلال تتبع كيفية تأثير الكوارث الطبيعية الحديثة على الأداء الاقتصادي للبلاد. وفي المجمل، درس العلماء آخر 30 عاما من حياة جميع بلدان الأرض ورد فعل سكانها على “الصدمات” المناخية.
في هذا التحليل، اعتمد العلماء على عاملين هما، مدى قوة التغيرات المناخية والظواهر الشاذة، ومقدار الوقت الذي مر بينها والاضطرابات السياسية المختلفة في تلك البلدان التي غطتها هذه التقلبات المناخية.
“خطوط التمزق” الكامنة في بعض دول المنطقة:
تبين لهؤلاء العلماء أن ما يقرب من 10 ٪ من النزاعات المسلحة التي اندلعت خلال هذا الوقت كانت مرتبطة أو اشتدت بسبب الكوارث المناخية التي تسببت في أضرار جسيمة لاقتصادات البلدان المتضررة، من 0.1 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي أو أكثر. وإذا أخذنا في الاعتبار جميع النزاعات، وليس الحروب فقط، فإن هذا الارتباط يرتفع إلى 23٪.
يفترض العلماء أن هذه العلاقة بين الصراعات والظواهر المناخية كانت في الأمثلة السابقة، أكثر وضوحا في البلدان التي تضم عدة مجموعات عرقية”. هذا الأمر يفسره العالم جوناثان دونغيس قائلا: ” فوجئنا بمدى تجلي هذه الظاهرة في البلدان المقسمة على أساس العرق، مقارنة بالدول التي لديها تاريخ غني من النزاعات في الماضي، أو مستويات عالية من الفقر أو فجوة خطيرة بين الأغنياء والفقراء. نعتقد أن الانقسامات العرقية تعمل كنوع من خطوط التمزق التي تتفكك عند ظهور عوامل إضافية، مثل الكوارث الطبيعية”.
العلماء في هذا السياق يتوقعون الأسوأ، ويرون أن التغير المناخي الذي يصنعه البشر، بما أنه سيؤدي إلى زيادة حالات الجفاف وموجات الحرارة وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة في السنوات المقبلة، فسيسهم أيضا في اشتعال عدد أكبر من النزاعات في آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الکوارث الطبیعیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
مصورة توثق سحرا لا يوصف للمناظر الطبيعية في أستراليا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما انطلقت المصورة ليزا ميشيل بيرنز لتصوير أستراليا في عام 2022، لم تكن تدرك مدى ضخامتها.
تتذكر شعورها بالذعر خلال رحلتها البرية الثانية التي استغرقت أربعة أشهر، حيث كانت تقود سيارتها على الطريق السريع اللامتناهي الذي يؤدي إلى المناطق النائية، وتحيط بها فقط تربة ذات لون برتقالي صدئ، ونبات صانع الشوك، وشجيرات "مولغا" بلونيها الرمادي والأخضر.
رغم نشأتها في أستراليا، وتنقلها بين سواحلها الجنوبية، حيث تلتقي الأدغال بالبحر، وصولًا إلى جزر وايت ساندي في وسط كوينزلاند، إلا أن بيرنز، البالغة من العمر 40 عامًا، قضت غالبية حياتها المهنية في الخارج، تلتقط صورًا لقمم جبال الألب، وغابات الخيزران الهادئة، وسواحل البحر الأبيض المتوسط.
وقالت بيرنز: "ربما كنت أعرف عن غرينلاند أكثر مما كنت أعرف عن وسط أستراليا".
لكن خلال جائحة فيروس كورونا، وجدت نفسها في وطنها، غير قادرة على السفر إلى الخارج، إذ أوضحت: "تسنت الفرصة لي لاكتشاف أستراليا".
ركّزت بيرنز على "لوحة الألوان النابضة بالحياة" في المناظر الطبيعية الأسترالية، وجابت البلاد برفقة شريكها لتوثيق تنوعها، من لون المحيط الأزرق إلى شواطئ الرمال البيضاء، والغابات الخضراء الكثيفة وصولًا إلى السهول الصحراوية الحمراء الغنية.
أثناء استكشافها لأماكن لم تزُرها من قبل، وجدت بيرنز تقديرًا جديدًا لمسقط رأسها، حيث تأمل أن تتمكن الصور، التي جمعتها في كتابها المصور بعنوان "Sightlines" (خطوط الرؤية)، والذي نُشر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بالحفاظ على "السحر الذي لا يوصف" لمناظر أستراليا الطبيعية، مع إثارة النقاشات حول كيفية حماية هذه العجائب الطبيعية المحبوبة.
قالت بيرنز: "أعتقد أنه من المهم تقدير تنوع المناظر الطبيعية في جميع أنحاء أستراليا، ولكن أيضًا توثيقها كما هي اليوم، خاصة أنها تتغير".
اكتشاف الجواهر الخفيةنظرًا لقيود الجائحة والطقس الموسمي، خططت بيرنز للرحلة على مرحلتين، الأولى حول الساحل الشرقي، الذي يغطي كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وفيكتوريا، والنصف الثاني عبر جنوب وغرب أستراليا والإقليم الشمالي، وقضت حوالي ثمانية أشهر في عام 2022 على الطريق.
بينما قامت بيرنز بتخطيط المسار على خرائط "غوغل" وأجرت أبحاثًا حول المواقع قبل الرحلة، وجدت أنه أثناء التنقل، غالبًا ما كانت "لوحات وأشكال" مختلفة تلفت انتباهها، حيث أشارت إلى أن العديد من الأماكن التي أصبحت مفضلة لديها لم تكن في الواقع ضمن الأماكن التي بحثت عنها مسبقًا.
بعد إنهاء التصوير مبكرًا في موقع بجنوب أستراليا، سلكت بيرنز طريقًا قادها إلى شاطئ Sheringa، وهو موقع أصبح من أبرز محطات رحلتها. وتذكرت قائلة: "لم يكن هناك أحد غيرنا، فقط نحن وهذه الكثبان الرملية التي تمتد إلى البحر الفيروزي اللون".
في غرب أستراليا، زارت بيرنز نقطة جانثيوم، وهو "مكان سياحي" مشهور بآثار أقدام ديناصورات متحجرة فاجأتها بأنماطه غير العادية وألوانه الزاهية التي تشكلت في الحجر الرملي على مدى آلاف السنين، إذ قالت: "لقد سحرني الموقع لعدة أيام".