صحيفة روسية: ممر بايدن قنبلة استراتيجية تستهدف بريكس.. كيف؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تحاول الولايات المتحدة انتزاع الهند من مجموعة البريكس وتزيد من تناقضاتها مع الصين؛ حيث أعلنت واشنطن عن بدء بناء الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي بات يطلق عليه "ممر بايدن"، وهو ما من شأنه أن يوقف مبادرة “حزام واحد، طريق واحد” الصينية.
وتعتبر هذه ضربة قوية لوحدة الجنوب العالمي ومحاولة للحفاظ على الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة والغرب الجماعي.
ونشر موقع "ستار غراد" الروسي، تقريرًا، ترجمته "عربي 21"، قال فيه، "إن واشنطن اعتمدت سياسة فرق تسد لجذب الهند إلى مجال نفوذها والانفصال عن مجموعة البريكس؛ حيث لعبت الولايات المتحدة بحذر على التنافس بين الصين والهند".
وأضاف، "على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، وقعت الهند والولايات المتحدة والسعودية والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم بشأن إنشاء ممر نقل واقتصادي يربط الهند بدول الشرق الأوسط وأوروبا، ويتضمن المشروع بناء شبكة للسكك الحديدية وتطوير البنية التحتية للموانئ، ونتيجة لذلك، يعتزم المشاركون في المشروع زيادة قدرة الطرق لنقل بضائع التصدير والعبور".
وأوضح الموقع، أنه تم خلال قمة مجموعة العشرين إطلاق مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (اختصارًا آي إم إي سي IMEC)، الذي يوسع تفاعل الهند الإستراتيجي مع شبه الجزيرة العربية وأوروبا".
وسبق الإعلان عن هذا الاتفاق تقرير لرويترز نقلًا عن مصادر قال إن الهند والسعودية والولايات المتحدة يناقشون منذ عدة أشهر إمكانية بناء سكك حديدية وموانئ تصبح جزءًا من ممر نقل واحد.
وذكر الموقع، "أن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن رويترز كتبت بصراحة أن واشنطن أبدت اهتمامًا بالمشروع، حيث يمكن أن يعارض هذا المشروع مبادرة "حزام واحد، طريق واحد" الصينية".
قنبلة جيواستراتيجية
واعتبر الموقع، "أن الولايات المتحدة تقف وراء هذه المشروع برمته، وترى أن أحد أهدافها الإستراتيجية الرئيسية هو الحد من الهيمنة الاقتصادية للصين، خصوصا أن فكرة الممر الاقتصادي لم تولد على هامش قمة مجموعة العشرين، بل قبل ذلك بكثير".
وأشار، "إلى أن المشروع سيشمل الدول الغربية ذات الاقتصادات المهمة، فقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية، أنه بالإضافة إلى الهند والسعودية والولايات المتحدة؛ ستشارك أيضًا ألمانيا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة وفرنسا في المشروع".
وبين الكاتب أنه لم يتم اختيار قمة مجموعة العشرين في نيودلهي للإعلان عن المشروع بالصدفة. فهذه في الواقع قنبلة جيوإستراتيجية فجرتها الولايات المتحدة تحت أنظار الصين.
ويبدو أن بكين كانت على علم بـ "الانفجار الوشيك"، ولهذا لم يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة مجموعة العشرين، ففي سياق التحرك الصاخب والعلني المناهض للصين، فإن وجوده في نيودلهي قد يبدو محرجًا إلى حد ما، إن لم يكن مهينًا، وفق تقرير الموقع الروسي.
ماذا عن البريكس؟
وأشار الموقع، "إلى أن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا يُعد واحدا من الهجمات الأمريكية العديدة والمتنوعة في الحرب الاقتصادية ليس فقط ضد الصين، ولكن أيضًا ضد دول البريكس، فهو نوع من الضربة الماهرة التي تضرب عدة جيوب في نفس الوقت".
وأردف، "أن واشنطن تستخدم بنجاح التناقضات طويلة الأمد بين الهند والصين، والتي تتمثل، في الصراع بهدف الهيمنة في المجال الاقتصادي في آسيا، كما أن طموحات الهند في التحول إلى لاعب مالي واقتصادي مؤثر مثل الصين على المستوى العالمي أمر مفهوم تمامًا".
ويرى التقرير، "أن الهند لا يمكنها رفض العرض المغري الذي قدمته الولايات المتحدة لمواجهة الصين والذي يهدف إلى إنشاء ممر نقل اقتصادي بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية ذات الوزن الثقيل".
وتساءل الموقع: ماذا يمكن أن نتوقع ردا من الصين؟ مؤكدًا أنه لا يوجد شيء من شأنه أن يعزز مشاركتها الاقتصادية والتفاهم السياسي مع الهند، حيث قد يخلف الصدع في العلاقات الثنائية الصينية الهندية تأثيرًا مباشرًا على وحدة وفعالية مجموعة البريكس، التي أظهرت في قمتها في آب/أغسطس احتمالات بناء عالم جديد متعدد الأقطاب، من دون هيمنة الولايات المتحدة وعملتها.
ووفق الموقع؛ ستصبح مجموعة البريكس بديلا كاملا للغرب الجماعي عندما تنشئ مؤسساتها العاملة بفعالية للحوكمة العالمية بدلاً من الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات التي تخضع اليوم تمامًا للولايات المتحدة وتعد أدواتا لسياساتها في قيادة العالم.
وتابع، "علاوة على ذلك، تم بالفعل إنشاء وإطلاق إحدى هذه المؤسسات؛ بنك التنمية الجديد لمجموعة البريكس. لكن مع وجود صراع متصاعد بين الهند والصين (وقد تصاعد) لقد أصبح إنشاء مثل هذه المؤسسات أمراً غامضاً بالفعل".
وأضاف الموقع، " أن على افتراض أن الهند ترى المزيد من الآفاق الاقتصادية في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، فمن الممكن أن يجعلها ذلك تبدأ في تخريب العمل داخل بريكس، لا سيما أنها أعربت في السابق عن معارضتها للتوسع السريع لمجموعة، متوقعة أن يعزز ذلك دور الصين بشكل عام على الساحة الدولية، وفي آسيا بشكل خاص".
وأكد، أن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا المناهض للصين مع الهند والولايات المتحدة كلاعبين رئيسيين سوف يثير ردود فعل مضادة من الصين، والتي قد تجد طريقها للخروج عن إطار البريكس، وهو ما قد يكون له تأثير سلبي على قرار الدول الأخرى بالانضمام إلى البريكس".
وأقر الموقع بأن الضربة الانتقامية الأمريكية ضد البريكس بإنشاء "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" يمكن أن تؤدي إلى تعقيد كبير لآفاق وحدة الجنوب العالمي في الحرب ضد الهيمنة الأمريكية.
واستدرك، "يمكن الترحيب بتنفيذ هذا المشروع إذا كان مظهرًا للرغبة الصادقة في تطوير تجارة دولية متساوية دون المساس بأي بلد آخر أو مجموعة من البلدان، ولو لم تكن الولايات المتحدة والشركاء الغربيون الآخرون في ذلك المشروع على الجانب الآخر من المواجهة مع روسيا".
وأكد، أن الشركاء في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا ليسوا أصدقاء لبعضهم البعض، بل هم في نهاية المطاف "أصدقاء ضد" الصين ومجموعة البريكس. وليس من الواضح بعد مدى استعداد الهند لمحاربة البريكس، لكن الشيء الرئيسي هو أن شركاءها الغربيين يفعلون ذلك على وجه التحديد.
واختتم الموقع التقرير بالقول إن المشروع يقدم مكافآت للهند، ويمكن اعتباره رشوة ضخمة قدمتها أمريكا مقابل انسحاب الهند رسميا من بريكس، إن لم يكن مقابل تلاشيها البطيء عن طريق تسميم المناخ الداخلي بين أعضاء المجموعة.
ولفت إلى أن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا هو، في جوهره، أداة للحفاظ على الوضع الراهن في ظل هيمنة الدولار والهيمنة الأمريكية، حيث يتعين على روسيا، باعتبارها الرئيس الجديد لبريكس، التي ستستضيف القمة المقبلة العام المقبل، أن تعمل بجدية لتحييد الصراع بين الهند والصين الذي أثارته الولايات المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الهند البريكس الصين الممر الاقتصادي روسيا امريكا الصين روسيا الهند بريكس صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قمة مجموعة العشرین والولایات المتحدة الولایات المتحدة مجموعة البریکس
إقرأ أيضاً:
الإمارات والولايات المتحدة..شراكة استراتيجية تعزز التنمية والاستثمار
تستند الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية إلى أكثر من 5 عقود من التنسيق والتعاون في مختلف المجالات، بما يعزز التنمية والازدهار في كلا البلدين.
وتأتي الزيارة الرسمية التي يقوم بها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في إطار مواصلة نهج تعزيز جسور التواصل والحوار بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
وتعد الإمارات من أبرز شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم، إذ يلتزم البلدان بالتعاون والسعي المستمر لتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، وتحقيق الازدهار الاقتصادي، ومواجهة التحديات في مختلف أرجاء العالم.
ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.
ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، إذ يقترب حجم التجارة الثنائية بينهما (غير النفطية) إلى مبلغ 40 مليار دولار، فيما ارتفع حجم تجارة السلع بنسبة 9.47%، ليصل إلى 34.43 مليار دولار (126.46 مليار درهم)، خلال عام 2024، وفقاً لأحدث بيانات صادرة عن وزارة التجارة الأمريكية، مقارنة مع 31.45 مليار دولار (115.51 مليار درهم) في 2023.
وبلغت استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة الأمريكية في الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال المدّة ذاتها.
ويعمل البلدان على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة، إذ تمتلك الإمارات استثمارات مهمة في سوق الطاقة الأمريكي بأكثر من 70 مليار دولار حتى الآن من خلال أدنوك ومصدر وXRG.
وتشمل القطاعات الرئيسية لاستثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.
وشهد العام الماضي، توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين، في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل(نيسان) 2024 أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار إستراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
وفي يونيو(حزيران) 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية إستراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وأعلنت مجموعة "جي 42" ومايكروسوفت في فبراير(شباط) الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول"، المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد سبتمبر (أيلول)2024، الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، إذ أكد الجانبان عزمهما على التعاون في العديد من المجالات أهمها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق، ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين له، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسيع وتعميق التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتطوير المواهب في هذا المجال، إلى جانب دعم الطاقة النظيفة لمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان النامية.
وأدى إطلاق دولة الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، الذي ظهر جليا من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.
وفي السياق ذاته، تؤدي الإمارات دوراً رئيساً في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، وذلك وفقاً لمبادرة تم الإعلان عنها في يونيو الماضي، ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.
ويعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة، إضافة إلى ذلك استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعاً للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس انجلوس.