شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في حوار السياسات حول الفرص بمنطقة الشرق الأوسط، ضمن الفعاليات الافتتاحية لقمة الحزام والطريق المنعقدة بهونج كونج يومي 13 و 14 سبتمبر الجاري، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينج، وتمهيدًا لانعقاد قمة الحزام والطريق في بكين الشهر المقبل بمشاركة زعماء العالم، حيث ناقشت الجلسة الرئيسية للقمة الاستفادة من الفرص المتاحة في منطقة الشرق الأوسط، وأدار الجلسة كريستوفر هوي، وزير الخدمات المالية والخزانة في حكومة هونج كونج، بمشاركة عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفهد الراشد، من أمانة مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أهمية انعقاد قمة الحزام والطريق بهونج كونج تزامنًا مع الذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة عام 2013 من قبل الرئيس الصيني شي جين بينج، وهي المبادرة التي تعزز التعاون المشترك بين الصين ومختلف دول العالم، وتدعم مكانة الصين كمركز تجاري ومالي دولي وتجربة تنموية استثنائية، مشيرة إلى أنّ العلاقات المصرية الصينية تمر بمرحلة تحول تاريخية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانعكس ذلك بشكل واضح في الزيارات المتبادلة لقادة البلدين وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال عام 2014 بما يوسع نطاق العلاقات الاستثنائية.

الشراكة الاستراتيجية الشاملة

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أنّ الشراكة الاستراتيجية الشاملة عززت العلاقات الاقتصادية بين البلدين وفتحت فرصًا كبيرًا للتعاون على مختلف المستويات، ما ظهر جليا في تسارع وتيرة الاستثمارات الصينية على مدار العقد الماضي، في مجموعة واسعة من القطاعات بما في ذلك التصنيع والخدمات والبناء والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.

 

وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى التطور المستمر للعلاقات المصرية الصينية والزيارة التي أجرتها للعاصمة الصينية بكين خلال يوليو الماضي لحضور منتدى مبادرة التنمية العالمية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن مبادرة التنمية العالمية GDI، مع رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي CIDCA، بما يعزز ويدعم مواصلة الشراكات البناءة بين مصر والصين، لاسيما في ضوء الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق التي ترسخ لمرحلة جديدة من العلاقات المشتركة بين الجانبين.

وشددت «المشاط»، على أهمية قمة هونج كونج التي تعمل على استكشاف أفضل السبل والحلول للاستفادة من مبادرة الحزام والطريق ومناقشة الآفاق الواعدة للتعاون مع القطاع الخاص، لافتة إلى أنّ المبادرة تعزز التواصل بين الصين وربطها بالعالم من خلال مشروعات البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات في مختلف دول العالم على طول الحزام والطريق، بما يعزز العلاقات الاقتصادية بين الصين ومختلف دول العالم.

مشروعات للبنية التحتية

وتابعت: «تتضمن المبادرة مشروعات للبنية التحتية، وتيسير التجارة، وتعزيز التكامل المالي، والتبادل الثقافي والروابط بين الشعوب، كما تؤكد أهمية التعاون الاقتصادي متعدد الأطراف الذي يدعم التآزر بين أولويات البلدان نحو تحقيق أجندة التنمية العالمية وتقديم حلول شاملة للتنمية، وفي هذا الإطار فإنّ الدولة المصرية حريصة على تعزيز الشراكة مع الصين لتحقيق المصالح المشتركة بالنظر إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر من خلال قناة السويس كحلقة وصل بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.

ونوهت بأنّ مبادرة الحزام والطريق تعزز طرق التجارة من خلال الاستثمار في المواني الجديدة والسكك الحديدية والطرق للوصول إلى الأسواق بشكل أكثر كفاءة وتعزيز القدرات الصناعية والابتكار والمعرفة التكنولوجية بين البلدان، فإنّها تتواءم مع الأولويات الاستراتيجية لجمهورية مصر العربية المتمثلة في توسيع نطاق الاستثمارات وتحويل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى منطقة استراتيجية، مشيرة إلى أنّه في إطار المبادرة، عززت مبادرة الحزام والطريق التنمية الاقتصادية وفرص الاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تغطي نحو 455 كيلومترا مربعا، وأصبحت أحد المستثمرين الرئيسيين بالعديد من المشروعات مثل منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري المصرية الصينية «تيدا»، التي تضم العديد من الشركات الصينية في مجال المنسوجات والإلكترونيات ومواد البناء والخدمات اللوجيستية؛ كما تم توقيع اتفاقية عالمية مع تحالف هاتشيسون بورتس والخطوط الملاحية العالمية COSCO في مجال المواني، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال السياحة والتعليم في مصر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

التطورات والفرص الاقتصادية المتنامية

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أنّ تلك التطورات والفرص الاقتصادية المتنامية بين مصر والصين، لم تكن لتتحقق لولا التزام الحكومة المصرية بتوسيع نطاق الاستثمار في البنية التحتية المستدامة منذ عام 2014 لإطلاق العنان لإمكانات الاقتصاد المصري وتعزيز استثمارات القطاع الخاص، منوهة بأنّه رغم الدور الذي تلعبه الحكومات والمؤسسات الدولية فإنّ التحديات العالمية تفرض أهمية مشاركة القطاع الخاص في التنمية وزيادة دوره كشريك رئيسي.

ونوهت وزيرة التعاون الدولي، بأنّ تحفيز استثمارات القطاع الخاص لا يمكن أن يتحقق سوى بخلق بيئة مهيئة للمستثمرين وقوانين محفزة للاستثمار، وتعزيز الشراكة الفعالة بين القطاعين الحكومي والخاص، بما يحفز تنفيذ المشروعات التي تلبي الأولويات الوطنية وتتسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد، انتقلت وزيرة التعاون الدولي، للحديث حول المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»، كمثال للمنصات القطرية الهادفة للوفاء بالتعهدات المناخية والانتقال بها نحو التنفيذ، من خلال مشروعات جاذبة للاستثمارات وتعزز جهود التنمية والعمل المناخي في ذات الوقت، منوهة بأنّ المنصة تستفيد من الشراكات العالمية وجهود التعاون متعدد الأطراف لخشد استثمارات القطاع الخاص من خلال آليات التمويل المبتكرة والتمويلات المختلطة.

ودعت وزيرة التعاون الدولي، الحضور في الجلسة، للمشاركة في الجلسة المخصصة التي سيتم عقدها حول الفرص الاستثمارية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمواني المصرية وكذا الفرص الاستثمارية بمشروعات المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»، كما وجّهت الشكر لجون لي، الرئيس التنفيذي لمنطقة هونج كونج على دعوتها للمشاركة في هذا الحدث الهام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي وزارة التعاون الدولي التحديات العالمية حوار السياسات الاقتصادیة لقناة السویس مبادرة الحزام والطریق وزیرة التعاون الدولی المصریة الصینیة القطاع الخاص من خلال

إقرأ أيضاً:

المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بقمة العشرين عكست رؤية مصر لتعزيز التعاون الدولي

ثمن الربان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر بالقاهرة الكبرى، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها البرازيل.

وقال جودة، في بيان له، إن هذه المشاركة تمثل تأكيدًا على مكانة مصر الإقليمية والدولية ودورها المحوري في القضايا الاقتصادية العالمية.

وأوضح أمين مساعد حزب المؤتمر، أن كلمة الرئيس السيسي خلال القمة عكست رؤية مصر الواضحة نحو تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية التي يعاني منها العالم، خاصة في ظل الأزمات المتتالية التي أثرت على النمو الاقتصادي العالمي وسلاسل التوريد.

وأكد جودة، أن الرئيس السيسي تناول بواقعية احتياجات الدول النامية والاقتصادات الناشئة، مشددًا على أهمية توفير الدعم لهذه الدول لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاقتصادية.

وأضاف أمين مساعد حزب المؤتمر، أن مشاركة مصر في قمة العشرين تفتح آفاقًا جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع أكبر اقتصادات العالم، مما يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لمصر، وتعزيز حركة التجارة وزيادة الفرص الاقتصادية في مختلف القطاعات.

وأشار أمين مساعد حزب المؤتمر، إلى أن مصر تسعى من خلال هذه المشاركات إلى توطيد العلاقات الاقتصادية الدولية وتحقيق التوازن في مصالحها الوطنية بما يخدم التنمية الاقتصادية الشاملة.

وتابع أمين مساعد حزب المؤتمر، أن انضمام مصر إلى مثل هذه المنصات الاقتصادية العالمية يعكس الثقة الدولية في قدرة الاقتصاد المصري على النمو والاستقرار، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية المصرية تعمل بجهد على الاستفادة من هذه المشاركات لدعم مسيرة التنمية وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

وشدد أمين مساعد حزب المؤتمر، على أهمية استمرار مصر في حضور مثل هذه القمم الدولية لتعزيز دورها كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية قادرة على التأثير في القرارات الدولية التي تخص الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد المشاركة في قمة مجموعة العشرين

الرئيس السيسي يلتقي نظيره النيجيري على هامش قمة العشرين

الرئيس السيسي يُشارك في الجلسة الثالثة لقمة مجموعة العشرين

مقالات مشابهة

  • السفير التونسي بالقاهرة: نتمنّى أن تشهد العلاقات الاقتصادية مع مصر تطوّرًا قريبًا
  • «المشاط» تستقبل رئيس "كويكا" الكورية لمناقشة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية
  • «التخطيط»: تنوع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وكوريا الجنوبية
  • المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بقمة العشرين عكست رؤية مصر لتعزيز التعاون الدولي
  • أبوبكر الديب يكتب: الدبلوماسية الاقتصادية تنعش العلاقات بين مصر وعمان
  • أبوظبي تستضيف الدورة الثانية من معرض المنتجات الصناعية الصينية لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الصين
  • الرحبي يؤكد على عمق العلاقات المصرية العمانية ودعم القضية الفلسطينية والتعاون الدولي
  • السيسي ونظيره النيجيري يبحثان تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية وقطاع الصحة
  • السفير صلاح حليمة: العلاقات المصرية الأفريقية متنامية وتضرب بجذورها عبر التاريخ
  • سفير عمان بالقاهرة: العلاقات المصرية العُمانية تشهد مزيداً من النمو والإزدها في كافة المجالات