وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء الغرب بأنه عامل مزعزع للاستقرار.

 

زاخاروفا: "إمداد كييف بصواريخ بعيدة المدى سيزيد من تصعيد الأزمة" زاخاروفا: خطط الغرب لإنتاج أسلحة بأوكرانيا تظهر مدى تورطه في الصراع

وقالت المتحدثة الروسية في تصريحات لوكالة أنباء "تاس" الروسية خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي الذي يعقد في فلاديفوستوك ويستمر حتى 13 سبتمبر الجاري- إن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم تعتبر الغرب بالفعل عاملًا مزعزعًا للاستقرار.

الغرب لا يؤخذ في الاعتبار من حيث أي أجندة هادفة

وأضافت "أننا نرى التحول الذي يحدث في مركز الثقل أو مركز الاهتمام للكرة الأرضية بأكملها في الوقت الحاضر، وتوسع مجموعة البريكس يوفر أدلة كافية عليه، لا يمكن العثور على الغرب الجماعي في جدول أعمال العديد من الدول، إذ أصبح الغرب الجماعي بالفعل عاملا لزعزعة الاستقرار، وهو عامل يتدخل ويسبب الصعوبات.

وأشارت إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الغرب لا يؤخذ في الاعتبار من حيث أي أجندة هادفة وبناءة أو من حيث تعزيز التعاون الواعد المحتمل على نطاق واسع، وقالت "هذا خطأ الغرب الجماعي نفسه الذي فشل ببساطة في تحقيق تلك الإمكانات التي كان يمتلكها ليصبح شريكًا يمكن أن تعتمد عليه الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم وتثق به".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: زاخاروفا ماريا زاخاروفا وزارة الخارجية الروسية فلاديفوستوك الغرب الجماعي

إقرأ أيضاً:

نحن والغرب.. بعد عام من حرب غزة ولبنان

20 يناير، 2025

بغداد/المسلة:

ابراهيم العبادي

بداية اعرف الغرب بانه المنظومة الحضارية التي تتشارك الفكر والثقافة والقيم والمواقف والممارسات والاهداف والمصالح ،اما ال (نحن)فاقصد بها المنظومة الاسلامية التي تتشارك العقيدة والتاريخ والاخلاق والقيم والاهداف والمسؤوليات والمصالح المشتركة.

بين العالم الاسلامي والغرب تاريخ معقد ومضطرب من العلاقات الملتبسة التي تخللتها الحروب والصدامات والاحتلالات والنظرات المشوهة والرؤى الناقصة .حروب بدوافع دينية مقدسة ،وحروب الاستعمار والمصالح المادية ، وصدامات الثقافة والهوية والمعرفة ،انتهت تلك الحقب ليصحو الجانبان بعد الحرب العالمية الثانية على محاولات لترسية العلاقات بعيدا عن التاريخ الدامي والفهم المشوه والاحكام المسبقة ،أسهم الاستشراق والاستشراق المعكوس في بناء الفهم الملتبس ، ولم يتحرر الغرب من مركزيته رغم دعوات كثيرة من داخل الغرب نفسه ومن خارجه للخروج من هذه المركزية التي عنت بناء نفسيا ومعرفيا وثقافيا يجعل الذات في مرتبة المصدر للتقدم والعلم والرؤية الانسانوية فهي المركز وماسواها هامش يدور في فلكها عليه ان يتعلم منها ويحذو حذوها ويترسم خطاها ويتمسك بمعاييرها واخلاقها.

بقدر مايبدو تعريف المركزيات اشكاليا وباعثا على الاختلاف ،لكن الواقع والسلوك العملي يكشفان عن تمركز غربي حول الذات ينفي حق الاخر في الاختلاف ويرفض تعريفات هذا الاخر لمفاهيم قدتبدو جدلية كالحق والعدل والمساواة والارهاب وغيرها.

مانحن بصدده الان كمثال حي شاهد على الاختلاف في القضايا المثيرة للمشاعر والانفعالات مايجري في غزة ولبنان من عدوان اسرائيلي بلغ حد التوحش وتجاوز تعريفات الابادة البشرية التي انتجها الغرب نفسه ،فمازالت اسرائيل تمارس جريمة الابادة الجماعية والتدمير الممنهج وسحق الوجود البشري بذريعة الدفاع عن نفسها ،ولم يجد الغرب الرسمي والحزبي غضاضة من التعبير المتكرر عن تأييده لهذه الحرب بدعوى القضاء على الارهاب الذي مارسته حماس في 7 تشرين الاول /اكتوبر 2023.وبحسب ارقام حكومة نتنياهو فان هجوم حماس ادى الى مقتل 1200 شخص واسر 250 اخرين ،لكن الغرب لايعتبر مقتل 43 الف فلسطيني و2500 لبناني وجرح قرابة المائة الف من الشعبين وتدمير قطاع غزة بالكامل واجزاء كبيرة من لبنان ،كافيا للضغط على اسرائيل لوقف الحرب او على الاقل منه ايقاف تزويدها بالسلاح الفتاك المستعمل في الابادة البشرية، الاكثر ايلاما ان تجد مثل مستشار المانيا اولاف شولتس الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزيرة خارجيته انالينا بيربوك المنتمية الى حزب الخضر اليساري وهما يتبجحان بتكرار عبارة صادمة للضمير البشري (نحن لانخجل من تزويد اسرائيل بالسلاح وسنستمر في ذلك حتى لو ادى الى مقتل مدنيين ،لان الارهابيين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية)، هكذا وبقسمات وجه باردة خالية من الانفعال البشري يكرر الالمان مثلا سياسة تأييد الابادة البشرية التي يمارسها اليهود الصهاينة في منطقة الشرق الاوسط عبر القتل والتجويع ومنع وصول المساعدات ،المانيا التي تنطق عن لسان يمينها ويسارها تجد تصامنا غربيا معها تعبر عنه احزاب يمينية ويسارية اوربية عدا استثناءات محدودة ،وتتصدر شخصيات اليمين المتطرف في المجر (هنغاريا )والنمسا والتشيك وهولندا والدول الاسكندنافية وبريطانبا وفرنسا واستراليا وحتى الهند ،المشهد الاعلامي والسياسي وهي تحذر من الخطر الاسلامي وضرورة دعم اسرائيل للقضاء على هذا التهديد ،ومع ان مايجري في غزة ولبنان يصادم مقولات الغرب الحداثية ،وايقوناته التي اراد لها ان تكون مرجعية عالمية ،كالديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير وحرية الاعتقاد وو،لكن النخبة الثقافية والسياسية لاتشعر بالحرج من ازدواجية المعايير وخيانة المباديء الحداثوية ،هذا الحرج تم ابتلاعه بتنظير فلسفي مصحوب بتحيز يعطي اليهود الصهاينة (حق!! ) الاستمرار في القتل والابادة بذريعة تغيير الخريطة الامنية والسياسية ضمن مفهوم الدفاع عن النفس، لم يكن مستغربا ان يتبادل ساسة غربيون التهاني مع نتنياهو بمقتل قادة المقاومة ويشعرون بان اسرائيل تحقق اهدافهم وانها تخوض الحرب نيابة عنهم ،وهنا نصل الى المعادلة التي يرسمها العقل الحداثي الغربي لسلوكه المتساوق مع سلوك اليمين الصهيوني المتطرف ،عندما يضع معايير للحق والعدل والشرعية والسلام والامن لا تنسجم مع قيم الحداثة التي جعلت الانسان مركزها ،الغرب يخون قيمه الانسانية، بتحيزه الفاضح الى الجهة التي تمارس القتل والابادة ،دونما مسوغ اخلاقي مقبول سوى الادعاء بان الغرب يشعر بمسؤولية اخلاقية للدفاع عن اليهود وحماية كيانهم ووجودهم ،تبدو القضية معقدة نوعا ما ،كون الثقافة السياسية والقانونية في الغرب تمارس مركزيتها، فيغدو اليهودي ضمن نطاق تلك المركزية بناء على معايير، والعرب واالمسلمين خارجها بناء على معايير مختلفة ،حرب غزة ولبنان اطاحت بجهود كبيرة لردم الحواجز النفسية والثقافية والتي سعت الى نوع من التفاهم والحوار البناء بين عالم المسلمين وعالم الغرب، لكن سياسة الغرب بزعامة امريكا في دعم سياسات الابادة والتدمير ستظل تذكر اجيال المسلمين بان العلاقة مع الغرب علاقة سجالية لم تتحرر من تراث وتاريخ من التحيزات وعدم الانصاف والتعالي والازدراء المتخفي ببلاغات السياسة والمصالح المادية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • التميمي يدعم المطلقات: لاشيء أقوى من امرأة واجهت الحياة بكل صعوباتها للاستقرار
  • فتاة كردية هاربة من سجون إيران: تعرضت مراراً للاغتصاب الجماعي
  • طبيب الأهلي يكشف سبب غياب كوكا عن المران الجماعي
  • اليوم.. استكمال محاكمة «أجنبي» بقتل عامل في مشاجرة بالوايلي
  • تحديات ضخمة أمام خطة ترامب للترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين
  • المنصوري تعتبر حزبها "قويا رغم الأزمات" في لقاء نادر مع فريقها البرلماني
  • نحن والغرب.. بعد عام من حرب غزة ولبنان
  • أمريكا توافق على تعيين سفير جديد لموسكو في واشنطن
  • زاخاروفا تسخر من السبب الذي اختاره زيلينسكي ليبرر عدم حضوره حفل تنصيب ترامب
  • عمدة لندن: شبح عودة الفاشية يطارد الغرب