قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن آفاق الإصلاح في الوقت العربي، لا تبعث على التفاؤل، لأن قادة المنطقة، يتبعون النهج الصيني للتنمية، والقائم على الحد من الحريات السياسية، مع توفير فرص اقتصادية ونمو.

وقال شينكر في حوار مع مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات، إن هذا النموذج قيد يكون الكثيرون مستعدون لقبوله لبعض الوقت، لكن من المحتمل أن صبر الناس لن يدوم إلى الأبد.



واستعرض الدبلوماسي الأمريكي السابق، جانبا الأزمات في المنطقة، وتحدث عن الوضع في مصر، وقال إن رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، يقود بلاده إلى الإفلاس.

وأوضح شينكر، أن الاقتصاد المصري ينهار في عهده بكافة المقاييس، وارتفعت الديون بصورة كبيرة، وزاد الناس فقرا، وانتشر الغلاء، وفقدت العملة قيمتها وزادت نسبة العاطلين عن العمل.

ولفت إلى أن هذا بسبب سياسة السيسي التي بدأها قبل عشر سنوات، مع انفاق غير مستدام وديون باهظة لشراء السلاح وتوسع كبير في دور الجيش أدى لخنق القطاع الخاص وتثبيط المستثمرين.

وأشار إلى أن السيسي يخصص الأن ما يصل من نصف ميزانية الدولة، لخدمة الدين، وتخدم مدفوعات الفائدة هذا العجز، الذي تضاعف أكثر من 3 أضعاف منذ توليه السلطة عام 2014، فضلا عن فرار المصريين بأعداد كبيرة خارج البلاد، وموت الكثير منهم بصورة مأساوية في البحر الأبيض المتوسط، وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا.

وقال إنه مع تدهور الاقتصاد، كذلك تدهورت حقوق الإنسان في البلاد، وفي غياب تحول جذري، فإن مستقبل مصر يبدو قاتما.

وعلى صعيد الشرق الأوسط قال إن المنطقة لم تكن ضمن محور اهتمام رئاسة بايدن؛ فقد احتلت الحرب في أوكرانيا والتصدي للصين والتعامل مع جميع الانقلابات في إفريقيا والعديد من القضايا الأخرى الأولوية في أجندة أعمال البيت الأبيض.

وفي الآونة الأخيرة؛ بذلت واشنطن جهودا حثيثة للتوسط في اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، ولكن خلال السنتين الأولين، بدا أن الإدارة كانت أقل انخراطا في المنطقة، باستثناء تواصلها الدبلوماسي مع طهران، ولم يزر سوى مسؤول واحد رفيع المستوى في وزارة الخارجية العراق، خلال فترة تشكيل الحكومة التي استمرت عشرة أشهر في السنة الماضية.



وتدهورت علاقات الولايات المتحدة مع الرياض بشكل كبير منذ تولت إدارة بايدن الرئاسة، وقد تعمدت الإدارة انتهاج هذه السياسة بالطبع؛ لكنها لم تكن فعالة، علاوة على ذلك؛ لم تكن الإدارة ترتبط بعلاقات جيدة مع إسرائيل، ولكن نظرا للتطورات الجارية في إسرائيل، كان ذلك أمرا لا مفر منه، من ناحية أخرى؛ يشعر الأردن بالأريحية أكثر مع هذه الإدارة التي تتسم بطابع تقليدي أكثر وتخريبي أقل.

وشدد على أن السعوديين، فهموا بشكل صحيح، أن واشنطن كانت تسعى إلى التقارب مع طهران، وفي الوقت نفسه؛ ربما كانت المملكة قلقة بشأن مصداقية الضمانات الأمنية الأمريكية، لذا من وجهة نظر الرياض، كان الوقت مناسبا للتوصل إلى اتفاق.

وعلي صعيد علاقات الصين مع الإمارات ولاسعودية، قال إن تنامي العلاقات يثير قلق واشنطن، والحديث عن التعامل مع شركات خاصة، غير واقعي، لأن كافة الشركات تخضع وتعمل للحزب الشيوعي الصيني، وأي منشأة تشغلها الصين في الخليج، يمكن أن تستخدم كقاعدة عسكرية صينية في دول مجلس التعاون.

ولفت إلى أن استخدام شبكات هواوي للجيل الخامس، يمكن أن يعقد التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وواشنطن لا تطلب الاختيار بينها وبين الصين، لكن بعض مجالات التعاون ستكون محدود في حال وجود قرارات تجارية معينة مع الصين، وأبرز مثال الإمارات التي اختارت هواوي والقواعد العسكرية الصينية بدلا من طائرات أف 35 المشتركة.

وعلى صعيد العلاقة مع الاحتلال، قال شنيكر، إن هناك الكثير من النقاد لإسرائيل في الكونغرس، والانتقادات تتركز على قضايا الفلسطينيين وحقوق الإنسان والمستوطنات، لكن في السنوات الأخيرة، تركزت المخاوف على مبادرة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل التي اتخذتها حكومة إسرائيل، والتي يقول الكثيرون إنها ستجعل إسرائيل مع مرور الوقت تنزاح عن مبادئ الديمقراطية.

وأضاف: "في السنوات الأخيرة تدهور دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وقد انعكس ذلك على الكونغرس، فلم تعد إسرائيل قضية لكلا الحزبين كما كانت في السابق".

وفي الساحة اللبنانية، قال شنيكر، إنه يتوقع أن تحصل حرب، "آجلا أم عاجلا، بين حزب الله وإسرائيل".

وأضاف: "من المثير للقلق هو الموقف الاستفزازي والعدواني المتزايد الذي يتخذه حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل، وقد تآكل الردع الإسرائيلي تجاه المليشيا المدعومة من قبل إيران في السنوات الأخيرة، عندما وسع حزب الله حدوده، خلال السنة الماضية؛ أطلقت الجماعات الفلسطينية صواريخ على إسرائيل من المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في جنوب لبنان، وأطلق حزب الله طائرات دون طيار على إسرائيل صاروخا مضادا للدبابات عبر الحدود؛ وأقامت الميليشيا موقعًا عسكريًا من خيمتين على الأراضي الإسرائيلية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر السعودية إيران إيران مصر امريكا السعودية سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله قال إن

إقرأ أيضاً:

وكيل وزارة «الصحة» لـ «الاتحاد»: إنجازات نوعية ومستقبل مستدام للمرأة الإماراتية بالقطاع الصحي

سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن إصرار المرأة الإماراتية على التميّز في مجال الصحة والمهن الطبية، يبشر بمستقبل يحمل لهن مزيداً من الفرص والإمكانات للابتكار والريادة، لتزدهر الكفاءات الوطنية التي تعكس رؤية الإمارات في الاستثمار في قدرات أبنائها رجالاً ونساءً. 
وقال في تصريح لـ«الاتحاد»: «تحظى المرأة الإماراتية بدعم منقطع النظير من قيادتنا الرشيدة، ومع استمرار الدعم الحكومي والالتزام بالتطوير المستمر، ستواصل المرأة الإماراتية دورها الريادي في تعزيز صحة المجتمع والمساهمة في رسم مستقبل الطب والرعاية الصحية في الدولة والمنطقة بأكملها».

أخبار ذات صلة الإمارات تدعم أهالي غزة لمواجهة المجاعة الإمارات تترأس اجتماع «العمل والتوظيف» لدول «بريكس»

وأشار إلى إطلاق مبادرات رائدة تهدف إلى تعزيز صحة المرأة في المجتمع، بتطوير وتنفيذ برامج شاملة للرعاية الصحية تلبي احتياجات المرأة في جميع مراحل حياتها. 
وتفصيلاً، ذكر العلماء، أن المرأة الإماراتية أثبتت جدارتها في مختلف القطاعات، وكان للقطاع الصحي نصيب كبير من إنجازاتها، حيث غدت عنصراً فاعلاً في دعم مسيرة التقدم الصحي في الدولة، واقتحمت ميادين العمل الطبي من التمريض إلى التخصصات الدقيقة، من جراحة القلب إلى الأبحاث الطبية، وأصبحت نموذجاً يحتذى به عالمياً في العطاء والتفاني.
وقال: «كما برزت المرأة الإماراتية في مناصب قيادية داخل المؤسسات الصحية، حيث تشغل العديد منهن مناصب إدارية عليا كمديرات إدارات ومستشفيات ورئيسات أقسام طبية، بل وأصبحن مسؤولات عن رسم سياسات الرعاية الصحية في الدولة». 
وأشار إلى أن هذا التفوق يأتي انعكاساً للرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة، التي تدعم تمكين المرأة ومنحها الفرص الكاملة للإبداع والمساهمة في التنمية.
الأرقام تتحدث 
ووفقاً لإحصائيات وبيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تبلغ النسبة الإجمالية للمرأة الإماراتية في الكادر الطبي والفني 82% من إجمالي المواطنين، وهو ما يعكس الحيز الواسع، الذي تشغله المرأة في هذا القطاع الحيوي.  وامتدّت جهود المرأة الإماراتية إلى الابتكار في التقنيات الطبية، حيث شاركت في تطوير الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، وساهمت في أبحاث علم الجينات والطب الدقيق، وهذه المساهمات وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في المجال الصحي، ورسّخت مكانة المرأة كعنصر أساسي في دفع عجلة التطور الصحي. 
كما تظهر البيانات الإحصائية للوزارة، أن المرأة الإماراتية تمثل 96% من إجمالي الصيادلة المواطنين، وهو مؤشر على تفوقها في هذا المجال الحيوي، الذي يتطلب دقة ومهارة عالية، وأسهمت الصيدلانيات الإماراتيات في تطوير قطاع الدواء وتعزيز نظم الرعاية الصحية الدوائية، مما يعكس مدى إسهامهن في خدمة المجتمع وضمان جودة الرعاية الصحية.
وبلغت نسبة المرأة الإماراتية في مجال طب الأسنان 81% من إجمالي أطباء الأسنان المواطنين، ما يبرهن على قدرتها على التفوق في التخصّصات الطبية الدقيقة، حيث أسهمت طبيبات الأسنان في تطوير تقنيات العلاج الحديثة، وتقديم خدمات صحية متقدمة للمجتمع.
كفاءة وتميز
تشكّل الطبيبات الإماراتيات 71% من الأطباء البشريين المواطنين، وهو دليل على كفاءتهن وإصرارهن على التميز في المهن الطبية الأكثر تحدياً، فقد أثبتن جدارتهن في مختلف التخصّصات، من الجراحة إلى الطب الباطني والمخ والأعصاب وغيرها، وأسهمن في تعزيز جودة الخدمات الصحية.
أما في التخصصات الفنية الصحية، فتبلغ نسبة المرأة الإماراتية 85%، مما يعكس دورها المحوري في مجالات المختبرات، والأشعة، والعلاج الطبيعي، والتخصصات الطبية المساندة الأخرى، كما تؤكد هذه النسبة على مدى كفاءة المرأة الإماراتية للانخراط في مختلف ميادين القطاع الصحي.
وفي مجال التمريض، أحد أكثر المهن أهمية وتأثيراً في القطاع الصحي، بلغت نسبة المرأة الإماراتية 92% من إجمالي كوادر التمريض المواطنة، وبرهنت الممرضات الإماراتيات على كفاءتهن في تقديم الرعاية الصحية الشاملة، ودعم المرضى خلال رحلات علاجهم، مما يعزّز استقرار القطاع الصحي في الدولة.
وقال وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع: «تشكّل الإماراتية، ركيزة أساسية في القطاع الصحي، حيث أثبتت جدارتها في مختلف التخصصات الصحية والطبية، وتعكس هذه النسب العالية مدى كفاءة وتميز المرأة الإماراتية في هذا القطاع الحيوي، كما تجسّد نموذجاً مثالياً لرؤية القيادة الحكيمة في تمكين المرأة ومنحها الفرص التنموية في محيط العمل».  وأضاف: «نحن مستمرون في دعم الكفاءات النسائية وتعزيز حضورهن في المنظومة الصحية، إيماناً بدورهن المحوري في بناء مستقبل مستدام للرعاية الصحية في الإمارات». 

مقالات مشابهة

  • الشرع يحذر من دعوات “قسد” التي تهدد وحدة البلاد وسلامة التراب السوري
  • وكيل وزارة «الصحة» لـ «الاتحاد»: إنجازات نوعية ومستقبل مستدام للمرأة الإماراتية بالقطاع الصحي
  • صحيفة عبرية: القنبلة التي هزت ميناء رجائي الإيراني جاءت من الصين
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • هل يجوز أداء الصلاة فور سماع الله أكبر .. الإفتاء تجيب
  • ابن كيران: القضايا التي دافع عنها "البيجيدي" تظهر حاجة البلاد إلى حزب وطني مستقل معتز بمرجعيته الإسلامية
  • دبلوماسي سابق: الهند تعجلت في إلقاء اللوم على باكستان في حادث كشمير
  • ‎الكويت تقلص وقت الإقامة والصلاة في المساجد لترشيد الكهرباء
  • باراك: نتنياهو يقود “إسرائيل” نحو الهاوية.. وحربنا في غزة عبثية 
  • حكم تأخير الصلاة عن أول وقتها بسبب الانشغال بالعمل.. الإفتاء توضح