غرق منازل بغزة مع وصول العاصفة دانيال
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
غرقت عشرات المنازل وعدد من الطرق في قطاع غزة، عقب هطول كميات كبيرة من الأمطار منذ فجر اليوم الأربعاء، تزامنا مع وصول العاصفة المتوسطية "دانيال" الأراضي الفلسطينية بعد أن ضربت مناطق بالشرق الليبي وتسببت بآلاف الضحايا والمفقودين.
وشهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة لساعات متواصلة هطول أمطار غزيرة ورياح متوسطة السرعة ألحقت أضرارا مادية في عدد من المنازل والممتلكات في مخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع إلى جانب إغلاق عدد من الطرق.
والأحد، اجتاح الإعصار دانيال الذي تحول إلى عاصفة متوسطية، عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة، حيث تسبب بمقتل 5300 شخص في درنة وحدها بخلاف آلاف المفقودين والمشردين.
ونقلت وكالة الأناضول عن الراصد الجوي ليث العلامي، قوله إن العاصفة دانيال، التي ضربت ليبيا الأحد، وصلت إلى الأراضي الفلسطينية فجر اليوم، على شكل حالة من عدم الاستقرار الجوي. وتابع أن هذه العاصفة فقدت الكثير من قوتها خلال مرورها بمصر.
وأوضح أن حالة عدم الاستقرار الجوي ترافقت مع هطول أمطار وانخفاض بدرجات الحرارة بنحو 4-6 درجات. وذكر أن هذه العاصفة ستكون في طور التلاشي خلال الساعات القليلة القادمة.
والاثنين، قالت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، إن العاصفة دانيال تتجه إلى الحدود المصرية ومن المتوقع أن يصل تأثيرها إلى غرب البلاد مساء.
وأشارت الهيئة على موقع فيسبوك، إلى أن العاصفة فقدت معظم قوتها بعد وصولها لليابسة في ليبيا ولذلك سيكون تأثيرها مختلفا في الأراضي المصرية.
ونشر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تضرر بعض المنازل في قطاع غزة جراء غرقها بمياه الأمطار.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة محمود بصل، إن الطواقم تعاملت مع عشرات المهمات في غزة جراء المنخفض الذي ضرب القطاع منذ فجر الأربعاء. وأوضح أن هذه المهمات تنوعت بين غرق المنازل، وسقوط أشجار.
بدورها، حذرت الأرصاد الجوية الفلسطينية، المواطنين من فرصة تشكل السيول في بعض الأدوية والمناطق المنخفضة أثناء تأثر البلاد بحالة عدم الاستقرار الجوي.
وخلّف الإعصار دانيال أضرارا في تركيا واليونان وبلغاريا قبل أن تتراجع قوته ويتحول إلى عاصفة في طريقه إلى ليبيا ومع ذلك تسبب بأكبر الخسائر المادية والبشرية فيها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
أمــين زرعان
وجاء من أقصى اليمن بأسٌ يسعى، يجرف من أفسد وتعدّى، ببأس رجالٍ من حديد، وهمةِ سيدٍ أغلق المحيط. بتهديده جعل ثلاثي الشر يدور حول نفسه، وجعل من بحره وبأس سلاحه الجوي جسرًا يعبر من خلاله الدواء والغذاء إلى أهل غزة، وجعل من بحره كابوسًا يؤرّق “إسرائيل”.
فمرحلة حرب المحيط لا تقتصر على البحرَين الأحمر والعربي فحسب، بل ستصل إلى المحيط الهندي، وُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط؛ فليس جديدًا أن نرى المفاجآت من يمن الإيمان والحكمة.
وفي خضم هذه المعركة المتصاعدة، تتجلى معادلة جديدة تفرضها إرادَة لا تنكسر، حَيثُ تتحول المياه الإقليمية إلى خطوط مواجهة، والسماء إلى ساحات استعراض للقوة والإصرار. فبينما كان العدوّ يظن أنه يسيطر على البحر ويفرض هيمنته على أهل فلسطين، جاء الردُّ بما لم يكن في حسبانه؛ فالعمليات النوعية تتوالى، والرسائل النارية التي يرسلها السيد القائد تكتب معادلات جديدة في توازن الردع.
إنها ليست مُجَـرّد معركة عابرة، بل حربٌ استراتيجية تُعيد رسم خرائط النفوذ، وتثبت أن اليد التي تمتد لنصرة المستضعفين قادرةٌ على قلب الطاولة وتغيير قواعد الاشتباك. فما بين مدٍّ وجزر، يبقى البحر شاهدًا على عهدٍ قُطع، وعلى رجالٍ أقسموا ألا يهنأ المحتلّ، ولا ينعم من تآمر وخان.
إذن.. مرحلة حرب المحيط تتجاوز كونها مُجَـرّد عملياتٍ عسكرية، إلى كونها رسالةً للعالم بأن الهيمنة المطلقة باتت وهمًا، وأن زمن الإملاءات بلا رادع قد ولّى؛ فمن البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ومن باب المندب إلى المحيط، ستبقى راية الإرادَة الحرة ترفرف، وستظل المفاجآت سيدة الموقف، ليبقى اليمن عبر التاريخ قلبَ العاصفة، ومهدَ التغيير.