موقع روسي: لماذا سينتهي الهجوم الأوكراني المضاد قريبا؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
يتوقّع رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي أن ينتهي الهجوم المضاد الذي تنفذه القوات المسلحة الأوكرانية في المستقبل القريب في غضون 30 أو 45 يومًا.
وفي تقرير نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية، قال الخبير العسكري والعميد المتقاعد في قوات الدفاع الجوية الروسية ميخائيل خودارينوك إن الجنرال الأميركي ربط نهاية الأعمال العسكرية بسوء الأحوال الجوية.
وأشار التقرير إلى ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن ميلي من أنه "لا يزال هناك متسع من الوقت أمام الأوكرانيين ربما 30 أو 45 يوما قبل أن تسوء الأحوال الجوية، ذلك بأن فصلي الخريف والشتاء سيُعيقان تقدم القوات المسلحة الأوكرانية التي كانت حتى خلال الصيف أبطأ مما توقعت الولايات المتحدة".
لكن هذا التصريح، كما يشير التقرير، لا علاقة له على الإطلاق بالظروف الجوية التي ستتغير في المستقبل القريب نظرًا لامتلاك ميلي مذكرّة توضيحية للهجوم الأوكراني وجميع المعلومات اللازمة عن القوة القتالية والعددية للقوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى معلومات عن تزويد هذه القوات بالأسلحة والمعدات والذخيرة والصواريخ الموجّهة والوقود والغذاء والملابس والمعدات الطبية.
واستنادًا إلى هذه البيانات بالتحديد، خلص ميلي إلى أن القدرات الهجومية للقوات المسلحة الأوكرانية سوف تُستنفد في غضون 30 أو 45 يومًا، ومن غير المرجح أن تكون اعتبارات القائد العسكري الأميركي قائمة فقط على مجرد حدس أو توقعات.
وذكر تقرير الصحيفة الروسية أنه فيما يتعلق بالطقس والتراجع المتوقع في حدة الأعمال العدائية، لم تثبت الحروب السابقة وجود أي علاقة بين هذين العاملين.
ولفت إلى أنه من 24 ديسمبر/كانون الأول 1943 إلى 17 أبريل/نيسان 1944، نفذ الجيش الأحمر ( في عهد الاتحاد السوفياتي) عملية الهجوم الإستراتيجي "دنيبر كاربات" (تحرير الضفة اليمنى لأوكرانيا) -وهي واحدة من كبرى العمليات في الحرب العالمية الثانية- على القوات الألمانية. كان عرض الجبهة القتالية يتراوح بين 1300 و1400 كيلومتر، وعمق تقدم القوات السوفياتية بين 250 و450 كيلومترا، ومتوسط المعدل اليومي للتقدم بين كيلومترين و4 كيلومترات.
وقد شارك في العملية مليونان و406 آلاف جندي وقادة الجيش الأحمر. ونتيجة لذلك، دُحر الجناح الجنوبي للجبهة الشرقية للقوات الألمانية، ونفذت العملية في ظروف مناخية غير ملائمة، مما يعني أن الظروف الجوية لم تشكل عقبة أساسية أمام تنفيذ أكبر العمليات العسكرية.
وأضافت غازيتا أنه في تاريخ الحروب والفن العسكري، تثبت العديد من الأمثلة نجاح العمليات الهجومية في مثل هذه الظروف وتبيّن أن العامل الأكثر أهمية يتمثل في وجود الإرادة العسكرية السياسية والقوات المسلحة التي ينبغي أن تمثل آلية تشغيلية كاملة وتعمل بشكل لا تشوبه شائبة.
وخلال العملية الهجومية الإستراتيجية "دنيبر كاربات"، قُدّرت الخسائر اليومية للجيش الأحمر بنحو 10 آلاف شخص. ومن أجل تعويض الخسائر البشرية، كان من الضروري إرسال تعزيزات بحجم مماثل أو فرقة مشاة إلى الجبهة. وخلال هذه العملية، بلغت الخسائر الإجمالية من الدبابات والمدافع الذاتية الحركة 2639 قطعة، أي أن حجم الخسائر اليومية في المدرعات ناهز 31 دبابة ومدافع ذاتية الحركة.
وخلص التقرير إلى أنه في الوقت الذي ستقوم فيه الولايات المتحدة بتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بـ31 دبابة فقط من طراز "إم1 أبرامز"، فإن حاجة الجيش الأوكراني تبلغ 300 مركبة من هذا النوع لتنفيذ عمليات هجومية واسعة النطاق.
وعليه، فإن مدة استمرار الهجوم المضاد لا علاقة لها بالطقس، وتقييمات القائد العسكري الأميركي مبسطة وليست قاطعة على الإطلاق ويمكنه في أي وقت تغييرها أو نفيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المسلحة الأوکرانیة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
بعد الهجوم الكبير على موسكو.. انطلاق المحادثات الأمريكية الأوكرانية في السعودية
بدأ اليوم الثلاثاء في المملكة العربية السعودية اجتماع بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين. بعد ساعات من شن القوات الأوكرانية أكبر هجوم بطائرات بدون طيار على موسكو حتى الآن.
ومن المتوقع أن تقدم أوكرانيا للولايات المتحدة خطة لوقف إطلاق النار الجزئي مع روسيا.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن المحادثات قد بدأت، بينما أكدت وزارة الخارجية الأوكرانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدء الاجتماع بين الوفدين الأوكراني والأميركي في مدينة جدة.
من جهتها، ذكرت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية أن المباحثات بين الجانبين الأمريكي والأوكراني قد انطلقت في جدة.
وبحسب تقارير مختلفة يأمل الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن تؤدي المحادثات في جدة إلى إحياء العلاقات "البراغماتية" مع الولايات المتحدة بعد اجتماعه الكارثي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، واقترح هدنة أولية مع روسيا في الجو والبحر.
وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، الذي يحضر الاجتماع، إن المناقشات بدأت بشكل إيجابي.
وقال يرماك على مواقع التواصل الاجتماعي: "بدأ الاجتماع مع الفريق الأمريكي بشكل بناء للغاية، ونحن نواصل عملنا".
ويهدف اقتراح الهدنة الأولية إلى إظهار أن زيلينسكي يعمل نحو تحقيق هدف ترامب لإنهاء الحرب بسرعة البرق، بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي الزعيم الأوكراني بعدم الاستعداد للسلام وواصل المحادثات المباشرة مع روسيا.
لقد قلبت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لأوكرانيا منذ غزوها عام 2022، سياستها بشأن الحرب وكثفت الضغوط على أوكرانيا، فأوقفت المساعدات العسكرية وتوقفت عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
وقال زيلينسكي في منشور على موقع X الليلة الماضية قبيل المحادثات: "نأمل في تحقيق نتائج عملية"، وأضاف: "سيكون موقف أوكرانيا في هذه المحادثات بناءً بالكامل".
وقال مسؤولون روس إن أوكرانيا شنت بين عشية وضحاها أكبر هجوم بطائرات بدون طيار على موسكو حتى الآن، حيث نشرت ما لا يقل عن 91 طائرة بدون طيار، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وإشعال الحرائق، وإغلاق المطارات وإجبار عشرات الرحلات الجوية على التحويل.
ويبدو أن توقيت الضربة - التي تم خلالها إسقاط 337 طائرة بدون طيار فوق روسيا، وفقا للكرملين - يهدف إلى إظهار أن أوكرانيا لا تزال قادرة على شن هجمات كبيرة بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية الروسية، والتي أسفرت إحداها عن مقتل 14 شخصا على الأقل يوم السبت.
ودعا زيلينسكي حلفاءه الأوروبيين إلى دعم فكرة الهدنة التي يقول إنها ستكون فرصة لاختبار إرادة روسيا في إنهاء الحرب.
وحاولت أوكرانيا إحياء علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد الصدام الذي حدث في البيت الأبيض، والذي ترك توقيع صفقة ثنائية للمعادن معلقا ومحاولة أوكرانيا الحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة في مهب الريح.
ووصف ترامب الاتفاق، الذي من المقرر مناقشته اليوم، بأنه مفتاح لاستمرار الدعم الأمريكي وتعويض مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا منذ غزو روسيا لها قبل ثلاث سنوات.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للصحفيين أمس أثناء توجهه إلى جدة إن المحادثات مع أوكرانيا ستكون مهمة لمعرفة ما إذا كانت مستعدة لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى السلام.
وقال "يتعين علينا أن نفهم الموقف الأوكراني وأن نحصل على فكرة عامة عن التنازلات التي قد يكونون على استعداد لتقديمها، لأنك لن تحصل على وقف إطلاق النار ونهاية لهذه الحرب ما لم يقدم الجانبان تنازلات".
ومن المقرر أن ينضم إليه في المحادثات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز.
ويترأس الجانب الأوكراني أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي زيلينسكي.
ولن ينضم زيلينسكي، الذي كان في المملكة العربية السعودية أمس للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى المحادثات.
وقبيل المحادثات، قال المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي تم تعيينه في الدبلوماسية بشأن أوكرانيا، إنه متفائل بشأن توقيع صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا قريبا.
وقال شخص مطلع على الخطط إن ويتكوف يخطط لزيارة موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
ويرى حلفاء أوكرانيا الأوروبيون أن أوكرانيا لا تستطيع التفاوض على اتفاق سلام مع روسيا إلا من موقع قوة، ولا ينبغي لها أن تسرع إلى طاولة المفاوضات مع المعتدي.
وقال زيلينسكي إن بوتين لا يريد السلام وحذر من أن روسيا قد تهاجم دولاً أوروبية أخرى إذا لم يؤد غزوها لأوكرانيا إلى هزيمة واضحة.
ورفض روبيو تحديد التنازلات التي يتعين على كل جانب تقديمها، لكنه قال إن أوكرانيا ستواجه صعوبة في استعادة كل أراضيها المفقودة.
وقال للصحفيين "الروس لا يستطيعون احتلال كل أوكرانيا، ومن الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لأوكرانيا في أي فترة زمنية معقولة أن تجبر الروس على العودة إلى حيث كانوا في عام 2014".
تسيطر روسيا على نحو خمس أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تتمركز قواتها في منطقة دونيتسك الشرقية.