شبكة انباء العراق:
2025-02-03@11:08:35 GMT

دولة المسدسات

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

بقلم: فراس الغضبان الحمداني .. لا ينبغي لمحبي الحياة والباحثين عن مستقبل أن يستسلموا لليأس ويكونوا عرضة للضعف والهوان والإستهانة بالأحلام لأنها جزء من كينونة الحياة والرغبة في شكل مختلف من العطاء فالأمر متصل بحاجات وضرورات الحياة حيث تثبت تجارب الماضي البعيد والقريب أن أمماً تجاوزت المحن والصعاب والحروب والدمار بالصبر والتحدي وبناء الإنسان والعمران حين تعرضت لأصعب أشكال التحدي والضغوط بل وضربت بالأسلحة النووية كاليابان في عام 1945 في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اللتين دمرتا بشكل كامل وحزين ولم يبق منهما بشر ولا حجر ولا شجر فكان الإستسلام العسكري والسياسي والهزيمة النكراء حين وقع الإمبراطور الراحل هيروهيتو صك الخضوع للولايات المتحدة الأمريكية وطويت بذلك صفحة سوداء من تاريخ اليابان الإستعماري لكن اللافت إن اليابانيين إنطلقوا بقوة وغيروا مجرى الأحداث حتى وصلوا إلى تسمية يستحقونها ( كوكب اليابان ) الذي قدم للعالم نموذجاً حياً وواعياً ورائعاً للصناعة والإبداع والتكنلوجيا العالية ثم ها هي اليابان تستقبل قمة الدول الكبرى قرب مبنى دمرته قنابل أمريكا النووية ويقف الرئيس جو بايدن وكأنه سائح معجب يزور هيروشيما ناغازاكي اللتين تحولتا إلى تحفتين فنيتين ولوحتين تسترقان نظر العالم الأول والثاني والثالث وإذا ما كان من عالم فسيكون الكوكب الياباني مثالاً مقدماً له يسترعي الإنتباه في كل وقت ويحقق طفرات قياسية في مجالات التجارة والصناعة والزراعة والتكنلوجيا المتقدمة وأتذكر أن كاتباً مهماً في العراق كتب مؤلفاً تسعينيات القرن الماضي ( داود الفرحان ) وسماه ( بلد صاعد بلد نازل ) يقارن فيه بين اليابان والعراق وأثار جدلاً وردات فعل مختلفة في حينه حيث كانت اليابان تؤسس لمستقبل مختلف .

اليابان إنتقلت من المسدسات والبنادق والسيوف وعنتريات العهود الغابرة إلى عهد المؤسسات التي نجحت في تنظيمها وترتيبها حيث لا مكان للجريمة ولا للإستبداد ولا للحروب بل للنهوض والتطوير والقيم التربوية والإجتماعية العالية التي أصبحت مثلاً يقتدى به ونموذجاً للعمل والإبداع الكامل ودول أخرى كألمانيا التي إخترقتها جيوش الحلفاء من كل الجهات وصار شعبها يأكل الحشائش ليقتات عليها وبعد عقد من الزمن صار تلفزيونات العالم تبث تقارير عن العلوم والتكنلوجيا والطيران والتنظيم الرائع والعمل الصارم والقانون من ألمانيا الغربية ثم ألمانيا الإتحادية بعد سقوط جدار برلين حيث تحولت إلى قبلة للمهاجرين من كل الأنحاء ثم هاهي من أقوى الإقتصادات في كوكب الأرض تحتل مرتبة متقدمة للغاية وتتواصل معها بقية الدول لتستورد منها السيارات والمعدات الصناعية ويفخر كل واحد حين يشتري بضاعة مكتوب عليها ( صنع في ألمانيا ) لأن ذلك يعني إنها بضاعة ممتازة وتستحق دفع الثمن الباهض لشرائها والتباهي بها ، وهناك دول تجاوزت محن الحروب الأهلية كرواندا وكوريا وكولومبيا ونهضت من جديد وعقدت دول مصالحات تاريخية بين المتناحرين فيها لنشر السلم الأهلي والتعاون والمحبة والتسامح والتفكير ببناء وطن جديد بعيد عن العقد والمشاكل والآلام دون نسيان الماضي الذي يجب أن يكون دروساً تستخلص منها العبر لتكون معبراً إلى المستقبل الأفضل . في العراق حيث التجارب المرة منذ العهد الملكي عام 1920 لم يجد الشعب العراقي فرصاً كثيرة ليتنفس هواءاً نقياً ووجوداً مخالفاً وكان عرضة للقمع والسجون والجوع والحروب والحصارات وكان مستسلماً للقوى الدكتاتورية مدنية وعسكرية وللفوضى ولسوء الإدارة والتخطيط وكانت الضربة المؤلمة حين تحول العراق إلى ساحة للحرب والتنافس الدولي الإقليمي والمشاكل الطائفية التي حاصرت الناس وحولتهم إلى متفرجين لا حول لهم ولا قوة سوى الإنتظار لوقت أطول لعل شيئاً جديداً يتحقق ويفرح القلوب المكلومة والمعذبة وقد عشنا تجربة طائفية مقيتة مصطنعة دفعنا ثمناً باهظاً لها وفقدنا آلاف الأرواح البريئة التي لا تعوض ومر بمراحل صعبة كانت القنابل والمتفجرات والديناميت والإغتيالات والمسدسات عناوين لها حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم حيث الشروع بنظام حكم متوازن وبعقلية تتوجه إلى الغد لتستخلص الدروس والعبر وتؤسس لدولة المؤسسات التي أراد لها البعض أن تكون دولة المسدسات والسرقات والترهات والمنافسة والصراع والتجهيل وتغييب العقل والإنشغال بالفساد الذي أغنى ناساً وأفقر كثيراً من الناس ولابد أذن من تعاون حقيقي بناء وتصرف حكيم وعقل راجح وتعاون حقيقي للنهوض بالقطاعات المختلفة فما يليق بالعراق هو أن يكون أبناؤه بأحسن حال لأنه يمتلك الثروات والبشر والموارد والطبيعة والتفكير البناء والرغبة الجادة في صناعة المستقبل المشرق لشعب يستحق الحياة .

Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

9 عجائب تجعل زيارتك إلى اليابان تجربة خاصة

هل تساءلت يوما عن سر تسميتها "الكوكب"؟ فعلا هي دولة ليست عادية، بل هي عالم مدهش يختلف عن أي مكان آخر في هذا الكون، إن زيارة اليابان بمثابة رحلة إلى كوكب آخر، حيث تختلط عجائب الطبيعة مع غرائب التكنولوجيا، وتلتقي التقاليد العريقة مع المستقبل المشرق.

في اليابان، ستجد نفسك في قلب عالم من الابتكارات التي لم تكن لتتصورها في أي مكان آخر. هل تخيلت يومًا أن تجد آلات بيع لا تقتصر على المشروبات أو الوجبات الخفيفة فقط، بل تقدم لك زهورا حقيقية وبيضا وحتى ملابس داخلية، أو ربما تتخيل أن تقيم في فندق الكبسولة، حيث تعيش داخل غرفة صغيرة تشبه الكبسولة الفضائية محاطا بالتكنولوجيا التي تجعل راحتك أولى أولوياتها؟

لكن العجائب لا تتوقف عند هذا الحد، فأنت ستجد القطارات الفائقة السرعة (شينكانسن) التي تسير بسرعات لا تصدق وتصل إلى وجهتك قبل أن تدرك ذلك، وستتعرف على المراحيض الذكية التي قد تجعلك تشعر وكأنك في المستقبل، إذ تعمل على تدفئة المقعد وتوفر لك خيارات تنظيف مبتكرة.

ومع ذلك، إذا كنت تفكر في اليابان بأنها مجرد تكنولوجيا متطورة، فانتظر لأن هناك المزيد. ستجد في شوارع نارا الغزلان وهي التي تتجول بحرية، وفي جزيرة الأرانب القطط التي تملأ الشوارع بحضورها الودود. وحتى في مجال الطعام فإنك ستجد الأطباق اليابانية تُقدم لك كما لو أنها قطع فنية، لا تقتصر على إرضاء معدتك فحسب.

حديقة نارا من أكثر المناطق تميزا في أوساكا حيث تتاح لك مداعبة الغزلان (الجزيرة)

اليابان هي بالفعل بلد يعج بالعجائب التي قد تبدو غريبة في البداية، ولكنك ستدرك بسرعة كيف تندمج هذه الغرائب لتشكل إحدى أكثر التجارب السياحية إثارة، فكل زاوية وكل لحظة فيها تقدم لك شيئا جديدًا، بداية من التقنية المتقدمة وصولا لثقافتها الفريدة والعميقة.

إعلان 1- لا حاويات قمامة بالشوارع

عندما تتجول في اليابان، ستلاحظ غيابا شبه تام لحاويات القمامة في الأماكن العامة. ومع ذلك تبقى الشوارع نظيفة بشكل مدهش، مما يثير فضولك. السبب وراء ذلك يعود إلى فلسفة اليابانيين في الحفاظ على البيئة والمسؤولية الشخصية.

ففي الثقافة اليابانية يُشجع الأفراد على حمل نفاياتهم معهم حتى يتمكنوا من التخلص منها في المنزل أو في أماكن محددة، مثل محطات القطارات. ولهذا يعزز هذا الأمر الشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه النظافة، وهو جزء من التزام اليابانيين بالنظام واحترامهم الأماكن العامة.

المحافظة على نظافة الشوارع والأماكن العامة في اليابان نابعة من قناعة أهلها بضرورة احترام المكان (أدوبي ستوك)

ورغم أن الغياب شبه التام لحاويات القمامة ربما يعد أمرا مزعجا لفئة غير قليلة من السياح، فإنه من المرجح أن الدولة توفر الكثير من النفقات من عدم وضع صناديق لرمي المهملات في جميع الأماكن.

2- سيارات أجرة قديمة بأبواب آلية

في تجربة غير مألوفة بالنسبة لمعظم السياح، تبدو سيارات الأجرة اليابانية وكأنها من عقود مضت، لكنها مجهزة بتقنيات متطورة. فعلى سبيل المثال، بمجرد اقترابك من سيارة الأجرة، ستلاحظ أن السائق لا يخرج منها، بل يتحكم في فتح وإغلاق الأبواب بطريقة آلية من داخل السيارة.

رغم تفوق اليابان في صناعة السيارات فإنها لا تزال متشبتة بسيارات أجرة قديمة الطراز (أدوبي ستوك)

وهذا يعكس تركيز اليابانيين على توفير الراحة للركاب، بالإضافة إلى التزام السائقين بالزي الرسمي، مما يضفي طابعا راقيا ومهذبا على تجربة التنقل بالنسبة للزوار.

3- فنادق للكلاب والقطط

تخيل أنك مسافر ولديك كلب أو قطة تحتاج إلى رعاية خاصة أثناء غيابك، فإنك ستجد في اليابان فنادق مخصصة لهذه الحيوانات، وهي ليست مجرد أماكن للإقامة، بل تقدم تجربة فاخرة ورفاهية من نوع آخر. فعلى سبيل المثال، تتميز هذه الفنادق بغرف خاصة مكيفة ومجهزة بألعاب وأسرّة مريحة، بالإضافة لوجبات مخصصة ومتنوعة.

من الجوانب اللافتة في علاقة اليابانيين بالقطط والكلاب تخصيصهم فنادق خاصة لرعاية هذه الحيوانات (أدوبي ستوك)

وبعض هذه الفنادق يقدم خدمات إضافية مثل التدليك أو تصوير احترافي أو حتى برامج تدريبية. هذا الاهتمام الكبير بالحيوانات يعكس مدى احترام اليابانيين لها وحرصهم على توفير الراحة لها.

إعلان 4- وجبات البيض الباردة

يعد وجبة (ساندويتش) البيض الباردة جزءا أساسيا من الثقافة الغذائية اليومية. ستجدها في كل مكان، من المتاجر الصغيرة إلى محطات القطارات. ورغم أن الشيء الاعتيادي في كثير من بلدن العالم هو أن يُأكل البيض ساخناً، فإن العكس هو الذي يحدث مع هذا النوع من الأكل السريع المحضر مسبقا، فعلى الرغم من وجود مايكروييف للتسخين في المتاجر، فإنهم يأكلونها باردة ويستغربون إذا سخنتها أنت.

من الأكلات المنتشرة في البلاد وجبة البيض الباردة وليس الساخنة (شترستوك) 5- تناول البيض الأسود

في منطقة وادي أواكوداني القريبة من جبل فوجي في العاصمة اليابانية، ستجد "البيض الأسود"، وهو بيض يُطهى في مياه الينابيع الحارة الغنية بالكبريت، حيث تؤدي الحرارة والتفاعلات الكيميائية إلى تحويل القشرة إلى اللون الأسود، بينما يبقى البيض من الداخل كما هو، وتقول الأسطورة في اليابان إن تناول بيضة واحدة يطيل العمر سبعة أعوام.

ولذلك فإن تجربة أكل البيض الأسود ليست فقط غريبة، بل تُشعرك أيضا بأنك جزء من ثقافة فريدة تربط الطعام بالطبيعة والأساطير.

زوار منطقة وادي أواكوداني الواقعة جنوب غرب طوكيو لا يفوتون فرصة أكل البيض الأسود (شترستوك) 6- آلات البيع الذاتي في كل مكان

أينما ذهبت في اليابان، ستجد آلات البيع الذاتي منتشرة في الشوارع والمحطات، وحتى في الأزقة الصغيرة. لكن هذه الآلات ليست عادية، فهي تقدم كل شيء تقريبًا، من المشروبات الساخنة والباردة إلى الأطعمة الخفيفة والزهور وحتى المظلات في الأيام الممطرة. هذه الوفرة في آلات البيع الذاتي تعكس نمط الحياة السريع والتنظيم المميز في اليابان، حيث تسهل على الناس تلبية احتياجاتهم اليومية في أي وقت ومكان.

ولذلك تعتبر هذه الآلات من الملامح التي تلفت انتباه السياح الوافدين على اليابان لأول مرة.

يندهش الزائر لليابان من انتشار آلات البيع الذاتي في مدنها والتي تتوفر فيها مجموعة واسعة من السلع (أدوبي ستوك) 7- المراحيض الذكية

المراحيض في اليابان ليست كأي مراحيض أخرى، فهي تُعد قطعة من التكنولوجيا الحديثة، إذ تحتوي على ميزات مثل فتح وغلق الغطاء آليا، وتسخين المقعد، والتنظيف بالماء الدافئ من الأمام والخلف، مع تحكمك في قوة ضخ الماء وسرعته واتجاهه، وإمكانية تشغيل الموسيقى لتوفير الخصوصية. وبالتالي فإن استخدام المرحاض في هذا البلد يُعد تجربة مميزة تُظهر اهتمام أهله بأدق التفاصيل لجعل الحياة اليومية مريحة للغاية.

إعلان 8- ثقافة الانحناء والابتسام

عندما تقابل شخصا يابانيا ستلاحظ أن تحيته تكون عبارة عن انحناء، وهذا التقليد يعبّر عن الاحترام والتقدير المتبادل، ويختلف عمق الانحناء حسب الموقف أو الشخص. ويُعد هذا السلوك جزءا لا يتجزأ من التفاعل اليومي، ويُبرز التواضع والأخلاق العالية في الثقافة اليابانية.

ثقافة الانحناء لتحية الزوار من أبرز مميزات الشعب الياباني (أدوبي ستوك)

يعد الابتسام في اليابان من أبرز الأفعال التي يحبها اليابانيون، إذ يبتسمون ليعبروا عن ترحيبهم بالآخر في كل الأماكن والمواقف، وخاصة في أماكن العمل التي تستقبل الزوار، وهم يفعلون ذلك حتى لو لم يشعروا برغبتهم بفعل ذلك من داخلهم، ففي هذه الحالة يعتبرونها واجبا عليهم.

9- محطات قطار متعددة الطوابق

في المدن الكبرى، مثل طوكيو وأوساكا وكيوتو، لا تقتصر محطات القطارات على خطوط السكك الحديدية فقط، بل تحتوي على مراكز تسوق ومطاعم ومقاه، حيث يمكنك أن تجد كل ما تحتاجه داخل محطة واحدة. لذلك تُعتبر محطات القطارات اليابانية عوالم مصغرة تعكس الحياة الحديثة والتنظيم الفعال.

جانب من إحدى محطات القطار بمدينة كيوتو والتي تضم طوابق متعددة (شترستوك)

ويصل عمق بعض محطات المترو إلى عدة طوابق تحت الأرض وعدة طوابق فوق الأرض، ولذلك شبكة القطار في اليابان من بين الأكبر عالميا.

مقالات مشابهة

  • باللهجة العراقية.. سفير اليابان: متحمس لزيارة المتنبي والقشلة في بغداد (فيديو)
  • وزير الخارجية يصل إلى اليابان في زيارة رسمية
  • عاجل | لوبينيون الفرنسية عن رئيس الجزائر: مستعدون لتطبيع العلاقة مع إسرائيل في نفس اليوم الذي ستكون فيه دولة فلسطينية
  • العراق يستردُّ مطلوبا من الكويت أضر بالمال العام
  • حفرة في اليابان تبتلع شاحنة وتزداد اتساعاً كل يوم.. ورسالة لأكثر من مليون شخص
  • رئيس وزراء اليابان يزور أميركا الأسبوع المقبل
  • 9 عجائب تجعل زيارتك إلى اليابان تجربة خاصة
  • ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟
  • حزب الدعوة: نشيد بالجهود التي أسفرت عن اعتقال قاتل الشهيد محمد باقر الصدر
  • ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟ - عاجل