شبكة انباء العراق:
2024-10-03@21:01:06 GMT

دولة المسدسات

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

بقلم: فراس الغضبان الحمداني .. لا ينبغي لمحبي الحياة والباحثين عن مستقبل أن يستسلموا لليأس ويكونوا عرضة للضعف والهوان والإستهانة بالأحلام لأنها جزء من كينونة الحياة والرغبة في شكل مختلف من العطاء فالأمر متصل بحاجات وضرورات الحياة حيث تثبت تجارب الماضي البعيد والقريب أن أمماً تجاوزت المحن والصعاب والحروب والدمار بالصبر والتحدي وبناء الإنسان والعمران حين تعرضت لأصعب أشكال التحدي والضغوط بل وضربت بالأسلحة النووية كاليابان في عام 1945 في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اللتين دمرتا بشكل كامل وحزين ولم يبق منهما بشر ولا حجر ولا شجر فكان الإستسلام العسكري والسياسي والهزيمة النكراء حين وقع الإمبراطور الراحل هيروهيتو صك الخضوع للولايات المتحدة الأمريكية وطويت بذلك صفحة سوداء من تاريخ اليابان الإستعماري لكن اللافت إن اليابانيين إنطلقوا بقوة وغيروا مجرى الأحداث حتى وصلوا إلى تسمية يستحقونها ( كوكب اليابان ) الذي قدم للعالم نموذجاً حياً وواعياً ورائعاً للصناعة والإبداع والتكنلوجيا العالية ثم ها هي اليابان تستقبل قمة الدول الكبرى قرب مبنى دمرته قنابل أمريكا النووية ويقف الرئيس جو بايدن وكأنه سائح معجب يزور هيروشيما ناغازاكي اللتين تحولتا إلى تحفتين فنيتين ولوحتين تسترقان نظر العالم الأول والثاني والثالث وإذا ما كان من عالم فسيكون الكوكب الياباني مثالاً مقدماً له يسترعي الإنتباه في كل وقت ويحقق طفرات قياسية في مجالات التجارة والصناعة والزراعة والتكنلوجيا المتقدمة وأتذكر أن كاتباً مهماً في العراق كتب مؤلفاً تسعينيات القرن الماضي ( داود الفرحان ) وسماه ( بلد صاعد بلد نازل ) يقارن فيه بين اليابان والعراق وأثار جدلاً وردات فعل مختلفة في حينه حيث كانت اليابان تؤسس لمستقبل مختلف .

اليابان إنتقلت من المسدسات والبنادق والسيوف وعنتريات العهود الغابرة إلى عهد المؤسسات التي نجحت في تنظيمها وترتيبها حيث لا مكان للجريمة ولا للإستبداد ولا للحروب بل للنهوض والتطوير والقيم التربوية والإجتماعية العالية التي أصبحت مثلاً يقتدى به ونموذجاً للعمل والإبداع الكامل ودول أخرى كألمانيا التي إخترقتها جيوش الحلفاء من كل الجهات وصار شعبها يأكل الحشائش ليقتات عليها وبعد عقد من الزمن صار تلفزيونات العالم تبث تقارير عن العلوم والتكنلوجيا والطيران والتنظيم الرائع والعمل الصارم والقانون من ألمانيا الغربية ثم ألمانيا الإتحادية بعد سقوط جدار برلين حيث تحولت إلى قبلة للمهاجرين من كل الأنحاء ثم هاهي من أقوى الإقتصادات في كوكب الأرض تحتل مرتبة متقدمة للغاية وتتواصل معها بقية الدول لتستورد منها السيارات والمعدات الصناعية ويفخر كل واحد حين يشتري بضاعة مكتوب عليها ( صنع في ألمانيا ) لأن ذلك يعني إنها بضاعة ممتازة وتستحق دفع الثمن الباهض لشرائها والتباهي بها ، وهناك دول تجاوزت محن الحروب الأهلية كرواندا وكوريا وكولومبيا ونهضت من جديد وعقدت دول مصالحات تاريخية بين المتناحرين فيها لنشر السلم الأهلي والتعاون والمحبة والتسامح والتفكير ببناء وطن جديد بعيد عن العقد والمشاكل والآلام دون نسيان الماضي الذي يجب أن يكون دروساً تستخلص منها العبر لتكون معبراً إلى المستقبل الأفضل . في العراق حيث التجارب المرة منذ العهد الملكي عام 1920 لم يجد الشعب العراقي فرصاً كثيرة ليتنفس هواءاً نقياً ووجوداً مخالفاً وكان عرضة للقمع والسجون والجوع والحروب والحصارات وكان مستسلماً للقوى الدكتاتورية مدنية وعسكرية وللفوضى ولسوء الإدارة والتخطيط وكانت الضربة المؤلمة حين تحول العراق إلى ساحة للحرب والتنافس الدولي الإقليمي والمشاكل الطائفية التي حاصرت الناس وحولتهم إلى متفرجين لا حول لهم ولا قوة سوى الإنتظار لوقت أطول لعل شيئاً جديداً يتحقق ويفرح القلوب المكلومة والمعذبة وقد عشنا تجربة طائفية مقيتة مصطنعة دفعنا ثمناً باهظاً لها وفقدنا آلاف الأرواح البريئة التي لا تعوض ومر بمراحل صعبة كانت القنابل والمتفجرات والديناميت والإغتيالات والمسدسات عناوين لها حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم حيث الشروع بنظام حكم متوازن وبعقلية تتوجه إلى الغد لتستخلص الدروس والعبر وتؤسس لدولة المؤسسات التي أراد لها البعض أن تكون دولة المسدسات والسرقات والترهات والمنافسة والصراع والتجهيل وتغييب العقل والإنشغال بالفساد الذي أغنى ناساً وأفقر كثيراً من الناس ولابد أذن من تعاون حقيقي بناء وتصرف حكيم وعقل راجح وتعاون حقيقي للنهوض بالقطاعات المختلفة فما يليق بالعراق هو أن يكون أبناؤه بأحسن حال لأنه يمتلك الثروات والبشر والموارد والطبيعة والتفكير البناء والرغبة الجادة في صناعة المستقبل المشرق لشعب يستحق الحياة .

Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

دولة فقيه ام دولة مدنية.. مستقبل العراق تحدده الأحوال الشخصية فـلمن ستكون الغلبة؟ - عاجل

بغداد اليوم - بغداد 

حذر الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي، اليوم الخميس (3 تشرين الأول 2024)، من تبعات خطيرة بعد التصويت على تعديل قانون الأحوال الشخصية خلال المرحلة المقبلة، فيما وصف التبعات بأنها قد تهدد النظام السياسي في العراق.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، اننا "نستغرب هذا الاصرار من بعض القوى الشيعية البرلمانية للمضي في التصويت على تعديل قانون رقم 188 في هذه الظروف الحرجة ومع وجود اعتراضات كبيرة لدى أطراف وشرائح عراقية واسعة كون هذا القانون فيه تبعات خطيرة على النظام السياسي في العراق باعتبار أن التعديل المراد سيؤثر على حقوق المرأة في العراق التي كفلتها اتفاقية سيدو فضلا عن عدم الموافقة من قبل أطراف عراقية كالمكون الكردي والسنة والقوى المدنية وعدد كبير من نواب الاطار التنسيقي، لذلك أقول أن هذه الطبقة السياسية الحالية بدأت تثير قلقًا بنسبة كبيرة من العراقيين من أنها تريد جر العراق إلى أزمات غير مستعد لها".

وبين، ان" في العراق هناك نظام هجين مختلف عن نظام ولاية الفقيه أو الدولة المدنية التي جاءت بها القوى السياسية بعد العام 2003 ففي إيران مثلا ألغيت الكثير من الفروض الإسلامية التي كانت تطبق أو ما يسمى بالتعزيرات كقطع اليد واغتصاب حقوق المرأة كما يحظى القضاء في إيران التي تطبق ولاية الفقيه باحترام كبير من قبل المرشد الأعلى ولا أحد يستطيع التدخل في امور القضاء، لهذا ما يحصل في العراق هي اجتهادات ورغبات من قبل شخصيات دينية وسياسية لتغيير ما يمكن تغييره وللأسف لم ينظر إلى حالهم على أنهم الأكثرية الشيعية بل ان هناك قلقًا يساورهم من عدم بقاء هذا النظام على حاله".

وأضاف التميمي، ان "الكل يعلم أن هناك إجحافًا حصل في انتخابات 2021 حينما لم يشارك العراقيين فيها وكانت نسبة المشاركة ضئيلة جدا وخاصة لدى المكون الشيعي كما أن زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر قد حقق انتصارا كبيرا لكن هناك رغبة لدى بعض قوى الإطار منعت الصدر من تولي رئاسة الحكومة وبذلك انسحب الصدر من المشهد وعليه فإن هذا البرلمان لا يمتلك المشروعية لأنه لا يمثل الغالبية من الشعب العراقي وخاصة المكون الأكبر وهو المكون الشيعي".

وتصاعد الجدل حول مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية وأثارت التعديلات المقترحة موجة غضب واسعة في أوساط المجتمع المدني وسط اتهامات بأنها ضد حقوق المرأة، بل وتشرعن زواج القاصرات.

وتشهد الأوساط العراقية منذ مدة، تصاعدا في النقاشات وطرح للآراء والأفكار الدينية والمدنية على حد سواء، فيما يخص تعديل القانون 188 للعام 1959 للأحوال الشخصية العراقي، والذي أظهر بما لا يقبل الشك انقسام البلاد الى خطين لا ثالث لهما "ديني ومدني".

 

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • دولة فقيه ام دولة مدنية.. مستقبل العراق تحدده الأحوال الشخصية فـلمن ستكون الغلبة؟
  • دولة فقيه ام دولة مدنية.. مستقبل العراق تحدده الأحوال الشخصية فـلمن ستكون الغلبة؟ - عاجل
  • ‏إلى أركان الطبقة السياسية‬ في العراق‬ :
  • خبير اقتصادي:(34) تريليون ديناراً خسائر العراق بسبب العطل التي تجاوزت (140) يوماً في السنة
  • الخارجية النيابية:العراق دولة بلا سيادة
  • المالكي الذي سلم العراق لداعش يقول “سنحرر القدس “قريباً
  • حكومة السوداني:رغم العجز المالي ومديونية العراق التي تجاوت (90) مليار دولار لكننا سنعمر الجنوب اللبناني ونستمر في دعم حزب الله اللباني
  • العراق يندد بالهجوم على مقر سفير دولة الإمارات في الخرطوم