صندوق الأمير كلاوس.. يعتبر مؤسسة مجتمع مدني هولندية معنية بالمجال الثقافي ودوره في تنمية المجتمعات، ويتم عقد مختبره المتنقل في القاهرة، بعنوان «التراث الحي في المختبر المتنقل - مصر 2023»، وذلك خلال الفترة من 16 إلى 19 سبتمبر.

قيمة المختبر التاريخية

ويلقي مختبر القاهرة الضوء على أهمية المواقع ذات القيمة التاريخية، وتأكيد أنها ليست مجرد مبانٍ متهالكة يتم إعادة بنائها معماريًا أو مجموعة من الآثار البرّاقة التي تنتمي للماضي، ولكنها تشكل التراث وإعادة تشكيله باستمرار من قِبل المجتمع الذي يسكنه، وبالتالي فمن الضروري ربط المجتمعات بتراثها كأساس لإنشاء مجتمعات أقوى وأكثر مرونة.

ويستهدف صندوق الأمير كلاوس من خلال مختبره بالقاهرة التركيز على تحسين ما تم بناؤه بالفعل وتنمية الموارد التي تمتلكها المجتمعات بالفعل، في إطار مُستدام من المشاركة والعدالة الاجتماعية.

صندوق الأمير كلاوس يقيم مختبره المتنقل في القاهرة السبت المقبلمُختبرات صندوق الأمير كلاوس

مُختبرات صندوق الأمير كلاوس لها أهمية كبيرة وذلك لأنها تعتبر بمثابة مساحات بديلة للتفكير المُشترك، تُمكن صُناع التغيير الثقافي الالتقاء وتبادل الأفكار.

وتتحرك المختبرات المتنقلة حول أنحاء العالم، وهي فعاليات مستقلة ومُتنقلة، ما يُتيح لوجهات النظر الجديدة فرصة الازدهار.

ويعمل القائمين على تنظيم صندوق الأمير كلاوس المختبر المتنقل بالتعاون مع الحائزين على جائزة Impact Awardees (تُمنح لأصحاب التأثير في مجتمعاتهم)، وذلك وفق استجابة لضروريات المجتمعات المحددة التي تصل إليها، وتخدم احتياجاتها الفعلية، فضلًا عن تمكين تبادل المعرفة بشكل تعاوني من خلال المحاضرات وورش العمل والمناقشات والرحلات الميدانية.

كما يتوافق المختبر المتنقل مع التطورات المحلية ومواضيعها، ليكون بمثابة مقياس استجابة لفرصٍ واحتياجاتٍ مُحددة على أرض الواقع.

وتقوم المهندسة المعمارية مي الإبراشي، أخصائية الحفاظ على التراث والحائزة على جائزة Impact Award لعام 2022، بالتعاون مع مؤسسة مجاورة معية الفكر العمراني، وتنسيق برنامج ديناميكي مشترك مع صندوق الأمير كلاوس، في مختبر القاهرة 2023، ويشمل ندوة حول البيئة العُمرانية في السياق الأفريقي، وزيارات إلى المواقع الثقافية في القاهرة، من بينها مشاريع الترميم التي نفذتها «مجاورة» ومُبادرة «الأثر لنا».

الجدير ذكره أن مي الإبراشي مهندسة معمارية تركز أعمالها على المشاركة المُجتمعية من خلال الحفاظ على التراث وإعادة تأهيله والحفاظ عليه واستعادة دلالته، وأسست «مجاورة - جمعية الفكر العُمراني»، كتوأمة بين شركة معمارية ومنظمة غير حكومية تتعامل مع البيئة العُمرانية، وتُركّز على النظرية والتطبيق العملي والفنون وربط التراث الثقافي بالاستدامة والمسئولية الاجتماعية.

القاهرة

واستطاعت «مجاورة - جمعية الفكر العُمراني» من إحداث فرق حقيقي في المجتمعات، التي تعيش في المركز التاريخي للقاهرة، لخلق شعور جديد بالأمل والفخر لدى المجتمعات التي تعمل معها.

يُشارك في كل مختبر متنقل الحاصلون على جوائز Seed Award، وMentorship (الإرشاد)، وImpact Award، وصُنّاع التغيير من شبكة علاقات الصندوق، بالإضافة إلى فنانات وفنانين محليين وممارسين ثقافيين، ما يُحفز علاقات عالمية ديناميكية وطويلة الأمد.

وتعقد فعاليات المختبر في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، من خلال ندوة عامة بعنوان «إعادة النظر في البيئة العُمرانية في السياق الأفريقي: الأخلاقيات والأساليب والتخصصات المتعددة»، وتناقش الندوة بحضور من الممارسين الثقافيين من مختلف التخصصات، وموضوعات البيئة العُمرانية، والتعليم، والتخصصات المتعددة، والتواصل.

يذكر أن أعمال تطوير قلعة صلاح الدين جرت بالتعاون مع «تجاوز» (تحالف مكون من مجاورة، وعشرة طوبة ومنصور للعمارة والترميم)، ومؤسسة African Architecture Matters.

كما يشمل المختبر عقد ثلاث ورش عمل تنظمها مؤسسة African Architecture Matters، وعُلا حسنين، ومركز GoDown للفنون، في مركز التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالإضافة إلى معرض فني يضم أعمال الحائزين على جائزة الأمير كلاوس في برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي، وتنظمه المصورة هبة خليفة، الحائزة على منحة البرنامج لعام 2015 ومُعلمة البرنامج لعام 2018، وراندا شعث، تليه محاضرة يُلقيها مانويل دي ريفيرو، وكذلك ندوة عامة يحاضر فيها إيرما بوم في مركز التحرير الثقافي، وورشة عمل بالتعاون مع بهية شهاب.

قلعة صلاح الدينتعزيز التواصل المجتمعي

يظل المختبر المتنقل التابع لصندوق الأمير كلاوس في مصر وفيًا لروحه المُتمثلة في الجمع بين الفنانين المعروفين، جنبًا إلى جنب مع المبدعين الشباب العاملين في المنطقة، والحائزين على جائزتي Seed Award وMentorship التابعتين لصندوق الأمير كلاوس، ما يخلق فرصًا للفنانين من جميع المراحل المهنية لمشاركة الأفكار والإبداع المشترك أثناء المشاركة في حوارات مع الجمهور المحلي حول طرق إعادة تصور التنمية الحضرية بشكل جماعي.

يشارك في الفعالية عده أشخاص منهم:

سلمى بلال والتي انضمت إلى المُختبر المُتنقل كمنسقة مُشاركة، وهي حاصلة على جائزة Building Beyond Mentorship عام 2022.

بالإضافة إلى مشاركة كريستيان سليمان، الحائز على جائزة Seed لعام 2022، وDORMANTYOUTH، ورغد سقف الحيط، ورانيا عاطف، الحائزة على جائزة Seed لعام 2021 وجائزة Mentorship لعام 2022.

من ناحية أخرى سيضم المختبر سينام كوفي أغبودجينو، المهندس المعماري، وعالم الأنثروبولوجيا، ورائد الأعمال، والمُعلم في برنامج Building Beyond Mentorship التابع لصندوق الأمير كلاوس، وهشام بوزيد، المُمارس الثقافي والمنسق والمُعلم في برنامج Building Beyond Mentorship التابع لصندوق الأمير كلاوس، وعُلا حسنين، الفنانة والمُراقبة في نفس البرنامج، وبهية شهاب، مصممة الجرافيك والفنانة المُعلمة والحائزة على جائزة الأمير كلاوس لعام 2016، ومانويل دي ريفيرو، المهندس المعماري والمتخصص في التخطيط الحضري ورئيس لجنة تحكيم جوائز الأمير كلاوس لعام 2019، وإيرما بوم، مُصممة الجرافيك وشريكة الصندوق منذ فترة طويلة.

اقرأ أيضاً10 جثث والصندوق الأسود.. روسيا تكشف تفاصيل جديدة عن حطام طائرة قائد فاجنر

المفوضية الأوروبية تقدم دعما لأوكرانيا بـ50 مليار يورو خلال 4 أعوام

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القاهرة قلعة صلاح الدين بالتعاون مع فی القاهرة على جائزة من خلال

إقرأ أيضاً:

الرئيس السريلانكي الجديد وإجراءات التقشف التي فرضها الغرب

ترجمة: بدر بن خميس الظّفـري -

إن سريلانكا تمر بمرحلة تاريخية. ففي مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الأعظم وبعد تخلفها عن سداد ديونها الخارجية لأول مرة، شهدت البلاد مؤخرًا احتجاجات غير مسبوقة تطالب بالتغيير. طُرد الرئيس السابق جوتابايا راجاباكسا حرفيًا في عام 2022، حيث اقتحم المتظاهرون مقر إقامته وسبحوا في حمام سباحته. أما الأحزاب السياسية وفروعها التي حكمت البلاد منذ الاستقلال فهي تتفكك الآن. خذ أنورا كومارا ديساناياكي على سبيل المثال، فقد حصل على 3.8٪ فقط من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2019، لكنه في هذا الأسبوع، أدى اليمين الدستورية كرئيس.

ينتمي الرئيس الجديد إلى حزب جاناتا فيموكثي بيرامونا، ويقود ائتلاف يسار الوسط الجديد (NPP). انخرط حزب جبهة الشعب الوطني في انتفاضتين كبيرتين في أوائل السبعينيات وأواخر الثمانينيات، مما أسفر عن خسارة عشرات الآلاف من الأرواح، ارتكبت جبهة الشعب الوطني والدولة أعمال عنف جماعية. لكن الحزب قطع شوطًا طويلاً من مزيج الماركسية اللينينية الثورية والقومية العرقية السنهالية، بعد أن انتقل إلى التيار الرئيسي الوسطي. أعاد الحزب تشكيل قاعدته في الضواحي والبلدات الصغيرة، من جذوره في جنوب البلاد الريفي، بل وحتى استقطب الطبقات المتوسطة، من خلال تناول قضية الفساد. كان فوزه في الانتخابات بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد، حيث انتظر بصبر حتى يتبدل المناخ السياسي.

ولكن انتصاره أتى في وقت غير مناسب، حيث تخضع الدولة المفلسة لتدابير تقشفية صارمة تتوافق مع شروط اتفاق مع صندوق النقد الدولي، المؤسسة المالية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها والتي طالما روجت لخفض الرعاية الاجتماعية في البلدان النامية باسم السوق الحرة.

الحكومة السابقة لم تفكر حتى في التفاوض على الشروط مع صندوق النقد الدولي، وكانت على استعداد تام للخضوع أمام القوى العالمية، وأدارت الاقتصاد وفقاً للمعايير والتوصيات التي وضعتها المؤسسات الغربية. وقد أفادت هذه السياسات الاقتصادية النخبة المنتفعة في البلاد، في حين كان العبء الناجم عن ارتفاع ضريبة القيمة المضافة، وتسعير الطاقة في السوق، وخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى النصف، سبباً في تفاقم الأزمة.

لقد أثرت أزمة الديون على العديد من الناس، وتضاعفت تكاليف المعيشة. كما كانت إعادة هيكلة الديون المحلية، التي دفع بها حاملو السندات الدوليون، التي تتألف من صناديق التحوط الضخمة وغيرها من الممولين، ضرورية أيضاً لتلبية تحليل استدامة الديون الذي وضعه صندوق النقد الدولي. وهذا يعني الآن أن صناديق التقاعد للعمال، مثل عمال الملابس وقاطفي الشاي، سوف تفقد نصف قيمتها على مدى السنوات الست عشرة المقبلة. وفي الوقت نفسه، أفلت المستثمرون الأثرياء في القطاع المالي من العقاب، ولم تتأثر استثماراتهم.

إن التحدي الرئيسي الذي يواجه ديساناياكي يتلخص في التوصل إلى اتفاق أفضل مع صندوق النقد الدولي. ومن المرجح أن تتجلى هذه التوترات في الأسابيع والأشهر المقبلة بين الرئيس الجديد الذي يسعى إلى التغيير الاجتماعي، وصندوق النقد الدولي القديم، الذي يظل ملتزماً بمصالح التمويل والأسواق العالمية.

وتتجه سريلانكا إلى إجراء انتخابات برلمانية في غضون سبعة أسابيع، ومن المؤكد أن قوة ديساناياكي في البرلمان، والإجماع الوطني الذي يمكنه الحصول عليه، سوف يحددان قوته التفاوضية مع صندوق النقد الدولي والمدى الذي يمكنه فيه إبقاء النخبة المتنفذة في البلاد تحت السيطرة.

إن أهداف صندوق النقد الدولي تشكل جوهر أي عملية إعادة تفاوض. ووفقاً لهذه الأهداف، يتعين على سريلانكا خفض دينها العام إلى 95% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يتعين عليها إنفاق 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في خدمة الدين الخارجي بمجرد انتهاء برنامج صندوق النقد الدولي. وهذا يعادل 30% من إجمالي الإيرادات الحكومية لخدمة الدين، وهو سيناريو رائع بالنسبة لدائني سريلانكا، وخاصة حاملي السندات الدولية الذين تبلغ ديونهم 12.55 مليار دولار أميركي. ولكن في ظل تخفيف أعباء الديون قليلاً، فإن الواقع هو أن سريلانكا قد تنتهي إلى التخلف عن السداد مرة أخرى.

وفي هذا السياق، تتزايد الضغوط على ديساناياكي لمواصلة مساره مع صندوق النقد الدولي. فمن النخبة في العاصمة كولومبو إلى وسائل الإعلام الغربية، هناك الكثير من الحديث عن أن رجلا ذا خلفية ماركسيّة سابقا لا يستطيع العمل مع صندوق النقد الدولي وإدارة الاقتصاد. وهذه الانتقادات ليست مجرد ملاحظات عابرة، بل هي نوع من أنواع التشكيك الدولي في قدرته على القيادة. ومن المهم أن نشير هنا إلى أنه في حين تبلغ قيمة ما يسمى "خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي" حوالي 60 مليون دولار شهريًا طوال مدة البرنامج، فإن أرباح سريلانكا من النقد الأجنبي (الصادرات وأرباح الخدمات وتحويلات العمال) كل شهر الآن حوالي 30 ضعف هذا المبلغ، أي 1800 مليون دولار. بعبارة أخرى، لن يلتزم الرئيس ببرنامج صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على الأموال، ولكن بسبب الضغوط السياسية الدولية والخوف من العزلة.

هناك دروس يمكن تعلمها من أماكن أخرى هنا لا سيما كينيا. انتُخب رئيسها ويليام روتو في عام 2022، بعد عام من اتفاق صندوق النقد الدولي، وفي النهاية بُسِطَ السجاد الأحمر له في واشنطن لالتزامه بالبرنامج النيوليبرالي. ومع ذلك، في غضون عامين، دُمّرت البلاد بسبب الاحتجاجات الضخمة ضد التقشف والقمع الحكومي. في سريلانكا، كما هو الحال في حوالي 70 دولة نامية حول العالم تعاني من ضائقة الديون، تثار نفس الأسئلة. هل يستمرون في رهن سياساتهم الوطنية لحاملي السندات وصندوق النقد الدولي، أم يبحثون عن سبل بديلة لتمويل التنمية ويتفاوضون على طريقهم للخروج من برامج صندوق النقد الدولي المنهكة؟

سيضطر ديساناياكي إلى السير على حبل مشدود. فبالنسبة لبلد وشعب يمران بأسوأ مرحلة من مراحل السلب والنهب منذ الاستقلال، فإن التضامن الدولي لابد وأن يعني توفير المساحة اللازمة لإعادة بناء البلاد. وإن فشل ديساناياكي في كسب تأييد عامة الناس، فإن القوى المعادية للأجانب وتلك التي تبثّ الفرقة بين أطياف الشعب والتي اجتاحت سريلانكا لعقود من الزمان، سوف تعود من جديد.

• أهلان كاديرجامار هو عالم اقتصاد سياسي ومحاضر أول في جامعة جافنا، سريلانكا.

** عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • معرض “الرياض تقرأ” يناقش الدور التنموي لـ”جائزة الأمير محمد بن سلمان”
  • أضغاث أوهام أولا.. و أصحاب السبت ثانيا.. و الزمر ثالثا في مهرجان المسرح العماني الثامن
  • «النقد العربي»: توقعات بزيادة نمو الاقتصادات العربية إلى 4.5% في العام المقبل
  • صندوق النقد يبدأ المراجعة الرابعة لبرنامج مصر نوفمبر المقبل
  • الحوار الوطني: عقد جلسة عاجلة السبت المقبل لدعم موقف الدولة تجاه ما يجري بالمنطقة
  • 4 ورش للإخراج المسرحي بمهرجان آفاق تنطلق السبت المقبل
  • موعد إجازة 6 أكتوبر 2024.. وعدد العطلات الرسمية الشهر المقبل
  • الرئيس السريلانكي الجديد وإجراءات التقشف التي فرضها الغرب
  • “البريد السعودي” يحصل على جائزة عالمية في مجال التطوير لعام 2024
  • السبت المقبل.. الحكم في دستورية الضريبة على أرباح منشآت استصلاح الأراضي