يبدو أن منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الدول العربية، مقبلة علي دفع فاتورة التغيرات المناخية، فبعد ساعات قليلة من زلزال مدمر ضرب المغرب وحصد أرواح الآلاف وترك خسائر بالمليارات وآلاف المصابين، فاجأت العاصفة "دانيال" القادمة من اليونان وتركيا وبلغاريا، الشعب الليبي بعد أن ضربت شرق البلاد بعنف شديد، مخلفة ضحايا بالآلاف وخسائر مادية ضخمة.

 

شعوب الشرق الأوسط، أمام تحد جديد لم تساهم فيه، وهو "ارهاب المناخ" أو "الظواهر الارهابية المتطرفة"، فتداعيات التغير المناخي اليوم تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.. والسؤال من يتحمل تلك الفاتورة الباهظة؟.. هل يدفعها الأبرياء أم صانعوا التلوث الكربوني من الدول العظمي والكبري وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تقديري فالخسائر الاقتصادية المبدئية للزلازل الذي ضرب المغرب لن تقل عن 150 مليار دولار، فقد تضررت النية التحتية والأساسية والمرافق وقطاعات اقتصادية كثيرة كالاستثمار والسياحة وغيرها، فضلا عن تضرر اقتصاد المغرب الذي يمثل خامس أكبر اقتصاد افريقي من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي، بحجم ناتج محلي إجمالي يصل إلى نحو 134.2 مليار دولار خلال عام 2022، وهو ما يأتي بعد نيجيريا، ومصر، وجنوب أفريقيا، والجزائر، الدول الأربع الأكبر من حيث الناتج المحلي الإجمالي على الترتيب، وفقا لبيانات البنك الدولي.

وتتسبب الزلزال والأعاصير وغيرها من الظواهر المناخية في انهيار العديد من المباني العامة والخاصة والتاريخية فى البلاد، فضلا عن تعليق الإنتاج الصناعي في العديد من المصانع، وتضرر البنية التحتية ما يرفع فاتورة إعادة الإعمار.

وفي ليبيا وبعيدا عن الخسائر البشرية فإن انهيار السد في "درنة" وهطول الأمطار والإعصار تسبب في خسائر مادية كبيرة، وهدد الاقتصاد الليبي الذي يعاني بالاساس وقد سجل انكماشا بنحو 1.2% خلال العام الماضي نتيجة انخفاض إنتاج النفط الذي تراجع إلى 981 ألف برميل يوميا في 2022، كما تراجع فائض الموازنة العامة إلى 2.8% من إجمالي الناتج المحلي. 

وتسببت العاصفة "دانيال" في تحطيم السدود وتجريف أحياء في مدن ساحلية، وسط تقديرات أولية بأن البلاد قد تحتاج إلى نحو مليار دولار على وجه السرعة للأسر في المناطق المنكوبة.

فالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير تسبب أضرارا اقتصادية هائلة، فضلا عن مخاطرها البشرية، ناهيك عن تدمير البنية التحتية مثل المساكن والمدارس والمصانع والمعدات، والطرق والسدود والجسور ورأس المال البشري، وفقدان العمال المهرة، مشيرًا إلى أن الزلزال العنيف ضرب مواقع عدة.

وللاسف فإن الدول الفقيرة هي الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي والتي عادة ما تكون مسؤوليتها محدودة جدا على صعيد انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحترار.. وفي هذا المقام نطالب بالتوسع في التأمين ضد الكوارث الطبيعية وخاصة الزلازل والأعاصير مع التغيرات المناخية، ونطالب الأمم المتحدة لتدشين صندوق لتعويض المتضررين من التغييرات المناخية يقوم بتمويله الدول المتسببة في الانبعاثات الكربونية ونطالب أيضا المجتمع العربي والإسلامي والدولي، بمد يد العون وتقديم مساعدات عاجلة للاشقاء بالمغرب وليبيا.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

فاتورة السماء المحترقة.. الإعلام العبري يكشف نزيف المليارات بفعل الصواريخ اليمنية

يمانيون |
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تصاعد المخاوف داخل المؤسسة العسكرية لكيان الاحتلال، عقب وصول كلفة التصدي للهجمات اليمنية إلى أرقام فلكية تُنذر باستنزاف غير مسبوق في الميزانية الدفاعية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير وصف بـ”التحذيري”،إلى أن ما بدأ كصراعٍ جغرافي محدود تحول تدريجياً إلى نزيفٍ مالي مستمر، حيث تتكبد تل أبيب مبالغ طائلة يومياً لتأمين جبهتها الجنوبية في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، في وقت تشهد فيه جبهات غزة ولبنان تصعيداً موازياً لا يقل كلفة.

وبحسب الأرقام التي أوردتها “يديعوت”، فإن كل صاروخ اعتراضي تُطلقه منظومات الدفاع الجوي الصهيونية في مواجهة الهجمات اليمنية يكلّف نحو 10 ملايين شيكل (ما يعادل أكثر من 3 ملايين دولار).

ومع تعدد الهجمات وتكرار الإنذارات الجوية، ارتفعت الفاتورة الإجمالية لعمليات الاعتراض إلى نحو مليار شيكل – أي ما يزيد عن 300 مليون دولار أمريكي – وهو رقم ضخم يصفه مراقبون بأنه “أكبر استنزاف دفاعي تشهده تل أبيب منذ عقود”.

الصحيفة العبرية لفتت إلى أن هذه النفقات لا تقتصر على الصواريخ الاعتراضية، بل تشمل تشغيل منظومات الإنذار المبكر والرادارات وتكثيف الدوريات الجوية على مدار الساعة، وهي عمليات مكلفة تتجاوز التقديرات الأولية للمؤسسة العسكرية.

العبء المالي لم يقف عند حدود الدفاع، بل امتد إلى الهجمات الجوية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد أهداف مزعومة في اليمن.

وأوضحت الصحيفة أن تكلفة كل طلعة جوية قد تصل إلى عشرات الملايين من الشواكل، نظرًا لتشغيل عشرات الطائرات المقاتلة واستخدام ذخائر متطورة وعمليات تزوّد بالوقود في الجو، فضلاً عن تكاليف الاستطلاع والتغطية الإلكترونية.

وفي تقديرات إضافية نقلتها “يديعوت”، يبلغ متوسط كلفة كل هجوم يشنه سلاح الجو الصهيوني ضد اليمن نحو 50 مليون شيكل (ما يقارب 15 مليون دولار)، وهو ما يجعل من “المعركة البعيدة” حربًا مالية خانقة لا تقل خطورة عن المواجهات الميدانية.

“السهم 3″ و”ثاد”.. دروع باهظة لا توقف الخسارة

التقرير أوضح أن كيان الاحتلال يعتمد بشكل رئيسي على منظومتي “السهم 3” و**“ثاد” الأمريكية** في التصدي للصواريخ اليمنية، وهما من أغلى المنظومات في العالم.

فبينما تصل كلفة الصاروخ الواحد من “السهم 3” إلى ما بين 15 و30 مليون شيكل (من 4.6 إلى 9 ملايين دولار)، فإن صاروخ “ثاد” الأمريكي الواحد تتجاوز قيمته 12 مليون دولار.

هذه الأرقام، بحسب الصحيفة، تُظهر أن التقديرات الرسمية التي تتحدث عن “مليار شيكل” ربما لا تعبّر عن الصورة الكاملة، إذ إن الاعتماد المكثف على منظومات متطورة بهذا المستوى يعني أن الفاتورة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير من المعلن، خاصة مع استمرار الهجمات اليمنية واتساع نطاقها البحري والجوي.

وفي ختام تقريرها، أكدت “يديعوت أحرونوت” أن هذا التصعيد المالي يضاعف القلق داخل الدوائر الأمنية الصهيونية، خصوصاً في ظل ما وصفته بـ”الاستنزاف متعدد الجبهات”، حيث تُجبر “إسرائيل” على توزيع قدراتها بين غزة ولبنان واليمن، وسط حالة من الإرباك المالي والتقني واللوجستي.

ويرى محللون أن كلفة الحرب ضد اليمن تجاوزت المعادلات العسكرية إلى حرب استنزاف اقتصادية تهدد البنية الداخلية لكيان الاحتلال، بعدما أثبتت العمليات اليمنية فاعليتها في نقل المعركة من السماء إلى عمق الميزانية الصهيونية.

مقالات مشابهة

  • التأشيرة الخليجية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي لكل دولة من الدول الأعضاء
  • فاتورة السماء المحترقة.. الإعلام العبري يكشف نزيف المليارات بفعل الصواريخ اليمنية
  • الأمم المتحدة تكشف فاتورة إعادة إعمار غزة
  • الإغاثة الطبية الفلسطينية: 90% من البنية التحتية في غزة مدمرة.. و70 مليار دولار تقديرات الإعمار
  • 90 % من بنية غزة التحتية مدمرة.. و70 مليار دولار تكلفة الإعمار المتوقعة
  • الإغاثة الطبية الفلسطينية: 90% من البنية التحتية في غزة مدمرة
  • الدول الفقيرة بين خسائر أزمات المناخ وأعباء ديون المتسببين فيه
  • تقرير عالمي يكشف ما الذي يسيطر على مشاعر الأردنيين
  • وزارة البيئة تشارك فى ورشة العمل الإقليمية حول الربط بين المساهمات المحددة وطنيًا وتقارير الشفافية المناخية
  • البيئة تشارك فى ورشة عمل حول الربط بين المساهمات المحددة وطنيًا وتقارير الشفافية المناخية