السودان: شح الوقود وزيادة سعره بعد سيطرة الدعم السريع على مصفاة نفط
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تسببت سيطرة قوات الدعم السريع على المصفاة الرئيسة للنفط في السودان بمنطقة الجيلي شمالي العاصمة الخرطوم بحري، في تراجع إنتاج المصفاة للحدود الدنيا، وندرة في إمداد المشتقات النفطية والغاز وارتفاع أسعارها.
واستهدفت قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب، والتي شارفت على انتهاء شهرها الخامس، السيطرة على العديد من المؤسسات الخدمية الحيوية في العاصمة الخرطوم ومناطق الصراع كورقة ضغط على الجيش الذي يسعى إلى استرجاع السيطرة على هذه المؤسسات.
وانعكست الحرب المستعرة على الأوضاع المعيشية للسودانيين الذين يعانون شح وغلاء السلع الضرورية ومنها الوقود.
وقال سائق سيارة محمد المصطفى علي، التقته “العربي الجديد” بمدينة شندي بولاية نهر النيل إن احتلال مصفاة النفط من قبل المسلحين أدى لشح كبير في الوقود وارتفاع أسعاره إلى 30 ألف جنيه للغالون، وتسبب في عرقلة حركة النقل بشكل عام، داعيا أطراف النزاع إلى ضرورة إنهاء الحرب والتي تضرر منها الشعب والاقتصاد السوداني.
وتعليقا على الأزمة قال وزير النفط الأسبق، إسحق بشير جماع، لـ”العربي الجديد” إن إنتاج المصفاة تراجع حاليا إلى 30% من الطاقة الإنتاجية فقط، بسبب الحرب الدائرة في البلاد وسيطرة قوات الدعم السريع على المصفاة.
وأشار إلى قلة النفط الخام نتيجة لانفصال الجنوب وارتفاع الطلب، ما أدى إلى توفير 70% من الاحتياجات عبر الاستيراد من الخارج عن طريق ميناء بورتسودان، لافتا إلى حصول الإقليم الشرقي والولاية الشمالية ومدينة عطبرة على إمداداتها من المشتقات النفطية عبر مدينة بورتسودان مباشرة إما بالنقل البري أو سكك الحديد.
وأكد جماع اكتمال خط الأنابيب من الجيلي إلى مدني، غير أنه لم يستأنف نشاطه حتى الآن لعدم اكتمال المستودعات لاستقبال المنتجات التي تضخ عبر الخط، مشيراً إلى إمكانية تعويض ذلك عبر السكة الحديد أو النقل البري من محطة الرويان في الشرق.
وقال إن تمركز الدعم السريع حول المصفاة تم بغرض التمويه وليس القصد الأول منه المصفاة، بل هناك مركز رئيس شرق المصفاة بالقرب من الجبال تم توفيره خصيصا للدعم السريع، وفيه حفريات تحت الأرض تحتوي على إمدادات للدعم السريع أُعدت من جهات فنية خارجية.
وزاد قائلا: “الكثير لا يدري أصل الأدوار الخارجية واللاعبين من الداخل في هذه الحرب العبثية”.
ويرى الاقتصادي السوداني عادل خلف الله، أن استمرار سيطرة قوات الدعم السريع على مصفاة الجيلي أثر بشكل سلبي على توازن عرض المشتقات النفطية والطلب عليها، ومن ثم على أسعارها، لا سيما في المدن والولايات التي أصبحت مسرحاً للعمليات الحربية كالعاصمة الخرطوم، ودارفور، وشمالي وجنوبي وغربي كردفان، بخاصة بعد النهب والسرقة التي تعرضت لها مصفاة الأبيض، وتأثر مستودعات الشجرة بالمعارك حول سلاح المدرعات.
يضيف لـ”العربي الجديد”: “يتوفر الوقود بأسعار أقل في ولايات نهر النيل والشمالية، ليتم نقلها أو تهريبها، للعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة. وبلغت أعلى الأسعار في ولايات دارفور، حيث تجاوز سعر برميل البنزين والغازولين 1000 دولار”.
يتابع: “لولا تعطل الحركة داخل العاصمة الخرطوم وانحسارها في بعض المناطق، وتعطل القطاع الصناعي، جراء التدمير والنهب الذي تعرض له، لتجاوزت الأسعار المعدلات الحالية حيث يباع الآن غالون البنزين والغازولين بأكثر من خمسة أضعاف سعره قبل اندلاع الحرب، فضلاً عن ندرة وارتفاع الغاز المنزلي، إذ قفز سعر الأسطوانة الواحدة زنة 12.5 كيلوغراماً من 2500 إلى 70 ألف جنيه، ما دفع أغلب سكان المناطق المتأثرة بالحرب للجوء إلى الفحم لصنع الغذاء، والذي ارتفعت أسعاره من 10 آلاف إلى 30 ألف جنيه للشوال”.
العربي الجديد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الدعم السریع على العربی الجدید
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقترب من استرداد القصر الرئاسي .. قال إنه صدّ هجوماً كبيراً شنته «الدعم السريع» في شمال كردفان
اقترب الجيش السوداني من استرداد القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023. وتتقدم قوات الجيش باتجاه القصر من عدة محاور، بينما استردّت قواته، المسماة «متحرك الصياد»، مدينة أم روابة؛ ثانية كبرى مدن ولاية شمال كردفان في غرب السودان. كما أعلن الجيش صد هجوم «قوات الدعم السريع» على مدينة أو روابة، الأربعاء، وألحق بها «خسائر فادحة»، وأن طيرانه الحربي «يلاحق القوات الهاربة».
ومنذ عدة أيام، يواصل الجيش هجماته على مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في محاور مختلفة، حيث أحرز تقدماً سريعاً.
وقال شهود في الخرطوم إن قوات قادمة من مقر القيادة العامة للجيش تخوض قتالاً شرساً مع «قوات الدعم السريع»، وتتقدم في شارعَي «الجمهورية» و«الجامعة» باتجاه القصر الرئاسي الذي يبعد عن مقر قيادة الجيش نحو كيلومترين. وتوقعت مصادر أن يسترد الجيش القصر الرئاسي في وقت قريب، إذا واصل تقدمه بوتيرته الحالية.
ووفقاً لشهود ومنصات للتواصل الاجتماعي، فإن قوات الجيش دخلت حي «العزبة» في مدينة بحري، إحدى مدن العاصمة الثلاث، بعد أن استردت حي «دردوق» وحي «نبتة»، واقتربت من حي «الشقلة» في منطقة شرق النيل بمدينة بحري. كما حقق الجيش تقدماً في منطقة أم بدة بمدينة أم درمان.
تقاسم العاصمة المثلثة
ويتقاسم طرفا الحرب مناطق متداخلة في العاصمة المثلثة «الخرطوم الكبرى» التي تتكون من مدينة الخرطوم، ومدينة أم درمان، ومدينة بحري. وكان الجيش قد أعلن، يوم الأربعاء، بسط سيطرته على جسر «المك نمر» من جهة مدينة بحري، ويتقدم نحو وسط المدينة. لكن «قوات الدعم السريع» لا تزال تسيطر على أحياء كافوري، وكوبر، وشرق النيل، وسوبا، وغيرها، مع وجود جيوب مقاومة ببعض المناطق الأخرى.
وفي مدينة الخرطوم، استعاد الجيش سيطرته على أحياء الرميلة، والحلة الجديدة، وبعض أنحاء حي جبرة، بينما تسيطر «قوات الدعم السريع» على المنطقة الواقعة شرق مقر «القيادة العامة» للجيش وعلى مطار الخرطوم، وأحياء الصحافة والخرطوم 2، والخرطوم 3، وامتداد الدرجة الثالثة، وأركويت، والرياض، والطائف، والمنشية، والجريف، والبراري.
كما لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على الأحياء الجنوبية من مدينة الخرطوم، بما في ذلك السوق المركزية وأحياء السلمة، وسوبا، ومايو، وعد حسين، والكلاكلات، وتمتد سيطرته حتى شرق ضاحية جبل الأولياء.
وفي مدينة أم درمان، استطاع الجيش استرداد أجزاء كبيرة من المدينة، باستثناء جنوبها وغربها، بينما تبقت بعض أحياء محلية أم بدة، والسوق الشعبية، والمربعات، والشقلة، وصالحة، وتمتد جنوباً حتى ضاحية جبل الأولياء من جهة الغرب.
معارك الغرب
وفي ولاية شمال كردفان، ذكر شهود أيضاً أن قوات الجيش، القادمة من جهة الشرق باتجاه مدينة أم روابة، ثانية كبرى ولايات شمال كردفان، حققت تقدماً مكّنها من استرداد المدينة من سيطرة «قوات الدعم السريع». من جانبه، أعلن الجيش، على صفحته في منصة «فيسبوك»، أن قواته المدعومة بالطيران الحربي دحرت هجوماً كبيراً شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة، يوم الأربعاء، وألحقت بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في معركةٍ استمرت أكثر من خمس ساعات.
وأضاف الجيش أن الطيران الحربي يلاحق ما تبقّى من «قوات الدعم السريع» الفارة، لكن هذه القوات الفارة «استهدفت أحياء المدينة وبعض مراكز الإيواء بالقصف المدفعي»، نتج عنه مقتل ثلاثة مواطنين وجرح ثمانية.
وتبعد مدينة أم روّابة عن العاصمة الخرطوم بنحو 300 كيلومتر، وهي مركز تجاري مهم وسوق كبيرة للحبوب الزيتية، كما أنها تُعد ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وبميناء بورتسودان.
كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس