برامج الإسكان في الإمارات.. منظومة مستدامة لحماية البيئة والموارد الطبيعية
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
أبوظبي- وام
تطبق برامج الإسكان في دولة الإمارات أعلى معايير الاستدامة في جميع مشروعاتها السكنية، بهدف تقليل الآثار البيئية وتعزيز ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وخفض البصمة الكربونية لحماية البيئة والموارد الطبيعية والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، بما يدعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وخصصت الحملة محوراً خاصاً لـ«المباني الصديقة للبيئة» لإبراز قصص النجاح الوطنية في تشييد مبانٍ خضراء تراعي في تصميمها وتشغيلها الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ويحظى ساكنوها بحياة صحية مستدامة خالية من الانبعاثات الكربونية.
وتهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً. وتغطي الحملة الإعلامية محاور عدة، أبرزها «إرث الوالد المؤسس» الذي يسلط الضوء على نهج وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الاستدامة، ومحور «أبطال العمل المناخي»، الذي يهدف لإبراز المشاركات الفردية في مبادرات مبتكرة في مجال العمل المناخي لبناء مجتمع أكثر استدامة، ومحور «الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي»، الذي يستعرض جهود دولة الإمارات في مواجهة التغير المناخي من أجل تحقيق أهداف الحياد المناخي.
- برنامج الشيخ زايد للإسكان
وتعمل الجهات ذات العلاقة بقطاع الإسكان في دولة الإمارات وفق منظور تنموي شامل لتوفير إسكان مستدام يحافظ على البيئة، ويتمتع بجميع مقومات الحياة الكريمة والسعادة والاستقرار الأسري للمواطنين وأسرهم.
ويحرص برنامج الشيخ زايد للإسكان على تحقيق الريادة في مجال الإسكان والاستدامة، بما يتماشى مع توجهات دولة الإمارات ورؤيتها المستقبلية في مجال الطاقة والبيئة وجودة الحياة من خلال تشييد مساكن حكومية مستدامة وفق أعلى المعايير العالمية، بما يسهم في تعزيز الكفاءة في ترشيد استهلاك المياه والطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية وتقليل الأثر البيئي.
وحقق البرنامج نتائج متقدمة في توفير استهلاك المياه والكهرباء والانبعاثات الكربونية في مشاريع الأحياء السكنية التي ينفذها في مُختلف إمارات الدولة، من خلال استخدام المواد الخاصة بالمحافظة على البيئة والاستدامة: (الطابوق الحراري ونظام عزل الأسقف واستخدام زجاج معالج يقلل درجات الحرارة)، بالإضافة إلى استخدام أطقم صحية تقلل من تدفق المياه ما ساعد في عملية توفير الاستهلاك، ومصابيح (LED) الموفرة للطاقة، والسخانات والألواح الشمسية المنتجة للطاقة، إلى جانب استخدام الغاز الصديق للبيئة في المكيفات، والأنظمة الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتسهل عملية التحكم في جميع أجهزة المنزل والتعامل معها عن بُعد.
وسجّل البرنامج انخفاضاً في استهلاك الكهرباء في 8 أحياء سكنية بنسبة 20% أي ما يعادل تشغيل 2217 مسكناً سنوياً، كما سجّل انخفاضاً في استهلاك المياه في مساكن الأحياء السكنية بنسبة 40% أي ما يعادل ملء 100 مسبح أولمبي سنوياً، إلى جانب خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 27% أي ما يعادل انبعاث كربوني لـ 8700 سيارة لمدة عام كامل.
ويحرص البرنامج على استيفاء متطلبات معايير نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمباني التابع لبرنامج «استدامة» في أبوظبي لمرحلة التصميم والتنفيذ في جميع مشروعات الأحياء السكنية التي ينفذها، إيماناً منه بأهمية ترسيخ ممارسات الاستدامة والحفاظ على البيئة، كما جهز البرنامج جميع مساكن المجمعات السكنية الحديثة بالبنية التحتية اللازمة لتركيب الأنظمة الذكية.
وتشمل معايير الاستدامة التي يطبقها البرنامج نقاطاً عدة رئيسة هي، خفض معدلات الطلب على المياه والتقليل من استخدام الطاقة والتأكد من مراعاة دورة الحياة الكاملة عند اختيار مواد البناء والتخلص منها وتشجيع الابتكار والتعبير عن الهوية الثقافية في تصميم وإنشاء المباني والحفاظ على البيئات والموارد الطبيعية المهمة وضمان جودة المساحات الداخلية والخارجية وتشجيع العمل الجماعي للفريق الاستشاري من مختلف التخصصات لتحقيق متطلبات الاستدامة.
ويقوم قسم ضمان وضبط الجودة الفنية في البرنامج بقياس نسب الخفض في البصمة الكربونية لكافة مشاريع الأحياء السكنية وذلك لضمان تقليل آثار الانبعاثات الكربونية على البيئة وبما يحقق استراتيجية وأهداف البرنامج في الاستدامة البيئية للمشاريع السكنية وتحقيق رؤية دولة الإمارات في مجال الحفاظ على البيئة.
وضمن مبادرات برنامج الشيخ زايد للإسكان لدعم الاستدامة، دشن البرنامج في عام 2016 أول مسكن منتج للطاقة في مجمع الشيخ خليفة السكني بالفجيرة، لإنتاج من 18 إلى 20 كيلو واط من الكهرباء، حيث يسهم في إنتاج الطاقة النظيفة عن طريق تركيب ألواح كهروضوئية في المساحات غير المستغلة مثل سطح المسكن ومظلات مواقف السيارات.
كما أطلق البرنامج في عام 2020 الجيل الأول من مساكن المستقبل المستدامة «زايد 2071»، أول مسكن مبتكر ومستدام يحصل على أعلى تقييم بيئي في الدولة حسب برنامج «استدامة» للتقييم بدرجات اللؤلؤ، حيث تم تصميم المشروع بالتعاون مع شركة «مصدر».
ويهدف المشروع، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، إلى تصميم نسخة جديدة ومطورة من المسكن المستدام ليتلاءم مع احتياجات الأسر المواطنة ويحقق أعلى المعايير البيئية المستدامة.
وتم تصميم المشروع بمواصفات مسكن صفري الطاقة ويعمل على توليد 100 في المائة طاقة نظيفة وتخفيض الكسب الحراري الخارجي وتوفير استهلاك المياه وإعادة تدوير مخلفات البناء والمخلفات العضوية وتحسين البيئة الداخلية من خلال استخدام مواد غير مضرة بالبيئة والصحة العامة للأسرة.
- مبادرات مؤسسة محمد بن راشد للإسكان للمحافظة على البيئة
وعلى المستوى المحلي، تتواصل جهود تطوير منظومات الإسكان العصرية والمستدامة للمواطنين، حيث تتسم المشروعات التي تنفذها مؤسسة محمد بن راشد للإسكان في دبي بأعلى معايير الاستدامة واستخدامات الأنظمة الخضراء والتطبيقات الصديقة للبيئة، والتي من بينها عزل الأسطح باستعمال نظام الكومبو، والذي يحتوي على عازل مائي وحراري، واستخدام الزجاج العازل للحرارة والصوت، والخرسانة الخضراء والطابوق المعزول في الجدران الخارجية، إضافة إلى تدوير المياه الناتجة من أجهزة التكييف واستعمالها لأغراض الري، واستخدام أصباغ صديقة للبيئة، فضلاً عن توفير الإضاءة الطبيعية مما يقلل استهلاك الطاقة الكهربائية نهاراً، واستعمال إنترلوك عاكس للشمس في الأرضيات، بالإضافة إلى تركيب سخانات شمسية، وأجهزة إنارة موفرة للطاقة.
وفيما يخص مشاريع مجمعات البنايات السكنية، فإنه يضاف إلى الأنظمة والتطبيقات السابقة، تعزيز الخدمات البيئية للتخلص من النفايات وفرزها، وتأمين مواقف سيارات صديقة للبيئة لكل بناية، واستخدام نظام التحكم في الإنارة في المناطق المشتركة مثل الممرات ومواقف السيارات، فيما يتم استعمال العدادات الذكية لمعرفة الاستهلاك اللحظي للماء والكهرباء.
وطبقت المؤسسة نظام «جرين مت» في زراعة المسطحات الخضراء على سطح المسكن المؤلف من طبقات عدة بسماكة وسطية 25 سنتيمتراً، حيث يشكل ذلك حماية إضافية وعزلاً حرارياً للمسكن من أشعة الشمس، وبالتالي التقليل من الطاقة اللازمة لتبريده، كما طبقت هذا النظام في حديقة المسكن من خلال تزويدها بطبقة من (جرين مت) بسماكة 13 مليمتراً مصنوعة من ألياف النخل بحيث يتم الاحتفاظ بالرطوبة تحت المزروعات، مما يقلل من استهلاك مياه الري وبالوقت نفسه يشكل حماية للمزروعات من النباتات الضارة والحشرات، فضلاً عن زراعة جزء من الواجهة الأمامية للمسكن مما يضفي لمسة جمالية على المسكن.
ويعتبر «المسكن الأخضر» إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد للإسكان للمحافظة على البيئة، حيث تهدف المبادرة إلى تعريف وتثقيف المتعاملين بتطبيقات الأنظمة الخضراء المستدامة وأنظمة توفير الطاقة والأنظمة الذكية.
وافتتحت المؤسسة في عام 2015 «المسكن الأخضر النموذجي» في منطقة البرشاء، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى مشاريع الجهات الإسكانية في الدولة، ويهدف إلى تقليل التأثيرات البيئية وترشيد الكهرباء والمياه، وتعمل المؤسسة من خلال هذا المشروع على تقليل البصمة الكربونية واستخدام الطاقة الشمسية.
وفي عام 2023 أطلق مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ومؤسسة محمد بن راشد للإسكان مسابقة «منزل المستقبل» العالمية الهادفة إلى استقطاب أفضل المهندسين المعماريين والمصممين الاستثنائيين من حول العالم لتصميم منزل إماراتي مُبتكر قابل للتوسع والتغيير، وبتصميم ميسور التكلفة لا يتجاوز قرض الإسكان البالغ مليون درهم، حيث تأتي المسابقة في إطار سعي حكومة دبي لتوفير إسكان مستدام لمواطني الإمارة وأسرهم.
ووقّع مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ومؤسسة محمد بن راشد للإسكان اتفاقية شراكة لتنسيق الجهود المشتركة، وتعزيز التعاون فيما بينهما لدعم وتنفيذ مشروع تطوير نموذج سكن المستقبل وتنفيذه في إمارة دبي، لغايات توفير منازل مستدامة ومريحة بطريقة ذكية مرنة وبأقل التكاليف للراغبين من مواطني إمارة دبي.
- منظومة متطورة مستدامة لهيئة أبوظبي للإسكان
حرصت هيئة أبوظبي للإسكان منذ تأسيسها في عام 2012 على الالتزام بتوجيهات القيادة الرشيدة للتحول لنهج الاقتصاد الأخضر، وعملت على تطبيق مستهدفات وإرشادات برامج العمل الوطنية الاتحادية والمحلية «الأجندة الوطنية الخضراء 2030» و«الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030».
وعملت الهيئة على توفير المساكن المستدامة لمواطني الإمارة، حيث قامت بتطوير منظومة إسكان عصرية حسب متطلبات نظام برنامج «استدامة» للمرافق المجتمعية والفلل، بما يضمن ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وتقليل البصمة الكربونية، وعلى نحو يدعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، حيث تساهم المشاريع المستدامة بالحفاظ على البيئة المحلية من خلال التشجيع على استخدام المواد ذات التأثير البيئي المنخفض والمعاد تدويرها بالإضافة إلى الحرص على تماشي المشاريع الإسكانية بكافة مكوناتها (مساكن، مساحات مفتوحة، البنية التحتية) مع مبادئ الاستدامة.
وفي إطار إرشادات «الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي» المتعلقة بضرورة التوازن بين الأهداف الاقتصادية والاعتبارات البيئية، ونظرا لما يمثله الاقتصاد الأخضر المستدام من رافد قوي لتعزيز فرص النمو النظيف في الإمارة، فقد حرصت هيئة أبوظبي للإسكان من خلال دليل أبوظبي للإسكان على أن تكون جميع تصاميم مباني ومرافق المجمعات السكنية المتكاملة التي تنفذها في مختلف مناطق الإمارة ملتزمة بشروط المحافظة على البيئة ومتطلبات الاقتصاد الأخضر.
وانطلاقاً من التزامها بالمحافظة على البيئة فقد راعت الهيئة عند اختيارها للأدوات الصحية والكهربائية وغيرها من الأدوات الأخرى المستخدمة في مشاريعها أن تكون صديقة للبيئة ومساعدة في ترشيد استخدام المياه والكهرباء ومشجعة بشكل عام على اتباع نمط حياة أكثر استدامة.
كما أطلقت الهيئة مبادرة «بيتي» لمواطني إمارة أبوظبي، حيث يوفر هذا البرنامج 58 تصميماً معمارياً مسبق الاعتماد للمساكن، تم تصميمها وفق معايير الجودة والكفاءة التي توفر الأمن والراحة للمواطنين وتراعي شروط المباني الصديقة للبيئة الملتزمة بمتطلبات الاقتصاد الأخضر.
- خيارات داعمة للاستدامة في برنامج إسكان الشارقة
ويعمل برنامج إسكان الشارقة على تلبية الاحتياجات الإسكانية المقدمة من قبل المواطنين من مختلف مدن ومناطق إمارة الشارقة، ويوفر خيارات إسكانية مستدامة ومتنوعة تخدم جميع شرائح المجتمع المتقدمين بطلب الحصول على الدعم السكني كخدمات البناء الجديد والاستكمال، والإضافة والصيانة، والحصول على مسكن حكومي جاهز ضمن المجمعات السكنية، وإنشاء الوحدات السكنية للأسر غير المتنامية.
وتستخدم مشاريع الدعم السكني في الشارقة «الخرسانة الخضراء»، بهدف الارتقاء بمنظومة البناء وتطبيق المعايير الحديثة في مجال الاستدامة، حيث تزيد الخرسانة الخضراء عُمر المنشآت لمدة تصل إلى 20 عاماً، كما تحسّن من درجة مقاومة الحريق، وتقلل من نسب تشقق الخرسانة، وتزيد مقاومة الأملاح، وتقليل نفاذ المياه والرطوبة، وبالتالي تقلل من احتمالية صدأ حديد التسليح.
ويحرص برنامج إسكان الشارقة في مختلف مراحل تصميم وتشييد المجمعات السكنية على المحافظة على البيئة وتسخير حلول الطاقة المتجددة لتوفير المسكن المستدام، مما يسهم في تعزيز ترشيد استهلاك المياه والطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات
إقرأ أيضاً:
البصمة الكربونية لكرة القدم.. البطولات والمباريات الدولية تزيد الانبعاثات 50%.. السفر الجوي أكبر المساهمين
كرة القدم، هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، بمليارات المشجعين وانتشار عالمي واسع، ولا يزال التأثير البيئي لهذه الرياضة مصدر قلق كبير، وبصمتها الكربونية آخذة في الازدياد.
تقدر الدراسات الحديثة، وخاصة تقرير معهد الطقس الجديد ” التصدي القذر: البصمة الكربونية المتزايدة لكرة القدم “، أن إجمالي البصمة الكربونية لكرة القدم يتراوح بين 64 و66 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهذا يُضاهي الانبعاثات السنوية للنمسا، ويزيد بنسبة 60% عن انبعاثات أوروجواي.
إن معرفة الأسباب الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري من كرة القدم أمرٌ أساسي للحد من تأثيرها.
فما هي الأسباب الرئيسية لانبعاثات الكربون المتزايدة من اللعبة؟
المساهمون الرئيسيون في انبعاثات الكربون في كرة القدم
وفيما يلي أهم ثلاثة مصادر رئيسية لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن الرياضة:
الانبعاثات المدعومة: مصدر مهم للتأثير
تُعدّ صفقات الرعاية مع الصناعات عالية الكربون من أكبر مصادر انبعاثات كرة القدم.
يُظهر تقرير معهد الطقس الجديد أن 75% من البصمة الكربونية لكرة القدم تأتي من الرعايات.
ويشمل ذلك الشركات عالية الانبعاثات، مثل شركات الوقود الأحفوري وشركات الطيران.
وترتبط هذه الصفقات بصناعات ذات انبعاثات عالية، بما في ذلك السفر الجوي المتكرر والنقل المعتمد على الوقود الأحفوري.
على سبيل المثال، وقّع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اتفاقيةً عام ٢٠٢٤ مع شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، أكبر شركة للوقود الأحفوري في العالم.
كما يحظى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) برعاية مستمرة مع الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات، وهما شركتان طيران رئيسيتان تُسببان تلوثًا بيئيًا.
شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أربع صفقات رعاية كبيرة، قُدِّرت الانبعاثات المرتبطة بها بأكثر من 16 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
كما أضافت أكبر أربعة أندية أوروبية برعاية شركات طيران 8 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.
انبعاثات السفر: التكلفة الباهظة للتنقل
تتطلب مباريات كرة القدم سفرًا كبيرًا، سواءً للفرق أو للمشاهدين. وتُشير التقارير إلى أن سفر المشاهدين هو المساهم الأكبر في الانبعاثات غير المرتبطة بالرعاية.
ويُشكل السفر الجوي والبري الجزء الأكبر من هذه الانبعاثات، وخاصةً في المنافسات الدولية.
تنتج مباراة واحدة من مباريات كأس العالم لكرة القدم للرجال ما بين 44000 إلى 72000 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل قيادة ما بين 31500 إلى 51500 سيارة في المملكة المتحدة في المتوسط لمدة عام .
تنتج مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز حوالي 1700 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ويمثل سفر المتفرجين نصف هذه الكمية.
تزيد المباريات في المسابقات الدولية للأندية من الانبعاثات بنسبة 50% بسبب السفر الجوي.
أصدرت بطولة كأس العالم لكرة القدم، بما في ذلك مباريات التصفيات، 6.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على مدى أربع سنوات .
يُسهم توسيع البطولات وزيادة المباريات الدولية في زيادة الانبعاثات.
ستحتاج كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا إلى رحلات جوية مكثفة، مما سيزيد الانبعاثات الناتجة عن السفر بشكل كبير.
لا تزال الجهود المبذولة لتشجيع المشجعين على السفر الصديق للبيئة غير كافية. فبينما تشجع بعض الأندية مشجعيها على استخدام وسائل النقل العام، إلا أن معدل استخدامها منخفض بشكل عام.
يقترح الخبراء أن تتبنى المزيد من الفرق مبادرات منخفضة الكربون، مثل التنقل الكهربائي، لخفض الانبعاثات.
ويمكنهم تقديم تذاكر مباريات مخفضة للجماهير الذين يستخدمون وسائل نقل منخفضة الكربون.
بناء الملاعب: من أين تأتي الانبعاثات؟
تُصدر الملاعب انبعاثات كربونية هائلة، سواءً أثناء بنائها أو صيانتها.
وقد شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر بناء ملاعب جديدة، ينبعث منها 270,000 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل ملعب .
وتواصل الأندية الكبرى تجديد أو بناء ملاعب جديدة، مما يزيد من بصمتها الكربونية.
وقد أدت الملاعب الجديدة للأندية
البصمة الكربونية لكرة القدم.. البطولات والمباريات الدولية تزيد الانبعاثات 50%.. السفر الجوي أكبر المساهمين
كرة القدم، هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، بمليارات المشجعين وانتشار عالمي واسع، ولا يزال التأثير البيئي لهذه الرياضة مصدر قلق كبير، وبصمتها الكربونية آخذة في الازدياد.
تُقدّر الدراسات الحديثة، وخاصةً تقرير معهد الطقس الجديد ” التصدي القذر: البصمة الكربونية المتزايدة لكرة القدم “، أن إجمالي البصمة الكربونية لكرة القدم يتراوح بين 64 و66 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهذا يُضاهي الانبعاثات السنوية للنمسا، ويزيد بنسبة 60% عن انبعاثات أوروجواي.
إن معرفة الأسباب الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري من كرة القدم أمرٌ أساسي للحد من تأثيرها.
اسباب إنبعاثات الكربون المتزايدة من ممارسة لعب كرة القدم
المساهمون الرئيسيون في انبعاثات الكربون في كرة القدم
وفيما يلي أهم ثلاثة مصادر رئيسية لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن الرياضة:
الانبعاثات المدعومة: مصدر مهم للتأثير
تُعدّ صفقات الرعاية مع الصناعات عالية الكربون من أكبر مصادر انبعاثات كرة القدم.
يظهر تقرير معهد الطقس الجديد أن 75% من البصمة الكربونية لكرة القدم تأتي من الرعايات.
ويشمل ذلك الشركات عالية الانبعاثات، مثل شركات الوقود الأحفوري وشركات الطيران.
وترتبط هذه الصفقات بصناعات ذات انبعاثات عالية، بما في ذلك السفر الجوي المتكرر والنقل المعتمد على الوقود الأحفوري.
على سبيل المثال، وقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اتفاقيةً عام ٢٠٢٤ مع شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، أكبر شركة للوقود الأحفوري في العالم.
كما يحظى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) برعاية مستمرة مع الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات، وهما شركتان طيران رئيسيتان تُسببان تلوثًا بيئيًا.
شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أربع صفقات رعاية كبيرة، قُدِّرت الانبعاثات المرتبطة بها بأكثر من 16 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
كما أضافت أكبر أربعة أندية أوروبية برعاية شركات طيران 8 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.
انبعاثات السفر: التكلفة الباهظة للتنقل
تتطلب مباريات كرة القدم سفرًا كبيرًا، سواءً للفرق أو للمشاهدين. وتُشير التقارير إلى أن سفر المشاهدين هو المساهم الأكبر في الانبعاثات غير المرتبطة بالرعاية.
ويشكل السفر الجوي والبري الجزء الأكبر من هذه الانبعاثات، وخاصةً في المنافسات الدولية.
تنتج مباراة واحدة من مباريات كأس العالم لكرة القدم للرجال ما بين 44000 إلى 72000 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل قيادة ما بين 31500 إلى 51500 سيارة في المملكة المتحدة في المتوسط لمدة عام
تنتج مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز حوالي 1700 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ويمثل سفر المتفرجين نصف هذه الكمية.
تزيد المباريات في المسابقات الدولية للأندية من الانبعاثات بنسبة 50% بسبب السفر الجوي.
أصدرت بطولة كأس العالم لكرة القدم، بما في ذلك مباريات التصفيات، 6.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على مدى أربع سنوات .
يُسهم توسيع البطولات وزيادة المباريات الدولية في زيادة الانبعاثات.
ستحتاج كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا إلى رحلات جوية مكثفة، مما سيزيد الانبعاثات الناتجة عن السفر بشكل كبير.
لا تزال الجهود المبذولة لتشجيع المشجعين على السفر الصديق للبيئة غير كافية. فبينما تشجع بعض الأندية مشجعيها على استخدام وسائل النقل العام، إلا أن معدل استخدامها منخفض بشكل عام.
يقترح الخبراء أن تتبنى المزيد من الفرق مبادرات منخفضة الكربون، مثل التنقل الكهربائي، لخفض الانبعاثات.
ويمكنهم تقديم تذاكر مباريات مخفضة للجماهير الذين يستخدمون وسائل نقل منخفضة الكربون.
بناء الملاعب: من أين تأتي الانبعاثات؟
تُصدر الملاعب انبعاثات كربونية هائلة، سواءً أثناء بنائها أو صيانتها.
وقد شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر بناء ملاعب جديدة، ينبعث منها 270,000 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل ملعب .
وتواصل الأندية الكبرى تجديد أو بناء ملاعب جديدة، مما يزيد من بصمتها الكربونية.
وقد أدت الملاعب الجديدة للأندية الكبرى مثل توتنهام هوتسبير وبرينتفورد إلى انبعاثات كبيرة .
وتنفذ أندية مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد وبرشلونة مشاريع توسعة ضخمة لملاعبها، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الانبعاثات.
علاوة على ذلك، يُسهم استخدام طاقة الملاعب في انبعاثات مستمرة. لا تزال العديد من الملاعب تستخدم الطاقة غير المتجددة، وتستهلك كميات كبيرة من الكهرباء في أيام المباريات.
ورغم أن بعض الأندية استخدمت الألواح الشمسية وأنظمة إضاءة LED، إلا أنه يجب توسيع نطاق هذه الجهود لتشمل جميع الدوريات.
الأهداف الخضراء
على الرغم من هذه الأرقام المذهلة، تعهدت الهيئات الإدارية لكرة القدم بالحد من بصمتها الكربونية.
وقد التزم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بخفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040.
إلا أن بعض إجراءاتهما تثير تساؤلات حول مدى توافقها مع هذه الالتزامات.
وأثارت شراكة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع أرامكو نقاشات حول التزاماتها تجاه المناخ.
ومن المتوقع أن يؤدي توسيع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لبطولة دوري أبطال أوروبا وقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بزيادة عدد فرق كأس العالم إلى 48 فريقا في عام 2026 إلى ارتفاع الانبعاثات.
وتستمر العديد من الأندية الكبرى في توقيع صفقات رعاية مع شركات الطيران وشركات الوقود الأحفوري، وهي الصناعات المرتبطة بالانبعاثات الكربونية العالية.
كما أن زيادة عدد المباريات في جداول اللاعبين قد يكون لها آثار بيئية. يسافر اللاعبون أكثر، مما يزيد من انبعاثات وسائل نقل الفريق.
يُذكر أن كأس العالم لكرة القدم 2026، المقرر استضافته بالاشتراك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يُثير مخاوف بيئية متزايدة.
سيُوسّع نطاق البطولة ليشمل 48 فريقًا، ما يعني ضرورة زيادة السفر وتحسين البنية التحتية، ما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة.
انبعاثات كأس العالم لكرة القدم 2026
في مارس 2025، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنشاء فريق عمل للإشراف على الاستعدادات للحدث.
يهدف هذا الفريق إلى الاستفادة من كأس العالم لتعزيز التميز الأمريكي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ومع ذلك، أشار المحللون إلى تصريح ترامب بأن التوترات السياسية والاقتصادية مع الدولتين المضيفتين، كندا والمكسيك، ستزيد من إثارة البطولة، كما سلّطوا الضوء على الاعتبارات البيئية.
تشير التقديرات إلى أن هذا الحدث قد يُنتج أكثر من 3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
تأتي معظم هذه الانبعاثات من السفر الجوي، وبناء الملاعب، ووصول الجماهير إلى المباريات.
وتتجاوز هذه الانبعاثات انبعاثات كأس العالم قطر 2022، التي كانت من أكثر البطولات تلويثًا على الإطلاق، حيث سُجِّلت ما يُقدَّر بـ 3.6 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أعلى مستوى حتى الآن.
وتسلط هذه التغييرات الضوء على التأثير البيئي لكأس العالم 2026 وإمكانية بذل جهود للتخفيف من آثاره.
بعض الطرق لتقليل تأثير كرة القدم
تتمتع كرة القدم بالقدرة على قيادة العمل المناخي نظرًا لتأثيرها العالمي، إليكم كيف يمكن لهذه الرياضة الحد من تأثيرها البيئي:
– إنهاء الرعاية ذات الكربون العالي: اقترح البعض أن الهيئات الحاكمة للرياضة قد تفكر في التخلص التدريجي من الرعاية مع الصناعات ذات الكربون العالي، على غرار القيود السابقة على الإعلان عن التبغ.
– الحد من السفر الجوي: ينبغي على أندية ودوريات كرة القدم تشجيع السفر بالقطار والحافلات للمباريات المحلية، ويمكن لسياسات التذاكر أن تعطي الأولوية للجماهير المحلية للحد من انبعاثات السفر.
– بطولات إقليمية أصغر حجمًا: ينبغي على الأندية إعطاء الأولوية للمسابقات الإقليمية، هذا التغيير من شأنه أن يُسهم في تقليل رحلات الطيران الطويلة.
– الملاعب المستدامة: ينبغي على الأندية الاستثمار في ملاعب منخفضة الكربون، ويمكنها استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية وإضاءة LED.
– تشجيع سلوك المشجعين منخفض الكربون : يمكن للأندية تقديم حوافز لاستخدام وسائل النقل العام، وركوب الدراجات، والسفر بالمركبات الكهربائية إلى المباريات.
– قواعد مناخية أقوى: يمكن لاتحادات كرة القدم وضع معايير الاستدامة للمسابقات، مع احتمال حاجة الأندية إلى تلبية أهداف خفض الكربون للمشاركة.
– المناصرة بقيادة اللاعبين: يتحدث العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين بالفعل عن تغير المناخ، يمكن لتأثيرهم أن يعزز الوعي ويدفع الهيئات الإدارية نحو التزامات أقوى تجاه المناخ.
طريق كرة القدم إلى العمل
تُعدّ البصمة الكربونية لكرة القدم كبيرة، لكن لهذه الرياضة أيضًا القدرة على التأثير في العمل المناخي.
وبفضل انتشارها العالمي غير المسبوق، يُمكن لكرة القدم أن تُشكّل قوة دافعة للاستدامة.
بفضل العمل الجماعي من جانب الهيئات الحاكمة والأندية واللاعبين والمشجعين، يمكن لكرة القدم أن تقلل من بصمتها الكربونية مع الحفاظ على جاذبيتها العالمية.
الآن هو وقتٌ مهمٌّ للتحرك، إذ يُشكّل تغيّر المناخ تحدياتٍ مُحتملة للرياضة التي يستمتع بها مليارات البشر.
ولدعم استدامتها على المدى الطويل، يُمكن لكرة القدم اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لخفض الانبعاثات في جميع مستويات اللعبة.
مثل توتنهام هوتسبير وبرينتفورد إلى انبعاثات كبيرة .
وتنفذ أندية مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد وبرشلونة مشاريع توسعة ضخمة لملاعبها، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الانبعاثات.
علاوة على ذلك، يُسهم استخدام طاقة الملاعب في انبعاثات مستمرة. لا تزال العديد من الملاعب تستخدم الطاقة غير المتجددة، وتستهلك كميات كبيرة من الكهرباء في أيام المباريات.
ورغم أن بعض الأندية استخدمت الألواح الشمسية وأنظمة إضاءة LED، إلا أنه يجب توسيع نطاق هذه الجهود لتشمل جميع الدوريات.
الأهداف الخضراء: هل التزامات كرة القدم تجاه المناخ كافية؟
على الرغم من هذه الأرقام المذهلة، تعهدت الهيئات الإدارية لكرة القدم بالحد من بصمتها الكربونية.
وقد التزم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بخفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040.
إلا أن بعض إجراءاتهما تثير تساؤلات حول مدى توافقها مع هذه الالتزامات.
وأثارت شراكة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع أرامكو نقاشات حول التزاماتها تجاه المناخ.
ومن المتوقع أن يؤدي توسيع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لبطولة دوري أبطال أوروبا وقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بزيادة عدد فرق كأس العالم إلى 48 فريقا في عام 2026 إلى ارتفاع الانبعاثات.
وتستمر العديد من الأندية الكبرى في توقيع صفقات رعاية مع شركات الطيران وشركات الوقود الأحفوري، وهي الصناعات المرتبطة بالانبعاثات الكربونية العالية.
كما أن زيادة عدد المباريات في جداول اللاعبين قد يكون لها آثار بيئية. يسافر اللاعبون أكثر، مما يزيد من انبعاثات وسائل نقل الفريق.
يُذكر أن كأس العالم لكرة القدم 2026، المقرر استضافته بالاشتراك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يُثير مخاوف بيئية متزايدة.
سيُوسّع نطاق البطولة ليشمل 48 فريقًا، ما يعني ضرورة زيادة السفر وتحسين البنية التحتية، ما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة.
انبعاثات كأس العالم لكرة القدم 2026
في مارس 2025، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنشاء فريق عمل للإشراف على الاستعدادات للحدث.
يهدف هذا الفريق إلى الاستفادة من كأس العالم لتعزيز التميز الأمريكي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ومع ذلك، أشار المحللون إلى تصريح ترامب بأن التوترات السياسية والاقتصادية مع الدولتين المضيفتين، كندا والمكسيك، ستزيد من إثارة البطولة، كما سلّطوا الضوء على الاعتبارات البيئية.
تشير التقديرات إلى أن هذا الحدث قد يُنتج أكثر من 3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
تأتي معظم هذه الانبعاثات من السفر الجوي، وبناء الملاعب، ووصول الجماهير إلى المباريات.
وتتجاوز هذه الانبعاثات انبعاثات كأس العالم قطر 2022، التي كانت من أكثر البطولات تلويثًا على الإطلاق، حيث سُجِّلت ما يُقدَّر بـ 3.6 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أعلى مستوى حتى الآن.
وتسلط هذه التغييرات الضوء على التأثير البيئي لكأس العالم 2026 وإمكانية بذل جهود للتخفيف من آثاره.
بعض الطرق لتقليل تأثير كرة القدم
تتمتع كرة القدم بالقدرة على قيادة العمل المناخي نظرًا لتأثيرها العالمي، إليكم كيف يمكن لهذه الرياضة الحد من تأثيرها البيئي:
– إنهاء الرعاية ذات الكربون العالي: اقترح البعض أن الهيئات الحاكمة للرياضة قد تفكر في التخلص التدريجي من الرعاية مع الصناعات ذات الكربون العالي، على غرار القيود السابقة على الإعلان عن التبغ.
– الحد من السفر الجوي: ينبغي على أندية ودوريات كرة القدم تشجيع السفر بالقطار والحافلات للمباريات المحلية، ويمكن لسياسات التذاكر أن تعطي الأولوية للجماهير المحلية للحد من انبعاثات السفر.
– بطولات إقليمية أصغر حجمًا: ينبغي على الأندية إعطاء الأولوية للمسابقات الإقليمية، هذا التغيير من شأنه أن يُسهم في تقليل رحلات الطيران الطويلة.
– الملاعب المستدامة: ينبغي على الأندية الاستثمار في ملاعب منخفضة الكربون، ويمكنها استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية وإضاءة LED.
– تشجيع سلوك المشجعين منخفض الكربون : يمكن للأندية تقديم حوافز لاستخدام وسائل النقل العام، وركوب الدراجات، والسفر بالمركبات الكهربائية إلى المباريات.
– قواعد مناخية أقوى: يمكن لاتحادات كرة القدم وضع معايير الاستدامة للمسابقات، مع احتمال حاجة الأندية إلى تلبية أهداف خفض الكربون للمشاركة.
– المناصرة بقيادة اللاعبين: يتحدث العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين بالفعل عن تغير المناخ، يمكن لتأثيرهم أن يعزز الوعي ويدفع الهيئات الإدارية نحو التزامات أقوى تجاه المناخ.
طريق كرة القدم إلى العمل
تُعدّ البصمة الكربونية لكرة القدم كبيرة، لكن لهذه الرياضة أيضًا القدرة على التأثير في العمل المناخي.
وبفضل انتشارها العالمي غير المسبوق، يُمكن لكرة القدم أن تُشكّل قوة دافعة للاستدامة.
بفضل العمل الجماعي من جانب الهيئات الحاكمة والأندية واللاعبين والمشجعين، يمكن لكرة القدم أن تقلل من بصمتها الكربونية مع الحفاظ على جاذبيتها العالمية.
الآن هو وقتٌ مهمٌّ للتحرك، إذ يُشكّل تغيّر المناخ تحدياتٍ مُحتملة للرياضة التي يستمتع بها مليارات البشر.
ولدعم استدامتها على المدى الطويل، يمكن لكرة القدم اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لخفض الانبعاثات في جميع مستويات اللعبة.