ناشد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، اليوم الأربعاء 13 سبتمبر، المجتمع الدولي بتشكيلاته ومكوناته كافة، بضرورة التدخل الفوري والجدي لإنقاذ حياة الأسير أحمد مناصرة.

وأكد فارس أن الأسير مناصرة المحتجز في عزل سجن "أيالون"، يتعرض لجريمة منافية لكل القيم الإنسانية والأخلاقية.

وأشار فارس، في بيان صدر عن الهيئة، إلى أن مناصرة يُعرض صباح اليوم على محكمة الاحتلال، حيث يعيش في العزل الانفرادي منذ عامين، ويمر بحالة صحية ونفسية صعبة ومعقدة.

وتابع: "استمرار احتجازه يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياته، خاصة أنه على مدار سنوات اعتقاله الثماني الماضية مورست بحقه أساليب التعذيب والتنكيل كافة".

ونوه فارس إلى أن الاحتلال اعتقل مناصرة وهو طفل، ولم يراعِ صغر سنه ولا بنيته الجسدية الضعيفة، وأطلق عليه النار واعتقله بطريقة إجرامية، مؤكدًا أنه خضع لتحقيق قاسٍ تعرض خلاله للضرب والتعذيب والتهديد، وأنه حوكم على أسس عنصرية فاشية، مضيفًا أن كل ذلك حوّل براءة مناصرة إلى ضحية دفعت وتدفع ثمن هذا الاحتلال القذر".

وأضاف فارس: "من غير المقبول أن تستمر الجريمة بحق مناصرة بهذا الشكل، وأن يُترك فريسة للعزل وفاشية هذا الاحتلال، وسكوت المؤسسات الحقوقية الإنسانية عن حالته ووضعه يُفقدها رسالتها، لذلك يجب أن ترتفع الأصوات وتوحد الجهود لنقله فوراً إلى مستشفى مدني، وممارسة كل أشكال الضغط للإفراج عنه".

وكشف فارس أنه على الرغم من سوء الحالة الصحية والنفسية للأسير مناصرة، وتحذير الأطباء من التراجع الخطير على حالته، والتحول الذي يجعله بهذا الشكل الصعب والمؤلم، إلا أن إدارة سجون الاحتلال والأجهزة العسكرية الإسرائيلية مصرة على الاستمرار في الانتقام منه.

يُشار أن الأسير أحمد مناصرة من مدينة القدس ، وهو معتقل منذ عام 2015، بعد ادعاء شرطة الاحتلال تنفيذه عملية طعن، وصدر بحقه حكم بثلاث عشرة عامًا، وأمر عزله الحالي ينتهي في 18 أيلول الجاري.

المصدر : وكالة سوا-وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية

 

عباس المسكري

مهنة التعليم والتمريض ليست مجرد وظائف، بل هي رسائل حياة تُكتب بأيدي أولئك الذين يكرسون أرواحهم لخدمة الآخرين، إنهم المعلمون والممرضون الذين يقفون في الصفوف الأمامية، ليزرعوا الأمل في عيون الأجيال ويهدوا العناية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وهذه المهن تتجاوز كونها وظائف يومية، فهي لبنة أساسية في بناء المجتمعات؛ فالعقول تُصاغ والكفاءات تُبنى على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يضعون علمهم وحبهم في خدمة الإنسان، ومع ذلك، لا بد من أن يُحاط هؤلاء الكوادر بالعناية والدعم، بدءًا من لحظة تعيينهم، ليحظوا بالاستقرار النفسي والإجتماعي الذي يعزز قدرتهم على العطاء المتواصل، فتُثمر جهودهم وتظل بصماتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا المجتمع.

في قلب كل قرار إداري، هناك إنسانٌ يعيش تحديات قد تكون أكبر من مجرد إنتقال جغرافي، في واقع الحال، يُعيّن العديد من المعلمين والممرضين في أماكن نائية، على بُعد مئات الكيلومترات عن موطنهم، رغم وجود شواغر في مناطقهم أو تلك القريبة منها، فليس مجرد تحديد مكان العمل هو ما يحكم حياة هؤلاء، بل التحديات النفسية والإجتماعية التي يتعرضون لها، فالموظف الذي يُجبر على ترك أسرته، خصوصًا في حالات العناية بالوالدين المسنين أو تربية الأطفال الصغار، يصبح في صراع مستمر بين إلتزامه الوظيفي ومسؤولياته الأسرية، وفي هذا التباعد بين الواجبين، يتشكل عبء لا يمكن تحمله بسهولة، إذ يمتد الشعور بالوحدة والقلق ليُحاصر الموظف، مما ينعكس سلبًا على أدائه وجودة العطاء الذي يقدم.

وتظل الغُربة القسرية عن الأهل، ذلك الشعور الذي يثقل قلب الموظف، ويجعل روحه تتيه بين أبعاد العمل وحنين الوطن، وما أن تبتعد المسافة بينه وبين من يحب، حتى يصبح القلق رفيقًا دائمًا، يعبث بصفو عقله ويشوش على نقاء قلبه، وهذا التشتت النفسي لا يمر دون أثر، فهو يخلق فراغًا في داخله، يتراءى له كظلال داكنة تحجب ضوء شغفه، فتتضاءل همته، وتتراجع رغبة العطاء، ومن هنا، قد يكون لهذا العبء الثقيل أن يفتك بجودة العمل، بل يصل ببعضهم إلى حدود فقدان الأمل والإنسحاب من الميدان، رغم أن فؤادهم مليء بعشق المهنة ورغبة صادقة في تقديم كل ما هو نافع ومؤثر.

تبدو هذه القضية، للوهلة الأولى، مسألة إدارية بحتة، لكنها في حقيقتها تتجاوز الأرقام والجداول إلى أعماق إنسانية وإجتماعية لا يمكن إغفالها، فالموظف ليس مجرد إسم في كشف توزيع، بل هو إنسان يحمل بين جنباته آمالًا وأحلامًا، ويدير حياة مليئة بالتحديات والتضحيات، إنه لا يعيش في معزل عن محيطه، بل ينتمي إلى أسرة وأرض وأحبة، يواجه مسؤولياتهم وتطلعاتهم، وإن هذه الأبعاد الإنسانية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قرارات صُنّاع القرار، إذ لا يمكننا النظر إلى الموظف كقطعة من آلة العمل، بل يجب أن نراه كعنصر حي ينبض بالحب والواجب، ويستحق كل الإهتمام والرعاية التي تضمن له التوازن بين واجبه المهني وأسرته.

ومن هنا، نتوجه بقلوب مملوءة بالثقة والتقدير إلى أصحاب القرار، نناشدهم برحابة صدرهم وسمو نظرتهم أن يُدرجوا البُعد الإنساني ضمن إعتبارات التوزيع الوظيفي، فالموظف ليس آلة إنتاج، بل روح تُثمر حين تزرع في بيئة قريبة من أهلها، آمنة في حضن أسرتها، وإن تمركز الموظف في محيطه الجغرافي لا يُسهم فقط في إستقراره النفسي والإجتماعي، بل يُعزز إحساسه بالإنتماء، ويضاعف من جودة عطائه، ويقوي أواصر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يخدمه.

إن مراعاة الظروف الإنسانية في التوزيع الوظيفي للمعلمين والممرضين ليس مطلبًا إداريًا فحسب، بل استثمار في مستقبل المجتمع ، فاستقرارهم النفسي والاجتماعي يُترجم إلى عقول مُبدعة وأيادٍ حانية تُشكل أجيالًا وتُعافي أرواحًا، لذا ندعو إلى سياسات تُحقق هذا التوازن، ليظل هؤلاء الأبطال شعلة تنير دروب التقدم الوطني.

مقالات مشابهة

  • أحمد كامل يناشد وزارة الداخلية لمتابعة الطرق لهذا السبب «صورة»
  • قوات الاحتلال تغتال الأسير المحرر علي نضال الصرافيتي وأبناءه الأربعة وزوجته
  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • الدفاع المدني بغزة يطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لطواقمه وإلزام الاحتلال بالقانون الدولي
  • إسرائيل تواصل ترويج الأكاذيب لتضليل المجتمع الدولي.. وجيش الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية في غزة
  • خبير: دعوات تفجير المسجد الأقصى تستوجب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي
  • الإبادة المستمرة خلف القضبان.. قراءة في يوم الأسير الفلسطيني 2025م
  • حزب الاتحاد: دعوات تفجير الأقصى تجاوز خطير.. وعلى المجتمع الدولي صد جنون الاحتلال
  • دعوات للإفراج عن محام تونسي دافع عن متهمين في قضية التآمر
  • نادي الأسير: تدهور خطير يطرأ على صحة المعتقل حسام زكارنة من جنين