صوت مصرى أصيل .. وتجسيد حقيقى للأغنية العصرية  


مرضى "السوشيال ميديا" يقتحمون حياته الخاصة للشوشرة على نجاحه وعرقلة مسيرته 

أطالب وسائل الإعلام بالابتعاد عن حياته الشخصية والدفاع عن موهبته 

أحمد سعد يملك قدرات خاصة على أداء جميع المقامات الموسيقية وأغانيه تحقق نجاحا منقطع النظير
 

سيظل النجم أحمد سعد رغم ما يتعرض له من افتراءات على مواقع التواصل الاجتماعى صوت مصر الأصيل، وفنانا له كيانه الخاص والمختلف، فهو مطرب تميز منذ بداياته باختياراته المفاجئة التى كانت تكسب الرهان دائماً ليضع نفسه فى المكانة التى يستحقها الآن، وللحق دائما ينتابنى شعور قوى بأن حياة المشاهير أصبحت فى متناول كل "من هب ودب" ، فمن الذى أعطى الحق لتلك الوسائل الإعلامية الفوضوية فى أن تتدخل فى الخصوصيات وتصنع من المشاكل الشخصية مادة سامة؟! تلك المشاكل التى ليست قاصرة على النجوم فقط بل إن كل الناس فى حياتهم مشاكل وأزمات، ولكن قدر  النجوم أن تكون مشاكلهم مادة خصبة لمحترفى السبق والشهرة، وخير مثال على ما أقول يتمثل فيما تتناوله وسائل الإعلام عن حياة النجم أحمد سعد الشخصية والخلافات الشخصية مع زوجته السابقة علياء بسيونى والتى أوقعه فيها مع سبق الإصرار والترصد تلك النوعية من مواقع السوشيال ميديا.

وهنا أتساءل: هل مطلوب من المشاهير أن يظلوا دائماً فى مرمى سهام التلصص والتنمر والمطاردة التى تحترفها مواقع السوشيال ميديا ووسائل الإعلام والصحافة الصفراء التى تشبه إلى حد كبير "الزرع الشيطانى" حيث لا أساس لها ولا نراها سوى فى المصائب والقصص التى تعتمد على كشف عورات الناس، والتتبع لحياتهم الخاصة، والكارثة الحقيقية أن هذا الكلام وبكل تأكيد يتحول -وبقدرة قادر- إلى معول هدم وسهام حادة موجهة إلى نجومية الفنان .

تابعت منذ البداية الأزمة الأخيرة التى أحاطت بالفنان واستغلتها مواقع التواصل الاجتماعى والخاصة بحياته الخاصة، وللحق فإن هذه الأزمات يتم خلالها استخدام أسوأ وأردأ أساليب الحروب القذرة التى تعتمد فى الأساس على الخوض فى الحياة الخاصة والنبش فى السمعة وهو ما يؤدى فى نهاية الأمر إلى نتيجة طبيعية وهى هز صورة الفنان فى نظر جمهوره الكبير الذى التف حوله وسانده منذ بداية ظهوره وعلى مدى مشواره الفنى المليء بالأغانى الجميلة والناجحة، وهنا أتساءل أيضا: من الذى أعطى الحق لوسائل الإعلام خصوصاً مواقع السوشيال ميديا فى أن تتناول حياة المشاهير على هذا النحو الذى يبعث على الشعور بالغثيان من فرط التدخل فى الحياة الخاصة وتحريف هذه التصريحات أو تلك، والاعتماد على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق شهرة زائفة والجرى وراء السبق الصحفى وركوب الترند؟! هذا الأمر لا يجب بأى حال من الأحوال أن يتم تركه دون وقفة حاسمة مع تلك النوعية من مواقع السوشيال التى تتجاوز فى حق المشاهير وتتدخل فى شئونهم الخاصة وتعيد تداول أية تصريحات قد تتسبب فى وقوع الفنان فى أزمة حتى وإن كانت هذه التصريحات حقيقية فهناك مواثيق للشرف تحتم عدم تداول أية أخبار أو تصريحات أو حتى تسريبات قد تتسبب فى تكدير صفو حياة الفئات المستهدفة من هذا النشر ، ويبدو أننا مازال أمامنا الكثير والكثير حتى نضع حداً لتلك الفوضى فى التعامل مع خصوصية المشاهير.

 وإحقاقا للحق فإن النجم أحمد سعد يستحق كل تقدير واحترام فهو فنان معجون بماء النجومية والطرب المصرى الأصيل، ولا يقف عند نقطة بعينها بل إنه لا يعترف أصلاً بالجمود وعدم التطور، فقد استطاع أحمد سعد فى حفلاته الأخيرة وبذكائه المعهود أن يجبر الجميع على الاستمتاع بما قدمه من أغانٍ دخلت القلوب بلا استئذان ليس هذا فحسب بل إن تلك الأغانى قد تحولت إلى ما يشبه إكسير الحياة بالنسبة لكل من حضروا هذا الحفل واستمتعوا بما قدمه من أغنيات جديدة ومتنوعة، فقد كان صادقا إلى أبعد حد وهو يشدو بها أمام جمهوره على هذا النحو من الروعة والجمال وهذا ما دفعنى للكتابة عنه الآن، ففى حياة كل منا أشخاص نكن لهم كل تقدير وحب واحترام، لذا فإنه استطاع أن يعطى الانطباع فى كل أغنية يقدمها وكأنه يقدم أغنياته لأول مرة وفى نفس الوقت لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يشعر أحد بأن الأغنية الجديدة لها علاقة من قريب أو بعيد بتلك التى سبقتها، حتى إنه أصبح متميزًا بهذا النهج فى العديد من دول العالم، وأعتقد أن هذه الصفات هى التى ساهمت بشكل كبير فى تأهيله ليصبح نمبر 1 الحقيقى وصوت مصر القوى، وعلينا فقط متابعة ردود الأفعال التى سجلتها انطباعات رواد السوشيال ميديا حول حفلاته، بما يؤكد أن النجم أحمد سعد قادر على صنع هذه الحالة غير المسبوقة من البهجة والسعادة، وهنا يتضح لنا -وبما لا يدع مجالاً للشك- أنه يمتلك مقومات وقدرات شديدة الخصوصية جعلته يتربع على عرش النجومية والتألق فى ساحة الغناء، وأن مستقبل الغناء الآن بين يديه، كما أنه يمثل مع قلة من النجوم حائط الصد وصمام الأمان للأغنية النظيفة، فى مواجهة موجة الإسفاف والانحطاط الموسيقى والغنائى المعروفة باسم "المهرجانات"، وهو ما ثبت بالدليل القاطع فى حفلاته خلال موسم الصيف الحالى والتى شهدت إقبالاً غير مسبوق من الجمهور الذى توافد على حفلاته من كافة أنحاء الجمهورية فى ظاهرة شغلت رواد مواقع التواصل الاجتماعى وتناولتها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها، وللحق حينما أكتب عن أحمد سعد فإننى لا أكتب عن حالة خاصة أو عن فنان أقدره وأحترم فنه فقط وإنما أتناول الأغنية المصرية الراقية فى أروع صورها، فحينما يشدو بأغنياته العاطفية والرومانسية والوطنية تجده قد صنع حالة خاصة جدًا من الشعور بالارتباط بالحنين فهو يغنى بإحساس صادق بعيدًا عن الافتعال أو التكلف.
نحن أمام موهبة حقيقية نادرا ما تتكرر خصوصا أنه قد أصبح لدينا ندرة فى المواهب، وأمام تاريخ غنائى يصنعه أحمد سعد فى فترة زمنية لم يعد بها مواهب أصلا، لذلك أقولها بصوت عالٍ: ارفعوا أيديكم عن أحمد سعد فهو صوت مصر الحقيقى الذى يقف وسط كل هذا الزيف الذى يبث صباحا مساء، واتركوا له حياته الشخصية كى يستمر فى الغناء بصوته الشجى والقوى المطعّم بنكهة شرقية مصرية شجية، لن يجود به الزمان مرة أخرى، ليس هذا فحسب بل يمتلك أيضاً قدرة فائقة على أن يجعلك تحلق فى سماوات الرومانسية حينما تسمعه وهو يشدو بأحلى وأروع أغنياته العاطفية، كما يمتلك نفس القدرة على الإبهار وهو يشدو بأغنياته الشعبية التى حققت رواجا كبيرا فى كل الدول العربية حتى أصبحت حفلاته تكتظ بالجمهور فى كل مكان يذهب إليه ليحيى حفلا غنائيا ويرفع اسم مصر عاليا.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام

يشهد المشهد السياسى المصرى تحولاً جوهرياً مع تشكيل الحكومة الجديدة، التى تميّزت باعتمادها على توصيات النسخة الأولى من الحوار الوطنى فى صياغة خطتها. هذا النهج يمثل نقلة نوعية فى آلية صنع القرار، حيث يجسّد مبدأ المشاركة الشعبية فى رسم مستقبل البلاد.

إن اعتماد الحكومة على مخرجات الحوار الوطنى يعكس التزاماً حقيقياً بتلبية تطلعات المواطنين وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

فقد شكلت هذه التوصيات خارطة طريق واضحة للعمل الحكومى، تضمن التركيز على القضايا الملحة التى تهم المجتمع المصرى.

ومن أبرز الملفات التى تحظى باهتمام كبير فى هذه المرحلة ملف الاستثمار الأجنبى المباشر، الذى برز بقوة كأحد أهم مخرجات مؤتمر الاستثمار المصرى - الأوروبى الأخير.

فقد أكد المؤتمر أن الاستثمار الأجنبى المباشر يمثل المخرج الحقيقى من الأزمة الاقتصادية الحالية والضمانة الأساسية لانطلاق الاقتصاد المصرى نحو آفاق المستقبل.

فى ضوء هذه الرؤية، تقع على عاتق الحكومة الجديدة مسئولية كبيرة فى التحرّك السريع والفعّال على هذا الملف الحيوى، فالمطلوب هو وضع استراتيجية واضحة لجذب الاستثمارات الأجنبية، تترجم إلى إجراءات عملية وقرارات ناجزة تُحفّز المستثمرين وتُذلل العقبات أمامهم.

ولعل الدرس المستفاد من نجاح مصر فى تطوير بنيتها التحتية خلال السنوات الماضية يمثل نموذجاً يُحتذى به فى التعامل مع ملف الاستثمار، فالمطلوب من الحكومة الجديدة أن تستلهم روح العزيمة والإصرار التى ميّزت تحرك الدولة المصرية فى الكثير من الملفات الحرجة، وأن تعمل على ملف الاستثمار بنفس السرعة والكفاءة والإنجاز والتحدى.

إن تحقيق نقلة نوعية فى مجال الاستثمار الأجنبى المباشر يتطلب جهوداً متكاملة على عدة محاور:

1 - تبسيط الإجراءات الإدارية وتقليص البيروقراطية لتسهيل عملية تأسيس الشركات وممارسة الأعمال.

2 - توفير حوافز ضريبية وتمويلية جاذبة للمستثمرين الأجانب.

3 - تطوير البنية التحتية اللوجيستية والرقمية لتعزيز تنافسية مصر كوجهة استثمارية.

4 - ضمان استقرار السياسات الاقتصادية والتشريعية لبناء الثقة لدى المستثمرين.

5 - تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لخلق فرص استثمارية جديدة.

إن نجاح الحكومة الجديدة فى تحقيق هذه الأهداف سيكون له أثر إيجابى كبير على الاقتصاد المصرى، حيث سيسهم فى توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات، وتحسين ميزان المدفوعات، وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبى.

ومن المهم التأكيد على أن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على التنسيق والتكامل بين مختلف مؤسسات الدولة. فالحكومة الجديدة مطالبة بتبنى نهج تشاركى يضمن تضافر جهود الوزارات والهيئات المعنية، مع الاستفادة من خبرات القطاع الخاص والمجتمع المدنى.

فى الختام، يمكن القول إن التغيير الحكومى الأخير فى مصر، المستند إلى توصيات الحوار الوطنى، يمثل فرصة حقيقية لإحداث نقلة نوعية فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع التركيز على ملف الاستثمار الأجنبى المباشر كأولوية قصوى، تتطلع مصر إلى مرحلة جديدة من النمو والازدهار، تعود بالنفع على جميع فئات المجتمع وتضع البلاد على مسار التقدّم المستدام.

مقالات مشابهة

  • إسلام الكتاتني يكتب: ثلاث ضربات في الرأس توجع
  • د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة
  • هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام
  • 27 يوليو.. "الاستعراض الأخير" على مسرح جلال الشرقاوي
  • الأنبا ديمتريوس يكتب: 30 يونيو.. وعودة مصر لمكانتها
  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • المساندة الشعبية
  • في ذكرى يوم عظيم
  • سلخانة الثانوية العامة
  • المناظرة «راكبة جمل»!