لبنان ٢٤:
2024-11-23@00:22:47 GMT
هل بات حزب الله فعلاً على أعتاب التخلّي عن ترشيح فرنجية؟!
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
في الأيام الأخيرة، بدا أنّ الخيار الثاني هو الذي يتقدّم، في ظلّ حديث القياديّين في "حزب الله" المتكرّر عن الحوار والتفاهم بلا شروط مسبقة، والدعوات إلى التلاقي على "نقاط وسط"، بل إنّ هناك من ربط هذا الكلام باللقاء الذي جمع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، والذي فسّرته بعض الأوساط على أنّها "موافقة ضمنية" من جانب الحزب على البحث "جدّيًا" بخيار انتخاب "الجنرال عون" رئيسًا.
ومع أنّ كلّ ما سبق جاء بالتوازي مع استمرار الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، والذي لا يخفى على أحد أنّ الأول يتوخّى منه إلى "جرّ" الثاني إلى معسكره، وبالتالي انتخاب فرنجية رئيسًا، إلا أنّ هناك من يكاد يجزم بأنّ "الحزب" أصبح في مكانٍ آخر، فهل بات فعلاً على أعتاب التخلي "رسميًا" عن فرنجية، ومقابل أيّ ثمن؟ وهل يتناغم في هذا الموقف مع الرئيس نبيه بري الذي أحجم عن ذكر فرنجية بالمُطلَق في آخر خطاباته؟!
"الموقف ثابت"
خلافًا لكلّ ما يُحكى في الإعلام ويُطرَح في الكواليس والصالونات، يؤكد العارفون بأدبيات "حزب الله" السياسية بأنّ موقف الأخير لا يزال "ثابتًا" كما كان منذ اليوم الأول، حيث يقوم على دعم ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بكلّ السبل والوسائل الممكنة، باعتبار أنّ الرجل "حليف مقرّب" للحزب، وأنّه يحظى بـ"ثقته المطلقة"، التي تولّدت نتيجة تراكم السنوات والخبرات، ولا سيما بعد انتخابات 2016، التي لم تغيّر تموضع "البيك".
استنادًا إلى ما تقدّم، يقول هؤلاء إنّ "حزب الله" يرغب أن يصل فرنجية إلى قصر بعبدا ويحمل لقب "الفخامة"، وهو يسعى فعلاً لا قولاً إلى الوصول إلى هذه النتيجة، عبر إقناع القوى السياسية الأخرى بأنّ رئيس تيار "المردة" مؤهل للعب الدور في المرحلة المقبلة، بل إنّ هذا هو "جوهر" الحوار القائم مع "التيار الوطني الحر"، وإن كان "الحزب" يقاربه بحذر، بعد أزمة "الثقة" التي تولّدت بين الجانبين، منذ "تمرّد" باسيل عليه بسبب دعمه لفرنجية.
لكنّ الموقف "الثابت" وفق العارفين، يقوم أيضًا وبالتوازي، على التأكيد على "حتميّة" الحوار للخروج من "المأزق الرئاسي"، بعيدًا عن سياسة "النكد" التي يفضّلها البعض، ولذلك فهو يبدي كلّ الانفتاح على نقاش كلّ الخيارات الممكنة والمحتملة مع سائر الشركاء، مع إصرار بوجوب أن يكون الحوار الذي ينشده "غير مشروط"، والمقصود بذلك بشكل خاص الشرط الذي يرفعه البعض لجهة تخلّي "الحزب" عن فرنجية سلفًا، وهو ما يبقى بعيد المنال.
خيارات على الطاولة
يؤكد العارفون إذًا أنّ الحزب "ثابت" على دعمه لفرنجية، من حيث المبدأ، وانطلاقًا من البراغماتية التي يتمسّك بها في مقاربة مختلف الملفات والاستحقاقات، ولكنّه منفتح في الوقت نفسه، على بحث كل الخيارات والسيناريوهات، انطلاقًا من "الواقعية السياسية"، حتى لا يلتحق بالمعسكر المفضّل لـ"فراغ أشهر وسنوات" على تحاور اللبنانيين بين بعضهم البعض، في إشارة إلى كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قبل أيام.
يرفض العارفون بأدبيّات الحزب تحديد هذه الخيارات المطروحة على الطاولة، أو كشف النقاب عنها، باعتبار أنّ الأمور متروكة لخواتيمها، ولأنّ الحوار وحده كفيلٌ بتظهيرها، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّ اسم قائد الجيش جوزيف عون قد يكون من أهمّها، ولا سيما بعد اللقاء الذي عقد بين الجانبين أخيرًا، ولو أنّ هناك من يرى أنّ تسريب اللقاء كان هدفه توجيه "رسائل" إلى باسيل خصوصًا، من أجل إنهاء "المماطلة"، وحسم موقفه من ترشيح فرنجية.
ومع أنّ مروحة الخيارات المطروحة لا تقف عند حدود عون، باعتبار أنّ أكثر من اسم قد يكون التوافق عليها متاحًا في المرحلة المقبلة، إذا ما قبلت الأطراف السياسية مبدأ "التوافق" بالدرجة الأولى، يقول العارفون إنّ الحزب لن يمضي بأيّ خيار، ما لم يبادر رئيس تيار "المردة" إلى الانكفاء من تلقاء ذاته في المقام الأول، وهو خيار يبقى مستبعدًا في الظرف الحالي، ما لم يلتئم الحوار أولاً، ويتوصّل المشاركون فيه إلى اتفاق "مقنع".
ثمّة من يقول إنّ "حزب الله" لن يتخلى عن فرنجية ما لم يتراجع الأخير عن ترشيحه بالدرجة الأولى، وما لم يبادر الأخير لدعم أيّ مرشح "توافقي" آخر، ولا سيما أنّ الحزب "مَدين" لفرنجية منذ خسر الرئاسة قبل أعوام. لكن، يقول العارفون، إنّ الحزب لا يتعامل مع الاستحقاق وفق معادلة "فرنجية أو الفراغ"، فهل يكون "السيناريو" أن يبارك الحزب تسوية ما على حساب فرنجية، من دون أن يقترع نوابه لغير فرنجية؟!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قاسم للمسيحيين والسنّة: اطمئنوا لشراكتنا
كتب ميشال نصر في" الديار": صورة قاتمة، عززها التصعيد الميداني، برا وجوا، على طول الجبهة اللبنانية، وصولا الى الضاحية، بعد ساعات من مغادرة الوسيط الاميركي بيروت الى تل ابيب، التي تشهد انقساما سياسيا وشعبيا حول "وقف الاعمال العسكرية على الجبهة الشمالية"، والتي يتوقع ان يرفضه المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر، في ظل تاكيدات اكثر من مصدر ديبلوماسي، ان الاجواء الايجابية التي يجري تسويقها، غير واقعية، وان الامور اكثر تعقيدا مما يراهن عليه الفريق اللبناني، سواء لجهة التراجع الاسرائيلي، او الموقف الاميركي الجدي للادارة الجمهورية".وتشير مصادر مطلعة، الى ان "بصمة" الشيخ نعيم قاسم واضحة، لجهة التشديد على الدور السياسي المستقبلي "الاكبر" للحزب، تحديدا في النقاط الاربع التي اوردها، فهو الملم والضليع بتفاصيل الملف السياسي الداخلي وتوازناته، بعدما كان ادار ملف الانتخابات النيابية بشكل كامل، التي "خاط" تحالفاتها، ووضع اسسها، من ضمن المعادلة الاساسية "مقاومة وشعب وجيش"، والتي صبت "النقاط الاربع" في هذا المسار.
وتتابع المصادر، بان الشيخ نعيم ارسل بوضوح رسائل اطمئنان "للشركاء" في الوطن، المسيحي والسني. فللاول اكد عن ان حزب الله ملتزم بانتخاب رئيس للجمهورية تحت سقف الدستور، وهو ما طرح بعض علامات الاستفهام، عما اذا كان ذلك تراجعا عن فكرة الحوار لصالح اكثرية الثلثين. اما للشريك الثاني، فتطمينه بان الحزب سيعمل تحت سقف الطائف، مسقطا كل النظريات حول "مثالثة" او غيرها.
وختمت المصادر، بان اعادة التاكيد على "الثلاثية الذهبية" انما جاء ليؤكد للمشككين بان الحزب استعاد المبادرة، وان اي اتفاق، وان شمل الانسحاب من جنوب الليطاني، فهو لن يسقط الزامية السلاح ودور حزب الله العسكري المقاوم، لن يعني باي شكل من الاشكال تغييرا في التوازنات الداخلية، سواء الحكومية او النيابية، بل على العكس فان حزب الله ذاهب الى مزيد من "الانغماس" في السياسة الداخلية.