الرؤية – سارة العبرية

انطلقت صباح اليوم أعمال منتدى الأسرة الخليجية المعاصرة بين التحديات والتطلعات الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لشؤون الأسرة لمدة يومين، وذلك تأكيدًا لمكانة الأسرة الخليجية ودورها في المجتمع وسعيًا للنهوض بها لتكون أسرة أكثر قوة، ومواكبًا لرؤية" عُمان 2040"، واستراتيجية العمل الاجتماعي، وتزامنًا مع يوم الأسرة الخليجية الذي يصادف الرابع عشر من شهر سبتمبر.

رعى افتتاح أعمال المنتدى معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، وحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وأيضًا حضور أبرز الشخصيات على المستويين المحلي والخليجي، والخبراء بالمنظمات الخليجية المعنية بشأن الأسرة، ومشاركة المهتمين بالشأن الاجتماعي من الجامعات والمراكز البحثية والمراكز المعنية بالأسرة، وذلك تحقيقًا لعدد من الأهداف والمتمثلة في تبادل الخبرات والمعارف في مجال أنظمة حماية الأسرة، بما يعزّز تماسكها وترابط أفرادها، وبلورة رؤية خليجية مستقبلية لدعم المبادرات المجتمعية الموجهة لمعالجة التحديات والمشكلات التي تواجه الأسرة الخليجية، كذلك التأكيد على أهمية دعم القطاعات المهنية لأفضل التجارب الموجهة للاستفادة من التقنية الحديثة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، وتقليل تأثيراتها السلبية على أفراد الأسرة، واقتراح إطار عمل يراعي خصوصية الفئات الأكثر احتياجاً في الأسرة من حيث سبل الرعاية والتأهيل والإدماج في المجتمع، إلى جانب الخروج بتوصيات عملية تسهم في تسهيل نقل الخبرات والتجارب بين دول المجلس في كل ما يعزز واقع الأسرة الخليجية.


 


 


 


 


 

درء سلبية الإعلام

وقال سعادة خالد بن علي السنيدي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: " لا يُخفى عليكم مدى اهتمام قادة دول مجلس التعاون بشؤون الأسرة بجميع فئاتها؛ حيث وجهوا بدراسة درء التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام على النشئ، وتكليف الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى بسلطنة عُمان بدراسة تقييم واقع وبرامج ثقافة الطفل وكيفية تطويرها، بالإضافة إلى توجيهاتهم بالاهتمام بالمرأة التي تعتبر العمود الفقري لكيان الأسرة، فضلاً عن توجيه الحرص لفئة كبار السن وتوفير كافة سبل الراحة التي تضمن لهم العيش الكريم، بالإضافة إلى أن دول مجلس التعاون في تطور مستمر وتواكب أهداف التنمية المستدامة في كافة المجالات، وخاصة في مجال الأسرة بجميع فئاتها.


 

وأضاف السنيدي: "تصاعد سريع في مشاركة المرأة الخليجية في ميادين العمل في دول المجلس، فقد ارتفعت نسبة المقاعد التي تشغلها المرأة في المجالات التشريعية، حيث وصلت إلى 50% في بعض دول المجلس، كذلك في المناصب الادارية التي وصلت إلى 44% "، لافتا إلى تفوق وجود المرأة في بعض الوظائف مثل التعليم، كما حرصت دول مجلس التعاون على الاهتمام بالطفل الذي يُعد اللبنة الأساسية للارتقاء بدول المجلس ، فقد حرصت دول مجلس التعاون على توفير الخدمات الأساسية في مدارسها بالمجان التي تتمثل بشبكة الإنترنت، والكتب المدرسية، وأجهزة الكمبيوتر لأغراض التعليم، وبنية تحتية مناسبة للطلاب من ذوي الإعاقة، ومرافق صحية أساسية، وقد بلغت نسبة المدارس التي توفر هذه الخدمات 100% في جميع دول المجلس، وفي جميع الخدمات عدا خدمة توفير البنية التحتية للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي بلغت نسبة المدارس التي توفر هذه الخدمة 60% من إجمالي المدارس في دول المجلس.

مواكبة المرحلة العمرية

وأشار سعادته إلى حرص المركز الاحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تدشين كتيبات خاصة بالأطفال في المجال الاحصائي يستعرض الأرقام والاحصائيات الخليجية بطريقة ترفيهية وموضوعية تواكب المرحلة العمرية المستهدفة لغرس روح الانتماء للأطفال بالوحدة الخليجية، وأظهرت الاحصاءات الأخيرة أن عدد الأطفال دون سن الخامسة عشر بدول مجلس التعاون يبلغ (12.6 مليون طفل)، وأن الذكور يمثلون (51.1%)، فيما يمثل الإناث (48.9) من عدد الأطفال، مبينًا أن دول مجلس التعاون سجلت مستويات متدنية جدًا في حالات الإتجار بالبشر، ويعود ذلك إلى القوانين والتشريعات التي تمنع هذا النوع من الجرائم بدول مجلس التعاون، وارتفعت نسبة الشباب واليافعين الذين تتوفر لديهم مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مما يدلل حرص دول الخليج على تهيئة المناخ المناسب للطفل منذ الصغر لتأسيس وتنشئة شباب صالح ذوي قدرات ومهارات عالية لخدمة الأوطان والارتقاء بها.

كيان متماسك

ومن جانبه، أكدت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية -خلال المنتدى- أن المجتمع الخليجي المحافظ على هويته وثقافته ينعم بكيان أسري متماسك بقيمه ومبادئه، ومحققا لأهدافه، مشاركا المختصين وأصحاب القرار للدفع بمسيرة التنمية الأسرية لدول الخليج إلى آفاق وتطلعات وطموحات أوطانهم، وتعزيزًا لمكانة الأسرة الخليجية ودورها في المجتمع وسعيًا للنهوض بها لتكون أسرة أكثر قوة.


 

حماية القيم

عقب ذلك شهد المنتدى عقد ثلاث جلسات حوارية، وفي الجلسة الحوارية الأولى بعنوان " قيم الأسرة الخليجية وأثرها في تعزيز التماسك الأسري "، والتي أدارتها الإعلامية بيان بنت يوسف البلوشية فقد قدم عبدالله بن علي الرويشدي موجه كوادر دينية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ورقة عمل " الأسرة الخليجية في حماية القيم لدى أبناءها في ظل المتغيرات الحديثة "، مؤكدًا فيها مكانة الأسرة في الإسلام، وما تتطلع إليه كل أسرة، والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الأسر المسلمة عامة والخليجية خاصة، وإهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثورة الرقمية، وطبيعة المتغيرات الحديثة واستهدافها لهدم قيم الأسرة، واستعرض في ورقته بعض القيّم كالقيّم : الدينية، والنسبية، واللغوية، والوطنية، والخلقية، وطبيعة المتغيرات الحديثة واستهدافها لهدم قيّم الأسرة، إلى جانب ما تحتاجه الأسرة لتحقّق حماية القيّم من خلال تنمية الجوانب الروحية، والقدوة الحسنة، وأهمية الحوار الأسري، وإدارة الجانب الاقتصادي للأسرة.


 

تعزيز المواطنة

وفي ورقة العمل الثانية حول " الأسرة الخليجية ودورها في تعزيز قيم المواطنة في دول الخليج العربية "، تطرّق الدكتور سليمان بن أحمد المحرزي أخصائي دراسات وبحوث أول بوزارة التنمية الاجتماعية إلى المرتكزات الأربعة الأساسية للمواطنة، وهي: الانتماء، والولاء، والقيم، والحقوق والواجبات، والمشاركة المجتمعية، ودور الأسرة الخليجية لتعزيز قيم المواطنة كغرس مفهوم الانتماء والولاء قولاً وسلوكاً، وتعريف أفراد المجتمع بحقوقهم وواجباتهم، وغرس المحافظة على القيمّ للأفراد في الأسرة والمجتمع، وتنمية مهارات المشاركة في الأعمال التطوعية، واختتم المحرزي ورقة عمله بتحديات نشر ثقافة قيم المواطنة في الأسرة الخليجية المتمثلة في غياب القدوة، وعدم المعرفة بقضايا المجتمع ومستجداته.

منهجية مدروسة

كما استعرضت منى بنت صقر المطروشية مدير عام جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة في ورقة " دور المؤسسات المجتمعية في تعزيز القيم للأسرة الخليجية "، عن سعي المؤسسات المجتمعية إلى تعميق أواصر الأسرة ، وتماسك أفرادها، والحفاظ على الكيان الأسري وهويته، ودعم القيم الداعمة له، وأيضًا قيم الأسرة في دول الخليج وأثرها في إعداد جيل يواكب التغيير، واطلاع الأسر على السياسات والتشريعات الخاصة بقوانين العالم الرقمي من خلال الاطّلاع المباشر على المحتوى الذي يشاهده الاطفال واليافعين، وحرص المؤسسات المجتمعية على ابتكار برامج تعزّز القيم المختلفة في المجتمع المحلي على منهجية مدروسة وواضحة.


 

تشكيل الوعي الاجتماعي

وركزت غُزيل محمد محسن العجمية مراقبة حاضنة الأعمال وتنمية المشاريع بالإنابة بدولة الكويت في ورقة العمل الأخيرة لهذه الجلسة "، دور وسائل الإعلام الحديثة في غرس وتنمية القيم في الأسرة الخليجية" على تاريخ الإعلام في دول الخليج العربية، والبرامج التلفزيونية لتعزيز القيّم لما لها من الدور الحاسم في تشكيل الوعي الاجتماعي، وتنمية القيم الإيجابية لدى الأفراد والمجتمعات، والإسهام في نشر قيم التسامح والاحترام والمسؤولية الاجتماعية والوطنية والإنسانية، كما ركزت على البرامج الهادفة للأطفال والشباب التي تسهم بشكل فعّال في غرس وترسيخ القيم الخليجية حيث تقدم هذه البرامج محتوى تعليمي وترفيهي يعزّز القيم الإيجابية، ويحفز التفكير النقدي، ويشجع على القيم الاجتماعية والثقافية كالاحترام والتسامح والاعتزاز بالتراث الخليجي ، وأشارت للدور المهم الذي تلعبه البرامج الرياضية والحرف اليدوية في تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع التي تعزّز قيم العمل الجماعي، وتقديم فرص التعلم والتطوّر للأفراد من جميع الأعمار والجنسيات، كما تشجع على الإبداع والابتكار في المجتمع، حيث أن هذه البرامج الرياضية تتطلب ممارسة الرياضة والعمل الجماعي والتعاون بين أفراد الفريق، والالتزام والمثابرة لتحقيق النجاح، وأما البرامج الحرفية تتطلب ممارسة الحرف اليدوية الإبداع والابتكار والصبر والمثابرة لإتقان المهارات اليدوية.

نهج استباقي

وفي الجلسة الحوارية الثانية لأعمال المنتدى والتي جاءت بعنوان " أفضل الممارسات والسياسات لحماية الأسرة الخليجية" أدارها الإعلامي أحمد بن سالم الكندي ، متضمنه طرح أربعة أوراق عمل، ففي الورقة الأولى بعنوان " برامج الحماية الاستباقية للأطفال في دول الخليج العربية"، وقدمتها رجاء بنت عيسى العجمية أخصائية علاج نفسي بمملكة البحرين، فقد أشارت خلالها إلى أن العمل الاستباقي يأتي من الإجراءات المتخذة قبل وقوع المشكلة للأطفال للتقليل من تأثير الصدمة بشكل أسرع من خلال العمل على إزالة المخاطر والحد منها، موضحةً بأن جميع دول الخليج العربي حالياً تقوم بتنفيذ نهج استباقي واهتمام متزايد بالانتقال من مرحلة الحماية الفعلية إلى الإجراءات الاستباقية المتمثّلة بالإجراءات الوقائية على نطاق أوسع، وذلك لتفعيل الاستجابة الجماعية بطريقة منسقة وتوسيع نطاق النتائج.

مكافحة العنف الأسري

وأكد الدكتور زاهر بن ناصر السيابي رئيس ادعاء عام  في ورقة العمل الثانية عن " التجارب والممارسات الخليجية لحماية الأسرة من العنف" على ضرورة إصدار قوانين خاصة وفاعلة بشأن مكافحة العنف الأسري لدول الخليج العربي، وتكثيف الوعي في مجال الوقاية من العنف الأسري، وإيجاد الوسائل التنفيذية الفاعلة لمكافحته وآليات الإبلاغ الناجزة، وإنشاء جهات تحقيق متخصصة وقضاء متخصص يُعنى بشؤون الأسرة، وكذلك توسيع صلاحيات الادعاء العام في أمر الحماية ، وتعزيز الزيارات بين دول المجلس للاستفادة من خبرات الدول الأعضاء، بالإضافة إلى إنشاء دور متخصصة لإيداع ضحايا العنف الأسري في الدول التي لم تبادر إلى إنشاء هذه الدور.

 

برامج تنموية هادفة

وجاءت ورقة العمل الثالثة لهذه الجلسة بعنوان " برامج الرعاية اللاحقة للمتعافين من الإدمان على المواد المخدرة في دول الخليج العربية" تطرق فيها الدكتور جلال بن يوسف المخيني مدير الإرشاد والاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية إلى الحديث عن أن مرحلة التعافي تعتبر من أهم مراحل عملية إعادة التأهيل وعلاج الإدمان؛ حيث تسمح برامج الرعاية اللاحقة في علاج الإدمان بوضع استراتيجيات للوقاية من الانتكاس وتطوير مهارات التأقلم ومواجهة الاشتياق، مؤكداً بأن رسالة البرنامج الوطني لإعادة التأهيل الاجتماعي للمتعافين من إدمان المخدرات في سلطنة عُمان " تكيف" تركز على تقديم الرعاية والتأهيل للحالات التي تعافت من تعاطي المخدرات وإدمانها، وذلك من خلال البرامج التنموية الهادفة إلى إعادة وادماج تلك الحالات إلى وضعها الطبيعي وتمكينها من المشاركة في أنشطة المجتمع.

دليل استرشادي

واختتمت علياء بنت سليم الأغبرية مراقبة اجتماعية بدائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية أعمال الجلسة الحوارية الثانية بورقة العمل الرابعة بعنوان " واقع الرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين في سلطنة عُمان والرؤية المستقبلية"، أشارت فيها إلى أهداف الرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح كالحد من العودة للإجرام، وإعادة التأهيل والمساعدة على التكيّف والاندماج، وكذلك حفظ الأمن والاستقرار المجتمعي، مؤكدةً بأن الرؤية المستقبلية للرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح على المستوى الخليجي تأتي من خلال عقد لقاءات دورية بين دول مجلس التعاون لمناقشة وبحث المستجدات المرتبطة بالرعاية اللاحقة للأحداث، وكذلك صياغة دليل استرشادي موحد لأليات الرعاية اللاحقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

منصة عين

وجاءت الجلسة الحوارية الثالثة حول " البُعد المستقبلي لواقع الأسرة الخليجية في ظل الثورة الرقمية " ، وأدارها الدكتور أحمد بن محمد المعمري رئيس قسم التواصل الرقمي بوزارة التنمية الاجتماعية، وقد عرّفت زينب بنت سعيد الهشامية كاتبة محتوى إلكتروني بوزارة الاعلام في ورقة العمل الأولى " واقع الأسرة الخليجية في ظل التحولات والتغيرات التكنولوجية الحديثة والمتسارعة" مفهوم الثورة الرقمية: وهي الحالة الانتقالية التي تُمثل النهضة الرقمية في منتصف القرن العشرين، وما صاحبها من عوالم رقمية وافتراضية، وتأثير استخدامات هذه الثورة الرقمية من خلال التأثيرات الإيجابية المتمثّلة في إسهام الثورة في تعزيز الروابط من حيث سهولة التواصل، وإلغاء الحواجز المكانية والجغرافية والزمانية، وفي المقابل لها تأثيراتها السلبية كعدم الاستقرار في العلاقات الأسرية والاجتماعية ما أدى لتزعزع العديد من العلاقات الإنسانية، وغزو القيم والأفكار والاتجاهات، وتماهي الهوية والثقافات، وتأثرها بالثقافات الأجنبي، بالإضافة إلى ضعف دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية في ظل وجود منصات إلكترونية بمحتوى مغاير للثقافة العربية والخليجية، وآليات وطرائق لحماية الأسرة الخليجية من تحديات الثورة الرقمية كتوفير المؤسسات الثقافية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية والعلمية لاستيعاب طاقات الشباب لاستيعاب أوقات فراغهم واستثمار مواهبهم، وقيام المؤسسات الإعلامية بتوفير منصات إلكترونية، وتقدم محتوى رزين ويتوافق مع الثقافة الخليجية، والتأكيد على أهمية دور الأسرة من خلال إقامة الندوات وعقد المؤتمرات للأسر، والتعريف بالطرق والآليات الجديدة للتعامل مع الشباب في العصر الحال وغيرها ، كما تطرقت الهشامية إلى التعريف بمفهوم المنصات الرقمية: وهي مجموعة من التطبيقات التي تقدم محتوى إلكتروني حسب الطلب، ويمكن مشاهدتها عبر الأجهزة الذكية المختلفة في أي مكان وزمان، حيث أن بعض تلك المنصات مدفوع وبعضها مجاني، وكذلك تأثير المنصات الرقمية الأجنبية على قيم وثقافة الأسرة الخليجية المتمثل في خلق عزلة اجتماعية بين الأفراد من جهة، ومن جهة أخرى تأثرت ثقافة وقيم الأسرة الخليجية بسبب المحتوى المقدم في تلك المنصات وخاصة المنصات الأجنبية، وتضمنت في ورقة عملها منصة عين الإلكترونية كمثال لتعزيز الهوية والثقافة العُمانية والخليجية والعربية، حيث جاءت المنصة لتُجسد نقلة نوعية على صعيد الإعلام الرقمي، وخطوة رائدة لمواكبة التوجه العالمي في صناعة المنصات الإلكترونية، بهدف إثراء المحتوى الإعلامي الإلكتروني العماني والعربي، ومد جسور التواصل بين الوزارة والجمهور، واختتمت ورقتها بتأثير الوسائل الإعلامية على الطفل، حيث يمثل تأثير محتوى هذه الوسائل نسبة 40 % على الجانب القيمي والأخلاقي والتربوي، و20 % على المحتوى السمعي والمقروء، ونسبة 30 % على المحتوى التفاعلي، ونسبة 70 %على المحتوى السمعي والبصري.

 

بناء القدرات والكفاءات

ومن جانبها تناولت الدكتورة هيا سعود زيدان مستشار صحي وعضو لجنة كبار السن بمجلس شؤون الأسرة بالمملكة العربية السعودية في ورقة العمل الثانية  بعنوان " الأسرة الخليجية ودورها في استخدام أبنائها للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي" واقع الأسرة اليوم كتغيّر طبيعة الحياة الأسرية، وتسارع نمط الحياة، والتطورات التقنية والقدرة على مسايرتها، كذلك تحول ظروف الدراسة والعمل الفعلية والافتراضية، وضبابية حدود العلاقات الاجتماعية الزمانية والمكانية، إلى جانب الضغوط المصاحبة، وتناولت موضوع التوسع في نطاق استخدام الأسرة للتكنولوجيا وتأثيرها من خلال تنوع الأجهزة المستخدمة والانترنت بين الإيجابيات والسلبيات، وإدارة الحياة اليومية، ومواجهة تحديات الوالدية كتربية الأبناء في زمن الرقمنة، كذلك مبادرة سمو ولي العهد السعودي في حماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني 2020، والمختبر الحي للأطفال والوسائط الرقمية "مجلس شؤون الأسرة 2019-2023م"، والإطار الوطني لسلامة الأطفال على الانترنت 2023، كما تضمنت ورقة العمل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الواقع الافتراضي المتمثلة في زيادة أعداد وأنواع التطبيقات والبرامج ووسائل التواصل الاجتماعي، والفجوة بين قدرات الأطفال الرقمية والوالدين أو مقدمي الرعاية والتربويين، وكذلك تحديات الرقابة والمتابعة والمحافظة على الأمان، وأهمية بناء القدرات والكفاءات، بالإضافة إلى ضرورة التوعية والتنبيه والتوجيه.

كما تطرقت الدكتورة إلى مواجهة الإيديولوجيا الدخيلة بالقيم الأصيلة أهمها: إدراك التيارات من حولنا، والاستناد على القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية، وبناء الثقة في الوالدين والأسرة وتعزيز التواصل، كذلك تمكين الأبناء من السؤال والحصول على الإجابات الشافية المناسبة، وعدم التجاهل أو التهرب من المواجهة والصراحة، إلى جانب أهمية البحث والتعلم والتثقف، وتضمنت أدوار الأسرة في تربية الأبناء بشكل فعّال المتمثلة في وجود سياسة واضحة للأسرة فيما يخص استخدام التكنولوجيا، ومراعاة الصحية الجسدية والنفسية والعاطفية، والاستفادة من التطبيقات كفرصة لزيادة الاتصال والتواصل والحوار وكسر الحواجز، والقدرة على متابعة الأبناء بشكل أفضل وملاحظة أي مؤشرات خطورة، بالإضافة إلى التعاون مع المدرسة وطلب الدعم من المختصين عند اللزوم.

تأثير الإدمان الإلكتروني

ومن جانبه تطرق الدكتور خالد نعمه من معهد قطر للأسرة بدولة قطر في ورقة العمل الثالثة حول " دور الأسرة في مواجهة إدمان الأبناء للأجهزة الإلكترونية" إلى التعريف بمفهوم الإدمان الرقمي وهو مصطلح واسع يستخدم لوصف الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، واستعرض بعض احصائيات الإدمان الرقمي في دول الخليج العربية بين اليافعين، وتأثير إدمان الأجهزة الإلكترونية على الأبناء منها: البدانة، وانخفاض الأداء في الدراسة، وقلة النوم، وتغيّر في الأفكار والثقافات، وكذلك الإجهاد البدني والعصبي، وصراعات في العلاقات مع الاخرين، والأضرار النفسية، والتعرض للتنمر، والأمن والخصوصية، إلى جانب العزلة الاجتماعية ، وتضمنت ورقته دور الأسرة تجاه إدمان الأبناء كالنقاش، وتحديد الوقت، والمتابعة، والبدائل الترفيهية، وكذلك ممارسة الهوايات والرياضة، والعقاب، وبناء الثقة، إلى جانب التحفيز والمكافآت.

تحديات الأسرة

واختتمت هذه الجلسة بورقة العمل الرابعة عن " توظيف الابتكار والتكنولوجيا في مواجهة تحديات الأسرة الخليجية"، وتناولت خلالها عزيزة بنت سلطان الراشدية مدير عام مساعد لبرامج الأمن السيبراني بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات الثورة الرقمية وتأثيرها في نمط حياة الأسرة الخليجية، وجاء في تأثيرها الإيجابي التواصل والاتصالات، والتعلم والتنمية الشخصية، ومشاركة الاهتمامات، وتسريع التطوّر الثقافي، وتحسين الإنتاجية ، كما استعرضت التحديات التي تواجهها الأسرة في ظل الثورة الرقمية كالجرائم الإلكترونية، والتحديات المالية، والاجتماعية، والنفسية والصحية، ودور الابتكار والتكنولوجيا لمواجهة تحديات الأسرة الخليجية أهمها: استخدام المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية لتعزيز التواصل الأسري، والتعليم الالكتروني باستخدام تقنيات العالم الافتراضي ، وتعزيز الثقافة الرقمية وثقافة الابتكار عبر المنصات الذكية، وتطوير المواهب عبر المنصات الذكية، ومنصات العمل الحر، بالإضافة إلى تقنيات الرقابة الأبوية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة المخاطر الالكترونية، واختتمت الراشدية حول دور الأسرة الفعّال للاستخدام الأمثل للتكنولوجيا المتمثّل في تعزيز مفهوم الرقابة الذاتية، والتوعية الرقمية والأمنية، وكذلك تقليل الفجوة الرقمية بين الآباء والأبناء، وتعزيز الجوانب الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها التوظيف المناسب، إلى جانب تبنِّي نمط حياة صحي.

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها

قالت صحيفة "الغارديان" تقريرا إن أنظار العالم ظلت متركزة على الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكن وحشية الحرب تنتشر في أماكن أخرى من العالم.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21" أن الشعور المنتشر هذه الأيام هو أن العالم أصبح مكانا خطيرا، لكن هل هذا صحيح؟ لا تساعد المقارنات التاريخية للإجابة على هذا السؤال، بحسب التقرير.

 يشير التقرير إلى أن القراءة الأخيرة لـ"ساعة القيامة"، والتي تقدم إجراءات رمزية لاقتراب الكوارث الدولية وفق مجموعة من علماء الذرة  الدوليين، أن الساعة الآن هي عند 89 ثانية قبل منتصف الليل، مشيرة إلى التهديدات الناجمة عن تغير المناخ والأسلحة النووية والذكاء الاصطناعي. حيث تقدمت ساعة القيامة مرة أخرى أقرب إلى منتصف الليل وسط تلك التهديدات.



وكانت الساعة تشير إلى 90 ثانية قبل منتصف الليل خلال العامين الماضيين.

وقال دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن في "مجموعة القيامة" التي أسسها ألبرت أينشتاين ويوليوس روبرت أوبنهايمر وعلماء مشروع مانهاتن في شيكاغو عام 1947: "عندما تكون على هذه الهاوية، فإن الشيء الوحيد الذي لا تريد القيام به هو اتخاذ خطوة إلى الأمام".

والمهم من تحذيرات العلماء هي أن التهديدات هذه لم تعد تدار بطريقة جيدة. وعززت الكوارث الطبيعية والصحية، مثل حرائق لوس أنجلوس، والجفاف بمنطقة الساحل، واندلاع مرض إيبولا، من مفاهيم أن العالم يخرج عن السيطرة.

 ويقول تيسدال إن التصرفات التخريبية للدول والحكومات هي عامل مهم في زعزعة استقرار العالم، من خلال ميلها المتزايد إلى انتهاك ميثاق الأمم المتحدة والحدود الدولية وحقوق الإنسان الأساسية والمحكمة الجنائية الدولية.

فعندما يهدد الرئيس الأمريكي الذي يعد تقليديا الحارس الرئيسي للنظام القائم على القواعد والذي أنشئ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945،  بمهاجمة حليف في أوروبا الغربية عسكريا للاستيلاء على أراضيها ذات السيادة، فلا عجب أن يشعر الجميع بمزيد من غياب الأمن. ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما يفعله دونالد ترمب في محاولته ترهيب الدنمارك لتسليم غرينلاند.

ويواجه جيران ترمب  في بنما والمكسيك وكولومبيا وكندا ترهيبا مماثلا.

وقامت المنظمة غير الربحية "أماكن النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث" المعروفة باسها المختصر "أكليد" بإعداد معلومات وتحليلات للمساعدة في تتبع العنف والتخفيف منه.

وتشير التقديرات إلى أن الصراعات العالمية تضاعفت على مدى السنوات الخمس الماضية، وأن حوادث العنف السياسي في عام 2024 زادت بنسبة 25% عن عام 2023، وأن واحداً من كل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء العالم عانى من الحرب.

وبهذه المقاييس، فإن الاعتقاد بأن العالم أصبح أكثر خطورة مبرر تماماً.

وفي حين تحظى بعض الحروب، مثل الحرب على غزة والحرب الروسية الأوكرانية، باهتمام إعلامي ضخم، فإنها تشكل استثناءات.

فمعظم الصراعات الحالية، سواء كانت تنطوي على حروب وغزوات في السودان والكونغو، أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان والتيبت، أو حرب العصابات في هاييتي وكولومبيا، أو المجاعة الجماعية في اليمن والصومال، أو القمع السياسي في نيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا، لا تحظى بالتغطية الكافية أو يتم نسيانها أو تجاهلها.

وتحتاج الحروب المتطورة كتلك بين الصين وتايوان، والولايات المتحدة- إسرائيل وإيران إلى اهتمام قريب. وكل هذه النزاعات تقدم صورة رهيبة عن عالم أصبح مدمنا على الحرب.



الكونغو- رواندا
ولو ألقينا نظرة خاطفة على حالة العالم الحالية والحروب المندلعة فيه فإننا نرى أن الحرب قد اندلعت وتطورت بشكل كبير بين رواندا والكونغو.

فالحرب المستمرة على الحدود بين البلدين أصبحت في مركز الأخبار عندما دخلت القوات الرواندية ومجموعات المتمردين المعروفة باسم "أم23" مدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اتهمت الأمم المتحدة الرئيس الرواندي بول كاغامي بتوجيه ودعم "أم 23" وإرسال قواته إلى داخل الأراضي الكونغولية.

وفي قلب النزاع صراع على المصادر الطبيعية في منطقة فقيرة من الكونغو، فهي غنية بخام كولتان المطلوب بشدة في الغرب.

ففي الوقت الذي أدى الهجوم الأخير إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، شجبت فيها فرنسا وبريطانيا رواندا ودعمت الولايات المتحدة سيادة الكونغو على أراضيها، وأعلنت ألمانيا دعمها لرواندا، إلا أن الخطوات هذه متأخرة، وبخاصة أن الاتحاد الأوروبي وقع اتفاقية استراتيجية للمعادن مع نظام كيغالي. كما يأتي شجب بريطانيا فارغا، فقد اعتبرت الحكومة السابقة في لندن نظام كاغامي بأنه نموذج يمكن نقل طالبي اللجوء السياسي في بريطانيا إليه. وأكثر من هذا فالنزاع في الكونغو مستمر منذ عقود.

ميانمار
وهناك النزاع في ميانمار، فقد شهد العام الماضي مقاومة مسلحة للمجلس العسكري الذي أطاح بحكومة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سوكي عام 2021.

ورد الجنرالات بما أسمته منظمة هيومان رايتس ووتش بأساليب "الأرض المحروقة". وتشمل هذه الضربات الجوية العشوائية ضد المدنيين والقتل والاغتصاب والتعذيب والحرق العمد "التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وتقول الأمم المتحدة إن ميانمار في" سقوط مستمر" حيث سيحتاج 20 مليون شخص إلى المساعدة في عام 2025.

وتم فرض التجنيد الإجباري على الشباب والأطفال باستخدام عمليات الاختطاف والاحتجاز.

ولا تزال أونغ سان سوكي قيد الاعتقال، وهي واحدة من 21 ألف سجين سياسي. ولا يزال المدنيون من أقلية الروهينغا المسلمة مستهدفين في ولاية راكين.

ويظل السياق الأوسع للنزاع في ميانمار هو فشل مجموعة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" للرد على هذا الكابوس وتسامح الصين مع النظام العسكري، فيما تورد روسيا السلاح للنظام العسكري.

هاييتي
وفي هاييتي، التي توصف بأنها أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، ولديها سمعة بأنها غير محكومة، حيث فشلت سلسلة من التدخلات الخارجية قادتها أمريكا بتحقيق الاستقرار.

واحتلت امريكا البلد فعليا ما بين 1915 و 1934. وفي آخر تدخل أمريكي أرسل بيل كلينتون في عام 1994  20 ألف جندي لفرض النظام، ولم يستمر ذلك إلا لفترة مؤقتة، وجاءت قوات الأمم المتحدة وخرجت.

ودخلت هاييتي في الفوضى بعد مقتل الرئيس جوفينل مويس عام 2021 وسيطرت العصابات المسلحة على البلد. وآخر مساعدة خارجية جاءت من كينيا. وقتل في الفوضى الحالية أكثر من 5,300 شخص وشرد 700 ألف شخص.

إثيوبيا- الصومال
أما النزاع الصومالي- الإثيوبي، فقد تعرضت صورة إثيوبيا كنموذج للمساعدات الدولية وجهود التنمية لإعادة مراجعة كبيرة في السنوات الأخيرة، وتزامنا مع صعود رئيس وزرائها، آبي أحمد، إلى السلطة في عام 2018.

ولم يتم حتى الآن تقديم محاسبة كاملة وعلنية للحملة العسكرية المدمرة التي شنها آبي أحمد في إقليم تيغراي الشمالي والتي انتهت بهدنة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.

وقد ساءت سمعة إثيوبيا والقوات الإريترية المتحالفة مع متمردي التيغراي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة.

وتتواصل هذه في ظل آبي أحمد إلى جانب تراجع الديمقراطية وقمع حرية التعبير ومنع الإنترنت إلى جانب النزاع مع الصومال بشأن الوصول إلى مياه البحر.

كما يزداد القلق بشأن منطقة أمهرة الإثيوبية، حيث تتصاعد أعمال القمع والاعتقالات واسعة النطاق لمعارضي الحكومة وسط صراع مستمر مع الجماعات المسلحة.

إيران
في إيران فإن نظام الحكم عانى من ضربات موجعة في عام 2024، وخسر عددا من حلفائه في لبنان وسوريا. ويواجه النظام عددا من التحديات المحلية، وليس أقلها السكان وغالبيتهم من الشباب الغاضبين بشكل متزايد على الفساد والعنف والقمع ومن العجز الحكومي. وشهدت إيران خلال الـ 15 عاما الماضية ثلاث انتفاضات واسعة، عام 2009 و2019 و 2022.

تركيا- سوريا
وعلى الحدود التركية- السورية هناك تغيرات كبيرة، فقد استطاعت هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع الإطاحة بالرئيس بشار الاسد، حليف إيران وسوريا. ورغم ترحيب الغرب ودول الخليج بالتغيير إلا أن الخطوات تجاه إعادة تأهيل النظام الجديد بطيئة. ولكن الوضع الأمني لا يزال هشا في البلد وبخاصة المواجهات بين جماعات الأكراد المدعومة من أمريكا وتلك التي تدعمها تركيا.

السودان
وفي السودان، عادة ما يشير المعلقون الصحفيون إلى الوضع الأمني والكارثة الإنسانية هناك بأنه "النزاع المنسي"، والحقيقة هو أنه أسوأ، فهو ليس منسيا لكن تم تجاهله منذ الفوضى في عام 2023.

نزح الملايين من مدنهم ومجتمعاتهم وانتشرت المجاعة نتيجة للنزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تتهم الأخيرة بارتكاب إبادة جماعية بدارفور واستخدام العنف الجنسي كوسيلة حرب هناك.

وربما انتهى التجاهل الدولي للسودان في عام 2025، ويقول مدعى الجنائية الدولية، كريم خان إنه سيسعى إلى اعتقال المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وفظائع أخرى في دارفور على افتراض أنه يمكن القبض عليهم.

وبمعنى ما، يعيد التاريخ نفسه. في عام 2003، أصبحت دارفور مرادفة للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد، سلف قوات الدعم السريع. مع أن وقف الحرب الأوسع في جميع أنحاء السودان أكثر تحديا.

باكستان- أفغانستان
وعلى جبهة باكستان وأفغانستان، فقد كان تخلي المجتمع  الدولي عن أفغانستان لصالح طالبان في عام 2021 مخزيا ومكلفا سياسيا. وخسرت النساء والفتيات الأفغانيات، اللائي تعرضن مرة أخرى لمنعهن مرة من الحريات الشخصية والحق في التعليم وتولي الوظائف.

 وفي الأسبوع الماضي، اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات لمعالجة هذه الانتهاكات، حيث أعلنت أنها ستسعى إلى اعتقال كبار قادة طالبان مثل هيبة الله أخوندزاده وعبد الحكيم حقاني بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الاضطهاد على أساس الجنس، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم.

ويظل منظور الاستقرار في أفغانستان عام 2025 موضع شك، حيث تعاني الدولة من  الفقر.

كما تبدو باكستان المجاورة غير مستقرة إلى حد كبير بعد عام من الاضطرابات السياسية التي تركت رئيس الوزراء السابق الشعبي عمران خان في السجن وسياسي مدعوم من الجيش، شهباز شريف، في السلطة.



اليمن
في اليمن، وصف البلد بأنه  أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، وربما لا يزال كذلك، على الرغم من الأهوال المتزايدة في السودان.

ولكن منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحول الاهتمام العالمي بعيدا عن الأزمة المحلية في اليمن إلى الحوثيين. لقد أثارت هجماتهم الصاروخية على السفن الغربية في البحر الأحمر، وعلى "إسرائيل"، دعما لشعب غزة، أعمالا انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين. وبعد وقف إطلاق النار في غزة، توقفت هجمات الحوثيين ضد السفن، لكن الحرب الأهلية الأوسع مستمرة.

الولايات المتحدة- المكسيك
وأخيرا هناك النزاع الأمريكي- المكسيكي، وكأن المكسيك بحاجة للمزيد من المشاكل فوق ما تعاني. فعسكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ومطالبه الصبيانية بإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، من المؤكد أنها ستجعل الأمور أسوأ.

وقد حذر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي من أن "استخدام ترامب الأساليب العقابية للهجرة سيثقل كاهل دولة المكسيك بمزيد من الأعباء ويعرقل النمو الاقتصادي الإقليمي ويثري العصابات الإجرامية"، مما يجعل البلدين أقل أمانا وأقل ثراء. كما أن سياسة ترامب القائمة على "البقاء في المكسيك" للمهاجرين قد تزعزع استقرار البلد في وقت تعهدت فيه الرئيسة الجديدة كلوديا شينباوم ببداية جديدة.


مقالات مشابهة

  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • معرض الكتاب يناقش «مستقبل الثقافة الرقمية في مصر»
  • معرض الكتاب يناقش مستقبل الثقافة الرقمية في مصر
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. الرئيس يناقش مع وزير الدفاع الكويتي القضايا الإقليمية واتفاق التهدئة بغزة
  • مدبولي يناقش التصورات المقترحة لحزمة الحماية الاجتماعية التي كلف بها الرئيس السيسي
  • مدبولي: توجيه رئاسي بتوسيع دائرة الحوار الوطني ليشمل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية
  • خليفة التربوية تعزز دور الأسرة في التعليم وتنمية القيم
  • «القومي للمرأة» يطلق برنامجا لإعداد الدعاة لتناول القضايا السكانية والصحية في 21 محافظة
  • خليفة التربوية تعزز دور المجتمع في التعليم وتنمية القيم الإماراتية
  • خليفة التربوية تعزز دور المجتمع والأسرة في التعليم وتنمية القيم الإماراتية