السفير الفنزويلي: سيمون بوليفار رمز لفنزويلا مثل علمها وشعارها ونشيدها الوطنى محفور فى عقولنا وقلوبنا
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
سفير فنزويلا بالقاهرة: شكرًا لك يا مصر على استضافة رجل قارتنا الأمريكية ووالد الأمة سيمون بوليفار
منال عبدالعزيز
نظمت سفارة فنزويلا بالقاهرة بالتعاون مع وزارة الثقافة، ندوة عن حياة وأعمال سيمون بوليفار، وذلك بحضور السفير أشرف منير، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية، وسفراء باراجواى، كوبا، بنما، الإكوادور، القائم بأعمال سفارة المكسيك.
وقال سفير فنزويلا بالقاهرة، ويلمر بارينتوس، فى كلمته عن سيمون بوليفار وعن حياته وعمله إن بوليفار رمز لفنزويلا مثله مثل علمها وشعارها ونشيدها الوطنى، محفور فى عقولنا وقلوبنا، مشيرا إلى أنه قائد استقلالها الذى لا مثيل له، عاش 47 عامًا فقط، فكانت الأعوام الـ27 الأول هي فترة تشكيل شخصيته، إذ بدأت حياته العامة عام 1810، حيث كرس عشرين عامًا من حياته جسدًا وروحًا للوطن، ليس لفنزويلا فقط، لأن أمريكا بالنسبة له كانت هى الوطن.
وأضاف السفير أن بوليفار كان فى الثلاثين من عمره حين منحته الشعوب، فى احتفالية مبهرة لقب "المحرر"، فقد خلف ورائه خمس جمهوريات – ستة فى وقتنا الحالى – والتى تُعرفه كلًا منهم بأب الأمة وهم: فنزويلا، بوليفيا، كولومبيا، إكوادور، بنما، بيرو.
وتابع سفير فنزويلا بوليفار، ابن كاراكاس، إسمه الكامل سيمون خوسيه أنطونيو دى لا سانتّيسيما ترينيداد بونتا إى بالاسيو، ولد فى 24 من يوليو 1783، فى مدينة كاراكاس، حين ولد كان هناك شاب فى الرابعة عشر من عمره يعيش فى كورسيكا، هذا الشاب هو نابليون بونابرت، ووالده خوان بيسنتى بوليفار، عقيد بالجيش الإسبانى، ترجع أصوله إلى إقليم الباسك وقشتالة وجاليسيا وجزر الكنارى، وتوفى عندما كان يبلغ سيمون عامين ونصف، وتوفيت والدته كونسبسيون بالاسيوس عندما بلغ التاسعة من عمره، كان أصغر إخوته الخمسة.
وأضاف بارينتوس أن تعليم بوليفار تولاه معلمون من الدرجة الأولى، من بينهم: سيمون رودريجيز، أندريس بيّوس، كذلك كان الأب أندوخار معلمه الذى علمه الرياضيات، قبل أن يسافر بوليفار فيما بعد إلى أوروبا لاستكمال دراسته للرياضيات فى أكاديمية سان فرناندو، ويتعلم الإنجليزية والفرنسية والإيطالية من أفضل معلمى مدريد، تحت إشراف الحكيم ماركيس دى أوستاريس، الذى عاش بوليفار فى منزله، وتلقى منذ صغره دروسًا فى الرقص وركوب الخيل.
وأوضح السفير أن بوليفار قبل أن يكمل الرابعة عشرة من عمره، انضم إلى كتيبة قوات أراجوا، وفى السادسة عشرة من عمره سافر إلى إسبانيا، حيث بدأت شخصيته تبرز، إذ أنه كان يبدى مع مرور الوقت ذكاءً متقدًا وشخصية جذابة غير عادية ومزيج نادر من الشجاعة والحزم، الذى فى الأوقات الحاسمة يتخذ القرارات الأكثر جرأة لخدمة الأهداف الأكثر عنادًا والمشاريع المدروسة بدقة.
وأشار السفير إلى أن الرحلة إلى أوروبا استغرقت ثلاث سنوات فقط، تحررت شخصيته خلالها من المكون الأمريكى، بالتعامل مع البلاط الملكى الإسبانى رفيع الشأن، ليمعن النظر عن قرب فى الحكم الملكى لعائلة البوربون وبدأت فكرة تحرر أمريكا الإسبانية تتولد فى عقله.
وأوضح السفير أن بوليفار أحب حينها ماريا تيريسا قريبته المدريدية التى وقع فى غرامها وتزوجها، وعاد إلى كاراكاس برفقة زوجته التى انجذبت إلى العالم الجديد، وذهبت معه إلى كاراكاس ثم إلى ممتلكات العائلة فى سان ماتيو، بآراجوا، لكن سوء الحظ كلفهما مغامرتهما الرومانسية، بعد عدة أشهر فى يناير 1803، انتزعت الحمى الصفراء من الشاب بوليفار حب حياته، فعاد إلى فرنسا، حيث التقى بمعلمه سيمون رودريجس، وسافرا معًا إلى إيطاليا ومرا بآثار الأسلاف، وشاهدا مسيرة جيوش نابليون المهيبة التى تسيطر على أوروبا بيد من حديد سعيًا لتوحيدها.
ولفت السفير إلى أن الرحلة استغرقت أربع سنوات، وفى طريق عودته زار الولايات المتحدة، حيث أصبحت لديه رؤية شاملة عن العالم الجديد، عاد إلى فنزويلا عام 1807 وتستحوذ على عقله فكرة واحدة: "الاستقلال"، وكان ما يشغله هو بناء نظام قضائى وسياسى جديد قائم على الحرية والعدالة، طبقًا لما هو عليه العالم الجديد.
وأشار إلى أنه فى الـ19 من إبريل 1810، أعلن بوليفار صيحة الاستقلال، فأرسلته حكومة كاراكاس، التى كانت تحمى حقوق الملك فرناندو السابع، على رأس بعثة دبلوماسية أمام بلاط سانت جيمس الملكى، بالمملكة المتحدة، ولكن لم تحقق البعثة هدفها، ولكنها أتاحت سبلًا ستمد فيما بعد الكفاح المسلح فى فنزويلا بدعم حقيقى.
وأضاف: عاد إلى فنزويلا، ليس فقط عضوًا فى البرلمان، بل شخصية بارزة فى المجتمع الوطنى، ومركز أضواء كل المصالح الثورية للاستقلال والعمل الوطنى، وفى الخامس من يوليو 1811، وقع البرلمان وثيقة الاستقلال ما نتج عنه رد من جانب القوات الإسبانية بقيادة دومينجو دى مونتبردى، قائد القوات الإسبانية فى فنزويلا آنذاك، تمكن من استعادة السلطة، بمساعدة الخائنين الموالين للاستعمار الذى دام لقرون.
وتابع: أُعلِن فرانسيسكو دى ميراندا ديكتاتورًا، وهو عسكرى فنزويلى له مسيرة عالمية، شارك فى حرب الولايات المتحدة الأمريكية والثورة الفرنسية ولهذا يظهر كواحد من الأبطال على قوس النصر، كما أنه خدم فى جيش كاترين، إمبراطورة روسيا، ولكن فشل ميراندا فى السيطرة على الوضع واستسلم أمام مونتبردى.
وأضاف السفير: ألقى الشباب الثوريون وعلى رأسهم سيمون بوليفار القبض على ميراندا لفشله فى واجبه وهو البقاء كضامن للشروط المتفق عليها وبالتالى مُنع من المغادرة كما كان مخطط، وغادر بوليفار فنزويلا وتوجه إلى اتحاد غرناطة الجديدة الكونفيدرالى (كولومبيا)، وبمساعدة وطنى، وهو الجنرال الغرناطى نارينيو، نظم جيشًا استكشافيًا لدخول فنزويلا.
وأشار السفير إلى أنه عام 1813 تجلت عبقرية بوليفار العسكرية للجميع، إذ دخل الدولة من الغرب فى مارس، وفى السادس من أغسطس دخل كاراكاس منتصرًا، بعد انتصارات رائعة حققتها الحملة العسكرية التى عرفت بـ "الحملة المثيرة للإعجاب".، وهى أيضًا السنة التى حصل فيها على لقب "المحرر"
inbound5966668695371504584 inbound5487929817372556837 inbound4812541052186481330المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سیمون بولیفار من عمره إلى أن
إقرأ أيضاً:
فنزويلا.. إطلاق سراح 380 شخصا اعُتقلوا في مظاهرات بعد الانتخابات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت النيابة العامة الفنزويلية السبت إطلاق سراح نحو 380 شخصا اعتقلوا على خلفية تظاهرات شهدتها البلاد ضد فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية رئاسية جديدة في يوليو، ما يرفع إلى نحو 1900 عدد المفرج عنهم في إطار أزمة ما بعد الانتخابات.
وأسفر قمع التظاهرات عن مقتل 28 شخصا وإصابة 200 آخرين واعتقال 2400 شخص في الأيام التي أعقبت انتخابات 28 يوليو/تموز التي تصر المعارضة على أنها الفائزة فيها وعلى أن النتائج المعلنة مزوّرة.
وجاء في بيان النيابة العامة أنه "تم طلب ما مجموعه 381 مراجعة وقبولها في 16 كانون الثاني/يناير 2025 و24 منه، فضلا عن تلك التي عولجت سابقا وتم الإبلاغ عنها في بيانات سابقة، ما يفضي إلى رقم إجمالي قدره 1896 إطلاق سراح إلى حد الآن".
وقال المدعي العام طارق وليام صعب في تصريح لوكالة فرانس برس "إنهم أحرار طليقون".
ووفقا للنيابة العامة، فإن عمليات إطلاق السراح هذه هي نتيجة "تحديث دائم للتحقيقات".
ومعظم المعتقلين في أزمة ما بعد الانتخابات أودعوا في سجون مشدّدة الحراسة ووجهت إليهم تهمة "الإرهاب". وقضى 3 أشخاص في الحجز.
وعلى الرغم من عمليات الإفراج هذه، استمر احتجاز معارضين ونشطاء. فوفق إحصاء لمنظمة فورو بينال غير الحكومية، اعتُقِل 83 شخصا لأسباب "سياسية" بين الأول من كانون الثاني/يناير و12 منه.
ولم يعترف قسم كبير من المجتمع الدولي بفوز مادورو الذي أدى اليمين الدستورية في العاشر من كانون الثاني/يناير رئيسا لفنزويلا لولاية ثالثة مدتها 6 سنوات.
وتصر المعارضة على أن إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز في الانتخابات.