بوابة الوفد:
2025-04-29@22:28:12 GMT

هاشم صديق منعه رصاص الحرب المستمرة من تلقي العلاج

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

تناقل ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا مؤثرة لإجلاء عملاق الأدب السوداني وشاعر ثورة اكتوبر هاشم صديق على ظهر عربة يجرها حصان، من منزله في حي بانت بمدينة أم درمان،أمس الثلاثاء.

 وكان" صديق" قد مر  بأوقات صعبة، بعد أن حاصره رصاص الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر، ومنعه من تلقي العلاج لعدة أسابيع.

 وجاء خروج "صديق" من منزله بعد معاناة تقاسمها مع المئات من سكان منطقته، التي ظلت تحت حصار كامل لأكثر من 4 أسابيع بسبب الاشتباكات الدامية المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من مناطق مدن العاصمة. ويعاني "صديق" مشكلات صحية عدة، ولم يتمكن طوال الأسابيع الماضية من الوصول إلى المستشفيات بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة في أم درمان.

 وفي تسجيل صوتي مؤثر، قال صديق إن خروجه من منطقته المحاصرة “ليس خوفا من الموت بل للبحث عن أمل في الحياة، من أجل مواصلة أعماله الإبداعية”، التي ظلت تشكل الوجدان السوداني لنحو 5 عقود.

 وأضاف أنه “رغم الوهن الجسدي والنفسي، فإنه يسعى لإيجاد مكان آمن يلقى فيه الرعاية الطبية، ويواصل إنتاج الشعر والكتابة”.

 و هاشم صديق يعتبر واحدا من أبرز أدباء السودان, يتميز بتعدد مواهبه، فهو أيضا مؤلف مسرحي وكاتب درامي تلفزيوني وإذاعي وناقد وأكاديمي وصحفي, اشتهر بتأليفه أوبريت ملحمة “قصة ثورة”، أول وأكبر عمل غنائي استعراضي في السودان كتب بمناسبة ثورة أكتوبر 1964,و صدرت له 12 مجموعة شعرية، ولديه أكثر من 15 مجموعة أخرى لم تنشر. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هاشم صديق مدينة أم درمان قوات الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله

في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن “حماد عبد الله حماد” الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي.

تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني.

زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. فالمنطقة، كغيرها من بقاع السودان، لم تكن بمعزل عن تداعيات الحرب، ومواطنوها، الذين عانوا من التهجير والانتهاكات، ربما وجدوا في ذلك اللقاء رسالة تضامن، أو اعترافًا ضمنيًا بما عاشوه من أهوال.. وكان من الطبيعي أن تكون القيادة قريبة من شعبها في هذه اللحظات الفارقة.

لكن تبقى هناك حساسية رمزية لا يمكن إغفالها، إذ إن اللقاء، دون ضبط لسياقه الإعلامي أو توضيح لمقاصده، منح صدىً متجددًا لخطاب شعبي عُرف بفجاجة مفرداته، التي حاول البعض اتخاذها تجريمًا للموقف. وهنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التعبير الشعبي المشروع، والارتقاء بخطاب الدولة، دون أن نُسقط من حسابنا الجراح التي ما زالت تنزف؟

وفي هذا السياق، تبرز دلالة الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (الآية: 148).
وهي آية عظيمة تُرشد إلى أن الجهر بالسوء – وإن كان مكروهًا – فقد يُباح للمظلوم، دون أن يتجاوز. فالظلم لا يُعطي الإنسان تفويضًا مفتوحًا في القول، بل مساحة من التعبير المشروط بالعدل وضبط اللسان، لأن الله سميع لما يُقال، عليم بما تُخفي الصدور.. وإن صبر فهو خير له.

لذلك ليس من العدل تحميل رئيس مجلس السيادة وزر كل انفعال شعبي، خصوصًا في ظل الفظائع المتكررة التي ارتكبتها المليشيا بحق الوطن والمواطن، لكن من حقنا، في المقابل، أن نتساءل عن ملامح الخطاب العام الذي يُبنى في هذه المرحلة المفصلية. فالحرب ليست فقط معركة على الأرض، بل معركة في المعنى واللغة والمستقبل.

السودان اليوم لا يحتاج إلى بطولات لفظية، بل إلى خطاب رصين يُواسي المنكوبين، ويؤسس لمشروع وطني جامع. أما الذين صنعتهم الصدف الإعلامية، فمكانهم ربما في ذاكرة الطُرفة والمزاح العفوي ، لا على منابر القرار أو رمزية المشهد الوطني.

دمتم بخير وعافية..

إبراهيم شقلاوي
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • الكوارث الطبيعية والحروب وتأثيرها على عمل الإعلام في السودان
  • المواصفات: حملات لمراجعة السلع بسوق ود العباس شرق سنار
  • جريمة مطلوقة
  • السودان.. الحرب المنسية وخطر الغياب الدولي
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
  • السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية
  • يخدر صديق عمره ويلقيه من جبل المقطم بسبب سيارة وهاتف محمول
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟