المناطق_ عبدالله غانم القحطاني

الإرهاب الشيعي وسكوت المثقفين والمفكريين بالخليج عنه عمداً وجبناً، حتى جاء من يطالب اليوم بقيام محاكم شيعية بالعراق لمحاكمة بني أمية
‏بهدف قتل العرب السنة بالعراق والجزيرة العربية والشام ثم مصر وشمال إفريقيه.

‏بدايةً، هذا الموضوع برمته ليس من منطلق ديني أو طائفي ولا عرقي، ولست مهتماً إن كانوا الشيعة سيرافقون أمير المؤمنين علي، والحسين رضي الله عنهما في الجنة، ولا مكترثاً إن حشروا مع الشيطان وأبو لؤلؤة وابي لهب في جهنم.

إطلاقاً لا يهمني هذا ولست مختصاً به. ولست مؤهلاً للكلام عن أي عقيدة.

لكن أزعم أنني مهتماً بخطر الإرهاب ولدي فهم جيد لكواليسه ومسبباته وفكر منظماته وبواعثه، والموضوع إنطلاقاً من العنوان يتعلق كلياً بالإرهاب ومغذيات الإرهاب وفكر ⁧‫الإرهاب‬⁩ وأصله وجذوره التاريخية التي زرعها هؤلاء الإرهابيون منذ قرون وإلى اليوم، وتمكنوا من تغطيتها بمسوح دينية وبكائيات معيبة مختلقة وروايات مفبركة، تعتدي سراً وعلانية على الإسلام ونبيه وقرآنه وصحابته، لهدف إستراتيجي خطير يبقى مابقيت الحياة، وهو ضرب المجتمعات العربية ببعضها، وإراقة دماءهم وشرذمتهم، والتشكيك في دينهم والطعن في عرض النبي الكريم العربي، والتشكيك في القرآن المكتوب والمنطوق بالعربية فقط، ووصمه بالنقص والتحريف، وقد نجحوا في إقناع الملايين عبر التاريخ بأن هذه عقيدة ودين، وبناءً على ذلك النجاح، نجحوا أيضاً في صناعة الميليشيات العقائدية الإرهابية الشيعية لتنفيذ الإستراتيجية الكبرى، وهي قتل العرب وتحطيم دُولهم والسيطرة على مواردهم الطبيعية. ومنع تطورهم وتخريب معتقدهم الإسلامي الحنيف النقي، وإشغالهم بالحروب الطائفية والمذهبية فيما بينهم، وإحراق عقول شبابهم بالمخدرات، وأبدانهم بالأمراض الجنسية ببيوت الدعارة، وفوق هذا كله إفساد بعض كبارهم قبلياً ومناطقياً من خلال ضخ الأموال في جيوبهم كغطاء وأدوات لهم كما هو حاصل اليوم في دول عربية خليجية وشامية وشمال إفريقية.

وإلاّ فما هي أدوار الطبل حسن نصر الله والأرعن نبيه بري بلبنان، والغبي الحوثي بصنعاء، والدمية هادي العامري بالعراق والسارق نوري المالكي، أما حبايبنا المعممين “الوكلاء المتسترين” بدول مجلس التعاون والأردن ومصر فلا أعلم أسماءهم قاتلهم الله، لكنهم معروفين بالضرورة وربما أنهم مبايعين للسيستاني والخامنائي وأبو الصدر وهذا مجرد شك لا أكثر!.

‏نحن أهل الخليج بشكل عام لم نقصر بحق الإرهابيين من الإخوان والدواعش والقاعديين وقراصنة الصومال وعصابات بوكو حرام المنسوبين للسنة، أشبعناهم ضرباً وأوسعناهم دكاً وفضحاً وكشفاً وتعرية بكل الوسائل ولم نقصر من التحذير عنهم عبر جميع المنابر الإعلامية والمجتمعية والتعليمية والفكرية، ولم تقصر الحكومات والأفراد والمؤسسات والمجتمع بأكمله حتى تمت محاصرتهم وأصبحوا منبوذين ومكشوفين، يدرك خطرهم حتى الأطفال. وليس فقط هؤلاء الإرهابيين العتاولة وحسب، بل تم فضح الرعاع التابعين لمطاوعة الصحوة، من المهابيل الأحباب وسرابيت التفحيط الذين أصبحوا شيوخ منابر خلال 72 ساعة، وسرسرية المخيمات والإستراحات الساعين لإغواء الصغار وتمردهم على مجتمعاتهم وحكوماتهم. كل هذه الجهود بعد فضل الله تعالى ساهمت في تحصين المجتمع ضد شرورهم جميعاً، وهدى الله الكثير منهم، وأهلك الكثير أيضاً من كبار قادتهم ومجرميهم.

‏لكننا فشلنا عمداً في فعل الشيء نفسه مع أصل الشر الآخر وغطاء الإرهاب الأعظم والفكر التدميري الشامل للعقول، ألا وهو فكر الشيعة المعممين وأجدادهم المعممين أيضا، وليس المقصود عوام ⁧‫الشيعة‬⁩ فهم ضحايا كأتباع الإخوان، وليس لهم ذنب بل يجب إنقاذهم من خلال القوى الناعمة التي تبين لهم حقيقة ما حُمّلُوه من حقد وشحن وتزوير للتاريخ ضد مجتمعاتهم العربية وإخوتهم في الأوطان، وبعد ذلك يترك لهم الخيار، وحتماً سيختارون طريق الحياة والبناء والحضارة والفرح والأمل، وترك اللطميات الفضيحة والخنوع للمعممين الحرامية السُّراق، وسيتخلصون من الإرهاب الفكري الذي حقنوا به ولن يزول إلاّ بزوال أصل معتقده المختلق المزروع في عقولهم.

‏نعم فشل الخليجي السني المثقف والإعلامي والصحفي و “المطوع المتعلم” في شن الحرب ذاتها على الإرهاب الأسود الشيعي كما فعل مع ربيبه الداعشي والإخواني؛ فشلنا جميعاً متخوفين من أن نوصم بالطائفية والمذهبية، متناسين أن أخوتنا بعض الشيعة المحترمين كانوا معنا بالصوت ونحن نقصف الإرهابيين المحسوبين على السنة؛ إنه لمضحك!.

وللحق ربما لو حاول الجميع كشف هذا الإرهاب المعمم الشيعي لفشلوا، لسبب بسيط وهو أننا نجهل خفايا هذا التراث الإرهابي المكتوب المتضاد والمكذوب، ونجهل أساليب المعممين ولا نعلم ماذا نقول لهم ومن أين نبدأ، بعكس معرفتنا بأصل فكر ابن لادن والظواهري والزرقاوي وفتاوى داعش والقاعدة، والعمق البعيد في كراسات سيد قطب، ومايدور في غرف الإخوان المظلمة وما بين السطور في البرامج التحريضية بقناة الجزيرة خلف ثورات الخراب العربي.

‏هذا الفشل المشهود المخجل للمثقف العربي الخليجي ضد الفكر الإرهابي المعمم الأسود الموجه لنا كعرب ومسلمين وبشر، بدأ ينقذه قليل من الرجال المتخصصين من مصر. أشهرهم، الأستاذ وليد إسماعيل، والاستاذ رامي عيسى وغيرهما.

ياللهول.. ياللكشف.. يالجهلنا طويلاً بإرهاب دمر حضارتنا وسمعتنا وألصق بنا تبعات أحداث 11 سبتمبر وماقبلها وما بعدها بينما هُم أصله ومدبريه ومحتضني مجرميه.
‏ماذا تفعلان ⁧وليد إسماعيل‬⁩، و⁧‫رامي عيسى‬⁩، كيف كوّنتما هذا الجيش العظيم الناعم الذي جعل المعممين في مأزق وفضح فكرهم ودمر معتقدهم المفبرك؟، كيف صنعتم هذه القوة الناعمة الجبّارة الساحقة ضد الإرهاب الأسود؟ كيف اخرجتم لنا عبر منصة يوتيوب هذا الكم الهائل من المعلومات والأدلة والبراهين والحقائق التي بدأت تنسف الإرهاب نسفاً، وتبين الحقائق للملايين من المخدوعين والمتساهلين الذين صدقوا الروايات الإرهابية المليئة بالحقد والتحريض والكراهية والتجييش ضد العرب وتاريخهم ومستقبلهم؟ كيف ذلك وبعد 1300 عام من التجهيل والتزوير والحرب الإنتقامية بدأت تنتهي فصول مسرحياتها الطويلة بهذه الجهود عالية الدقة والفهم والذكاء والمصداقية؟..

‏من لم يصدق فليتابع قناتى الرجلين على منصة يوتيوب، سيجد الفكر والذكاء والنكتة والضحك والجد والهزل والحقائق وكشف الفضائح والتزوير، وسيجد عتاة المعممين وقادة الحسينيات ومجهلي الشعوب الجهابذة كالديوك التي تصيح بالظلام، لم يجدوا أي حجة تحميهم ولم يصمدوا فقهياً ولغوياً ومعلوماتياً أمام وليد و رامي؟.

تابعوهما ولكم الحكم، وستجدون ما وجدت من حرب ناعمة ماحقة تقزم الفاسدين وتبين كذب المجرمين وتحايل الإرهابيين، فجعلوهم يستغيثون عدم التدخل في شأن يخص مراجع المذهب فقط يا إخوتنا، وبلاش تفرقة يا وليد ويا رامي نحن جميعاً إخوة!!.

‏تبدو المرحلة القادمة وهي تشهد تحولاً فكرياً إستراتيجياً كبيراً ضد الإرهاب وستنكشف لملايين الشباب والصغار على ضفتي الخليج العربي وعموم الدول العربية والإفريقية حقيقة التزوير التاريخي لمعتقد ليس له وجود بالأصل؛ نعم.. الإرهاب سيظل تهديداً كبيراً ولن يختفي قريباً لكنه ينهزم ويتقزم بمجرد كشف فكره الخبيث ومن يقفون خلفه متدثرين بعباءة آل البيت زوراً، وكلا الدواعش وقادة الشيعة يدعي ذلك.

‏من سيهاجم هذا الموضوع، عليه معرفة أن قائد القاعدة المحتمل ترشيحه بعد مقتل الظواهري، هو “سيف العدل” الموجود منذ سنوات تحت حماية ميليشيات شيعية إثني عشرية إرهابية بإيران، الفكر واحد والأهداف تتقاطع ولا يهمهم الدين ولا آل بيت ولا غيرهم.

إلى متى السكوت عن هذا الإرهاب يامثقفي الخليج؟. نتفهم خوف المثقف الشيعي المحترم الواعي الذي لا يصدق المعممين ولا يحبهم، ويخشى على نفسه وأطفاله، لكن ماذا عن سكوتكم المريب عن إرهاب تشاهدونه بأعينكم؟. هل سمعتم بمحاكم شيعية مقترحة ضد يزيد بن معاوية بالعراق!، مالهدف برأيكم ولماذا الآن وضد من؟، معاوية لم يعد له حتى رفات ولا مكان!. من المستهدف إذاً.!!؟

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

إقرأ أيضاً:

النائب علاء عابد يكتب: «حل الدولتين» يبقى الحل الوحيد

من غزة إلى لبنان، يعيد الاحتلال الإسرائيلى سيناريو المجازر وحرب الإبادة والدعايات المفبركة لينقل استراتيجية الفشل للمنطقة العربية.

وفور بدء الغارات المكثفة على لبنان، بدأت إسرائيل تختلق الذرائع لتبرير عدوانها الهمجى على المدنيين، كما جرى فى قطاع غزة، راحت تروج لاستخدام عناصر حزب الله المدنيين دروعاً بشرية، وهى نفس الأكذوبة التى استخدمتها إسرائيل فى عدوانها المستمر على غزة، ذلك المبرر الكاذب لشرعنة قتل المدنيين، فى وقت كانت كل الشهادات فيه تُثبت أن الاحتلال هو من يستخدم المدنيين دروعاً بشرية.

وها هو الكاتب الإسرائيلى «بى مايكل» يتهم حكومة بنيامين نتنياهو بأنها نقلت إرهاب الدولة من قطاع غزة والضفة الغربية إلى لبنان، وتساءل فى مقاله بصحيفة هآرتس عن الفرق بين تفجير 5 آلاف قنبلة فى 5 آلاف منزل بلبنان (تفجيرات البيجر)، وبين زرع قنبلة فى حافلة أو إسقاط قنابل عنقودية على الأحياء داخل إسرائيل.

فيما تخوَّف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن يفتح النزاع بين إسرائيل وحزب الله «أبواب الجحيم فى لبنان»، فى حين أرى أن تلك المخاوف ستظل تؤرق الجميع حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة. بعد أن كانت أنظار العالم تتجه للحرب فى غزة، يتخوف الجميع من توسع الصراع ليصبح حرباً «شاملة» فى الشرق الأوسط، وتبذل واشنطن ومصر ودول المنطقة جهوداً للتوصل إلى «تسوية يمكن أن تغير المنطقة بأكملها تغييراً جذرياً» بحسب ما قال الرئيس الأمريكى، جو بايدن، فى مقابلة مع شبكة «إيه بى سى».

أرى أن وقف إطلاق النار فى غزة والدخول بقوة إلى «حل الدولتين» سيهدئ من التصعيد فى المنطقة، وفى ذات الوقت أرى ضرورة إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701 الخاص بلبنان، والذى أصبح الآن أكثر أهمية من أى وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم، بعد الأيام الماضية التى شهدتها لبنان، وهى الأكثر دموية منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990، حيث قُتل ما لا يقل عن 560 شخصاً بينهم عشرات النساء والأطفال، فيما أصيب أكثر من 1800 آخرين. كل المواقف الدولية تتبنى حل «الدولتين» لتسوية الصراع فى فلسطين المحتلة، وقد قدمت خارطة الطريق عام 2005 موقف الولايات المتحدة برعاية مفاوضات حول هذا الحل بناء على القرارين الأمميين رقمى 383 و1397. ويظل القرار 242 هو أشهر القرارات الأممية بهذا الشأن والذى جاء بعد هزيمة عام 1967.

وأكرر بأن كل شىء يبدأ من وقف إطلاق النار فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، والمضى فى مسار «حل الدولتين»، وهذا يؤدى مباشرة إلى وقف إطلاق النار فى لبنان ويدفع حزب الله إلى إنهاء عملياته العسكرية، ويقلل من التوترات فى جميع أنحاء المنطقة، وهو ما يتطلب جهوداً فاعلة من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، ودول مجلس التعاون الخليجى، إلى جانب الدور المحورى لمصر فى المنطقة.

وأحذر من أن أى تسوية أو اتفاق دون ضغط أمريكى حقيقى على حكومة نتنياهو سيكون مصيره الفشل، فما سمعنا بموافقة إسرائيل على أى هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، والتى قد تقود إلى «تسوية شاملة»، فإدارة بايدن غير قادرة على الضغط والتأثير على الحكومة الإسرائيلية، وليس لها نفوذ قوى لدفع إسرائيل لوقف الحرب، وهى فى ذات الوقت ملتزمة بتزويد إسرائيل بالأسلحة ومعدات الحرب فى غزة.

لا تملك إسرائيل خيارات عسكرية كفيلة بتحقيق نتيجة أفضل من «الحل التفاوضى»، فهى منذ ما يقرب من العام لم تستطع إنهاء الحرب فى غزة ولا تملك سوى قتل المدنيين وارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، وهو ما تكرره الآن فى لبنان.

تدرك إسرائيل أن وقف إطلاق النار مع حزب الله يرتبط بوقف دائم لإطلاق النار فى غزة، وهذا أحد أسباب تردُّدها فى الموافقة على الطرح الأخير. لكن تحقيق ذلك يعنى أن على إسرائيل أن تحدد ما هى قدراتها. وتدل كل المؤشرات على أن خياراتها قليلة. وقد تكون جعجعتها الخطابية ناجمة عن الإحباط الذى تشعر به لأن النتيجة الأكثر منطقية هى العودة إلى الوضع الذى كان قائماً قبل 7 أكتوبر الماضى. قد لا تقبل الحكومة المتطرفة فى إسرائيل بذلك، لكن فى ظل الأوضاع الراهنة، ليست لديهم أى نهاية بديلة مقنعة لصراعهم مع الفلسطينيين فى غزة والضفة أو حزب الله فى لبنان.

مقالات مشابهة

  • د. عمرو عبد المنعم يكتب: بعد اغتيال نصر الله.. هل انتهى زمن القيادات المركزية؟
  • تزامنا مع اغتيال نصر الله.. كيف يصلي الشيعة صلاة الجنازة بشكل مختلف عن السنة؟
  • نائب إطاري يطالب دفن (نصرالله) في مرقد الحسين ليزار من قبل الشيعة!!
  • الشيعة في لحظة إرباك واحباط بعد نصرالله... كيف ينهضون مجدداً؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: فى سبيلنا للتنمية المستدامة فى مصر !!
  • الكيان اغتال “هنية السني” و “نصر الله الشيعي” .. متى يتوحد الفريقان أمام القاتل؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: "الإقتصاد الجزئى " هو سبيلنا للتنمية المستدامة !!
  • العزاوي: العراق أخطأ بإخراج الخميني والصراع السني الشيعي مؤامرة دولية
  • النائب علاء عابد يكتب: «حل الدولتين» يبقى الحل الوحيد
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: عصر القارئ