قال الفقهاء إن النظرة الأولى،  هي نظرة الفجأة التي يقع بها بصر الإنسان على المحرم من غير قصد لا إثم فيها لعدم القصد، ولعسر التحرز منها.


وفي صحيح مسلم عن جرير رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري" وإنما الإثم على من تعمد النظر إلى المحرم أولا، أو استدام النظر إليه.

ففي سنن الترمذي عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة" معنى الحديث: لا تتبع النظرة الأولى نظرة أخرى لأن النظرة الثانية عن قصد واختيار، فهي لذلك محرمة.

فقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بغض البصر، فقال: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم {النور:30}.

وروى الشيخان وأبو داود وأحمد من حديث أبي سعيد  رضي الله عنه: أن الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأوضح العلماء أن إطلاق البصر إلى ما حرم الله تعالى يورث عمى القلب وضعف البصيرة والوقوع في الرذيلة وفساد المجتمع وغير ذلك من المفاسد، كما قال ابن القيم وغيره.

 

ولو نظر المسلم إلى حرام نظر فجأة عن غير قصد فلا حرج، ولكن يجب عليه صرف بصره، كما جاء في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري، وقال لعلي كما عند أصحاب السنن: لا تتبع النظرة النظرة, فإن لك الأولى وليست لك الثانية.

 

وعلى ذلك فلا إثم على من نظر إلى صورة محرمة خطأ من دون قصد، لقول الله تعالى: وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم {الأحزاب:5}.

 

ولقول الله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا {البقرة:286} وقال الله في جوابها: قد فعلت. أخرجه مسلم.

 

والواجب عليه صرف النظر عن تلك الصورة المحرمة، فإن استدام النظر إليها، أو صرف نظره، ثم عاود النظر إليها، فهو آثم ، عن وجوب غض البصر وحكم نظر الفجأة، عن ثمرات وفوائد غض البصر.

هل النظر الى النساء بشهوة ينقض الوضوء ؟
 

قال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية ، أن النظر الى المحرم لا ينقض الوضوء إلا إذا أثار شهوته وشعرت بهذه الشهوة، فيجب على من يري شيئا محرما ان لا يمعن نظره فيه.

وأضاف خلال البرنامج الإذاعي " دقيقة فقهية " أن النظر إلى النساء بشهوة لا يبطل الوضوء لكنه محرم ، ويسبب موت القلب وفتنته، ويجر إلى المحرمات كمشاهدة العري والإباحيات والعادة السرية وزنا المحارم وغيرها ذلك، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { احفظ بصرك } وقال تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } . 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم يكشف علامة نجاة الله للعبد من العذاب

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن  الله سبحانه وتعالى يفتح لعباده باب الأمل والنجاة، مشيرا إلى أن من رحمته أنه يستر العبد في الدنيا، ثم يغفر له في الآخرة، فيعطيه كتابه بيمينه، ليكون ذلك علامة على نجاته من العذاب.

أحمد عمر هاشم: زواج النبي من السيدة عائشة وهى صغيرة لحكمة إلهيةأحمد عمر هاشم: سيدنا محمد يشفع في جميع الخلائق يوم القيامة

وقال أحمد عمر هاشم، خلال تقديمه برنامج “كانك تراه”، عبر فضائية “صدى البلد”، ان النجوى هنا تعني حديثًا سريًا بين العبد وربه، بعيدًا عن أعين الخلائق، حيث يستر الله عبده، فلا يفضحه أمام الناس، بل يقرره بذنوبه بلطف ورحمة.

الله سبحانه تعالى يريد الخير لعباده

وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى، قال "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون." فالله سبحانه تعالى يريد الخير لعباده، ويريد لهم النجاة والفوز برضوانه.

مقالات مشابهة

  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
  • مدير هيئة كبار العلماء: الأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله شرك
  • كبار العلماء: نهضة الأمة الإسلامية تقوم على التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب
  • ما هو قدر القراءة في صلاة التراويح؟ اعرف آراء العلماء
  • أفضل ذكر يحبه الله.. كنز نبوي من 3 كلمات ثوابه أكثر من ترديدك الأذكار 24 ساعة
  • ما فضل ثواب تفطير الصائمين في رمضان؟ «الإفتاء» تجيب
  • أفضل أعمال الجمعة الثانية من رمضان.. اغتنمها بـ 10 أمور
  • علي جمعة: الاستيقاظ لصلاة الفجر يقي من الجلطات
  • أحمد عمر هاشم يكشف علامة نجاة الله للعبد من العذاب
  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة