جثث في الشوارع ومنازل مهدمة.. هذا ما حل في ليبيا بعد إعصار دانيال
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تكافح السلطات الليبية للوصول إلى الناجين وتوفير الغذاء والماء والمأوى لعشرات الآلاف من الأشخاص بعد إعصار دانيال المميت الذي يقول المسؤولون إنه قتل حتى الآن 5900 شخص وأكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ عقود.
اقرأ ايضاًامتلأت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية العالمية بصور ومقاطع مصوّرة تظهر حجم الكارثة التي تعرضت لها المدن الشرقية من ليبيا المتضررة من الإعصار وإعلان مدن درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها.
وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت جثثًا ملقاة في شوارع مدينة درنة التي تُعد من أكثر المدن تضرًا في الإعصار نظرًا لطبيعتها الجغرافية الجبلية وقربها من البحر الأبيض المتوسط وانهيار سدين ضخمين وتدفق المياه في الوادي الذي يشقها من شمالها إلى جنوبها مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا والخسائر المادية.
وكشفت التقارير الأولية، أن إعصار دانيال تسبب في جرف 25% من مدينة درنة الساحلية، فيما قال الصحفي الليبي محمد القرج إن ما يصل إلى نصف درنة ربما جرفته المياه.
جثث في الشوارع
In Libya, we pay our condolences, but also get them at the same time.#انقذوا_الشرق_الليبي #ليبيا #درنة #ليبيا_تستغيث #إعصار_دانيال #اعصار_ليبيا #PrayForLibya #SaveLibya #iPhone15Pro
pic.twitter.com/F5IUa6pEGF
قال هشام أبو شكيوات، وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في الإدارة التي تسيطر على شرق البلاد: "عدت من درنة، الوضع كارثي للغاية، الجثث ملقاة في كل مكان - في البحر، في الوديان، تحت المباني".
وتابع: "عدد الجثث التي تم انتشالها في درنة يزيد عن الألف، ومن السابق لأوانه قياس الحجم الكامل للخسائر في الأرواح البشرية قد يكون "كبيرًا حقًا".
كما تسببت الفيضانات المدمّرة في تدمير المباني والطرق واصطدمت السيارات بأي شيء في طريقها، فيما جرفت المياه الضحايا إلى البحر الأبيض المتوسط.
انتشال الجثث
A Libyan citizen speaks with pain and appeals to the world to quickly rescue what can be saved under the rubble, or at least recover the bodies, after a storm that hit eastern Libya few days ago and left thousands of victims ..#Libya #ليبيا_تستغيث #انقذوا_الشرق_الليبي pic.twitter.com/CK39uddr7N
— د.عـبدالله العـمـادي (@Abdulla_Alamadi) September 13, 2023ونشر سكان درنة مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر الدمار الكبير الذي حل بمدينتهم الساحلية، حيث مُحيت مباني سكنية بأكملها على طول وادي درنة، وهو النهر الذي ينحدر من الجبال عبر وسط المدينة.
كما وثق عدد من سكان درنة لحظات انتشال الجثث من السيول الجارفة، باستخدام قوراب مطاطية قبل وصول المعدات الأخرى إلى المدنية المنكوبة لانتشال المزيد من الضحايا لدفنهم بالشكل المطلوب.
ووصف السكان مشاهد الفوضى عندما ضربت الفيضانات وسط المدينة. وقال أحمد عبد الله، أحد سكان درنة، إنهم سمعوا انفجارات مدوية ليلاً وأدركوا أن السدود خارج المدينة انهارت.
مراسل الجزيرة ينهار باكيًا أثناء تغطية الأوضاع في #درنة الليبية#انقذوا_الشرق_الليبي #إعصار_دانيال #قناة_الشعوب pic.twitter.com/XNrz0pGk8H
— قناة الشعوب (@AlshoubTv) September 12, 2023 خريطة توضح المناطق المتضررة من الفيضانات في ليبيا????️الدمار الكبير الذي خلفته الفيضانات في ليبيا عبر الأقمار الصناعية. pic.twitter.com/MzETg9LH9Z
— الأحداث الروسية???????????? (@soldier2017kg) September 12, 2023بالإضافة إلى الدمار في درنة، تعرضت مدن أخرى على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا أيضًا لفيضانات شديدة، خاصة في الجزء الشرقي من البلاد، بالقرب من حدود ليبيا مع مصر، إلى الشرق.
اقرأ ايضاًتُظهر الخريطة المدن في شرق ليبيا المتضررة من الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال، والتي خلفت آلاف القتلى والمفقودين.
وغمرت المياه المركز الطبي في البيضاء، وهو المستشفى الرئيسي، وتم إجلاء المرضى، بحسب مقطع فيديو نشره المركز على فيسبوك.
ومن بين المدن الأخرى التي عانت سوسة والمرج وشحات، بحسب الحكومة، فيما ونزحت مئات الأسر ولجأت إلى المدارس والمباني الحكومية الأخرى في بنغازي وبلدات أخرى في شرق ليبيا.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ ليبيا درنة إعصار إعصار دانيال البحر الأبيض المتوسط المغرب زلزال المغرب إعصار دانیال فی لیبیا pic twitter com
إقرأ أيضاً:
ما وراء دعوة عقيلة وحفتر لمهجري الشرق الليبي بالعودة سريعا؟
أثارت الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح للمهجرين من أبناء الشرق الليبي بالعودة سريعا وقريبا إلى مدنهم بعض الأسئلة عن أهداف الخطوة الآن وعلاقتها بالتصويت في الانتخابات المرتقبة.
وكلف "عقيلة" لجنة من مجلس النواب تتولى ملف المصالحة الوطنية وتنسق مع المهجرين من شرق ليبيا المقيمين في غرب البلاد آلية عودتهم، ولاقت الخطوة ترحيبا من قبل قائد القيادة العامة في شرق ليبيا، المشير: خليفة حفتر الذي طرح مبادرة للمصالحة الوطنية وعين نجله الصديق حفتر في منصب رئيس لجنة المصالحة الوطنية.
"بداية القصة"
وبدأت أزمة المهجرين منذ إعلان حفتر عن عملية عسكرية تسمى "الكرامة" بحجة محاربة الإرهاب واستهدف فيها ثوار الشرق الليبي ذوي الميول الإسلامية وكل من تعاطف معهم وكل أسرهم وأقاربهم، وبعد معركة طويلة بين الطرفين انهزمت هذه المجموعات وسيطر حفتر.
خلال هذه الفترة ظهر معارضون لعملية حفتر ورفضوا حربه على بعض المسلحين الذي كانوا ثوارا في الثورة الليبية ومعروفين، فقامت قوات حفتر باعتقال بعضهم وتصفية كل معارض للجيش، ما دفع كثيرين للفرار بأنفسهم وعائلاتهم إلى خارج ليبيا وأغلبهم فر إلى العاصمة طرابلس ومدن مصراتة والزاوية وغيرها، بعضهم مدنيون وبعضهم عسكريون.
حاول حفتر مرارا التواصل مع قيادات هذه المجموعات المهجرة خاصة العسكريين منهم لاستمالتهم، البعض استجاب بعد مفاوضات عديدة، والغالبية رفضوا أي تقارب خاصة بعد هجوم حفتر على العاصمة طرابلس وقتل كثيرين منهم مهجرون.
"عودة أول دفعة"
مؤخرا عقدت اللجنة المكلفة من قبل عقيلة صالح ومجلسه لقاءات في مقر مجلس النواب بطرابلس تناولت ملف المصالحة الوطنية وعودة المهجرين، وخلصت اللجنة إلى التأكيد على رغبة رئيس مجلس النواب والنواب في إنهاء ملف المصالحة وعودة المهجرين في أقرب وقت، مع ضرورة العفو العام لحل النزاع بين الأطراف المتنازعة، باعتبار النزاع بين أبناء وطن واحد.
وأكدت اللجنة أنه تم بالفعل الاتفاق على عودة أول دفعة من المهجرين قبل عيد الأضحى المقبل مع ضمان حياتهم واستقبال رسمي من المسؤولين، على أن يتم اللقاء مع عقيلة صالح لتقديم مقترح شامل يحتوي كل مطالب المهجرين.
"اشتراطات قبل الموافقة"
من جهتها، اشترطت رابطة أهالي الأسرى والمعتقلين والمفقودين بمدينة بنغازي بعض الشروط قبل الموافقة على العودة، ومنها: إطلاق الأسرى والمحتجزين، ومعرفة مصير المفقودين قبل أي مصالحة، وإنهاء المعاناة والظلم للأسرى والمعتقلين والمفقودين منذ أكثر من 10 سنوات في سجون المنطقة الشرقية، في ظل الانتهاكات الجسيمة والظروف اللا إنسانية التي يتعرضون لها.
كما أعلنت رابطة "مهجرو أجدابيا وضواحيها" عن دعمهم لجهود الصلح ولم الشمل، لكن مع التمسك بحقوقهم والثوابت الوطنية دون تنازلات، مؤكدين رفضهم المشاركة في أي مفاوضات قبل تحقيق مطلبين أساسيين: الإفراج عن جميع السجناء والكشف عن مصير المفقودين، وأن تجري المفاوضات تحت ضمانات من أطراف محايدة وعادلة لضمان الالتزام بأي اتفاق يتم التوصل إليه بعد تحقيق مطالبهم.
"دعاية وفخ"
وفي تعليقه على هذا الملف قال المتحدث السابق باسم عملية "الكرامة" والقيادي السابق في قوات حفتر، محمد حجازي إن العناصر الأساسية للمصالحة الوطنية تكمن في جبر الضرر، والاعتراف بالجرم، ومحاسبة الجناة، ثم أخذ الحق العام".
وأضاف حجازي، وهو أحد المهجرين، في تصريح متلفز: "المجني عليه هو الذي يملك حق العفو، وكيف للجاني أن يعفو عن المجني عليه، لذا نحذر مهجري المنطقة الشرقية من التماهي مع مشروع المصالحة لأنه بهذه الطريقة مه هو إلا فخ"، وفق تعبيره.
فما وراء دعوات "عقيلة وحفتر" لمهجري الشرق بالعودة والمصالحة الآن؟ وهل لصوتهم الانتخابي علاقة؟
"تصفية وخيانة والبرغثي خير مثال"
وأكد المحلل السياسي من الشرق الليبي والمقيم في أميركا، محمد بويصير أن "التوجه نحو المصالحة أمر محمود، لكن ككل شيء آخر هناك قواعد لنجاحها، وحفتر يريد عودة المهجرين ويحتاج للمصالحة كإحدى الإجراءات السابقة والضرورية لاستكمال السيطرة على باقي الأراضي الليبية".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "فتح السجون وإطلاق سراح المعتقلين يمثل خطوة أولى لابد أن تسبق عروض العودة والمصالحة على من هم بعيدين عنه، والحقيقة غياب سيادة القانون في شرق البلاد يجعل عودة وسلامة المهجرين رهن رغبات الأجهزة الأمنية وهذه فكرة مخيفة"، وفق كلامه.
وأوضح بويصير، الذي عمل مستشار سابقا لحفتر، أنه "لابد من إثبات أن إعادة الممتلكات المنهوبة أمر ممكن، وهذا ليس بالسهل فكثير منها وقع فى أيدى أنصار منفذين لأوامر حفتر".
واستدرك قائلا:، ورغم ذلك نتمنى أن تنجح الجهود وأن نرى الناس قد عادت إلى بيوتها، لكن ليس كعودة وزير الدفاع السابق "المهدى البرغثي" رحمة الله عليه، فقد كان فى يده أوراق تتحدث عن ضمانات من القائد العام (حفتر)، ولكنها تبخرت وانتهى الأمر بتصفيته ببشاعة"، كما صرح.
"عودة آمنة وعدالة مضمونة"
في المقابل، قال المحلل السياسي الليبي المقرب من "القيادة العامة"، أحمد الفضلي إن "ملف مهجري بنغازي من الملفات الساخنة والتي تحظى بأهمية كبيرة جدا من قبل المشير حفتر مباشرة، واتخذت في هذا الملف خطوات كبيرة على أرض الواقع منذ سنوات تمثلت في استرداد البيوت والممتلكات الخاصة بالمهجرين عن طريق مكتب الشكاوي التابع لرئاسة أركان الوحدات الأمنية".
وأكد أن "العودة مضمونة وآمنة لكل المهجرين الذين لم تتلطخ أيدهم بالدماء أو لهم علاقة مباشرة بالجماعات "الإرهابية" التي أوغلت في دماء الليبيين وغير الليبيين خلال السنوات الماضية، وبالفعل هناك العديد من العائلات التي رجعت إلى مدنها واستلمت بيوتها وممتلكاتها وتعيش الآن في استقرار دون أن يتعرض لها أحد"، بحسب حديثه.
وختم حديثه لـ"عربي21" بقوله: "القيادة العامة تقوم بإدارة ملف المصالحة الوطنية بشكل محترف يضمن حق الجميع دون وقوع أخطاء وكذلك يحمل عودة الحقوق لأصحابها ممن تضرروا خلال فترة الحرب التي قادتها القوات المسلحة في شرق ليبيا ضد المجموعات "الإرهابية" لإعادة الأمن والاستقرار من خلال مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية"، كما رأى.