تضع مصر نصب أعينها الحفاظ على البيئة والحد من الآثار السلبية المترتبة على التغيرات المناخية التي أضحت كارثية خلال السنوات الأخيرة، وظهر ذلك جليا في العديد من الأضرار التي لحقت بدول العالم أجمع من حرائق وفيضانات كان ضمن أسبابها الرئيسية إهمال الاشتراطات البيئية، ومن هنا جاءت استضافة مصر للنسخة الأولى من منتدى الاستثمار البيئي والمناخي في مصر، الذي انعقد اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة دولية كبيرة، والذي يسعى لترسيخ أسس الاستثمار وتوسيع رقعة الاقتصاد الأخضر.

 

وخلال كلمته في مستهل المنتدى، سلط الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الضوء على الدولة المصرية لتحويل ملف البيئة إلى هيكل متكامل، يربط بين التخفيف والتكيف وتمويل المناخ، بالإضافة إلى القضايا الأخرى المماثلة، مثل التنوع البيولوجي، وباقتناع راسخ بأن يلعب القطاع الخاص دورًا رائدًا في تنمية الاقتصاد الأخضر، مشددا على أن إطلاق المنتدى المصري للاستثمار البيئي والمناخي، يهدف إلى الإعلان عن حقبة جديدة من الاستثمارات البيئية. 

 وأكد "مدبولي" أن المنتدي يعد إحدى ثمار مؤتمر الأطراف السابع والعشرين "COP27" الذي لم يكن مجرد مؤتمر دولي ناجح، بل هو جزء من عملية دولية مستمرة يجب تعزيزها وتحصينها بالمبادرات والحلول المبتكرة، بمشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني، وقال في هذا الصدد: تعتزم مصر الاستفادة من هذا المنتدى في متابعة مخرجات مؤتمر شرم الشيخ، وترجمتها إلى خطوات عملية لمصر والدول الأفريقية والدول النامية بشكل عام، والمشاركة بتجربتها وخبراتها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وما بعده.

كما نوه الدكتور مصطفى مدبولي إلى قيام الدولة أيضا بإطلاق استراتيجيتها الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وخطة المساهمات الوطنية الطوعية المحدثة 2030، والتي قَدّرَت حجم الاستثمارات المطلوبة لتنفيذ تلك المساهمات بـ 246 مليار دولار، منها 196 مليار دولار لمشروعات التخفيف و50 مليار دولار لمشروعات التكيف، لافتا كذلك إلى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية ومشروعات البنية التحتية، التي تندرج ضمن مشروعات التخفيف والتكيف مع آثار التغيرات المناخية بالتعاون مع القطاع الخاص وشركاء التنمية، وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة مثل إنشاء محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في بنبان، والتوسع في إنشاء مزارع توليد الطاقة الكهربائية من الرياح بخليج السويس، بجانب مشروعات النقل المستدام مثل: التوسع في شبكات مترو الأنفاق، والمونوريل، والقطار الكهربائي السريع، بالإضافة إلى إنشاء محطات تحلية مياه البحر، فضلا عن الإدارة المتكاملة للمخلفات مثل مصانع تدوير المخلفات وتحويل المخلفات إلى طاقة.

وأعلن رئيس الوزراء عن إطلاق منصة إلكترونية للاستثمار البيئي والمناخي بمصر، التي ستكون بمثابة بوابة إلكترونية لرواد الأعمال والمطورين والممولين والمستثمرين والمؤسسات الداعمة، بالإضافة إلى توفير دراسات الجدوى الاقتصادية المبدئية وملفات التعريف بالفرص الاستثمارية في إدارة النفايات، والطاقة المستدامة، والسياحة البيئية، والصناعات القائمة على أساس حيوي، والزراعة وإنتاج الغذاء، بالإضافة إلى المعلومات الخاصة ببرامج الدعم المتاحة من مختلف الجهات لدعم الاستثمارات البيئية والمناخية، كما ستتيح هذه المنصة قناة اتصال مباشر بين وزارة البيئة والمستثمرين، وكافة الجهات لتمكينهم من تلقي الدعم والخدمات.

جهود مصر لتحفيز الاستثمارات الخضراء

خبراء الاقتصاد أكدوا أن مصر حققت الكثير من التقدم في مجال الاستثمارات الخضراء، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال مراعات البعد البيئي ومخاطر التغيرات المناخية. 

في البداية قالت الخبيرة الاقتصادية حنان رمسيس، إن مصر وفرت العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة، ومن هنا فإن المؤتمر يعد فرصة لترويج هذه الاستثمارات، وتسليط الضوء على جهود الدولة في تقديم الحوافز والاصلاحات التشريعية في مجال الاستثمار.

وأضافت "رمسيس" أن مصر تروج لمشروعات عملاقة تقام على أرض الوطن، كما تتميز الفترة الحالية يتنوع مجالاتا لاستثمار في مصر، ومنها التوسع في الاقتصاد الأخضر واتباع سياسات التنمية المستدامة وتوطين العديد من الصناعات العالمية، مما يتيح الفرصة للقطاع الخاص لعقد شراكات في الفرص الاستثمارية المتاحة وبخاصة بعد تخارج الدولة من العديد من القطاعات بعد إطلاق وثيقة سياسة ملكية الدولة. 

وتابعت: "هناك مبدأ تضعه الدولة نصب أعينها وهو أنه لا نهوض بدون سواعد أبناء الوطن، ومن هنا تشجع الدولة على ريادة الأعمال والاهتمام بالشباب لتحويلهم من قوة بشرية تحتاج إلى فرص عمل إلى مستثمرين وتوفير الآلاف من فرص العمل".

من جهته، قال الدكتور محمود عنبر، الخبير الاقتصادي، إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب توفير الخدمات للمواطنين والتمكين الاقتصادي والابتكار، وكل هذه الآليات اتخذت فيها الدولة العديد من الخطوات للأمام، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مشروع حياة كريمة الذي وفر خدمات كبيرة للمواطن في وقت قياسي.

وأضاف "عنبر" أن مصر كانت في مقدمة الدول التي سعت للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، من أجل توفير طاقة بديلة ونظيفة ومن هنا تم إنشاء مشروعات عملاقة مثل مشروع بنبان لإنتاج الطاقة الشمسية وهو واحد من أهم المشرعات على المستوى الدولي، بالإضافة غلى توسع مصر في إنتاج الهيدروجين الأخضر. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: منتدى الاستثمار البيئي منتدى الاستثمار البيئي والمناخي مصر العاصمة الإدارية الجديدة مجلس الوزراء البيئة المناخ البیئی والمناخی الاقتصاد الأخضر بالإضافة إلى العدید من ومن هنا

إقرأ أيضاً:

بنك نزوى يسلط الضوء على آفاق التمويلات الإسلامية

 

مسقط- الرؤية

شارك بنك نزوى- البنك الإسلامي الرائد والأكثر موثوقية في سلطنة عُمان- في اللقاء المصرفي الإسلامي ثمار 2024، باعتباره الشريك المنظم للمؤتمر الذي تم تنظيمه من قبل The Arabian Stories  (TAS) بالتعاون مع هيئة الخدمات المالية، وجمعية المصارف العمانية، حيث ركزت النسخة الافتتاحية من المؤتمر على المعاملات المالية الإسلامية والاستقرار الاقتصادي.

رعى حفل افتتاح المؤتمر معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني، بحضور خالد الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى، وعدد من الخبراء والمهتمين ورواد قطاع الصيرفة الإسلامية.

وتُبرز مشاركة بنك نزوى التزامه المستمر بدفع التقدم في قطاع التمويل الإسلامي في سلطنة عُمان، حيث شهد المؤتمر مشاركة مميزة من قبل فريق الإدارة التنفيذية للبنك، قدموا فيها رؤى قيّمة وشاركوا في مناقشات مثرية.

وشارك خالد الكايد في المؤتمر بكلمة افتتاحية، كما شارك مصطفى الناعبي نائب مدير التدريب الشرعي في بنك نزوى، في ورشة عمل حول المعايير الشرعية لـ"الأيوفي"- هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية والإسلامية- حيث سلط الضوء على أبرز التطورات الأخيرة في التمويل الإسلامي والاستثمارات المتوافقة مع الشريعة.

وقال خالد الكايد: "سُعداء بمشاركتنا في مؤتمر ثمار، وهو منصة حيوية تُعزز التفاعل والتعاون بين أصحاب المصلحة الرئيسيين، وتعمل كحافز لتبادل الأفكار المبتكرة ومعالجة التحديات الناشئة، ونحن نؤمن أن مثل هذه المناقشات القيّمة بإمكانها أن تُحدث تأثيرا كبيرا على التوجه الاستراتيجي للتمويل الإسلامي في السلطنة، خاصة في مجالات مثل استثمارات الوقف والمنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة، ومن خلال دعم هذه الحوارات، لا يسعى بنك نزوى لتعزيز إمكانات التمويل الإسلامي فحسب، بل يهدف إلى المساهمة في تطوير السياسات والممارسات التي ستدفع النمو الاقتصادي المستدام، وتعزيز الشمول المالي في السلطنة".

وتقديراً لمبادراته في مجالاتٍ عدة، توج بنك نزوى خلال الفعالية بجائزة أفضل بنك إسلامي في السلطنة لعام 2024، كما توج البنك بجائزة التحول الرقمي 2024 تقديرا لجهوده الريادية في الحلول الرقمية، وتم تكريم البنك بجائزة الاستدامة تقديرًا لمساهماته  الرائدة في مجال الاستدامة.

وتأتي هذه الجوائز انعكاسا لأداء البنك المتميز ودوره الريادي في المساهمة في تطوير قطاع المالية الإسلامية في السلطنة.

مقالات مشابهة

  • بنك نزوى يسلط الضوء على آفاق التمويلات الإسلامية
  • بالفيديو.. كاتب صحفي: الدولة تولي اهتماما ضخما بزيادة الاستثمارات الأجنبية
  • كاتب صحفي: الدولة تسعى لجذب الاستثمارات المواكبة لخطط التنمية المستدامة
  • مستشار رئيس الوزراء: خطة من محورين لبناء 14 ألف مدرسة عن طريق الاستثمار
  • غرفة الأخشاب والأثاث: منتدى الأعمال المصري الفرنسي فرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • رئيس الوزراء يؤكد مواصلة العراق تقديم المساعدات التي تدعم صمود الشعب اللبناني
  • غرفة الأخشاب: منتدى الأعمال المصري الفرنسي فرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • كواليس عملية اغتيال حسن نصر الله: «نتنياهو» أعطى الضوء الأخضر من أمريكا
  • رئيس هيئة الاستثمار يشارك في منتدى الاستثمار المصري اليوناني بأثينا
  • من هو حسن نصرالله.. وما حكايته؟؟ تقرير مثير يسلط الضوء على حياته الشخصية وسيرته الذاتيه!!