عُقد اجتماع القمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة أمور في أقصى الشرق الروسي، الأربعاء بعد أربع سنوات وخمسة أشهر من لقاءهما الأخير، وسيجري الزعيمان محادثات يمكن أن تفضي إلى إبرام صفقة أسلحة من شأنها أن تنتهك العقوبات الدولية.

وفي مقطع فيديو بثته وسائل إعلام روسية، صافح الرئيس بوتين الزعيم كيم لدى وصوله إلى قاعدة فوستوتشني الفضائية بأقصى الشرق الروسي، وقال: "أنا سعيد حقًا بلقائك"، و"هذه هي قاعدتنا الفضائية الجديدة.

أريد أن أطلعك عليها" .

ورد كيم جونغ أون على بوتين بالقول: "شكرًا لك على دعوتك لي على الرغم من جدول أعمالك المزدحم".

وعندما سألته وسائل الإعلام عما إذا كان سيساعد كوريا الشمالية في تطوير الأقمار الصناعية، قال الرئيس بوتين: "لهذا السبب جئنا إلى هنا"، وأضاف: "الرئيس كيم يُظهر اهتمامًا كبيرًا بتكنولوجيا الصواريخ. إنهم يحاولون تطوير برنامجهم الممتاز".

وبالتزامن مع زيارة كيم لروسيا، أطلقت بيونغ يانغ صاروخين بالستيين الأربعاء، حسبما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في اختبار جديد ينتهك العقوبات.

ويعتقد مراقبون أن روسيا ستسعى في المحادثات على الأرجح للحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية التي تريد في المقابل تكنولوجيا متطورة للأقمار الاصطناعية والغواصات العاملة بالطاقة النووية.

وقال بوتين لصحافيين "سنناقش كافة المواضيع دون تسرّع. لدينا الوقت لذلك"، وذلك ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت المحادثات ستشمل التعاون العسكري.

ويرافق كيم الذي توجه عن طريق البرّ إلى روسيا على متن قطاره المصفّح، وفد يشي بأن القمة ستتركز على مسائل عسكرية.

ومن بين كبار المسؤولين العسكريين الذين يرافقون كيم، المارشال في الجيش الكوري الشمالي باك جونغ تشون ومدير إدارة صناعة الذخائر جو تشون ريونغ، بحسب وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية.

وانضم إلى المحادثات مع كيم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، على ما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي الروسي.

وقبيل الإعلان عن بدء المحادثات، نشرت وكالات أنباء روسية صورا لكيم وبوتين وهما يجولان في القاعدة الفضائية الشاسعة.

وقال بوتين إن "زعيم جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية يظهر اهتماما كبيرا بتكنولوجيا الصواريخ، وهم يحاولون تطوير (تواجدهم في) الفضاء.

وكان كيم قد شدد على أن زيارته، وهي الرحلة الخارجية الأولى له منذ وباء كوفيد، تظهر أن كوريا الشمالية تمنح "أولوية للأهمية الاستراتيجية" لعلاقاتها مع روسيا.

مكاسب تكتيكية

ويحمل الاجتماع في قاعدة الفضاء رمزية خاصة وأن بيونغ يانغ فشلت مرتين مؤخرا في محاولة وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار، بحسب مراقبين.

وروسيا تسعى للوصول إلى مخزون كوريا الشمالية من قذائف المدفعية، في حين تبحث بيونغ يانغ عن المساعدة في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية وتحديث معداتها العسكرية التي تعود للحقبة السوفياتية.، حسبما قال لفرانس برس آن تشان إيل، المنشق الذي تحول إلى باحث ويدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية.

وأضاف "إذا تم تزويد روسيا براجمات صواريخ وغيرها من قذائف المدفعية من كوريا الشمالية بكميات كبيرة، فقد يكون لذلك تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا".

وقد استقبل وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف كيم لدى وصوله إلى روسيا، وقدم له صورا تاريخية موقعة لرواد الفضاء السوفيات من بينهم يوري غاغارين.

وحذر البيت الأبيض الأسبوع الماضي من أن كوريا الشمالية "ستدفع الثمن" إذا زودت روسيا بأسلحة للحرب في أوكرانيا.

وقال أستاذ الدراسات الكورية في جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف لوكالة فرانس برس إن كيم يجازف أيضا بإثارة استياء حليفته الرئيسية الأخرى بكين من خلال لقائه مع بوتين.

وتابع "لن تكون الصين سعيدة جدا بدخول روسيا إلى منطقة يعتبرها الصينيون حكرا لهم" مضيفا أن بكين ستشعر بالقلق بشأن تأثير أي نقل لتكنولوجيا عسكرية روسية إلى بيونغ يانغ على الاستقرار الإقليمي.

ورأى أن كيم وبوتين "قد يتبادلا ذخيرة كوريا الشمالية القديمة من الحقبة السوفياتية مقابل تكنولوجيا عسكرية روسية أكثر حداثة أو عملة صعبة (أو قمح)".

وأضاف "من الناحية التكتيكية، كلاهما يحقق مكاسب، من خلال الحصول على ما يحتاجان إليه الآن. لكن على المدى الطويل، ستتعرض علاقات روسيا المهمة مع سيول لضرر لا يمكن إصلاحه".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بوتين كيم فوستوتشني كيم جونغ كوريا الشمالية روسيا قمر اصطناعي الموارد الطبيعية أوكرانيا كوريا الشمالية زعيم كوريا الشمالية روسيا قمر صناعي أول قمر صناعي بوتين كيم فوستوتشني كيم جونغ كوريا الشمالية روسيا قمر اصطناعي الموارد الطبيعية أوكرانيا أخبار روسيا کوریا الشمالیة بیونغ یانغ

إقرأ أيضاً:

كوريا الشمالية تكشف عن ناقلة مدرعة تحاكي Stryker الأمريكية

كوريا ش – تنتج الصناعة العسكرية الكورية الشمالية في الوقت الراهن كميات كبيرة من المعدات الحربية التي يمكن أن تنافس بنجاح أفضل نماذج المعدات العالمية.

وعلى سبيل المثال هناك ناقلة مدرعة رباعية المحاور تشبه مدرعة Stryker الأمريكية، ولديها حماية قوية لجسمها، بما فيه حماية قعر الجسم. ولا يزال اسمها سريا إلى حد الآن.

وهناك آراء تفيد بأنها تمتلك إمكانات يمكن مقارنتها بمدرعة Patria AMV فنلندية الصنع، فضلا عن سابقتها Sisu XA-180 ومدرعة VAB الفرنسية و Puma الإيطالية و”بي تي إر-4 الأوكرانية.

وقد تم على أساس منصة تلك الناقلة المدرعة تصنيع منظومة صاروخية مضادة للدبابات، وهناك نسخة من المنظومة تم تزويدها بأسلحة المدفعية الثقيلة. ومن المرجح أن تظهر نماذج أخرى ستستخدمها وحدات القوات البرية.

وكانت وسائل الإعلام قد أفادت في وقت سابق بأن الدبابة الكورية الشمالية الجديدة من طراز M-2020 يمكن أن تزود قريبا بأجهزة الحماية النشطة. ومن غير المستبعد أن تثبت تلك الأجهزة على نسخ خفيفة للدبابة، فضلا عن ناقلات الأفراد المدرعة.

المصدر: روسيسكايا غازيتا

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تعرب عن أسفها لتدخل جارتها الشمالية في شئونها الداخلية
  • روسيا تحبط محاولة أوكرانية لخطف قاذفة قنابل إستراتيجية
  • الأمن الروسي يحبط محاولة لسرقة قاذفة نووية روسية من قبل الناتو وكييف
  • زعيم كوريا الشمالية: التدريبات الكورية الجنوبية قرب الحدود استفزاز لا مبرر له
  • روسيا تدرس تغيير عقيدتها النووية.. ردا على تصرفات غربية
  • أوربان بعد زيارته لموسكو: بوتين شخص عقلاني ودقيق بنسبة تزيد عن 100%
  • كوريا الشمالية تكشف عن ناقلة مدرعة تحاكي Stryker الأمريكية
  • «تايم»: التصعيد الروسي ضد الغرب.. هل نحن على حافة حرب نووية؟
  • خلال لقائه برئيس الوزراء المجري.. بوتين يكشف موقفه من تسوية الأزمة الأوكرانية
  • بوتين: تنفيذ مبادرات السلام الروسية سيسمح ببدء المفاوضات