مختصون لـ"صفا": السلطة تبحث عن "فتات" صفقة التطبيع السعودي الإسرائيلي
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
غزة – أكرم الشافعي - صفا
مع تزايد الإشارات حول تقدم مساعي إبرام اتفاق تطبيع بين الكيان الإسرائيلي والسعودية، تبحث السلطة الفلسطينية عما تعتقد أنها "مكاسب" يمكن أن تخرج بها، حتى لو على حساب عملها "عرّابًا" لإقرار الدولة التي تحضن أكبر مكان مقدّس للمسلمين بأحقية "اليهود في أرض فلسطين".
وكشف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي "تساحي هنيغبي" الإثنين الماضي، أن حكومة بنيامين نتنياهو بدأت خلال الأشهر الأخيرة بإجراء محادثات مع قيادة السلطة الفلسطينية حول اتفاق التطبيع المحتمل مع السعودية.
واعتبر "هنيغبي" أن قيادة السلطة هذه المرة "لن تسمح للاتفاق بأن يفلت من أيديهم"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن هناك فرصة بنسبة 50% لإبرام اتفاق التطبيع.
وأجمع كتاب ومحللين سياسيون أن قيادة السلطة تحاول "استثمار الفتات أسفل طاولة حوار التطبيع السعودي الإسرائيلي"، الذي يجري برعاية الإدارة الأمريكية.
أوسلو جسر التطبيع
الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، قال إن توقيع قيادة السلطة على اتفاق أوسلو عام 1993 واعترافها بالكيان وأحقيته بالوجود على 78% من الأرض الفلسطينية، شكل حجة لكل "اللاهثين" نحو التطبيع العلني بحثًا عن مصالحهم.
وذكر سويرجو، خلال حديثه لوكالة "صفا"، أن "الأطراف العربية التي تسعى للتطبيع مع الكيان لم تكن لتتجرأ على اتخاذ خطوة بهذا الاتجاه لولا وجود طرف رسمي فلسطيني سبقها في الاعتراف بإسرائيل كجسم طبيعي في المنطقة".
ولفت إلى أن التطبيع السعودي الإسرائيلي يعتبر "الأعقد" في المنطقة، وقد يشكل نقلة في طبيعتها من خلال وجود "إسرائيل" كطرف نافذ بعلاقات قوية أمنية وعسكرية مع دول الإقليم إذا ما نجحت في الحصول على تطبيع كامل مع الرياض.
لكنه استدرك أن "المسألة ليست بهذه البساطة رغم كل ما يشاع من تحركات في محاولة كل طرف أن يخدم أجندته الخاصة ومصالحه".
فلسطينيًا، ذكر سويرجو أن السلطة لتوظيف التطبيع لأجل خدمة أجندتها الخاصة، ولاسيما الاقتصادية، عبر ما يعرف بالدعم المالي العربي، خاصة بعد تراجع "المبادرة العربية للسلام" التي تبنتها السعودية عام 2002، وداس عليها "أرئيل شارون" خلال عملية "السور الواقي".
وقال: "السلطة تسعى لتوظيف هذا الملف لتقوية موقعها وشرعيتها بالضفة عبر وجودها كطرف رابع في صفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية، والاستفادة قدر الإمكان بمردود مالي قوي وتسويق بعض الأوهام كما حصل مع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات".
وذكر الكاتب سويرجو أن "موقف السعودية سيكون متقدمًا على موقف السلطة التي سقفها السياسي لا يتجاوز وقف الاعتداءات الإسرائيلية ووقف الضم والدعم المالي".
صمت السلطة
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد الشقاقي، فقال لوكالة "صفا"، إن اللافت في الجهود الأمريكية للوصول لتطبيع سعودي إسرائيلي أنه يتجه نحو اختلافين، الأول أن المملكة انقلبت على نفسها بعدما كانت رفعت السقف مع الإسرائيليين بدولة فلسطينية بحدود الـ67 مقابل التطبيع العربي ضمن "مبادرة السلام العربية".
أما الاختلاف الثاني، وفق حديث الشقاقي، فيتمثل بصمت السلطة وامتناعها عن إدانة محاولة التطبيع السعودي الإسرائيلي بعدما كانت تسارع لإدانة أي محاولة أو اتفاق بهذا السياق.
وذكر أن قيادة السلطة سلّمت أن "التطبيع العربي أصبح واقعًا"، لذلك تسعى لتعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي من خلال الحصول على عوائد اقتصادية ومالية.
وقال: "ما سمعناه من هينغبي يأتي في هذا الإطار، وليس بعيدًا عن جهد عربي بوجود قناة أردنية لتمرير عملية التطبيع مع السعودية تحت تبرير أنها مصلحة فلسطينية رغم تدني سقف مطالب السلطة".
وأشار إلى أن ما يجري أسوأ من "صفقة القرن"، إذ إنه وفي هذه الحالة لا يمكن للسلطة أن تهاجم العرب المطبعين "وهي التي تنسق وتتطبع يوميًا مع الاحتلال".
وحذر من أن "ذهاب السعودية برمزيتها العربية والإسلامية كأكبر وزن سياسي عربي وارتباطها بالمقدسات، لنادي المطبعين العرب والمسلمين سيسجل كانتكاسة كبيرة للنظام السعودي، وسيتسبب بخسران أنظمة عربية وإسلامية أخرى في المنطقة تربط موقفها بمواقف المملكة".
وأضاف "ما يجري سيسجله التاريخ كخطيئة سياسية كبيرة ستدفع ثمنه السعودية على مستوى موقعها وقيمتها في العالم الإسلامي، وهذا يتطلب منا كفلسطينيين كشف عورات التطبيع والمطبعين مهما كانت المبررات".
خسائر كبيرة
بدوره، اتفق الكاتب والمحلل المختص بالشأن القومي إبراهيم حبيب مع سابقيه، على أن معارضة السلطة الفلسطينية لأكثر الدول العربية الداعمة لها (السعودية) سيلحق ضررًا كبيرًا بخزينتها، خاصة أنها باتت تعلم أن معارضتها لهذا التوجه سيكون "تحصيل حاصل".
وقال حبيب: "ما يجري هو إعادة للتموضع من الإدارة الأمريكية عبر الدفع باتجاه التطبيع السعودي مع الكيان، والذي أخذ أشكالًا ثقافية ورياضية وسياحية لتدجين الفكر السعودي نحو تقبل الإسرائيلي".
وأضاف "كفلسطينيين مقبلون على مرحلة صعبة بخسران أهم قلعة عربية إسلامية سنية في العالم، وخسائرنا ستكون كبيرة، لأن الجميع سيضرب المقاومة الفلسطينية عن قوس واحدة".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: التطبيع تطبيع السعودية الاحتلال إسرائيل السلطة الفلسطينية التطبیع السعودی الإسرائیلی قیادة السلطة
إقرأ أيضاً:
قائد شرطة محافظة إدلب المقدم ماهر محمد هلال: تواصل وزارة الداخلية من خلال قيادة شرطة محافظة إدلب ووحداتها المنتشرة العمل بأقصى جهد ممكن للحد من ظاهرة إطلاق النار العشوائي التي تمثل استهتاراً بأرواح وسلامة المواطنين
2025-02-23hadeilسابق اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري تعقد جلسة حوارية مع أبناء محافظة حلب انظر ايضاً اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري تعقد جلسة حوارية مع أبناء محافظة حلب
آخر الأخبار 2025-02-23قائد شرطة محافظة إدلب المقدم ماهر محمد هلال: تواصل وزارة الداخلية من خلال قيادة شرطة محافظة إدلب ووحداتها المنتشرة العمل بأقصى جهد ممكن للحد من ظاهرة إطلاق النار العشوائي التي تمثل استهتاراً بأرواح وسلامة المواطنين 2025-02-23اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني: توجيه الدعوات للمشاركين بالمؤتمر من داخل سوريا وخارجها سيبدأ اليوم 2025-02-23طريق دمشق – حمص الدولي سالك بصعوبة بسبب الثلوج وتشكل الجليد 2025-02-23تأجيل الامتحانات الجامعية في فرع جامعة دمشق بالسويداء 2025-02-22وزارة النفط: استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من شمال شرق سوريا جاء وفق عقد سابق تمت دراسته وتعديله 2025-02-2235 متطوعاً من الدفاع المدني السوري يصلون قطر في إطار برنامج تدريبي 2025-02-22التعليم العالي توجه بإجراء اختبار لغة استثنائي للقيد بدرجة الماجستير 2025-02-22ألعاب القوة المركزي والفرعي يبحثان مع اتحاد الكيك بوكسينغ والمواي تاي والقتال المختلط آليات تطوير اللعبة 2025-02-22حفل تخريج لـ 400 طبيب وطبيبة في الشمال السوري 2025-02-22“هاكاثون سوريا” يبدأ فعالياته في حمص
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |