وزير التعليم: نهتم بكيفية توظيف الميتافيرس في المواد الدراسية المختلفة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
شهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني افتتاح ورشة العمل الأولى حول الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، والتي تنظمها شركة ميتا العالمية، خلال الفترة من 12 إلى 14 سبتمبر 2023، بمشاركة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتعاون مع جامعة مصر للمعلوماتية والجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ وذلك بهدف استعراض تكنولوجيا الميتافيرس والذكاء الاصطناعي كمبادرة جديدة لتشجيع الابتكار باستخدامها خلال الأعوام المقبلة في مختلف المجالات.
جاء ذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والسفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج والدكتور أحمد ضاهر نائب وزير التعليم للتطوير التكنولوجي، والدكتورة شيرين حمدي مستشار الوزير للتطوير الإداري والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، و"كوجو بواكي" نائب رئيس شركة ميتا لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط ، وفارس العقاد المدير الإقليمي لشركة ميتا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والمهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات للتطوير المؤسسي، والدكتورة غادة شلبي نائبة وزير السياحة والآثار.
وفى مستهل كلمته، أعرب الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن سعادته لحضور هذه الفعاليات الهامة حول دور الميتافيرس في العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن الأماني غير المحدودة التي يمنحها هذا العالم الافتراضي الهائل للطلاب في كافة مراحل التعليم ما قبل الجامعي والجامعي؛ يؤكد أن الذكاء الاصطناعي يعتبر القاطرة التي تقود العالم الآن وفي المستقبل، كما أنه من ركائز الثورة الصناعية الرابعة، ويساعد الإنسان على تقديم حلول تكنولوجية معتمدة على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي للمشكلات التي يلاحظها في محيطه ومجتمعه.
وقال الوزير إنه فى ضوء الميتافيرس والذكاء الاصطناعي؛ ستتحول وتتغير وظائف المستقبل، مشيرًا إلى أن الوزارة تقوم بإعداد مواصفات لخريجي التعليم قبل الجامعي لتوائم هذا التطور، وكذا دور المعلمين، وشكل الأبنية التعليمية، وطرق تقييم أبنائنا الطلاب.
وأضاف الوزير أن التحول الرقمي هو أحد أبعاد الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم (2024-2029)، وأيضًا التحول الرقمي نجده مع كل مجالات الخطة الاستراتيجية.
وأشار الدكتور رضا حجازي إلى أن مصر من الدول القليلة التي استكملت التعليم أثناء فترة "كوفيد - 19"، وهذا يعود إلى وجود بنية تكنولوجية قوية ، لافتًا إلى أن امتحانات الصف الأول والثاني الثانوي خلال العام الدراسي 2022-2023 تمت من خلال التابلت (أونلاين)، وهو ما يعد أحد التحولات الهامة في ضوء التحول الرقمي، لافتًا إلى توفير الوزارة المنصات التعليمية، والمواد الرقمية الهائلة، كما أن وجود التابلت يساعد الطلاب على تعدد مصادر المعرفة .
وأوضح الوزير أن وجود الميتافيرس سيزيد من التفاعلية أكثر فى التعليم، وسيزيد من أنسنة التعليم،.
وقال الوزير : "لقد عشنا جميعًا حياتنا بشكل مختلف تمامًا خلال تفشي جائحة كورونا في مصر والعالم، ولمسنا جميعًا أثر هذه الجائحة وما تبعها من إجراءات وقائية على التعليم في جميع أنحاء العالم، متابعًا: "عشنا هذا الواقع بكل تفاصيله في تلك الأوقات، وقد نبهتنا تلك الأزمة العالمية لحقيقة هامة وهي أن طرق وأساليب التعلم التقليدية يجب أن تتطور وتعتمد بصورة أكبر على أحدث التطبيقات والحلول التكنولوجية، حتى نتمكن من مواكبة المستقبل ، وكانت مصر من الدول القليلة التي واصلت العملية التعليمية أثناء هذه الجائحة، بفضل إدخال التكنولوجيا في التعليم، حيث أن هناك حوالي 2500 مدرسة مزودة بالبنية التكنولوجية.
وأضاف الدكتور رضا حجازي: "لقد شهد قطاع التعليم خلال السنوات القليلة الماضية العديد من التطورات والتغيرات نتيجة للتطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم يوما بعد يوم، بما في ذلك استخدام تقنية الميتافيرس في التعليم، وهذه التقنية لها دور كبير في قطاع التعليم، حيث تساهم في تعزيز التجارب التعليمية من خلال خلق بيئة افتراضية يمكن من خلالها لجميع أطراف العملية التعليمية التواصل والتفاعل بشكل أفضل، حيث يمكن للطلاب من خلالها القيام برحلة افتراضية إلى أي معالم سياحية، أو السير على سطح المريخ، أو حضور مباراة في دولة أخرى، كل ذلك وهم في فصولهم الدراسية أو منازلهم، وفي الوقت نفسه، تصبح عملية التعلم أكثر تفاعلية بفضل الميتافيرس، فلا يكون الطالب متلقيا سلبيًا للمعلومات، بل سيصبح مشاركا نشطا في عملية التعلم.
واستعرض الوزير خلال كلمته، كيفية توظيف الميتافيرس في المواد الدراسية المختلفة، قائلا: "فعلى سبيل المثال في مادة التاريخ يستطيع الطلاب من خلال هذه التقنية الذهاب إلى أي حقبة تاريخية والعيش بها، ومعاصرة تفاصيلها، وفي الجغرافيا يمكن للطلاب استكشاف النظام الشمسي وطبقات الأرض المختلفة والأبراج وغيرها، من خلال التجربة البصرية الواقعية، التي تقدمها تقنية الميتافيرس".
وأشار إلى أن استخدام هذه التقنية في العلوم تيسر إجراء الأنشطة المختبرية، مما يسمح للطلاب بإعداد التجارب المختلفة بشكل افتراضي، وفي الفن يمكن للطلاب تحليل اللوحات التي رسمها الفنانون المشهورون عن قرب، والشعور بالإلهام؛ لإخراج أعمالهم الفنية بصورة رقمية، أما فى الأدب يمكن للطلاب العيش داخل الرواية ومعايشة أحداثها، وهو ما يساعد في فهم القصة والتفاعل مع الشخصيات بشكل أفضل.
وأشار الوزير إلى أن الذكاء الاصطناعي يدخل في الوقت الحالي عصرًا جديدًا، ومرحلة متسارعة وسباقا رقميًّا فريدا من نوعه، ولزاما علينا الاستعداد له بالمعرفة والنشر والتوعية خاصةً مع وجود قلق ومخاوف من سوء استخدامه، فالذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات والمدخلات، ويعمل على تحليلها وإخراجها بشكل أكبر وأوسع، كما يتميز بقدرته على التنبؤ والتحليل.
وأوضح الدكتور رضا حجازي أنه في السنوات الأخيرة، تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بفضل تقنية تسمى بالتعلم العميق Deep Learning ، تعطي الذكاء الاصطناعي القدرة على الاستنباط والتفكير بشكل مستقل وتعليم نفسه بنفسه، وتحرره من قيود الذكاء الاصطناعي الضيق، والذي يعني مجرد برمجة آلة لتقوم بوظيفة معينة دون تفكير، حيث تعتمد تقنية التعلم العميق على مستويات عديدة من الخوارزميات التي تحاكي الخلايا العصبية في جسم الإنسان، مما يُمكن الذكاء الاصطناعي من استيعاب كم هائل من البيانات وتحليلها واستنتاج أنماط يحولها إلى معان وأفكار، هذه التقنية مكنت الذكاء الاصطناعي من الرؤية كما نرى، أو ما يعرف في المجال بقراءة الصور، كما مكنت الآلة من السمع، أو التعرف الصوتي، و السماع والرؤية هنا لا تعني مجرد تسجيل الصورة والصوت كأي كاميرا فيديو بل تعني قدرة الآلة على تحليل الصورة والصوت كعقل بشري، وبناء رد فعل، أو رأي أو الوصول لفكرة من هذه المدخلات.
وأكد الدكتور رضا حجازي أن المشاركة في هذا الحدث تمثل إحدى ثمار الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يتسق مع رؤية مصر 2030، وهي الجهود التي تبوأت مصر من خلالها مكانة مرموقة جعلتها أهلا للمشاركة في كل ما هو جديد.
كما أشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تسعى نحو تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في مجال التعليم والعمل على اكتشاف الموهوبين والمتفوقين، واكسابهم المهارات التي تحقق التنمية الذاتية لهم، مع رعايتهم تعليميا وثقافيا، واجتماعيا حتى يتمكنوا من تطوير مواهبهم، والوصول إلى أعلى مراتب التفوق والإبداع.
وأضاف أن الوزارة حرصت على ربط المناهج الدراسية بالمنصات التعليمية المتنوعة، والتي تتيح للطالب الوصول للمواد التعليمية من خلال روابط على موقع الوزارة، بالإضافة إلى استخدام تقنية QR code الذي تم إضافته للكتب الدراسية، ويمكن الطالب والمعلم وولي الأمر من الانتقال السريع إلى المواد التعليمية بسهولة ويسر، واهتمت أيضا بتوفير المصادر الرقمية المتنوعة للطالب على موقعها الإلكتروني من خلال المنصات التعليمية التي توفر الكتب، وأدلة المعلم الرقمية، وقنوات البث الفضائي، والمناهج التفاعلية للمواد الدراسية من خلال برمجيات تفاعلية تتيح للطالب التعلم عبر هذه البرمجيات وتقييم مدى تعلمه، ومن ناحية أخرى تم تطبيق تخصصات جديدة، لأول مرة بمدارس التكنولوجيا التطبيقية في مصر، في بعض المجالات التي تخدم مهن المستقبل، ومنها الذكاء الاصطناعي والمراقبة والإنذار، والفنون الرقمية والبرمجيات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللوجستيات، وصيانة معدات الطاقة والتكنولوجيا الرقمية .
وفى ختام كلمته، أعرب الوزير عن شكره لكل من ساهموا بمجهوداتهم في تنظيم هذا الحدث الهام والمتميز، متمنيا التوفيق لكل المشاركين فيه، وعقد حلقات نقاشية ثرية وناجحة حول محاوره، والخروج بتوصيات تنبثق عنها برامج عمل حقيقية قابلة للتنفيذ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم ورشة العمل الميتافيرس الذكاء الاصطناعي والذکاء الاصطناعی الدکتور رضا حجازی الذکاء الاصطناعی التربیة والتعلیم المیتافیرس فی یمکن للطلاب من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
أهم الشخصيات التي ترسم مشهد «الذكاء الاصطناعي العالمي» عام 2025
مع الاقتراب من دخول العام الجديد، تشير خريطة قطاع الذكاء الاصطناعي إلى عدد محدود من الشخصيات المؤثرة، خصوصاً أن تطويره والريادة فيه، يتطلبان استثمار مبالغ ضخمة، بموازاة التفوق التكنولوجي والإبداعي.
في ما يلي أبرز الأسماء التي ساهمت في تطوير هذا القطاع، والتحديات التي يمكن أن يواجهوها مع الدخول إلى 2025.
جنسن هوانغ
لا يمكن بناء ذكاء اصطناعي من أي نوع كان من دون الرقائق. وهنا يأتي دور “إنفيديا” ومؤسسها جنسن هوانغ، إذ باتت الشركة أكبر مصنعي الرقائق قيمة في العالم، وثالث أكبر شركة من حيث القيمة السوقية، بعد “أبل” و”مايكروسوفت”.
لكن مسيرة الشركة ليست وردية تماماً، إذ بات المستثمرون يركزون أكثر في العوائد المتوقعة من الاستثمارات الضخمة التي تضخها شركة التكنولوجيا المهيمنة على القطاع، خصوصاً وسط تداول أسهمها حالياً عند 32 ضعف أرباحها المتوقعة للاثني عشر شهراً المقبلة.
ظهر هذا التدقيق جلياً خلال إعلان الشركة لتوقعاتها للربع الرابع، والتي جاءت دون أعلى تقديرات المحللين، ما يشير إلى أن مسيرة النمو المذهلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لها حدود.
هذا الواقع يعني أن العام المقبل سيشهد زيادة في التدقيق بشأن العوائد والإيرادات، خصوصاً مع مواصلة الشركة بناء الشراكات والاستمرار في الإنفاق الاستثماري الضخم، بينما العائد على هذا الاستثمار ليس واضحاً بعد.
سام ألتمان
تماماً كشركة “إنفيديا”، حصدت شركة “أوبن إيه آي” اهتماماً ضخماً، خصوصاً بعد إطلاقها “تشات جي بي تي”.
تعيد الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي النظر في وضعها كمؤسسة غير ربحية، مع سعيها لجمع تمويل بنحو 6.5 مليار دولار، ما قد يضاعف تقييمها إلى 150 مليار دولار، إضافة إلى مناقشة منح الرئيس التنفيذي سام ألتمان حصة من الأسهم.
لكن ألتمان سيدخل العام الجديد في ظل تحديات تعصف بشركته. أبرز هذه التحديات تتمثل في إقناع المستهلكين بدفع رسوم أعلى لقاء الخدمات التي تقدمها الشركة، بالتزامن مع زيادة حجم المنافسة من الشركات الأخرى التي لديها نماذج لغوية ضخمة، مثل “أنثروبيك”.
ولهذه الغاية، أطلقت الشركة مؤخراً العديد من المنتجات الجديدة التي تهدف إلى تنويع شبكة العملاء، في محاولة لاقتناص أكبر قدر من الحصة السوقية قبل التحول إلى شركة تسعى للربح.
إيلون ماسك
بات بالإمكان إقحام اسم إيلون ماسك في كل شيء تقريباً، فهو مؤسس عدة شركات ضخمة من بينها “تسلا” و”سبيس إكس” و”نيورالينك”، كما أنه اشترى مؤخراً “تويتر” وقام بتحويله إلى “إكس”.
ماسك الذي بات مستشاراً رئيسياً للرئيس المنتخب دونالد ترمب، يُعتبر أحد كبار اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، فقد كان من أوائل المستثمرين في شركة “ديب مايند” (DeepMind) التابعة لـ”جوجل”، وشارك في تأسيس “أوبن إيه آي” (OpenAI)، ويدير حالياً شركة “إكس إيه آي” (xAI)، التي جمعت أكثر من 6 مليارات دولار لبناء نماذج قوية للذكاء الاصطناعي.
إنما على عكس اللاعبين الآخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن ماسك يُعتبر الأكثر تشاؤماً. إذ شارك في تأسيس “أوبن إيه آي” في 2015 لأنه كان قلقاً من استحواذ “جوجل” على “ديب مايند”، ثم عاد واختلف مع “أوبن إيه آي”، ورفع دعوى قضائية ضد الشركة.
مسيرة ماسك في العام المقبل ستكون وعرة على عدة جوانب. أحد هذه الجوانب يتمثل في آفاق نمو شركته للذكاء الاصطناعي في ظل منافسين قطعوا شوطاً كبيراً في هذا المجال، بالإضافة إلى تموضعه السياسي الذي يمكن أن يحرمه من الكثير من الاستثمارات، تماماً كما حدث مع “تويتر” بعد الاستحواذ عليه، إذ أدت سياساته والتغييرات التي أجراها، إلى مقاطعة المعلنين للمنصة.
ساندر بيتشاي
الرئيس التنفيذي لشركة “جوجل” ساندر بيتشاي يُعتبر أحد الفاعلين الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي. يحاول الرجل الذي تسلم مهامه في 2015، تطوير الشركة وأنظمتها لتواكب التحديات المقبلة التي يتوقع أن تشهدها.
ظهر هذا النهج بوضوح خلال الأشهر الماضية، إذ أعلنت الشركة عن حاسوب “ويلو” الجديد الذي اعتبرت أن بمقدوره حل “مسائل مستحيلة”، كما تنوي “ديب مايند” التي استحوذت عليها “جوجل” في 2014، إنفاق ما يصل إلى 100 مليار دولار على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. الشركة أعلنت أيضاً عن شراكة مع “أنثروبيك”، رغم أن الصفقة تواجه خطر التعثر بسبب تحقيق حكومي في الصفقة.
يواجه بيتشاي حالياً تحديات أكثر خطورة من حجم الاستثمار والعائد عليه أو حتى من نتائج التحقيق، إذ يشهد نموذج الأعمال الأساسي للشركة، أي البحث، تهديداً من روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.
جيف بيزوس
انضم مؤسس “أمازون” جيف بيزوس إلى فورة الذكاء الاصطناعي، إذ ضخت شركته أكثر من 8 مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي “أنثروبيك”. كما استغلت الشركة علاقتها الوثيقة مع “أنثروبيك” ونموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها “كلود”، ودمجته في بعض خدماتها.
في أغسطس الماضي، أعلنت الشركة أنها تخطط لمواصلة الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي، حتى على حساب الأرباح قصيرة الأجل، وهو ما محا 21 مليار دولار من ثروة بيزوس آنذاك.
هذا الواقع يترك بيزوس أمام تحدٍ رئيسي يتمثل في كيفية دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي بأنظمة شركاته الخاصة، بدءاً من الخدمات السحابية، وصولاً إلى المبيعات في “أمازون ويب”، بالإضافة إلى ضرورة تبرير الاستثمارات الضخمة على هذه التكنولوجيا، والتي لم تحقق بعد العوائد المرجوة منها.
تيم كوك
دخلت شركة “أبل سباق الذكاء الاصطناعي متأخرة عن أقرانها، إذ أطلقت الشركة، بقيادة تيم كوك، مؤخراً “أبل إنتليجنس” (Apple Intelligence) الذي طال انتظاره. في سبتمبر الماضي، طرحت الشركة طرازها الجديد “أيفون 16″، إلا أنه لم يكن مزوداً بخاصية الذكاء الاصطناعي.
تدخل الشركة العام الجديد وسط تحدٍ يواجهه رئيسها التنفيذي تيم كوك يتمثل في إقناع المستهلكين بضرورة التغيير إلى أحد طرازاتها، بالإضافة إلى إقناعهم بأن خاصية الذكاء الاصطناعي لدى الشركة تتفوق على أقرانها.
ومع أن “أبل” تسوّق بقوة لهذه الميزات الجديدة، لكن بعض المستهلكين قد يترددون في شراء الهواتف الجديدة إذا لم يحصلوا منها على استفادة فورية. وفي الوقت نفسه، تقدم هواتف “أيفون” الجديدة تحسينات بسيطة مقارنةً بالإصدارات السابقة، حيث يتمثل أبرز التغييرات في زر تحكم حساس للمس يسهّل التقاط الصور ومقاطع الفيديو.
ديف زينسنر
لطالما كانت “إنتل” إحدى الشركات الكبرى في مجال صناعة الرقائق، لكن الشركة بدأت خلال الفترة الماضية بمواجهة مشكلات خطيرة أدت إلى إقالة الرئيس التنفيذي بات غيلسنغر، ليحل محله مؤقتاً المدير المالي ديف زينسنر.
الصعوبات التي تواجهها “إنتل” في مجاراة منافسيها، إلى جانب تدهور وضعها المالي، أثارت تكهنات بأن الرئيس التنفيذي القادم قد يجري تغييرات واسعة، منها فصل عمليات التصنيع عن تصميم المنتجات.
تعاني “إنتل” أيضاً في مجال مسرّعات الذكاء الاصطناعي، حيث تهيمن “إنفيديا” على الميدان. وأقرّت مسؤولة بالشركة، في ديسمبر، بأن رقائق “غاودي” التي تنتجها “إنتل” صعبة الاستخدام. منوّهةً بأن الشركة تعكف حالياً على تطوير رقائق رسومات عامة أوسع نطاقاً، ربما لن تكون الأفضل في البداية، لكن سيجري تحديثها سريعاً لتحسين أدائها وجعلها قادرة على المنافسة.
سي سي وي
تُعتبر شركة “تايوان سيميكونداكتور مانوفاكتشورينغ” (TSMC) من اللاعبين المؤثرين في هذا المجال أيضاً. هذه المكانة تضع رئيسها التنفيذي سي سي وي بمواجهة تحديات عدّة.
لا تُعتبر هذه التحديات مرتبطة بشكل كبير بالصناعة، لكنها أقرب لصعوبات جيوسياسية نظراً إلى وجود إحدى أكبر شركات تصنيع الرقائق في العالم في تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أرضها.
الصين واحتمال غزو تايوان ليس الخطر الوحيد الذي تواجهه الشركة، إذ تمثل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى سدة الرئاسة الأميركية تحدياً إضافياً، خصوصاً أنه يحاول إعادة صناعة الرقائق إلى الولايات المتحدة، وتخفيف عجز بلاده التجاري مع غالبية دول العالم.
وتُعدُّ “تايوان سيميكونداكتور مانوفاكتشورينغ” الشركة المصنعة المعتمدة من قبل “أبل” و”إنفيديا”، وتنتج حوالي 99% من معالجات الذكاء الاصطناعي عالمياً.
في محاولة للتخفيف من هذا التحدي، لجأت الشركة إلى بناء مصانع جديدة في أريزونا واليابان وألمانيا. وذكرت “بلومبرغ” أن الشركة حققت عوائد إنتاجية أولية في مصنعها الأول بولاية أريزونا الأميركية تتجاوز نظيراتها في مصانع تايوان.
مارك زوكربيرغ
تعتمد شركة “ميتا” بشكل مكثف على الذكاء الاصطناعي، لكنها عكس غيرها من الشركات، تمكنت من الاستعانة بهذه التقنيات في نظام عملها الأساسي، ما حقق لها كفاءة أعلى من منافساتها التي تعمل على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
في أكتوبر الماضي، توقعت شركة “ميتا” مبيعات ربع سنوية أقوى من المتوقع، قائلة إن الاستثمارات الكبيرة للشركة في الذكاء الاصطناعي ساعدت أيضاً في تحسين أعمالها الإعلانية الأساسية.
كما أعلنت الشركة أيضاً عن “موفي جن” وهو أداة توليد فيديو بالذكاء الاصطناعي، في خطوة تشكل تحدياً لكل من “جوجل” و”أوبن إيه آي”.
في السنوات الأخيرة، كانت “ميتا” تحاول الموازنة بين الاستثمارات الضخمة في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، ومن جانب آخر، الحرص على نمو أعمالها الأساسية في الإعلانات الرقمية.
التحدي الأكبر الذي قد يشهده زوكربيرغ، يتمثل في الأزمة التي تشهدها في أوروبا نتيجة قانون الأسواق الرقمية الصادر مؤخراً، خصوصاً بعدما فرض الاتحاد الأوروبي في نوفمبر غرامة قدرها 798 مليون يورو (841 مليون دولار) على الشركة بسبب ربطها خدمة “فيسبوك ماركت بليس” (Facebook Marketplace) بمنصة التواصل الاجتماعي الشاملة التابعة لها، في ما يُعد أول عقوبة من نوعها لشركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة لانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي.
يأتي هذا القرار بعد تحقيق حول استغلال “ميتا” لمليارات المستخدمين في “فيسبوك” لإقصاء المنافسين. أشارت هيئات الرقابة في الاتحاد الأوروبي إلى أن “ميتا” استخدمت أيضاً بيانات من منصات منافسة تعلن على “فيسبوك” لتعزيز خدمة “ماركت بليس” الخاصة بها.
ماسايوشي سون
لطالما كان ماسايوشي سون رئيس مجموعة “سوفت بنك” معجباً بالذكاء الاصطناعي، ففي أكتوبر الماضي توقع أن تحقق الشركات التي تستثمر بالذكاء الاصطناعي الفائق أرباحاً بنسبة 50% من استثماراتها في القطاع الجديد، مؤكداً سعي شركته للحصول على نصيب من تلك الأرباح مستقبلاً.
مجموعة “سوفت بنك”، التي تتخذ في طوكيو مقراً لها من أكبر مستثمري التكنولوجيا في العالم، وأكد سون أن شركة “آرم هولدينغز” المملوكة بحصة أغبية لمجموعته ستضطلع بدور محوري في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي.
لكن سون سيدخل العام الجديد واضعاً “إنفيديا” نصب عينيه. ونقلت “بلومبرغ” عن أشخاص مطلعين أن سون يطمح لأن تطور شركته “آرم” شريحة خاصة بها، وبالتالي تحصل على جزء من عشرات المليارات التي يتم إنفاقها على أجهزة الذكاء الاصطناعي.
رن تشنغ
الرئيس التنفيذي لشركة “هواوي” رن تشنغ قد يعود مجدداً إلى الصورة، خصوصاً أن الشركة التي تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، عانت كثيراً منذ ولاية ترمب الأولى، ولكنها تمكنت من الوقوف مجدداً وتحقيق نتائج مبهرة، وهو ما قد يثير غضب ترمب العائد إلى البيت الأبيض.
كما تواجه طموحات “هواوي تكنولوجيز” لصناعة رقائق ذات إمكانيات أقوى للذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية عقبات رئيسية نتيجة للعقوبات الأميركية الحالية. إذ أن تصميم “هواوي” لمعالجيها المقبلين من طراز “أسيند” (Ascend)، اللذين يمثلان رد الشركة على معالجات “إنفيديا” المهيمنة على السوق، يستند إلى نفس تكنولوجيا 7 نانومتر السائدة منذ سنوات، وذلك لأن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة تمنع شركاء هواوي في تصنيع الرقائق من شراء أحدث نظم الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى من شركة “إيه إس إم إل هولدينغ”.
هذا يعني أن رقائقها الرئيسية ستواصل الاعتماد على تكنولوجيا متقادمة حتى 2026 على الأقل.
روبن لي
في السنوات القليلة الماضية، عمل روبن لي والشركة التي يرأسها “بايدو” على المساهمة في بناء قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين.
أصبحت الشركة التي تأسست عام 2000، أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال، إذ سبق وطورت مشاريع مرتبطة بالحوسبة السحابية وأخرى بالسيارات ذاتية القيادة، كما أن الشركة لديها برنامج لغوي ضخم شبيه بـ”تشات جي بي تي”.
ولكن التحدي أمام روبن لي لا يختلف عما تواجهه الشركات الصينية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي يتمثل في الموازنة بين تطوير المزيد من التقنيات والبرامج لريادة هذا القطاع عالمياً في ظل تباطؤ اقتصادي، بالتزامن مع عدم إثارة غضب ترمب، ما يدفعه لفرض عقوبات على هذه الشركات.
القطاع أمام امتحانين
القطاع بأكمله يدخل العام الجديد وهو أمام امتحانين، الأول إثبات أن الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في غالبية مفاصل القطاع مبررة، وستؤتي ثمارها ولو بعد حين، خصوصاً في ظل التقييمات المفرطة لأسهم أكبر الشركات العاملة في القطاع.
أما الامتحان الثاني، فيتمثل في مدى قدرة هذا القطاع على اجتياز الألغام الجيوسياسية في طريقه، خصوصاً مع وصول ترامب إلى سدة الرئاسة.