سودانايل:
2024-07-06@00:13:17 GMT

نحو حل ديمقراطي للأزمة السودانية

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

منذ إندلاع الحرب العبثية فى 15 أبريل 2023 والتى أحدثت كارثة ومأساة تاريخية فى البلاد والتى ما زالت مستمرة حتى الآن وتتمدد فى كل صباح على مساحات واسعة فى أنحاء الوطن المنهك أصلاً بالمشاكل والقضايا التى لم تجد الحل منذ الإستقلال وفى هذا الوقت بالذات وفى ظل هذا الوضع المتردى يقع على عاتق القوى الوطنية والديمقراطية وكل الشرائح الوطنية المؤمنة بالثورة والتغيير أن تتحمل مسؤولية مضاعفة فى بناء جبهة مدنية وطنية عريضة وواسعة مناهضة للحرب وهو الإجراء الأمثل والسبيل الوحيد المتاح الآن لإيقاف هذه الحرب العبثية وتتحمل هذه الجبهة مسؤولية بناء إستقرار ولو نسبى يسمح بقيام فترة إنتقالية تعمل على تحقيق المرحلة الأولى لإعادة البناء والتعمير من الدمار الذى أحدثته الحرب وتقوم بإرساء حجر الأساس لمرحلة التحول المدنى الديمقراطية القادمة .


وفى ظل متلازمة إنعدام مشروع برنامج وطنى منذ الإستقلال وبلادنا تخطو فى الفراغ وتعانى من التشظى والتمزق والصراعات غير المبدئية وفشل النخب السياسية فى إدارة دفة الحكم بما يلبى أمانى وتطلعات المواطنين مما أدى إلى ثلاث إنقلابات عسكرية حكمت البلاد 56 عاماً منذ نيلنا الإستقلال وهى (عبود 17 نوفمبر 1958 ) ثم ( نميرى 25 مايو 1969 ) وأخيراً الجبهة الإسلامية ( البشير 30 يونيو 1989 ) و فى إعتقادى إنه رغم نجاح الثورة إلا إنهم ما زالوا ممسكين بعصب السلطة .
موجة الإنقلابات وسيطرة العسكر على السلطة جاءت نتيجة طبيعية لسؤ إدارة الدولة والتطاحن الحزبى والنظرة الضيقة فى حل مشاكل البلاد وإنتشال المواطنين من الفقر والجهل والمرض وتوفير الحياة الكريمة لهم إضافة إلى غياب الممارسة الديمقراطية الراشدة فى أدوات الحكم أو فى الأحزاب السياسية مجتمعة من يمينها ويسارها ( فاقد الشىء لا يعطيه ) وهو ما أدى إلى فتح شهية العسكر فى الحكم والإستيلاء على السلطة وهذا الوضع فى الظرف الراهن يضع على عاتق القوى المدنية والديمقراطية مجتمعة أهمية الإستفادة من تجربة الفترة الإنتقالية السابقة وما صاحبها من إخفاقات المكون المدنى وتراخيه خلال الفترة الإنتقالية وهى مرحلة مهمة للبناء السياسى والإدارى للدولة فى وضعها الجديد لان فترات الحكم المختلفة صاحبها إنعدام الرؤية السياسية المتكاملة والمكون المدنى المشارك فى سلطة الإنتقال كان ضعف أدائهم أمام المكون العسكرى قد أدى إلى سيطرة كاملة للعسكر على السلطة ومواقع إتخاذ القرار فى أعقاب الثورة الشعبية العارمة التى أسقطت أقوى نظام أيدولوجى متمكن ولابد من مراجعة الموقف تسمح لنا ببناء فترة إنتقالية ناجحة تلبى إحتياجات المرحلة الإنتقالية القادمة بناءاً على برنامج محدد يسمح بقيام سلطة مدنية خالصة بعيداً عن التحزب والصراعات غير المبدئية التى تعوق المسيرة وهذا يتحقق عبر إسناد المسؤولية لكفاءات علمية مقتدرة ( تكنوقراط ) لقيادة المرحلة القادمة وللبعد عن التشرذم والتكتلات التى أضرت بالمسيرة الديمقراطية .
وهناك أهمية قصوى أمام القوى المدنية والوطنية وشرائح المجتمع المؤمنة بالثورة والتغيير أن تفكر بطريقة علمية مسؤولة فى أهمية وحدة قوى الثورة والإتفاق على برنامج الحد الأدنى للمرحلة الإنتقالية المقبلة بعد توقف الحرب وأن يعمل الجميع على بذل الجهود لرتق النسيج الإجتماعى وتأسيس سلطة مدنية تلتزم بتحقيق السلام والعدالة الإجتماعية والإحتكام للقانون والقيام بتفكيك سلطة التمكين والسعى الحثيث بمعالجة الوضع الإقتصادى للخروج بالبلاد من أزمته الإقتصادية المزمنة ولان السودان ليس جزيرة معزولة عن محيطه الإقليمى والدولى يصبح من الواجب على القوى المدنية الإتفاق على برنامج أسبقيات متدرج للفترة الإنتقالية المقبلة ينبنى على أسس تتمثل أساساً فى :
1/ إصلاح المؤسسة الأمنية والعسكرية وبناء جيش وطنى موحد وحل كل المليشيات وجيوش حركات الكفاح المسلح بالدمج والتسريح وفق الضوابط والأسس العسكرية رغم الصعوبات التى قد تواجه تنفيذ هذا القرار فى الوقت الراهن ولكنها ضرورة مهمة لوقف مسلسل الإنقلابات العسكرية المتوالية ويجب أن لا تترك عملية الإصلاح الأمنى والعسكرى للعسكريين فقط وأن يلعب المكون المدنى دوره المنوط به فى عملية الإصلاح .
2/ توجد أهمية قصوى لقيام المؤتمر الدستورى الذى يقرر شكل الحكم ويغلق منافذ العمل السياسى أمام قادة النظام السابق حتى لا تعود سلطة التمكين والإرهاب وغيره من النظم الديكتاتوربة ونضمن بذلك قيام إنتخابات حرة ونزيهة فى نهاية الفترة الإنتقالية.
3/ لابد من بناء علاقات خارجية متوازنة وغير منحازة لأىٍ من أطراف النزاع الإقليمى والدولى وأن نبنى مواقفنا بما يخدم مصالحنا ويلبى إحتياجاتنا الوطنية ويخدم قضايا البلاد .
4/ لابد من تسليم مرتكبى قضايا الإنتهاكات غير الإنسانية وحقوق الإنسان الحاليين والسابقين لمحكمة الجنايات الدولية لنيل جزاء ما إرتكبوا وإقترفوا فى حق المواطنين .
5/ هناك أهمية قصوى لصياغة بروتوكول إنسانى لمعالجة القضايا الإنسانية ومشاكل إنتهاك حقوق الإنسان المستمرة خاصة فى أعقاب ما حدث فى الحرب العبثية الأخيرة .
إن القوى المدنية والوطنية لو توحدت جهودها ونفضت عن نفسها غبار التكتلات والتحزب يمكنها تحقيق الكثير من الإنجازات خاصة لو خلصت النيات وتوحدت الإرادة وإبتعد الجميع عن الأنانية ووضعنا شعار ( السودان أولاً ) كهادىء لنا فى المرحلة القادمة وإتفقنا على برنامج مرحلى محدد الإطار من أجل البناء والتعمير ودفع عجلة التقدم وإعادة بناء كل مرافق وأجهزة الدولة التى دمرتها الحرب العبثية .

د . عكاشة السيد عكاشة
نيروبى / كينيا
سبتمبر 2023

 

akashaalsayed@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب العبثیة القوى المدنیة على برنامج

إقرأ أيضاً:

مصر تستضيف مؤتمرا لمناقشة وقف الحرب في السودان

الخرطوم– تستضيف القاهرة، يومي السبت والأحد، مؤتمرا يجمع فرقاء السودان لمناقشة وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية والتحضير للمسار السياسي.

وذلك في حدث اعتبره مراقبون خطوة لكسر الحاجز النفسي وبناء الثقة بين فرقاء سيجلسون تحت سقف واحد لأول مرة منذ اندلاع الحرب في بلادهم قبل نحو 15 شهرا.

ووجهت وزارة الخارجية في مصر الدعوة إلى أكثر من 50 من قيادات القوى السياسية والمدنية والمجتمعية وشخصيات قومية ورجال دين وإدارات أهلية، وتجاوزت الدعوة المقدمة للتنظيمات وليس الكتل السياسية- التيار الإسلامي.

وراعت الدعوة التوازنات على ضفتي المشهد السوداني، إذ شملت القوى المنضوية تحت تحالف قوى الميثاق الوطني المساندة للجيش، والقوى المدنية الديمقراطية “تقدم” المتّهمة من خصومها بموالاة قوات الدعم السريع.

ووفقا لخطاب الدعوة، فإن المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة، سيستمع خلال جلسات متوازية إلى رؤى القوى المدنية والسياسية بشأن التداعيات السلبية للصراع الراهن في السودان، وسبل معالجته، وطبيعة الاحتياجات المطلوبة للمتضررين، وكذلك إلقاء الضوء على محددات الحوار السياسي السوداني-السوداني.

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك على رأس المشاركين في مؤتمر القاهرة (مواقع التواصل الاجتماعي)

ومن أبرز المشاركين رئيس هيئة القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” عبد الله حمدوك، ورئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر، ورئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي بابكر فيصل، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ورئيس حزب البعث كمال بولاد، وقائد حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي الهادي إدريس، وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، بجانب ممثلي المهنيين والنقابات والمجتمع المدني ولجان المقاومة.

وفي تطور لافت، قال حزب البعث العربي الاشتراكي إن زعيمه علي الريح السنهوري سيشارك في مؤتمر القاهرة بعد فترة اختفاء طويلة، منذ مغادرة الحزب تحالف قوى الحرية والتغيير.

كما قدمت الدعوة إلى جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وقائد حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس الحركة الشعبية شمال مالك عقار، ورئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، ورئيس المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك.

وشملت الدعوة كذلك رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين داؤود، ورئيس حزب التحرير التجاني السيسي، إضافة إلى شخصيات وطنية بينها السفير نور الدين ساتي، والواثق كمير، وصديق أمبدة، وعالم عباس، والمحبوب عبد السلام، والشفيع خضر.

وأعلنت الحركة الشعبية- شمال، برئاسة عبد العزيز الحلو، عدم المشاركة في مؤتمر القاهرة كما أعلنت بثينة دينار نائبة رئيس التيار الثوري الديمقراطي، اعتذارها أيضا عن المشاركة في المؤتمر، مطالبة تحالف “تقدم” الذي تنتمي إليه بتبني رؤية واضحة حول العملية السياسية قبل المشاركة.

من جهته، قال صديق الصادق المهدي، الأمين العام لتنسيقية “تقدم” ومساعد رئيس حزب الأمة القومي، خلال لقاء مع مجموعة من الإعلاميين بالقاهرة الأربعاء، إنهم متفائلون بمؤتمر القاهرة لجهة أنه يخاطب قضايا الحرب، ويسعى إلى توظيف التضامن الإقليمي والدولي لإنهاء الاقتتال الدائر في البلاد.

ورأى المهدي أن القاهرة قادرة على الضغط على الطرف المتعنت لوقف الحرب، وأن ما يتمخض عنه المؤتمر سيؤسس لواقع جديد يتطلب تكامل الأدوار، من أجل توحيد موقف المدنيين، لأن ذلك يشكل ضغطا على طرفي الحرب لوقفها.

من جانبه، يرى المفكر السياسي اليساري الشفيع خضر أن موافقة القوى المدنية والسياسية على المشاركة في المؤتمر، يعني أنها باتت على قناعة بأن الوطن كله أصبح في مهب الريح، وأن خطرا داهما يتهدد الجميع، وأن ما يجمع بين هذه القوى من مصالح في الحد الأدنى الضروري للحياة في سودان آمن، أقوى مما يفرقها، وأنها لا بد أن تلتقي وتعمل بجدية وإخلاص لمنع انهيار الدولة السودانية.

ويعتقد المفكر السوداني، في رسالة مفتوحة بمناسبة المؤتمر، أن المسؤولية الأكبر والرئيسية في وقف الحرب المدمرة تقع على عاتق القوى المدنية السودانية، لأنها المناط بها تصميم وقيادة العملية السياسية التي بدونها لن تضع الحرب أوزارها، وتوقع أن يسعى المؤتمرون لمضاعفة المشتركات والتوافق حول مقترحات عملية.

ويستبعد المتحدث أن يحسم المؤتمر كل القضايا المطروحة من أول وهلة، لأنها تحتاج إلى عدة لقاءات أخرى، ويقترح أن تكتفي محصلة المؤتمر بالتأكيد على المبادئ العامة حول وقف الحرب عبر التفاوض، ومخاطبة الأزمة الإنسانية، والحفاظ على وحدة السودان، وعملية سياسية تؤسس لفترة انتقال تأسيسية، والتوافق على لجنة تحضيرية للقاءات تالية مكملة.

من جهتها، ترى أماني الطويل، الكاتبة المصرية ومديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مؤتمر القاهرة يأتي في سياق جهد تراكمي لبلورة موقف استكشافي إزاء وقف الحرب، وتم استبعاد قوى من المؤتمر لدورها في الحرب وعدم طرحها رؤى لوقفها.

وبحسب حديث الكاتبة للجزيرة نت، فإن مصر تسلك منهجا مدروسا وحذرا لتقريب مواقف الأطراف السودانية، لكن تحقيق تقدم يستند إلى توفر إرادة عند الفرقاء السودانيين، كما أن القوى الدولية والإقليمية ستدعم هذا الاتجاه في حال التوصل إلى تفاهمات إيجابية.

وتضيف المتحدثة أن المؤتمر جولة استكشافية، ولا ينبغي أن ينظر إليه على أنه سينهي الحرب، بل محاولة لبناء علاقات جديدة على أسس جديدة، لبلورة خريطة طريق نحو حل الأزمة السودانية.

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد لطيف أن نجاح المؤتمر يتوقف على تجاوز الأطراف المشاركة التخوين والتخوين المضاد والتلاوم والمحاسبة على الماضي، وقدرتها على تجريد الأحداث الجارية في البلاد من الحمولات السياسية وتناولها بمسؤولية باعتبارها أزمة تواجه الشعب السوداني.

وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد المحلل أن المؤتمر فرصة للأطراف المناهضة للحرب لإقناع القوى التي تدعمها بخطأ موقفها، ودفعها إلى مربع جديد لتجنيب البلاد مزيدا من الدمار وتشريد المواطنين.

المصدر : الجزيرة

مقالات مشابهة

  • جهود مصرية لوقف نزيف الدم.. القاهرة تستضيف مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية غدا
  • ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟
  • انطلاق أعمال مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية في القاهرة غدا (فيديو)
  • سياسيون ورجال سلطة ومنتخبون كبار استفادوا من بقع أرضية خارج القانون
  • مصر تستضيف مؤتمرا لمناقشة وقف الحرب في السودان
  • مؤتمر القاهرة للقوى السودانية.. هل ينجح في وقف الحرب؟
  • القوى السياسية السودانية: نشكر مصر لمبادرتها جمع الفرقاء السودانيين (بيان)
  • نفوذ مصر المحدود وتحديات مؤتمر القوى المدنية السودانية
  • مؤتمر القاهرة.. الفرصة الأخيرة للقوى السياسية السودانية
  • رويترز: توسيع نطاق استجابة الأمم المتحدة للأزمة السودانية ليشمل ليبيا وأوغندا