بدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى زيارة رسمية لجمهورية السلفادور يبحث خلالها مع فخامة الرئيس نجيب أرماندو بوكيلي رئيس جمهورية السلفادور، العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا والملفات الدولية ذات الاهتمام المشترك .


وينتظر أن تسهم زيارة سمو الأمير المفدى لجمهورية السلفادور والمباحثات التي سيجريها سموه هناك، في تطوير العلاقات بين الدوحة وسان سلفادور ودفعها نحو آفاق رحبة وجديدة من التعاون والشراكات التي تخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وترتبط دولة قطر وجمهورية السلفادور بعلاقات متميزة وأواصر من الصداقة والتعاون التي تتطور يوما بعد يوم. وكان البلدان قد وقعا على اتفاقية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما بتاريخ 24 سبتمبر من عام 2003م، وافتتحت جمهورية السلفادور خلال شهر إبريل من عام 2006م سفارة لها بالدوحة، كما تم افتتاح سفارة لدولة قطر بالسلفادور عام 2009، وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا نوعيا وتبادلا للزيارات من جانب المسؤولين في الطرفين.
وهناك مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تنظم العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والدبلوماسية والتجارية والصناعية والمالية والثقافية والتعليمية والتربوية والرياضية والسياحية وفي مجال الطيران المدني والتعاون والتبادل الإخباري المشترك، إلى جانب التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية كالأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، وتتم دعوة عدد من المسؤولين السلفادوريين لحضور الملتقيات والمنتديات التي تنظمها دولة قطر، مثل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية .
وفي ديسمبر من عام 2019 استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فخامة الرئيس نجيب بوكيلي، وذلك على هامش انعقاد منتدى الدوحة 2019 بفندق شيراتون الدوحة، وجرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وآفاق تطويرها. وفي تصريحات صحفية له بالدوحة في ذلك الوقت، أوضح فخامة الرئيس نجيب بوكيلي أن زيارته للدوحة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية، وكذلك علاقات التعاون والاستثمار مع دولة قطر والمشاركة في منتدى الدوحة 2019 ، وقال إن البلدين لم يستكشفا بعد الإمكانات الكاملة لدى كل منهما، وبين فخامته أن السلفادور تسعى للتعاون والعمل مع دولة قطر في مختلف القطاعات لاسيما قطاع النفط والغاز، مشيرا إلى أن بلاده تتمتع بثروة نفطية كبيرة وتحتاج إلى الشركات القطرية للتعاون في الاستفادة منها.
واستعرض فخامة الرئيس السلفادوري الفرص الاستثمارية في بلاده وخاصة في المجال الزراعي، لافتا إلى أن بلاده تعد بوابة لأسواق أمريكا اللاتينية، لوقوعها في وسط القارة، وأعرب عن تطلعه لرؤية الاستثمارات القطرية في السلفادور خاصة وأنها واحدة من أكثر البلدان استقرارا في المنطقة وموقعة لاتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتحظى بعلاقات كبيرة مع الصين ومختلف دول العالم.
وفي مارس الماضي عقدت في الدوحة، الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وترأس الجانب القطري سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، بينما ترأست الجانب السلفادوري سعادة السيدة أدريانا ميرا نائب وزير الخارجية، وجرى خلال جولة المشاورات السياسية استعراض علاقات التعاون الثنائي، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي إطار علاقات التعاون بين البلدين قدمت دولة قطر لجمهورية السلفادور، شحنات من المساعدات والمعدات والمستلزمات الطبية المتنوعة لدعمها خلال فترة جائحة كورونا، كما قدمت مستلزمات وسلال غذائية للعائلات المتضررة
بعد العاصفة الاستوائية والفيضانات والسيول التي ضربت السلفادور عام 2011، ودمرت عددا كبيرا من البنيات الأساسية، وبدعم من دولة قطر تم افتتاح مدرسة /ال اسبينو/ ببلدية /كوماساغوا/ بجمهورية السلفادور، وفي يونيو من العام الماضي أعربت دولة قطر عن شكرها لجمهورية السلفادور، على انضمامها لمبادرة زراعة مليون شجرة قبل نهائيات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، والتي كانت أول بطولة خالية من الكربون، وزرع 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030، وتمثلت مساهمة السلفادور بتقديم 125 ألف شجرة سنويا، من مساهمة إجمالية بمليون شجرة لغاية عام 2030.  

ولتعزيز الروابط مع أمريكا اللاتينية فقد قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بعدد من الزيارات والجولات في عدد من دولها خلال الأعوام 2015 و2016 و2018، الأمر الذي أسهم بمد جسور التعاون مع دول القارة وفتح أبوابا لشراكات استراتيجية متعددة المسارات بينها وبين دولة قطر. كما أسهمت جولات وزيارات سموه لتلك الدول في تعزيز مكانة دولة قطر على الساحة الدولية، وتجسيد سياستها الخارجية في الانفتاح الإيجابي والتعاون الإنساني وبناء الشراكات طويلة الأمد متعددة الاتجاهات والقطاعات، ويدل وجود 14 سفارة لأمريكا اللاتينية في الدوحة على متانة العلاقات القطرية اللاتينية ومدى الاحترام المتبادل بين الطرفين، فعلاقات الصداقة والتقارب بينهما متينة وجيدة، وخاصة على مستوى قيادات الدول، كما استضافت الدوحة في 31 مارس 2009، القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا اللاتينية، والتي خرجت بإعلان الدوحة، لدعم العلاقات الاستراتيجية بين المنطقتين العربية واللاتينية.
وعلى مدى سنوات التاريخ الحديث كانت أمريكا اللاتينية قريبة من الشعوب العربية، وفتحت قلبها وأبوابها لهم جميعا، بلا أي تمييز، كما تعاطفت مع القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعمتها في المحافل الدولية.
وتعد أمريكا اللاتينية رابع أكبر دول العالم حجما وخامسها في الكثافة السكانية، وتتمتع أمريكا اللاتينية بموارد مائية هائلة وأراض زراعية تعد من بين الأخصب في العالم، فضلا عن احتياطات كبيرة من النفط بعدد من دولها، ومنتجات من خام الحديد والصلب، بالإضافة إلى ربع مخزون النحاس في العالم، وهي موارد ستلعب دورا حيويا في الأسواق المستقبلية. وكذلك الاهتمام الكبير ببرمجيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي والصناعات الذكية، والتي من المتوقع أن تدر سنويا على القارة 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
والسلفادور دولة جبلية تقع وسط أمريكا الوسطى، يحدها المحيط الهادئ جنوبا وغواتيمالا غربا وهندوراس شمالا، وتشترك في الحدود البحرية مع نيكاراغوا، وهي الدولة الوحيدة في أمريكا الوسطى التي ليس لها ساحل على البحر الكاريبي. تبلغ مساحتها 21.000 كيلومتر مربع، وهي أصغر دولة في أمريكا الوسطى، وعدد سكانها نحو ستة ملايين وأربعمائة ألف نسمة.
وتغلب على طبيعتها الجبال البركانية، حيث يوجد بها 23 بركانا خامدا وخمسة حقول بركانية، كما يوجد فيها 3 بحيرات، والكثير من الأنهار. والزراعة هي أساس اقتصاد السلفادور، حيث توفر حوالي ثلثي صادرات البلاد وتوظف ثلث قوتها العاملة، وهي أيضا من أهم الدول في أمريكا الوسطى في المجال الصناعي ومن أهم صناعاتها المنسوجات القطنية والسكر، والبتروكيماويات.
وتمكنت السلفادور من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، كما شهدت تطورا اقتصاديا كبيرا خلال العقد الماضي، الأمر الذي دفع اقتصاد السلفادور إلى آفاق جديدة. وتشير التقارير الحديثة إلى مسار تصاعدي في المؤشر الاقتصادي للسلفادور وهو ما يعكس التزامها بتعزيز اقتصاد قوي ومزدهر، فقد انخفضت نسبة الفقر وارتفعت معدلات النمو وتزايدت الثقة بين المستثمرين، الأمر الذي يعزز مكانة السلفادور كقوة اقتصادية صاعدة في المنطقة وخارجها. كما تعد السياحة أحد المجالات التي تسعى السلفادور لتطويرها، حيث تضم العديد من المعالم الطبيعية الجميلة والمواقع الأثرية والثقافية التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. 

 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: دولة قطر أمریکا اللاتینیة أمریکا الوسطى فخامة الرئیس بین البلدین دولة قطر عدد من

إقرأ أيضاً:

مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق

قال تشو شياو تشوانغ الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر، إن هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر و"عام الشراكة الصينية المصرية". لافتا إلى أنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي، مرت العلاقات بين البلدين قدما نحو "العقد الذهبي" للعصر الجديد. 

قنصل الصين: العلاقات بين القاهرة وبكين تاريخية وشاملةوزير الطيران يبحث مع وفد صيني إمكانية التعاون في تطوير البنية التحتية للمطارات

جاء ذلك خلال ندوة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر .. فرص جديد مع بريكس، و الذكري السنوية الستون لإصدار الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم.

وأوضح المسؤول الصيني  أن مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق، والصين ومصر شريكان طبيعيان في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق. وتحت الرعاية الشخصية لرئيسي الدولتين، تم دمج مبادرة "الحزام والطريق" بشكل عميق مع "رؤية 2030" في مصر، وقد شاركت الشركات الصينية بنشاط في بناء الجمهورية المصرية الجديدة وأكملت العديد من مشاريع التعاون الكبرى .

وأوضح المسؤل الصيني أنه خلال زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو من هذا العام، أصدر الرئيس شي جين بينغ بيانا مشتركا معه، اتفقا فيه على رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو هدف بناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد. لافتا إلى أنه خلال  الحوار الاستراتيجي الذي اختتم مؤخرا بين وزيري خارجية الصين ومصر، أكد الجانبان مرة أخرى على ضرورة تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسي البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية نحو الهدف الأسمى المتمثل في بناء مجتمع صيني-مصري  بمستقبل مشترك للعصر الجديد.

وأشار الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر إن "الصين اليوم"، كرسول مهم لنشر الثقافة الصينية في الشرق الأوسط، ونافذة مهمة لمساعدة العالم العربي على فهم الصين.

وأكد المسؤل الصيني إن الانعقاد الناجح للجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني قد وضع ترتيبات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاحات بشكل شامل وتعزيز التحديث على النمط الصيني، وهو ما بعث برسالة إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك مصر، مفادها أن " الصين لن تتزعزع ارفعوا عاليا راية الإصلاح والانفتاح وسنواصل التقدم إلى مستوى أعلى، وهي الإشارة الأكثر وضوحا وموثوقية للانفتاح الأفقي على العالم الخارجي".

ولفت إلي أن الصين ومصر دولتان تتمتعان بحضارات قديمة، وقد أصبحت الصداقة التقليدية أقوى بمرور الوقت. كما لقيت الثقافة المصرية القديمة ترحيبًا ومحبة من قبل غالبية الناس في الصين. وأصبحت عمليات تبادل الأفراد بين البلدين متكررة بشكل متزايد، حيث يصل عدد الرحلات الجوية المباشرة حاليا إلى 32 رحلة أسبوعيا، ومن المتوقع أن يصل عدد السائحين الصينيين الذين يزورون مصر هذا العام إلى 300 ألف. ومن المتوقع أن تعمل "الصين اليوم" على تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين ومصر بقوة، ونشر الدلالة الروحية للثقافة التقليدية الممتازة للصين ودلالة العصر الجديد، ومساعدة المزيد من  المصريين على فهم الصين ومحبتها. 

من جانبه قال دو تشان يوان رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، إن مرور ستين عاما على تأسيس الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم وعشرين عاما على تأسيس فرع الشرق الأوسط يمثل تاريخا مشرقا وبداية جديدة.

وأشار يوان إلي ضرورة تعزيز  ابتكار أساليب جديدة باستخدام الوسائط الرقمية والوسائط المتعددة لتعزيز التعاون مع مصر والدول العربية، واستكشاف المزيد من قصص النجاح في العلاقات الصينية- المصرية والصينية- العربية.

وأكد رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي علي تعزيز التبادلات والتعاون في كافة المجالات بين الصين ومصر وبين الصين والدول العربية.
فيما قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق إن مجلة الصين اليوم تعتبر منصة مهمة للتعارف والتقارب بين شعوب حضارتين من اهم الحضارات الإنسانية "الحضارة الصينية والحضارة العربية"، لافتا إلي  أن هذا التقارب والتعارف يمثل المدخل الرئيسي والمتين لعلاقات قوية ومستدامة.

فيما قالت الدكتورة خديجة عرفة، الباحثة فى العلاقات الدولية إنه تقدم مجلة الصين اليوم فهما ثقافيا أكبر للحضارة والثقافة الصينية كما أنه تقوم بدور مهم في تذليل الحواجز الجغرافية والتغلب على التحديات المرتبطة باللغة، بشكل أسهم في مد جسور التواصل عبر الحدود الجغرافية.

وقال حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم، إن الطبعة العربية للمجلة تقوم بنشر مقالات لقادة الصين والدول العربية، حيث أنه في عدد يناير 2016 تم نشر كلمة للرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، فضلا عن كلمات ومقالات للعديد والعديد من الوزراء وكبار المسؤولين الصينيين والعرب.

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار يبحث مع السفير الإيطالي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • السعودية ومصر خطوات نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.. خبراء: الاستثمارات بين البلدين شراكة استراتيجية وتنمية مستدامة
  • في بيان مشترك.. وزيرا خارجية مصر والصومال يتفقان على أهمية ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية
  • عبد العاطي: توافقت مع وزير خارجية الصومال على ترفيع العلاقات بين البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية
  • المكاري استقبل سفير تركيا وبحثا في تقوية العلاقات بين البلدين
  • الإمارات وبيلاروسيا.. تعاون راسخ وآفاق واعدة
  • مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق
  • رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين
  • إذا رغبت واشنطن..بوتين: مستعدون لتحسين العلاقات مع أمريكا
  • بوتين لا يستبعد تحسن العلاقات مع أمريكا بعد قدوم ترامب