جزيرة صغيرة ونكهات كبيرة..كيف يسعى طهاة لنشر ثقافة المطبخ السريلانكي حول العالم؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما افتتح مطعم "Kolamba" لأول مرة في عام 2019، لم يكن العديد من رواد المطعم في منطقة سوهو بوسط العاصمة البريطانية لندن على دراية بالمطبخ السريلانكي.
وظنوا أنه يشبه الطعام الهندي تمامًا، وفقا للمؤسسة المشاركة للمطعم، أوشي ميويلا، التي نشأت في سريلانكا.
وقالت لـ CNN: "شعرنا أن الطعام السريلانكي لا يتم تمثيله بشكل كافٍ في وسط لندن، لذلك أردنا إحضار الأطباق التي نشأنا عليها وافتقدناها عندما انتقلنا بعيداً".
ورغم أن سريلانكا هي الجارة الصغيرة للهند، حيث يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة فقط، إلا أن مطبخهما وثقافتهما تختلفان تماماً.
والآن، يسلط جيل جديد من الطهاة السريلانكيين في جميع أنحاء العالم الضوء على مطبخهم الأصلي، بينما يحتضنون التراث المتنوع للطهي في البلاد.
الارتباط السياحيتشير ميوالا إلى أن الظهور المتزايد للمطبخ السريلانكي "كان قادمًا منذ فترة طويلة".
وتتابع: "أما الآن، هناك المزيد من السريلانكيين على استعداد لاغتنام الفرصة لتقديم مطبخنا الخاص، وفتح المطاعم، ونشر مطبخنا حول العالم".
وتنسب ميويلا الفضل إلى السياحة في الارتفاع الأخير بالاهتمام والدعم للطعام السريلانكي.
ورغم توقف وصول السياح بسبب سلسلة من الانتكاسات منها أمنية، واقتصادية، وصحية مثل جائحة "كوفيد-19"، إلا أن سريلانكا عادت إلى رادار السياحة، حيث استقبلت بالفعل أكثر من 800 ألف زائر في عام 2023 اعتبارًا من الأسبوع الأول من أغسطس/ آب الماضي.
وتوضح ميويلا: "يزور الناس جزيرتنا المتنوعة، ويكتشفونها، ويجربون طعامنا، الذي يدركون أنه لذيذ أيضًا".
من جانبها، تعتقد الطاهية داياني ويليامز، إحدى المتسابقات في برنامج "MasterChef Australia 2019"، أن ظهور منصات التواصل الاجتماعي في العقد الماضي وبرامج مسابقات الطبخ ساعدت أيضًا الطهاة المحترفين والهواة على الترويج للطعام السريلانكي في السوق الدولية.
وتقول الطاهية، المعروفة بإعداد أطباق السلطعون السريلانكية بالكاري والدجاج بالكاري التي قدمتها خلال مشاركتها في البرنامج التلفزيوني الأسترالي: "لقد رأينا العديد من المشاركين يتمسكون بجذورهم ويبتكرون أطباق سريلانكية أصيلة في هذه البرامج".
تأثيرات متنوعةواليوم، يقوم المزيد من الطهاة السريلانكيين في جميع أنحاء العالم بالترويج للطعام السريلانكي بينما يتحدون المفاهيم الخاطئة الشائعة حول هذا المطبخ.
وتوضح ويليامز أن ذلك قد ساعد في تغيير التصور العالمي بأن الطعام السريلانكي يختلف عن الطعام الهندي، ولا يقتصر الأمر على تناول الكثير من الكاري مع الأرز فحسب.
وعلى سبيل المثال، رغم مشاركة الاسم ذاته، فإن "الروتي" السريلانكي عبارة عن "دوائر" أصغر حجمًا وأكثر سمكًا محضّرة من جوز الهند المبشور الطازج ودقيق الأرز، على عكس الروتي الهندي الكبير، المحضّر من القمح.
ويُعتبر كل من الأرز، وحليب جوز الهند، والفاكهة المحلية، والخضار، والمأكولات البحرية بمثابة اللبنات الأساسية للمطبخ السريلانكي.
وتشرح ميويلا أن المطبخ السريلانكي يستمد الإلهام من الثقافات العرقية المتنوعة وتأثيرات الهولنديين والبرتغاليين، الذين حكموا سريلانكا ذات يوم.
وبالنسبة لمطعم "Kolamba"، فتشمل الأطباق الرئيسية لحم الضأن بوريال، وهو طبق شائع في المنطقة الشمالية التي يسكنها الشعب التاملي في سريلانكا، حيث يُقلى اللحم جافًا مع البصل، والفلفل الأخضر الحار، والليمون.
أما أحد الحلويات الشعبية المشهورة، فهو عبارة عن كسترد جوز الهند الذي يعده المسلمون للاحتفال بالعيد.
وتشير ميويلا إلى أن المطبخ السريلانكي يعتمد أيضًا على النباتات بشكل كبير مع العديد من الخيارات النباتية، ما يمنح المطبخ تميزًا، ويجعله يلقى صدى لدى الجماهير العالمية.
وعلى مدى قرون، استخدم السريلانكيون المكونات البرية والمزروعة عضويًا مثل الكاكايا،، والسبانخ، والبطاطا، حيث قاموا بمزجها مع التوابل والأعشاب، ثم قليها لإعداد أطباق ذات نكهات فريدة.
وتشيد قائمة الطعام بمطعم "Kolamba" بهذه الوصفات النباتية مع أطباق مثل كاري الخبز المطهي مع حليب جوز الهند، والموز الأخضر الخام المقلي، وجوز الهند المبشور.
وفي الطبخ السريلانكي، يتم بشر اللب الأبيض لجوز الهند وعصره لتحضير حليب جوز الهند الغني بالكريمة، والذي يثري أنواع الكاري النباتية واللحوم المختلفة.
ويضاف حليب جوز الهند الطازج أيضًا إلى مشروب تقليدي يسمى "Kola kanda"، المحضر من الأعشاب والأرز.
وخلال المناسبات الاحتفالية مثل رأس السنة أو اليوم الأول من العمل، يقوم السريلانكيون أيضًا بطهي حليب جوز الهند مع الأرز لإعداد وجبة إفطار كريمية تسمى "كيريباث".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: سريلانكا لندن مطاعم
إقرأ أيضاً:
مطالبات برفض تحويل جزيرة الخالدية إلى ناحية: أبعدوها عن التنافس الانتخابي
بغداد اليوم - الأنبار
شدد المختص في الشأن الزراعي والبيئي عقيل رشيد، اليوم الخميس (13 آذار 2025)، على ضرورة الضغط الشعبي والسياسي من أجل منع قرار تحويل جزيرة الخالدية إلى ناحية في محافظة الأنبار، فيما أكد على أهمية إبعاد الملف البيئي عن أي اجندة سياسية وانتخابية.
وقال رشيد، لـ"بغداد اليوم"، إن "قرار تحويل جزيرة الخالدية إلى ناحية له تداعيات زراعية وكذلك بيئية خطيرة، فهذا سيقلل بشكل كبير من الأراضي الخضراء، وزيادة نسبة التصحر وهذا امر خطير في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العراق وكل العالم".
وبين أن "الوضع البيئي والزراعي يجب ان يكون بعيداً عن أي اجندة سياسية وانتخابية، ولهذا القرار يجب ان يتم منعه عبر الضغوطات الشعبية وكذلك السياسية، وتنفيذ هذا القرار، سوف يقتل بشكل حقيقي قتل الرئة الخضراء لمحافظة الأنبار، وسيكون له اثر بيئي بعموم العراق وليس الانبار فقط".
بدوره حذّر المختص في الشأن الزراعي والبيئي، عادل المختار، من التداعيات الخطيرة لقرار استحداث ناحية في جزيرة الخالدية على المستويين البيئي والاقتصادي.
وقال المختار لـ"بغداد اليوم" إن "قرار مجلس محافظة الأنبار بشأن باستحداث ناحية في جزيرة الخالدية له تداعيات كبيرة وخطيرة على المستوى الزراعي والبيئي لمحافظة الأنبار بهذا القرار سيؤدي إلى قتل الرئة الخضراء للمحافظة".
وأضاف أن "هذا الارتفاع ايضاً سيكون له تداعيات اقتصادية خاصة على وضع الفلاحين وكذلك سكان تلك الجزيرة ولهذا يجب رفض هذا القرا سياسيا وشعبيا ويجب الحفاظ على ما تبقى من المدن الخضراء لما لها من اهمية زراعية وبيئية واقتصادية".
وكان قد اثار عضو مجلس محافظة الأنبار، زيد حماد شلال، في وقت سابق جدلاً واسعاً باتّهامه وجود تجاوزات فساد في تحويل أراضي جزيرة الخالدية إلى مجمعات سكنية، معتبرًا المشروع محاولة لاستغلال ما وصفه بـ"السلة الغذائية للأنبار" في إشارة إلى الجزيرة، لـ"تحقيق مكاسب مالية على حساب مستقبل الأجيال".
وفي رسالة عاجلة وجهها إلى رئيس الوزراء، حذّر شلال من تنفيذ هذا المشروع واصفاً إياه بتهديد حقيقي لمصالح الأهالي واستقرار المحافظة.