قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن شعب السودان تحمل معاناة وتضحيات هائلة في سعيه لتحقيق السلام والعدالة، وإن الصراع العقيم الحالي وعقود الدكتاتورية العسكرية التي سبقته، أظهروا بشكل قاطع أن الحكم العسكري لن يحقق الاستقرار في السودان.

وفي خطابه أمام جلسة حوار تفاعلي حول السودان في إطار الدورة الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان، قال فولكر تورك إن الحكم العسكري لن يُحسن الحوكمة في السودان أو الاقتصاد ولن يعزز حقوق الإنسان وإنما سيُولد مزيدا من الاضطرابات والمعاناة.



وشدد على أن الوقت قد حان لأن ينهي قائدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أعمال العنف ويعودا إلى المحادثات السياسية، ويمتثلا على الفور لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

المحاسبة
وأضاف مفوض حقوق الإنسان أن الوقت قد حان أيضا لتحديد مرتكبي الانتهاكات الجسيمة والتحقيق معهم ومحاسبتهم، وكسر دائرة الإفلات من العقاب.

وقال تورك إن الفشل في محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات الماضية ساهم بشكل رئيسي في عدم الاستقرار المستمر في السودان منذ عقود، وأدى في النهاية إلى تأجيج الأعمال العدائية الحالية.

وباء العنف الجنسي
واستنكر فولكر تورك تفشي ما وصفه بوباء العنف الجنسي المرتبط بالنزاع. وقد تلقى مكتبه تقارير موثوقة عن وقوع 45 حادثة، شملت ما لا يقل عن 95 ضحية، من بينهم 75 امرأة ورجل واحد و19 طفلا.

وأشار إلى أن هذا الرقم لا يعبر عن العدد الفعلي للضحايا قائلا: "من المرجح أن يكون هذا قمة الجبل الجليدي". وذكر أن التقارير ترد بشكل رئيسي من ولاية الخرطوم ودارفور وكردفان. وذكر أن غالبية الجناة – حوالي 78% منهم – كانوا رجالا يرتدون زي قوات الدعم السريع أو رجالا مسلحين تابعين لقوات الدعم السريع.

المدنيون والصراع
وأبدى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه البالغ إزاء الدعوات التي أطلقها مسؤولو القوات المسلحة السودانية، ومنهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان لتسليح المدنيين. وأشار إلى دعوات مماثلة من قادة المجتمع المحلي، بما في ذلك سلطان المساليت مؤخرا.

وشدد على ضرورة عدم تشجيع المدنيين على المشاركة في الأعمال العدائية أو تعريضهم لتأثير العمليات العسكرية.

وأشار إلى مؤشرات مثيرة للقلق عن تورط الميليشيات في الصراع غالبا على أسس قبلية أو عرقية. وقال إن حملات التعبئة التي تقوم بها القوات المسلحة السودانية تهدد بإثارة التوتر بين المجتمعات وإشعال مزيد من الصراع بينها.

الصراع في السودان، الذي اندلع في الخامس عشر من نيسان/أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1500 مدني- وفقا لوزارة الصحة- وتشريد أكثر من 5.1 مليون شخص.

كما أصاب الصراع اقتصاد السودان بالشلل، ودفع الملايين إلى حافة الفقر، وأدى إلى توقف شبه تام للخدمات الأساسية في المناطق المتضررة من القتال.

وفي ختام كلمته شدد المسؤول الأممي على الحاجة إلى إرادة سياسية منسقة ومشاركة وتعاون من أصحاب النفوذ في المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المأساة. كما أكد على ضرورة زيادة الدعم المالي للوكالات الإنسانية التي تبذل كل ما في وسعها للوصول إلى ملايين الأشخاص المحتاجين.

وقال إن هذا الصراع المروع يجب أن يتوقف قبل فوات الأوان لانتشال السودان من الكارثة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لحقوق الإنسان الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

“الاتحاد لحقوق الإنسان” تنظم معرضا دوليا في ساحة الأمم المتحدة

نظمت جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، واللجنة العُليا للأخوة الإنسانية، معرضا دوليا في ساحة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، على هامش مشاركة “الجمعية” في الدورة “56” للمجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جنيف.
وأقيم المعرض، الذي اختتمت فعالياته أمس، تحت عنوان “النموذج الإماراتي في محاكاة واستشراف حقوق الإنسان في المستقبل”، وتم خلاله استعراض أهمية “قمة المستقبل” في رسم مستقبل حقوق الإنسان، والتعريف بجهود ومنجزات وريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال حقوق الإنسان.
وافتتحت المعرض، الذي استمر ثلاثة أيام، الدكتورة فاطمة خليفة الكعبي، رئيس جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان، بحضور عدد من ممثلي المنظمات الدولية غير الحكومية وشخصيات مجتمعية بارزة في جنيف، والعديد من خبراء ومقرّري الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقيادات المدنية والمجتمعية والشخصيات الفاعلة في مختلف المجالات المعنية بحقوق الإنسان المشاركين في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان، إضافة إلى عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية الرسمية في جنيف.
وأكدت الدكتورة فاطمة خليفة الكعبي، أهمية المعرض في إبراز واستعراض النموذج الإماراتي في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، ومحاكاة واستشراف مستقبله في إطار الحرص على إثراء الواقع الفعلي لرعاية دولة الإمارات لحقوق الإنسان، والسعي لتوسيع المشاركة الميدانية للجمعية في العمل الحقوقي.
وأوضحت أن الهدف من المعرض هو التعريف بالجهود والإنجازات التي قامت بها الدولة، على صعيد تعزيز احترام حقوق الإنسان المدنية والسياسية، إضافة إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، واستعراض مسيرة الإمارات الحقوقية والتطورات الإنسانية والتنموية، منذ تأسيس اتحاد الإمارات في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأضافت أن المعرض ركّز على التاريخ الحضاري للإمارات في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وسيادة القانون، والعدالة والسلام، ومكافحة الإتجار بالبشر، ومكافحة غسيل الأموال، واحترام ورعاية كبار السن، وحماية حقوق الأشخاص أصحاب الهمم، وحقوق كل من النزلاء والأطفال والعمال، وتمكين المرأة، وحرية الرأي والتعبير، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، فضلا عن إبراز جهود الدولة في مواجهة القضايا المعاصرة لحقوق الإنسان وحوكمتها، خاصة فيما يتعلق بالإنجازات الرائدة بالذكاء الاصطناعي، وذلك في ظل الرؤية السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
وأشادت الكعبي بجهود كافة الجهات الداعمة، على رأسها الأرشيف والمكتبة الوطنية، واللجنة العُليا للأخوة الإنسانية، إضافة إلى المتطوعين الإماراتيين المشاركين في تنظيم وإدارة المعرض، ما أسهم في إثراء رسالته العالمية ونشر ثقافة حقوق الإنسان، وخدمة المجتمع المدني الحقوقي، وهي الجهود التي أسهمت في الارتقاء بنقل رسالة الإمارات الإنسانية عالميا، ونشر الوعي برعايتها لحقوق الإنسان، والوفاء بالتزاماتها المتعلقة بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.وام


مقالات مشابهة

  • مصر ومؤتمر الأزمة السودانية.. 5 تحديات ملحّة تدفع للتحرك الفوري
  • الأمم المتحدة تدعوا الجيش السوداني والدعم السريع لمفاوضات الأسبوع المقبل
  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان تنظم معرضاً دولياً بساحة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
  • الأمم المتحدة: 136  ألف فار سوداني من ولاية سنار بسبب الدعم السريع
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان” تنظم معرضا دوليا في ساحة الأمم المتحدة
  • المفوض الأممي لحقوق الإنسان يحذر من «خطاب الكراهية» خلال الانتخابات
  • المفوض الأممي لحقوق الإنسان يندد بصعود "خطاب الكراهية والتمييز" خلال الحملات الانتخابية
  • المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه من “خطاب الكراهية” في الحملات الانتخابية
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أوروبا تشهد زيادة في خطاب الكراهية والتمييز