تدمير أكثر من 89 منشأة صحية في اليمن بين عامي 2018 و2023
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
قالت مجموعة الحماية في اليمن، إنه كان لتدمير البنية التحتية الصحية تأثير شديد على تقديم الخدمات، حيث تم تدمير أو تضرر أكثر من 89 منشأة صحية في جميع أنحاء البلاد بين عامي 2018 و2023.
وأدى ما يقرب من تسع سنوات من الصراع والتدهور الاقتصادي إلى إضعاف النظام الصحي في اليمن، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى المساعدة الصحية، بما في ذلك 13 مليونًا من ذوي الاحتياجات الحادة.
وقال تقرير مشروع مراقبة الأثر الاجتماعي للفترة أبريل - يونيو 2023، إن المحادثات مع الأسر والخبراء كشفت أن احتياجات الرعاية الصحية آخذة في التزايد، ويرجع ذلك أساسًا إلى التحديات التي تواجه الوصول إلى الخدمات الصحية والأدوية.
وأضاف، إن العوامل التي تساهم في عدم كفاية الرعاية الصحية المتاحة تشمل البنية التحتية المتضررة، ومحدودية الموظفين، والنقص أو في بعض الحالات النقص الكامل، في التمويل والكهرباء والأدوية والإمدادات والمعدات.
ووفقاً لنظام رصد توافر الموارد والخدمات الصحية (HeRAMS) التابع لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال لدى اليمن تقريبًا نفس عدد المرافق الصحية التي كانت موجودة قبل الحرب 4,966 مرفقًا صحيًا في عام 2022 مقارنة بـ4,972 في عام 2014، قبل الحرب.
وبين أن الصراع أدى إلى تشغيل 50% فقط من المرافق الصحية بكامل طاقتها و35% منها جزئيًا.
وأشار إلى أن اليمن يعاني من نقص حاد في العاملين الطبيين، حيث لا يتوفر سوى 10 عاملين صحيين لكل 10,000 شخص، وهذه النسبة أقل بكثير من الحد الأدنى لمعيار منظمة الصحة العالمية وهو 22 عاملاً صحياً لكل 10,000 شخص.
وأوضح أن العديد من العوامل تساهم في محدودية عدد العاملين الصحيين، منها إغلاق أو تدمير المرافق الصحية في بعض المناطق، وتقليص المساحات التي يمكنهم العمل فيها، ووفاة أو إصابة العاملين الصحيين، ونزوحهم أو هجرتهم خارج البلاد، وعدم انتظام دفع الرواتب.
كما يؤثر الإرهاق الناتج عن العمل الزائد ونقص الموارد بشكل أكبر على جودة الرعاية الصحية المقدمة.
وأكد أن هذه العوامل تركت المرافق الصحية مع عدد قليل من العاملين الصحيين، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على الموظفين المتاحين.
ولفت إلى أن هذه التحديات تُجبر الأسر على اتخاذ خيارات واعتماد مجموعة من استراتيجيات التكيف التي يمكن أن يكون لها عواقب ضارة على مستوى الأسرة وتؤثر على المجتمع على نطاق أوسع.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المرافق الصحیة
إقرأ أيضاً:
«مسام» يفكك قنابل اليمن المؤجلة: أكثر من 4 آلاف ذخيرة مدمّرة في أبين
المناطق_أحمد حماد
أرض بلا ألغام.. كيف يعيد “مسام” الحياة إلى وديان اليمن المنكوبة؟
في بلد تتقاطع فيه الجغرافيا بالأزمات، وتصبح الأرض نفسها مصدر تهديد يومي، تبرز جهود مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، كواحدة من أهم ركائز الأمن الإنساني في البلاد.
العملية الأخيرة التي نفذها الفريق في وادي دوفس بمديرية زنجبار، وأسفرت عن إتلاف 4146 قطعة من مخلفات الحرب، لم تكن مجرد مهمة تقنية، بل فصل جديد في معركة بقاء يخوضها المدنيون على أرضهم.
عملية نوعية في أبين.. تفاصيل وأرقام
بحسب بيان رسمي صادر عن مشروع «مسام»، نفّذ فريق المهمات الخاصة الأول عملية إتلاف كبيرة، شملت ذخائر متنوعة:
21 قذيفة عيار 152 ملم
35 قذيفة عيار 85 ملم
33 قذيفة هاون عيار 85 ملم
31 قذيفة عيار 100 ملم
1200 طلقة عيار 7.62 ملم
500 طلقة عيار 50 ملم
2000 طلقة منمي
261 فيوز
31 قنبلة يدوية
15 قذيفة خارقة
10 ألغام مضادة للدبابات
9 ألغام مضادة للأفراد
نفذت العملية في موقع آمن بعيد عن المناطق السكنية والزراعية، تماشياً مع المعايير الدولية المعتمدة، بحسب ما أكده المهندس منذر قاسم، قائد الفريق، في تصريحات خاصة.
“عملنا لا يتوقف”.. الكفاح في الميدان
يقول قاسم: “عمل فرق المهمات الخاصة لا يتوقف طوال العام، نظرًا لأهمية مهامنا في حماية حياة المواطنين الأبرياء. لا يمكن تأخير أي عمل يتعلق بإزالة المخاطر التي تهدد حياتهم”.
ويشير إلى أن العملية تمت بنجاح رغم الظروف المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة، ما يعكس التفاني والالتزام الكبير من قبل الفريق.
ألغام تزرع الموت.. و«مسام» يزرع الأمان
إن أهمية استهداف مناطق مثل وادي دوفس لا تقتصر على الجانب الأمني، بل تشمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية، لكونها مناطق زراعية تعتمد عليها آلاف الأسر اليمنية. في بلد تمزقه الحرب، لا يكفي إرسال الغذاء والدواء، بل يجب تمهيد الأرض لعودة الحياة – وهنا يكمن جوهر مشروع «مسام»
وتأتي هذه الجهود في ظل تراجع كبير في الاستجابات الإنسانية الدولية لليمن، مما يجعل «مسام» نموذجا حيويا للتدخل الفاعل ميدانيا.
من الأرقام إلى المعنى
تفكيك أربعة آلاف قنبلة وقذيفة في عملية واحدة يترجم واقعا مرعبا: اليمن لا يزال ملغما بالقتل المؤجل، حيث قد يتحول حجر أو جذع شجرة إلى أداة موت.
وفي المقابل، تنزع كل عملية مثل هذه فتيل خطر، وتفتح نافذة على أمل جديد.
وبينما يشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، تثبت فرق «مسام» أن إعادة البناء تبدأ من الميدان، حيث يسير الناس، يزرعون ويحلمون. فإزالة الألغام ليست فقط عملاً عسكريًا أو إنسانيًا، بل هي تحرير حقيقي للأرض من الخوف، وعودة ممكنة للحياة.